الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر:51] ، فاللهم احفظ المسجد الأقصى وأرض فلسطين وجميع بلاد المسلمين, اللهم استعملنا في طاعتك وامنحنا الصبر والثبات على دينك .. اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هماً فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية .. اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلء اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ، اللهم عليك باليهود المعتدين ومن ناصرهم، اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية .. يا قوي يا عزيز......هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
غزة ونصرة المظـلـــــــوم.. !!
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وألبسنا لباس التقوى خير لباس ...
الحمد لله حمداً طـاب وانتشرا *** على ترادف جود في الوجــــود سرى
الحمد لله حمـداً سرمداً أبــدا *** ما أضحك الغيث وجه الأرض حين جرى
حمدا كثيرا به أرقى لحضـرته *** على منابــر أنس أبلـــــغ الوطرا
ثم الصلاة على ختم النبوة مـن *** إذا تــــــقدم كـان الأولــون ورا
مع السلام الذي يهدى لحضرته *** يعم آلاً وصحباً ســــادة غــــررا
ونسأل الله توفيقاً لطاعتـــه *** ورحمة لا نجـــد من بعـــدها كدرا... أما بعـــــد :
عبـــــــاد الله :- لقد حرص الإسلام إن يعيش أبناءه في ترابط وتعاون وتناصر حتى يسود المجتمع الأمن والأمان والمحبة والحنان .. الحقوق محفوظة ومصونة والواجبات معروفة ومطلوبة من شأنها أن تشد الروابط بين المسلمين وتزيد الألفة فيما بينهم في مشارق الأرض ومغاربها، وتحفظ وحدتهم وتصون كرامتهم، وتحفظ حقوقهم ذلك إن المؤمن شأنه إن يعيش عزيزا فهو يحمل رسالة عظيمة وينتمي لأمة عظيمة ورسوله صلى الله عليه وسلم أعظم الرسل يقول الله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلذين مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سيماهم في وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ في ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ في ٱلإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شطاه فأزره فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسترىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلزين امنوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلجٰن مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح: 29].
وبقدر تمسك الفرد منا بهذه القيم والواجبات وجعلها نظام عمل في هذه الحياة بقدر ما يكون قريبا من الله .... قريبا من خلقه . ولعل من أهم الواجبات والحقوق التي على المسلم لأخيه المسلم موارد في حديث البراءة بن عازب رضي الله عنه: حيث قال "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض وإتباع الجنازة وتشميت العاطس وإجابة الداعي وإفشاء السلام ونصر المظلوم وإبرار المقسم ) (البخاري ومسلم) ... فأين نحن من القيام بهذه الحقوق والواجبات كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نقوم ببعض هذه الحقوق مع تقصيرنا الشديد فيها فمنا من قد يزور مريض وآخر قد ينبع جنازة ويشمت عاطسا وآخر قد يجيب الداعي ويبر القسم .. لكن أين من ينصر مظلوما ؟ في هذا الزمان ... وما أكثر المظلومين في زماننا وكم يرى الناس من إنسان ينتهك عرضه وتداس كرامته ويسلب ماله ويسفك دمه ثم لايجد من ينصره أو من يقف بجانبه وأصبح هذا الحق والواجب ضائعا وغريبا في حياتنا .. قال تعالى ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً) [النساء: 75]، وقال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].. و يقول صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". (رواه أحمد) .. وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُذِلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة” (رواه أحمد بسند حسن) ... والله تعالى يقول ( لُعِنَ ٱلذين كَفَرُواْ مِن بني أسرٰأيل عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلق بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ لا يتناهون عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لبأس مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [المائدة:78، 79]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) (حسنه الألباني في صحيح الترمذي (1762) .. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم ولا يسلمه، ومن كانفي حاجة مسلم كان الله في خاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)(البخاري (2310) قال ابن حجر رحمه الله تعالى (قوله (لا يسلمه) أي لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه، وهذا أخص من ترك الظلم)( فتح الباري (5
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وألبسنا لباس التقوى خير لباس ...
الحمد لله حمداً طـاب وانتشرا *** على ترادف جود في الوجــــود سرى
الحمد لله حمـداً سرمداً أبــدا *** ما أضحك الغيث وجه الأرض حين جرى
حمدا كثيرا به أرقى لحضـرته *** على منابــر أنس أبلـــــغ الوطرا
ثم الصلاة على ختم النبوة مـن *** إذا تــــــقدم كـان الأولــون ورا
مع السلام الذي يهدى لحضرته *** يعم آلاً وصحباً ســــادة غــــررا
ونسأل الله توفيقاً لطاعتـــه *** ورحمة لا نجـــد من بعـــدها كدرا... أما بعـــــد :
عبـــــــاد الله :- لقد حرص الإسلام إن يعيش أبناءه في ترابط وتعاون وتناصر حتى يسود المجتمع الأمن والأمان والمحبة والحنان .. الحقوق محفوظة ومصونة والواجبات معروفة ومطلوبة من شأنها أن تشد الروابط بين المسلمين وتزيد الألفة فيما بينهم في مشارق الأرض ومغاربها، وتحفظ وحدتهم وتصون كرامتهم، وتحفظ حقوقهم ذلك إن المؤمن شأنه إن يعيش عزيزا فهو يحمل رسالة عظيمة وينتمي لأمة عظيمة ورسوله صلى الله عليه وسلم أعظم الرسل يقول الله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلذين مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سيماهم في وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ في ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ في ٱلإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شطاه فأزره فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسترىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلزين امنوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلجٰن مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح: 29].
وبقدر تمسك الفرد منا بهذه القيم والواجبات وجعلها نظام عمل في هذه الحياة بقدر ما يكون قريبا من الله .... قريبا من خلقه . ولعل من أهم الواجبات والحقوق التي على المسلم لأخيه المسلم موارد في حديث البراءة بن عازب رضي الله عنه: حيث قال "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض وإتباع الجنازة وتشميت العاطس وإجابة الداعي وإفشاء السلام ونصر المظلوم وإبرار المقسم ) (البخاري ومسلم) ... فأين نحن من القيام بهذه الحقوق والواجبات كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نقوم ببعض هذه الحقوق مع تقصيرنا الشديد فيها فمنا من قد يزور مريض وآخر قد ينبع جنازة ويشمت عاطسا وآخر قد يجيب الداعي ويبر القسم .. لكن أين من ينصر مظلوما ؟ في هذا الزمان ... وما أكثر المظلومين في زماننا وكم يرى الناس من إنسان ينتهك عرضه وتداس كرامته ويسلب ماله ويسفك دمه ثم لايجد من ينصره أو من يقف بجانبه وأصبح هذا الحق والواجب ضائعا وغريبا في حياتنا .. قال تعالى ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً) [النساء: 75]، وقال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].. و يقول صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". (رواه أحمد) .. وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُذِلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة” (رواه أحمد بسند حسن) ... والله تعالى يقول ( لُعِنَ ٱلذين كَفَرُواْ مِن بني أسرٰأيل عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلق بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ لا يتناهون عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لبأس مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [المائدة:78، 79]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) (حسنه الألباني في صحيح الترمذي (1762) .. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم ولا يسلمه، ومن كانفي حاجة مسلم كان الله في خاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)(البخاري (2310) قال ابن حجر رحمه الله تعالى (قوله (لا يسلمه) أي لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه، وهذا أخص من ترك الظلم)( فتح الباري (5
/ 97).
عبـــــــاد الله : إن نصرة المظلوم من الفروض الكفائية فإذا قام بها البعض وتمت النصرة سقطت عن الباقين في المجتمع المسلم وإذا لم يقوم بها أحد أثم من كان مستطيعاً وعنده القدرة على ذلك .. وانظروا إلى التأريخ وهو يحدثنا عن موقف أنساني فذ فريد للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بعثته ، أعطاه القيمة الكبرى بعد البعثة وهو موقفه في حلف الفضول و حلف الفضول كان تجمعاً وميثاقاً إنسانياً تنادت فيه المشاعر الإنسانية ، لنصرة الإنسان المظلوم ، والدفاع عن الحق المضيع ، لم تحدثه سلطات ، ولا قوى دولية ، بل أنشأته قوى اجتماعية بدوافع إنسانية ، وإحساس وجداني عميق بضرورة نصرة المستضعفين والمظلومين . . لنستمع للتأريخ ، وهو يروي لنا قصة هذا الحدث الحضاري الكبير في عالم الإنسان : روى اليعقوبي في تأريخه ما نصه : «حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حلف الفضول ، وقد جاوز العشرين ، وقال بعد ما بعثه الله : حضرت في دار عبدا لله بن جذعان حلفاً ما يسرني به ؟ النعم ، ولو دعيت إليه اليوم لأجبت» ... إن ذلك الموقف الصادر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومثله الموقف في حلف الفضول يؤكد أنّ الدفاع عن الحق ، ونصرة المظلوم مسؤولية يسأل عنها الإنسان ، والقادر على القيام بها تجاه المظلومين والمضطهدين ، وبغض النظر عن عقيدة المظلوم أو لغته أو طبقته الاجتماعية أو انتمائه السياسي . .
والقائم بخلق النصرة يجب أن يكون الباعث على قيامه بهذا الخلق قصد وجه الله تعالى، ومنع الظلم بأنواعه، وتحقيق العدل على جميع الناس، وإعانة الفقراء والمحتاجين على لوازم الحياة الكريمة، فلا ينتصر لعرق أو حزب أو طائفة، أو ينصر أحدا لطلب مال أو شرف أو جاه، فكل ذلك من خصال الجاهلية وطباع البهيمية السافلة، قال تعالى في قصة ذي القرنين {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً} [الكهف: 94، 95] .. والنصرة تكون باللسان واليد وبالمقال الصحفي وبالمحاماة وبالمال وبالنصح والتوجيه وكف الأذى وبالجهاد في سبيل الله وبالدعاء في ظهر الغيب وتكون النصرة بنشر قضية المظلوم وتعرية الظالم وفضحه وزجره وتكون كذلك بالإصلاح بين الناس ومعالجة المشاكل وغير ذلك كل حسب قدرته واستطاعته .. فاللهم وفقنا إلى كل خير وأهدنا سبلنا واجعلنا من الراشدين ..
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــبة الثانيــة : الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
عبــــــاد اللـه : - لقد كان خلق النصرة للمظلوم من ابرز وأظهر الأخلاق عند المسلمين حكاما ومحكومين .... الم يجهز الخليفة العباسي المعتصم جيشا عظيما يوم عمورية لأن الخبر بلغه عن طريق التجار والركبان إن رجل من الروم لطم امرأة مسلمة فنادت وآمعتصماه فاقتص لها ممن ظلمها.. وتصل رسالة إلى الملك الناصر صلاح الدين من أسير للمسلمين في سجون الصليبيين في مدينة القدس بعد أن سقطت بأيديهم قال فيها : -
يا أيها الملك ااـذي ** لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى ** من البيت المقدس
كل المساجد طهرت وأنا ** على شرفي أنجس
فسار بجيشه ودخل المسلمون بيت المقدس، وطهروه من الصليب وطهروه من الخنزير، و نادى المسلمون بالآذان ووحدوا الرحمن وجاء الحق وبطلت الأباطيل وكثرت السجدات وتنوعت العبادات وارتفعت الدعوات وتنزلت البركات وتجلت الكربات وأقيمت الصلوات وأذن المؤذنون وأحضر منبر نور الدين الشهيد عليه رحمة الله الجليل الذي كان يأمل أن يكون الفتح على يديه فكان على يدي تلميذه صلاح الدين، ورقى الخطيب المنبر في أول جمعة بعد تعطل للجمعة والجماعة في المسجد الأقصى دام واحد وتسعين عاما، فكان مما بدأ به الخطيب خطبته بعد أن حمد الله أن قال: ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45)، ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (الروم:4) ...
ولما تولى أبو يوسف يعقوب بن يوسف خلافة الموحدين بعد استشهاد أبيه مجاهدا ً ضد النصارى في الأندلس ، وذلك في جمادى الأولى سنة 580هـ وصلته رسالة من المسلمين الذين هجم عليهم ألفونسو السادس ملك قشتالة ودمر بيوتهم وقتل الرجال وسبى النساء حتى كتب ألفونسو السادس خطاباً يدعوه فيه إلى القتال فيه سخرية واستهانة بالمسلمين ، فلما قرأ أبو يوسف الخطاب كتب على ظهر رقعة منه : { ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون } الجواب ما ترى لا ما تسمع وخرج بجيشه وأتجه إلى بلاد الأندلس والتقى بجيش الفرنجة في موقعة .
عبـــــــاد الله : إن نصرة المظلوم من الفروض الكفائية فإذا قام بها البعض وتمت النصرة سقطت عن الباقين في المجتمع المسلم وإذا لم يقوم بها أحد أثم من كان مستطيعاً وعنده القدرة على ذلك .. وانظروا إلى التأريخ وهو يحدثنا عن موقف أنساني فذ فريد للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بعثته ، أعطاه القيمة الكبرى بعد البعثة وهو موقفه في حلف الفضول و حلف الفضول كان تجمعاً وميثاقاً إنسانياً تنادت فيه المشاعر الإنسانية ، لنصرة الإنسان المظلوم ، والدفاع عن الحق المضيع ، لم تحدثه سلطات ، ولا قوى دولية ، بل أنشأته قوى اجتماعية بدوافع إنسانية ، وإحساس وجداني عميق بضرورة نصرة المستضعفين والمظلومين . . لنستمع للتأريخ ، وهو يروي لنا قصة هذا الحدث الحضاري الكبير في عالم الإنسان : روى اليعقوبي في تأريخه ما نصه : «حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حلف الفضول ، وقد جاوز العشرين ، وقال بعد ما بعثه الله : حضرت في دار عبدا لله بن جذعان حلفاً ما يسرني به ؟ النعم ، ولو دعيت إليه اليوم لأجبت» ... إن ذلك الموقف الصادر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومثله الموقف في حلف الفضول يؤكد أنّ الدفاع عن الحق ، ونصرة المظلوم مسؤولية يسأل عنها الإنسان ، والقادر على القيام بها تجاه المظلومين والمضطهدين ، وبغض النظر عن عقيدة المظلوم أو لغته أو طبقته الاجتماعية أو انتمائه السياسي . .
والقائم بخلق النصرة يجب أن يكون الباعث على قيامه بهذا الخلق قصد وجه الله تعالى، ومنع الظلم بأنواعه، وتحقيق العدل على جميع الناس، وإعانة الفقراء والمحتاجين على لوازم الحياة الكريمة، فلا ينتصر لعرق أو حزب أو طائفة، أو ينصر أحدا لطلب مال أو شرف أو جاه، فكل ذلك من خصال الجاهلية وطباع البهيمية السافلة، قال تعالى في قصة ذي القرنين {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً} [الكهف: 94، 95] .. والنصرة تكون باللسان واليد وبالمقال الصحفي وبالمحاماة وبالمال وبالنصح والتوجيه وكف الأذى وبالجهاد في سبيل الله وبالدعاء في ظهر الغيب وتكون النصرة بنشر قضية المظلوم وتعرية الظالم وفضحه وزجره وتكون كذلك بالإصلاح بين الناس ومعالجة المشاكل وغير ذلك كل حسب قدرته واستطاعته .. فاللهم وفقنا إلى كل خير وأهدنا سبلنا واجعلنا من الراشدين ..
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــبة الثانيــة : الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
عبــــــاد اللـه : - لقد كان خلق النصرة للمظلوم من ابرز وأظهر الأخلاق عند المسلمين حكاما ومحكومين .... الم يجهز الخليفة العباسي المعتصم جيشا عظيما يوم عمورية لأن الخبر بلغه عن طريق التجار والركبان إن رجل من الروم لطم امرأة مسلمة فنادت وآمعتصماه فاقتص لها ممن ظلمها.. وتصل رسالة إلى الملك الناصر صلاح الدين من أسير للمسلمين في سجون الصليبيين في مدينة القدس بعد أن سقطت بأيديهم قال فيها : -
يا أيها الملك ااـذي ** لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى ** من البيت المقدس
كل المساجد طهرت وأنا ** على شرفي أنجس
فسار بجيشه ودخل المسلمون بيت المقدس، وطهروه من الصليب وطهروه من الخنزير، و نادى المسلمون بالآذان ووحدوا الرحمن وجاء الحق وبطلت الأباطيل وكثرت السجدات وتنوعت العبادات وارتفعت الدعوات وتنزلت البركات وتجلت الكربات وأقيمت الصلوات وأذن المؤذنون وأحضر منبر نور الدين الشهيد عليه رحمة الله الجليل الذي كان يأمل أن يكون الفتح على يديه فكان على يدي تلميذه صلاح الدين، ورقى الخطيب المنبر في أول جمعة بعد تعطل للجمعة والجماعة في المسجد الأقصى دام واحد وتسعين عاما، فكان مما بدأ به الخطيب خطبته بعد أن حمد الله أن قال: ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45)، ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (الروم:4) ...
ولما تولى أبو يوسف يعقوب بن يوسف خلافة الموحدين بعد استشهاد أبيه مجاهدا ً ضد النصارى في الأندلس ، وذلك في جمادى الأولى سنة 580هـ وصلته رسالة من المسلمين الذين هجم عليهم ألفونسو السادس ملك قشتالة ودمر بيوتهم وقتل الرجال وسبى النساء حتى كتب ألفونسو السادس خطاباً يدعوه فيه إلى القتال فيه سخرية واستهانة بالمسلمين ، فلما قرأ أبو يوسف الخطاب كتب على ظهر رقعة منه : { ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون } الجواب ما ترى لا ما تسمع وخرج بجيشه وأتجه إلى بلاد الأندلس والتقى بجيش الفرنجة في موقعة .
الأرك في 9 شعبان 591هـ وانتهى يوم الأرك بهزيمة النصارى على نحو مروع ، وسقط منهم في القتال ثلاثون ألف قتيل ، وأسروا عشرين ألفاً ، وغنم المسلمون معسكر الأسبان بجميع ما فيه من المتاع والمال ، واقتحموا عقب المعركة حصن الأرك ، وقلعة رباح المنيعتين
عباد الله: إنه لا يوجد ظلم في عصرنا الحديث تعرض له شعب كما تعرض له أهل فلسطين فقد هجروا وشردوا من أرضهم وأقيمت لهم آلالاف المجارز واستشهد منهم مئات الآلاف وحوصروا وسجنوا لسنوات طويلة، والآن حرب الإبادة الصهيونية في غزة والقتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل مقومات الحياة والعالم ينظر إليهم ودمائهم تسفك على مستوى الساعة والدقيقة منذ ثلاثة أشهر، فأين حق النصرة من المسلمين لهولاء؟ أوليس لهم علينا حقاً ؟ أوليسوا مسلمين ؟ أوليسوا مظلومين في جميع المواثيق والمعاهدات الإنسانية والدولية؟ إنهم رغم الخذلان الذي يجدونه ، رغم ذلك فهم صامدون وصابرون ويدافعون عن دينهم وأرضهم وكرامتهم ويقاومون عدوهم بما يمتلكون من قوة ويسطرون أروع البطولات وأرغموا أنف هذا الجيش الصهيوني في التراب وأذلوه وأثخنوا فيه الجراح وقتلوا جنوده ودمروا آلياته وقاموا بما استطاعوا وما زالوا على ثغرة وفي رباط .
إن على المسلمين أن ينصروا إخوانهم أهل فلسطين وأهل غزة، دول وحكومات ومؤسسات وأفراد كلا بما يستطيع لآن هذا واجب ديني وإنساني، قال صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". (رواه أحمد) .. وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُذِلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة” (رواه أحمد بسند حسن)
فاللهم احفظ المسجد الأقصى وأرض فلسطين وجميع بلاد المسلمين, اللهم استعملنا في طاعتك وامنحنا الصبر والثبات على دينك .. اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هماً فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية .. اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلء اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ، اللهم عليك باليهود المعتدين ومن ناصرهم، اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية .. يا قوي يا عزيز......هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
عباد الله: إنه لا يوجد ظلم في عصرنا الحديث تعرض له شعب كما تعرض له أهل فلسطين فقد هجروا وشردوا من أرضهم وأقيمت لهم آلالاف المجارز واستشهد منهم مئات الآلاف وحوصروا وسجنوا لسنوات طويلة، والآن حرب الإبادة الصهيونية في غزة والقتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل مقومات الحياة والعالم ينظر إليهم ودمائهم تسفك على مستوى الساعة والدقيقة منذ ثلاثة أشهر، فأين حق النصرة من المسلمين لهولاء؟ أوليس لهم علينا حقاً ؟ أوليسوا مسلمين ؟ أوليسوا مظلومين في جميع المواثيق والمعاهدات الإنسانية والدولية؟ إنهم رغم الخذلان الذي يجدونه ، رغم ذلك فهم صامدون وصابرون ويدافعون عن دينهم وأرضهم وكرامتهم ويقاومون عدوهم بما يمتلكون من قوة ويسطرون أروع البطولات وأرغموا أنف هذا الجيش الصهيوني في التراب وأذلوه وأثخنوا فيه الجراح وقتلوا جنوده ودمروا آلياته وقاموا بما استطاعوا وما زالوا على ثغرة وفي رباط .
إن على المسلمين أن ينصروا إخوانهم أهل فلسطين وأهل غزة، دول وحكومات ومؤسسات وأفراد كلا بما يستطيع لآن هذا واجب ديني وإنساني، قال صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". (رواه أحمد) .. وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُذِلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة” (رواه أحمد بسند حسن)
فاللهم احفظ المسجد الأقصى وأرض فلسطين وجميع بلاد المسلمين, اللهم استعملنا في طاعتك وامنحنا الصبر والثبات على دينك .. اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هماً فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية .. اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلء اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ، اللهم عليك باليهود المعتدين ومن ناصرهم، اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية .. يا قوي يا عزيز......هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
المنافقون وأوقات الأمة الحرجة .. !!
الخطلة الأولى:
الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين، وعبرة للمعتبرين، ورحمة وموعظة للمؤمنين، ونبراساً للمهتدين، وشفاءً لما في صدور العالمين، أحمده تعالى على آلائه، وأشكره على نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب، وزكى به النفوس، هدى به من الضلالة، وذكر به من الغفلة، وأمر فيه بالتقوى ... فسبحان من يعلم السر والنجوى ويكشف الضر والبلوى ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن ترسم خطاه وسار على نهجه، ما تعاقب الجديدان، وتتابع النيران، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد : -
أيها المؤمنون :بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة التاسعة الهجرية أن الروم تتجمع لحربه ولتهديد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، يريدون مبادرته بالحرب قبل أن يبادرهم؛ لكونه قد أذاقهم مرارة الهزيمة في غزوة مؤتة التي جلبوا لها مائتيْ ألف، ولم يتمكنوا من إبادة ثلاثة آلاف مقاتل؛ بل ولا هزيمتهم، عند ذلك أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأول مرة عن مقصده، وأعلن التعبئة، ووضع الخطة، واستعد لإدارة صراع مرير مع الكفر والنفاق.
ونادى صلى الله عليه وسلم في المسلمين فتجهز أقوام وأبطأ آخرون، تجهز ثلاثون ألف مقاتل قد باعوا أنفسهم لله، وأعلنوا نصرة لا إله إلا الله و تساقط المنافقون، ومَن يرد الله فتنته فلن تجد له سبيلاً! ها هو أحد المنافقين يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- له: "هل لك في جلاد بني الأصفر؟!"، يعني الروم، فيقول: يا رسول الله: ائذن لي ولا تفتني؛ فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبًا بالنساء منِّي، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر.
فَرَّ من الموت وفي الموت وقع، أعرض عنه -صلى الله عليه وسلم- وعذَره، لكن الذي يعلم خائنة الأعين، والذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فَضَحَهُ وأذلَّه وأنزل فيه قرآنًا يُتلى: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) [التوبة:49].
ويأتي سبعة رجال مؤمنون صادقون، لكنهم فقراء لم يجدوا زادًا ولا راحلة، وعزّ عليهم التخلف، نياتهم صادقة لكن ليس هناك عدة، فأتَوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: يا رسول الله: لا زاد ولا راحلة! ويبحث لهم -صلى الله عليه وسلم- عن زاد وراحلة فلا يجد ما يحملهم عليه؛ فرجعوا (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) [التوبة: 92].
عباد الله: ها هي ثمار المدينة تدنو للحصاد، و الحر شديد، والمسافة إلى بعيدة والعدو مئات الآلاف مدججين بأقوى أنواع الأسلحة ويبتلي الله مَن يشاء مِن عباده: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) [العنكبوت:2].
ويخرج -صلى الله عليه وسلم-، وقبل مسيره تقوم فرقةٌ للصَدِّ عن سبيل الله من أهل النفاق، تُثبِّط الناس وتزهّد في الجهاد-: يقولون لا تنفروا في الحَرِّ! تشكك في الحق، وترجف برسول الحق، ويتولى الحق -سبحانه- الرد: (وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) [التوبة:81].
وينتهي المسير بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى تبوك، ويقيم بضع عشرة ليلة حافلة بالأحداث المثيرة، ولما علم الروم بقوم جيش المسلمين ولوا هاربين فقد قذف الله الرعب في قلوبهم وكفى الله المؤمنين القتال.
عباد الله: إن الآيات التي أنزلها الله في كتابه المتعلقة بغزوة العسرة هي أطول ما نزل في قتال المسلمين وخصومهم، وقد بدأت باستنهاض الهمم لرد هجوم الروم ، وإشعارهم بأن الله لا يقبل ذرة تفريط في حماية دينه ونصرة نبيه، وإن التراجع أمام الصعوبات الحائلة دون قتال الروم، يعد مزلقة إلى الردة والنفاق، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ*إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التوبة: 38، 39.
بل عاتب القرآن الكريم من تخلف عتابًا شديدًا، وتميزت غزوة تبوك عن سائر الغزوات بأن الله حث على الخروج فيها -وعاتب من تخلف عنها- والآيات الكريمة جاءت بذلك، كقوله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) التوبة: 41.
الخطلة الأولى:
الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين، وعبرة للمعتبرين، ورحمة وموعظة للمؤمنين، ونبراساً للمهتدين، وشفاءً لما في صدور العالمين، أحمده تعالى على آلائه، وأشكره على نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب، وزكى به النفوس، هدى به من الضلالة، وذكر به من الغفلة، وأمر فيه بالتقوى ... فسبحان من يعلم السر والنجوى ويكشف الضر والبلوى ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن ترسم خطاه وسار على نهجه، ما تعاقب الجديدان، وتتابع النيران، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد : -
أيها المؤمنون :بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة التاسعة الهجرية أن الروم تتجمع لحربه ولتهديد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، يريدون مبادرته بالحرب قبل أن يبادرهم؛ لكونه قد أذاقهم مرارة الهزيمة في غزوة مؤتة التي جلبوا لها مائتيْ ألف، ولم يتمكنوا من إبادة ثلاثة آلاف مقاتل؛ بل ولا هزيمتهم، عند ذلك أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأول مرة عن مقصده، وأعلن التعبئة، ووضع الخطة، واستعد لإدارة صراع مرير مع الكفر والنفاق.
ونادى صلى الله عليه وسلم في المسلمين فتجهز أقوام وأبطأ آخرون، تجهز ثلاثون ألف مقاتل قد باعوا أنفسهم لله، وأعلنوا نصرة لا إله إلا الله و تساقط المنافقون، ومَن يرد الله فتنته فلن تجد له سبيلاً! ها هو أحد المنافقين يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- له: "هل لك في جلاد بني الأصفر؟!"، يعني الروم، فيقول: يا رسول الله: ائذن لي ولا تفتني؛ فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبًا بالنساء منِّي، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر.
فَرَّ من الموت وفي الموت وقع، أعرض عنه -صلى الله عليه وسلم- وعذَره، لكن الذي يعلم خائنة الأعين، والذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فَضَحَهُ وأذلَّه وأنزل فيه قرآنًا يُتلى: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) [التوبة:49].
ويأتي سبعة رجال مؤمنون صادقون، لكنهم فقراء لم يجدوا زادًا ولا راحلة، وعزّ عليهم التخلف، نياتهم صادقة لكن ليس هناك عدة، فأتَوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: يا رسول الله: لا زاد ولا راحلة! ويبحث لهم -صلى الله عليه وسلم- عن زاد وراحلة فلا يجد ما يحملهم عليه؛ فرجعوا (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) [التوبة: 92].
عباد الله: ها هي ثمار المدينة تدنو للحصاد، و الحر شديد، والمسافة إلى بعيدة والعدو مئات الآلاف مدججين بأقوى أنواع الأسلحة ويبتلي الله مَن يشاء مِن عباده: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) [العنكبوت:2].
ويخرج -صلى الله عليه وسلم-، وقبل مسيره تقوم فرقةٌ للصَدِّ عن سبيل الله من أهل النفاق، تُثبِّط الناس وتزهّد في الجهاد-: يقولون لا تنفروا في الحَرِّ! تشكك في الحق، وترجف برسول الحق، ويتولى الحق -سبحانه- الرد: (وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) [التوبة:81].
وينتهي المسير بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى تبوك، ويقيم بضع عشرة ليلة حافلة بالأحداث المثيرة، ولما علم الروم بقوم جيش المسلمين ولوا هاربين فقد قذف الله الرعب في قلوبهم وكفى الله المؤمنين القتال.
عباد الله: إن الآيات التي أنزلها الله في كتابه المتعلقة بغزوة العسرة هي أطول ما نزل في قتال المسلمين وخصومهم، وقد بدأت باستنهاض الهمم لرد هجوم الروم ، وإشعارهم بأن الله لا يقبل ذرة تفريط في حماية دينه ونصرة نبيه، وإن التراجع أمام الصعوبات الحائلة دون قتال الروم، يعد مزلقة إلى الردة والنفاق، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ*إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التوبة: 38، 39.
بل عاتب القرآن الكريم من تخلف عتابًا شديدًا، وتميزت غزوة تبوك عن سائر الغزوات بأن الله حث على الخروج فيها -وعاتب من تخلف عنها- والآيات الكريمة جاءت بذلك، كقوله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) التوبة: 41.
أيها المؤمنون: من الدروس من غزوة تبوك أن الله تعالى كتب العزة والقوة لهذه الأمة متى صدقت وأخلصت؛ فها هي دولة الإسلام الناشئة تقف في وجه الكفر كله بقواه المادية فتهزمه وتنتصر عليه: (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ).
ومن هذه الدروس: أنه ما تسلل العدو سابقًا ولاحقًا إلا من خلال الصفوف المنافقة، ولم يكن الضعف والتفرقة في هذه الأمة إلا من قِبَل أصحاب المسالك الملتوية: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة:47].
أن النفاق داء عضال، وانحراف خلقي خطير في حياة الأفراد، والمجتمعات، والأمم، فخطره عظيم، وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته الكبيرة حينما نلاحظ آثاره المدمرة على الأمة كافة.
قال ابن القيم -رحمه الله- وهو يتحدث عن المنافقين وخطرهم على الدين والأمة: "فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه! وكم من عَلم له قد طمسوه! وكم من لواءٍ له مرفوع قد وضعوه! وكم ضربوا بمعاول الشُّبَهِ في أصول غراسه ليقلعوها! وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها! فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شُبَهِهِم سريةٌ بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون". اهـ
إن النفاق اليوم له قيادة، وهذه القيادة تخطط وتنظم حركة أتباعه، ويغذونهم بالباطل والكفر والخيانة، والقرآن يسمي هذه القيادة بالشياطين: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَـاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ) [البقرة:14].
وقد أثبت التاريخ يومًا بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات، وأن نكايتهم فيها وجنايتهم عليها تزيد على كل النكايات والجنايات، فالكفر الظاهر -على خطره وضرره- يعجز في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام، ولن يحرز نصرًا عليها في أي موطن ما لم يكن مسنودًا بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين، يتسمى بأسماء المسلمين، يمد الأعداء بالعون، ويخلص لهم في النصيحة، ويزيل من أمامهم العقبات، ويفتح لهم الأبواب.
عباد الله: إن خطورة المنافقين تكمن في موالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين، قال تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء:138-139].
وأما عن مناصرة المنافقين لليهود فلهم في ذلك صولات وجولات، فقد سطرت كتب التاريخ مواقف غدر وخيانة لهم مع بني قينقاع وبني النضير، سجل القرآن أحداثها، يقول الله -عز وجل-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [الحشر: 11-12].
ومن خطورتهم العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً) [الأحزاب:12-13].
ومن ذلك تدبير المؤامرات ضد المسلمين، والمشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام، بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما سقطت فلسطين واحتلت وتعرّض أبناؤها للقتل والاغتيالات والتشريد، وما دمّرت العراق وأفغانستان، وما حدثت المشاكل والحروب والقلاقل في بلاد المسلمين إلا كان للمنافقين الدور الأعظم في ذلك
وما طُعن في الدين وأحكامه، وما نشرت الرذيلة وطمست الفضيلة في مجتمع إلا كان للمنافقين الدور الأكبر في ذلك،
واليوم وما يحدث في غزة وفلسطين ظهر النفاق وأهله بصور ورايات ولافتات مختلفة، فحقيقة هؤلاء المنافقين تظهر جلية في أيام الأمة الحرجة فيظهر دورهم في التثبيط وتفخيم شأن العدو والتقليل من جهود المؤمنين المقاومين والتشكيك بجدوى المقاومة المتواضعة والطعن في النوايا وشق الصف وتمني ظهور العدو وقلب الحقائق وأحيانا الدعوة للوقوف على الحياد ومحاولة التوفيق بين الحق والباطل والغمز واللمز في المجاهدين وقتل الشعور لدى الناس بالمسؤولية تجاه أحداث الأمة العظيمة فيقولون ليست
ومن هذه الدروس: أنه ما تسلل العدو سابقًا ولاحقًا إلا من خلال الصفوف المنافقة، ولم يكن الضعف والتفرقة في هذه الأمة إلا من قِبَل أصحاب المسالك الملتوية: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة:47].
أن النفاق داء عضال، وانحراف خلقي خطير في حياة الأفراد، والمجتمعات، والأمم، فخطره عظيم، وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته الكبيرة حينما نلاحظ آثاره المدمرة على الأمة كافة.
قال ابن القيم -رحمه الله- وهو يتحدث عن المنافقين وخطرهم على الدين والأمة: "فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه! وكم من عَلم له قد طمسوه! وكم من لواءٍ له مرفوع قد وضعوه! وكم ضربوا بمعاول الشُّبَهِ في أصول غراسه ليقلعوها! وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها! فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شُبَهِهِم سريةٌ بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون". اهـ
إن النفاق اليوم له قيادة، وهذه القيادة تخطط وتنظم حركة أتباعه، ويغذونهم بالباطل والكفر والخيانة، والقرآن يسمي هذه القيادة بالشياطين: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَـاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ) [البقرة:14].
وقد أثبت التاريخ يومًا بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات، وأن نكايتهم فيها وجنايتهم عليها تزيد على كل النكايات والجنايات، فالكفر الظاهر -على خطره وضرره- يعجز في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام، ولن يحرز نصرًا عليها في أي موطن ما لم يكن مسنودًا بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين، يتسمى بأسماء المسلمين، يمد الأعداء بالعون، ويخلص لهم في النصيحة، ويزيل من أمامهم العقبات، ويفتح لهم الأبواب.
عباد الله: إن خطورة المنافقين تكمن في موالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين، قال تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء:138-139].
وأما عن مناصرة المنافقين لليهود فلهم في ذلك صولات وجولات، فقد سطرت كتب التاريخ مواقف غدر وخيانة لهم مع بني قينقاع وبني النضير، سجل القرآن أحداثها، يقول الله -عز وجل-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [الحشر: 11-12].
ومن خطورتهم العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً) [الأحزاب:12-13].
ومن ذلك تدبير المؤامرات ضد المسلمين، والمشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام، بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما سقطت فلسطين واحتلت وتعرّض أبناؤها للقتل والاغتيالات والتشريد، وما دمّرت العراق وأفغانستان، وما حدثت المشاكل والحروب والقلاقل في بلاد المسلمين إلا كان للمنافقين الدور الأعظم في ذلك
وما طُعن في الدين وأحكامه، وما نشرت الرذيلة وطمست الفضيلة في مجتمع إلا كان للمنافقين الدور الأكبر في ذلك،
واليوم وما يحدث في غزة وفلسطين ظهر النفاق وأهله بصور ورايات ولافتات مختلفة، فحقيقة هؤلاء المنافقين تظهر جلية في أيام الأمة الحرجة فيظهر دورهم في التثبيط وتفخيم شأن العدو والتقليل من جهود المؤمنين المقاومين والتشكيك بجدوى المقاومة المتواضعة والطعن في النوايا وشق الصف وتمني ظهور العدو وقلب الحقائق وأحيانا الدعوة للوقوف على الحياد ومحاولة التوفيق بين الحق والباطل والغمز واللمز في المجاهدين وقتل الشعور لدى الناس بالمسؤولية تجاه أحداث الأمة العظيمة فيقولون ليست
قضيتي
ومن هذه الدروس فإن مواجهة الأعداء لا يشترط فيها تكافؤ القوى؛ يكفي المؤمنين أن يعدُّوا أنفسهم بما استطاعوا من قوة، ثم يثقوا بالله، ويتعلقوا به، ويثبتوا، ويصبروا، وعندها يكون لهم النصر، يقول عبدالله بن رواحة رضي الله عنه: "والله ما نقاتل الناس بعَدد ولا عُدد! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي كرمنا الله به".
ومنها أن الحق لابد له من قوة تحرسه، لا يكفي حق بلا قوة! وما يحدث في غزة من همجية صهيونية وصمود بطولي لأبناء فلسطين بما يمتلكون من قوة وعتاد بسيط ومن صنع أيديهم؛ ليدل بكل وضوح على أن إعداد القوة مهما كانت واجب شرعي وهم يسطرون ملاحم بطولية في الثبات والجهاد وإثخان العدو الصهيوني الذي يلجأ بسبب هزيمته إلى قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير البيوت وتفجير المساجد والمستشفيات ، ولكن الله غالب على أمره وناصر جنده، فاللهم أنت الناصر لدينك، والمعز لأوليائك؛ افتح لنا ولإخواننا في فلسطين وغزة وكل مكان فتحًا مبينًا، وانصرهم نصرًا عزيزًا، واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم ثبِّت أقدامهم، وزلزل أعداءهم، اللهم أدخل الرعب في قلوبهم أعدائهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِدْ خضراءهم، واجعل تدبيرهم تدميرهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية: الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المسلمون: يعود -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، بعد إرهاب أعداء الله من نصارى ويهود ومشركين، يعود في يوم بهيج، لتستقبله المدينة، لتستقبل نور بصرها -صلى الله عليه وسلم-، يخرج الأطفال في فرح ليصطفُّوا على مداخل المدينة، وعلى أفواه الطرقات، ليستقبلوا رسول البرية -صلى الله عليه وسلم-.
وهنا قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ بالمدينة رجالاً، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا، ولا وَطَئِتُم موطئًا يغيظ الكفار، إلا كانوا معكم، حبسهم العذر". قالوا: يا رسول الله: وهم بالمدينة؟! قال: "نعم، وهم بالمدينة".
ومن هنا تظهر أهمية النية الخالصة الصادقة في نيل الأجر والثواب، ولو حمل كل مسلم هم الدين ونصرته ونصرة إخوانه وكان صادقًا لكان له أجر عظيم.
وهكذا انتصر المسلمون في تبوك على شهواتهم وأنفسهم، وبالتالي انتصروا على أعدائهم؛ (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40]، هذه غزوة تبوك قائدها محمد -صلى الله عليه وسلم-، جنودها صحابته -رضوان الله عليهم-، عزّ فيها المؤمنون، وسقط المنافقون، وذل الكافرون.
ولنثق جميعًا بنصر الله وتمكينه بعد أن نقوم بما علينا تجاه ديننا وأمتنا، وأن نعد ما نستطيع من قوة نحفظ بها أعراضنا ودماءنا وأرضنا وبلادنا، ولْندرك خطورة المنافقين ودورهم في نكسات الأمة وتفريق صفها وتثبيط عزيمتها وتوهين قوتها، وأن نفضح ونحذر من مخططاتهم في كل البلاد، وأبشر وأملوا بالنصر والتمكين لهذه الأمة، وما النصر إلا من عند الله، فاللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ، اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك/ اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
ومن هذه الدروس فإن مواجهة الأعداء لا يشترط فيها تكافؤ القوى؛ يكفي المؤمنين أن يعدُّوا أنفسهم بما استطاعوا من قوة، ثم يثقوا بالله، ويتعلقوا به، ويثبتوا، ويصبروا، وعندها يكون لهم النصر، يقول عبدالله بن رواحة رضي الله عنه: "والله ما نقاتل الناس بعَدد ولا عُدد! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي كرمنا الله به".
ومنها أن الحق لابد له من قوة تحرسه، لا يكفي حق بلا قوة! وما يحدث في غزة من همجية صهيونية وصمود بطولي لأبناء فلسطين بما يمتلكون من قوة وعتاد بسيط ومن صنع أيديهم؛ ليدل بكل وضوح على أن إعداد القوة مهما كانت واجب شرعي وهم يسطرون ملاحم بطولية في الثبات والجهاد وإثخان العدو الصهيوني الذي يلجأ بسبب هزيمته إلى قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير البيوت وتفجير المساجد والمستشفيات ، ولكن الله غالب على أمره وناصر جنده، فاللهم أنت الناصر لدينك، والمعز لأوليائك؛ افتح لنا ولإخواننا في فلسطين وغزة وكل مكان فتحًا مبينًا، وانصرهم نصرًا عزيزًا، واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم ثبِّت أقدامهم، وزلزل أعداءهم، اللهم أدخل الرعب في قلوبهم أعدائهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِدْ خضراءهم، واجعل تدبيرهم تدميرهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية: الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المسلمون: يعود -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، بعد إرهاب أعداء الله من نصارى ويهود ومشركين، يعود في يوم بهيج، لتستقبله المدينة، لتستقبل نور بصرها -صلى الله عليه وسلم-، يخرج الأطفال في فرح ليصطفُّوا على مداخل المدينة، وعلى أفواه الطرقات، ليستقبلوا رسول البرية -صلى الله عليه وسلم-.
وهنا قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ بالمدينة رجالاً، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا، ولا وَطَئِتُم موطئًا يغيظ الكفار، إلا كانوا معكم، حبسهم العذر". قالوا: يا رسول الله: وهم بالمدينة؟! قال: "نعم، وهم بالمدينة".
ومن هنا تظهر أهمية النية الخالصة الصادقة في نيل الأجر والثواب، ولو حمل كل مسلم هم الدين ونصرته ونصرة إخوانه وكان صادقًا لكان له أجر عظيم.
وهكذا انتصر المسلمون في تبوك على شهواتهم وأنفسهم، وبالتالي انتصروا على أعدائهم؛ (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40]، هذه غزوة تبوك قائدها محمد -صلى الله عليه وسلم-، جنودها صحابته -رضوان الله عليهم-، عزّ فيها المؤمنون، وسقط المنافقون، وذل الكافرون.
ولنثق جميعًا بنصر الله وتمكينه بعد أن نقوم بما علينا تجاه ديننا وأمتنا، وأن نعد ما نستطيع من قوة نحفظ بها أعراضنا ودماءنا وأرضنا وبلادنا، ولْندرك خطورة المنافقين ودورهم في نكسات الأمة وتفريق صفها وتثبيط عزيمتها وتوهين قوتها، وأن نفضح ونحذر من مخططاتهم في كل البلاد، وأبشر وأملوا بالنصر والتمكين لهذه الأمة، وما النصر إلا من عند الله، فاللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ، اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك/ اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
كيف تكون أعبد الناس؟
الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور، يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ... الملائكة من خشيتِه مشفِقون، والعباد من عظمته وجلون وكلّ من في السموات والأرض له قانتون .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يبعث من في القبور للوقوف بين يديه يوم النشور ، وأشهد أن نبينا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله، بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا أما بعــــــــــد : -
عبــــــــاد الله :- كم نحن بحاجة اليوم إلى ضبط سلوكنا وتصرفاتنا وأقوالنا لتستقيم على الحق والخير والصلاح خاصة ونحن في زمن رأينا فيه الجرأة على حدود الله وحرماته وارتكاب الكثير من المعاصي والذنوب والمجاهرة بفعل المنكر دون حياءٍ أو خجل حتى غدا الناس ينظرون في كثير من الأحيان إلى هذه الأفعال والأعمال والأقوال على أنها نوع من الشطارة والذكاء وحسن التصرف وأنها فريضة الوقت وشريعة الزمان .. شعارهم في ذلك إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب والغاية تبررها الوسيلة وهي صفات تنبئ عن الغدر والخداع والخيانة وضعف الثقة وتحين الفرص وقسوة القلب وذهاب القيم وغياب المعروف والأنانية وحب التسلط وغير ذلك من مساوئ الأخلاق .. فلا يسأل هذا الإنسان عن الحق أو الباطل ولا يتحرى الخير من الشرف ولا يفرق بين المصلحة والمفسدة .. لا يهمه ذلك في البيت أو في الوظيفة والسوق ومكان العمل .. لا يشعر بالحرج أو الخوف من الله أو بتأنيب الضمير .. ومن يبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك يجد أن ضعف الإيمان بالله وتقواه ومخافته والغرور بالدنيا وميل النفس إلى شهواتها ولذاتها ونسيان الآخرة وذهاب خلق الورع من القلوب وضعفه في النفوس ..
أيها المسلمون: إذا ذهب خلق الورع واختفى من حياة الناس فسدت أحوالهم وساءت تصرفاتهم وإذا غاب الورع من حياتنا ساءت أخلاقنا فلا ترى إلا غشاً وخداعاً في المعاملات وظلماً وعدواناً وهضماً للحقوق والواجبات وتعدياً على الأعراض والنفوس والممتلكات لأن هذا الخلق يربي النفس على أداء الوجبات وترك المحرمات والبعد الشبهات خوفاً وتعبداً لرب الأرض والسموات الذي وصف عباده فقال ( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) (المؤمنون: 57/61) .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (مجموع الفتاوى:10/512): "تمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيريْن، وشرّ الشرّيْن....فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية، والمفسدة الشرعية؛ فقد يدع الواجبات، ويفعل المحرمات، ويظن أن ذلك من الورع .. ) .. وها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم يحض الأمة على الورع فيقول: «فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع» (صححه الألباني).. وعن عبد الله عن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمه»( رواه أحمد والحاكم عن ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع (873).. و كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الورع حتى يكون خلقاً وسلوكاً يمارس في واقع الحياة وتظهر ثمرته على الفرد والمجتمع والأمة فقال صلى الله عليه وسلم ( يا أبا هريرة ! كن ورعا تكن من أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس ، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا ، وجاور من جاورت بإحسان تكن مسلما ، وإياك وكثرة الضحك ؛ فإن كثرة الضحك فساد القلب ) (صحيح الجامع / 7833) .. ولأهمية الورع فقد تواصى به الصالحون فعن معاوية بن قرة: دخلت على الحسن البصري وهو متكئ على سريره، فقلت: يا أبا سعيد: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في جوف الليل والناس نيام. قلت: فأي الصوم أفضل؟ قال: في يوم صائف. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً. قلت: فما تقول في الورع؟ قال: ذاك رأس الأمر كله..
أيها المؤمنون / عبـاد الله :- إننا نحتاج أن نرى الورع واقعاً في سلوكنا في حفظ الأمانات وفي العمل والوظائف والبيع والشراء وفي حفظ جوارحنا وفي طعامنا وشرابنا وفي أخلاقنا وتعاملنا مع الناس من حولنا ... أننا نحتاج خلق الورع ليتزين به الرجال والشباب والنساء فتجد ذلك في أفعالهم وكلامهم وملبسهم ومطعمهم ... إننا بحاجة إلى خلق الورع لتقوى الروابط وتزيد الألفة بين أبناء المجتمع ..
الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور، يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ... الملائكة من خشيتِه مشفِقون، والعباد من عظمته وجلون وكلّ من في السموات والأرض له قانتون .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يبعث من في القبور للوقوف بين يديه يوم النشور ، وأشهد أن نبينا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله، بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا أما بعــــــــــد : -
عبــــــــاد الله :- كم نحن بحاجة اليوم إلى ضبط سلوكنا وتصرفاتنا وأقوالنا لتستقيم على الحق والخير والصلاح خاصة ونحن في زمن رأينا فيه الجرأة على حدود الله وحرماته وارتكاب الكثير من المعاصي والذنوب والمجاهرة بفعل المنكر دون حياءٍ أو خجل حتى غدا الناس ينظرون في كثير من الأحيان إلى هذه الأفعال والأعمال والأقوال على أنها نوع من الشطارة والذكاء وحسن التصرف وأنها فريضة الوقت وشريعة الزمان .. شعارهم في ذلك إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب والغاية تبررها الوسيلة وهي صفات تنبئ عن الغدر والخداع والخيانة وضعف الثقة وتحين الفرص وقسوة القلب وذهاب القيم وغياب المعروف والأنانية وحب التسلط وغير ذلك من مساوئ الأخلاق .. فلا يسأل هذا الإنسان عن الحق أو الباطل ولا يتحرى الخير من الشرف ولا يفرق بين المصلحة والمفسدة .. لا يهمه ذلك في البيت أو في الوظيفة والسوق ومكان العمل .. لا يشعر بالحرج أو الخوف من الله أو بتأنيب الضمير .. ومن يبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك يجد أن ضعف الإيمان بالله وتقواه ومخافته والغرور بالدنيا وميل النفس إلى شهواتها ولذاتها ونسيان الآخرة وذهاب خلق الورع من القلوب وضعفه في النفوس ..
أيها المسلمون: إذا ذهب خلق الورع واختفى من حياة الناس فسدت أحوالهم وساءت تصرفاتهم وإذا غاب الورع من حياتنا ساءت أخلاقنا فلا ترى إلا غشاً وخداعاً في المعاملات وظلماً وعدواناً وهضماً للحقوق والواجبات وتعدياً على الأعراض والنفوس والممتلكات لأن هذا الخلق يربي النفس على أداء الوجبات وترك المحرمات والبعد الشبهات خوفاً وتعبداً لرب الأرض والسموات الذي وصف عباده فقال ( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) (المؤمنون: 57/61) .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (مجموع الفتاوى:10/512): "تمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيريْن، وشرّ الشرّيْن....فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية، والمفسدة الشرعية؛ فقد يدع الواجبات، ويفعل المحرمات، ويظن أن ذلك من الورع .. ) .. وها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم يحض الأمة على الورع فيقول: «فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع» (صححه الألباني).. وعن عبد الله عن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمه»( رواه أحمد والحاكم عن ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع (873).. و كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الورع حتى يكون خلقاً وسلوكاً يمارس في واقع الحياة وتظهر ثمرته على الفرد والمجتمع والأمة فقال صلى الله عليه وسلم ( يا أبا هريرة ! كن ورعا تكن من أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس ، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا ، وجاور من جاورت بإحسان تكن مسلما ، وإياك وكثرة الضحك ؛ فإن كثرة الضحك فساد القلب ) (صحيح الجامع / 7833) .. ولأهمية الورع فقد تواصى به الصالحون فعن معاوية بن قرة: دخلت على الحسن البصري وهو متكئ على سريره، فقلت: يا أبا سعيد: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في جوف الليل والناس نيام. قلت: فأي الصوم أفضل؟ قال: في يوم صائف. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً. قلت: فما تقول في الورع؟ قال: ذاك رأس الأمر كله..
أيها المؤمنون / عبـاد الله :- إننا نحتاج أن نرى الورع واقعاً في سلوكنا في حفظ الأمانات وفي العمل والوظائف والبيع والشراء وفي حفظ جوارحنا وفي طعامنا وشرابنا وفي أخلاقنا وتعاملنا مع الناس من حولنا ... أننا نحتاج خلق الورع ليتزين به الرجال والشباب والنساء فتجد ذلك في أفعالهم وكلامهم وملبسهم ومطعمهم ... إننا بحاجة إلى خلق الورع لتقوى الروابط وتزيد الألفة بين أبناء المجتمع ..
إننا بحاجة إلى تربية نفوسنا على خلق الورع ليعيش المجتمع في أمن وأمان ولتحفظ الدماء والأموال والأعراض .. فاليوم هناك جرأة عجيبة على الدماء وإزهاق الأرواح ولم تعد المشكلة فيمن يباشر القتل و سفك الدماء فقط ، بل المشكلة الآن في الطابور العريض من أبناء المجتمع والأمة إما جهلاً أو تعصباً الذي يقف خلف القاتل حاشدين عشرات التأويلات والتخريجات لفعله ، مبررين جرما شهدت نصوص الكتاب والسنة ببشاعته والتحذير منه ، وما هذا إلا قلة في الورع عن التخوض في الدماء المحرمة ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما " (رواه البخاري ) ، ولو لم يكن إلا هذا الحديث لكفى في تنزيه الإنسان نفسه عن التخوض في الدماء ، والتبرؤ من كل عمل فيه فتك بمسلم يشهد ألا اله إلا الله وان محمد رسول الله ..! أو حتى ذمي يهودياً كان أو نصراني وهو في بلاد المسلمين طالما كان آمناً ومسالماً ومعاهداً .. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً). (أخرجه البخاري) .. فكيف بمن يقتل مسلماً ومؤمناً دون وجه حق ؟ قال تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} ا(لنساء/93) .. أي شهوة وغاية وراء قتل المسلم لأخيه المسلم فهي والله ليست من أجل الدين ولا من أجل نصرة الإسلام والمسلمين ولا من أجل أعداء المسلمين ولكنها من أجل حظوظ النفس والطمع في السلطان والملك والتأويل الفاسد لتوجيهات الكتاب والسنة .. فأين الورع ومخافة الله ؟ اين الإستعداد للقاءه والوقوف بين يديه ؟ أين نحن من تقديم مصلحة البلاد والعباد على مصالح النفس والقبائل والمذاهب والأحزاب ؟ أين الصبر في ذات الله وابتغاء مرضاته والطمع فيما عنده ؟ ..
إن أبواب الجنة لا يطرقها إلا أصحاب الأخلاق العظيمة مهما كانت حاجتهم وكيفما كانت ظروفهم .. ضبط الورع سلوكهم ووجه أفعالهم رغم حاجتهم وفقرهم وكان بينهم وبين الحرام سداً منيعاً وحصناً مشيداً ..
عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } ( رواه أحمد 10/77 و إسناده صحيح ) .. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشترى رجلٌ من رجل عقارًا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جَرَّة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار للبائع: خذ ذهبك، أنا اشتريت منك الأرض، ولم أشترِ الذهب؛ وقال الذي باع له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها؛ فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟! قال أحدُهما: نعم؛ وقال الآخر: لي جارية -أي بنت-؛ قال: أنكحا الغلام الجارية، وأنفقا على أنفسهما منه؛ فانصرفا".( البخاري ومسلم) .. إن من يقرأ هذا الحديث لا يدري بأيهما يعجب أكثر؛ من البائع، أم من المشتري، أم الحكم؟! فكل واحد منهم أشد عجبًا، أي خلق هذا الذي يضبط النفوس ويوجه السلوك ويولد القناعات!! إنه خلق الورع الذي به تزكو النفوس، وبه يرتقي العبد في مراتب الإيمان ودرجاته، وبه ينال العبد محبة الله ومحبة خلقه، وبه تعم السعادة حياة الأفراد والمجتمعات، وبه يعرف الحق من الباطل والخير من الشر والحلال من الحرام.
عبــــاد الله :- إننا بحاجة إلى خلق الورع حكاماً ومحكومين رجالاً ونساءاً .. فهو دين يعبد الله به وهو خلق يقود العبد إلى رضوان الله وجنته ، به يسعد الفرد والمجتمع ويأمن الخائف ويقوى الضعيف وتحفظ الحقوق وتقال كلمة الحق وينصر المظلوم وينتشر الخير والصلاح وبه يكون المرء حارساً على نفسه ويمنعها من الغواية والضلال .. هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأتيه غلامه بطعام وكان صائماً فأكل منه فقال له غلامه لم تسألني يا خلفة رسول الله من أين جئت بهذا الطعام كما كنت تسألني كل ليلة قال : ومن أين جئت به ؟ قال الغلام هذا مال كنت قد تكهنت به في الجاهليه لقومٍ فلم يعطوني مالي إلا اليوم ..
إن أبواب الجنة لا يطرقها إلا أصحاب الأخلاق العظيمة مهما كانت حاجتهم وكيفما كانت ظروفهم .. ضبط الورع سلوكهم ووجه أفعالهم رغم حاجتهم وفقرهم وكان بينهم وبين الحرام سداً منيعاً وحصناً مشيداً ..
عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } ( رواه أحمد 10/77 و إسناده صحيح ) .. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشترى رجلٌ من رجل عقارًا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جَرَّة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار للبائع: خذ ذهبك، أنا اشتريت منك الأرض، ولم أشترِ الذهب؛ وقال الذي باع له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها؛ فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟! قال أحدُهما: نعم؛ وقال الآخر: لي جارية -أي بنت-؛ قال: أنكحا الغلام الجارية، وأنفقا على أنفسهما منه؛ فانصرفا".( البخاري ومسلم) .. إن من يقرأ هذا الحديث لا يدري بأيهما يعجب أكثر؛ من البائع، أم من المشتري، أم الحكم؟! فكل واحد منهم أشد عجبًا، أي خلق هذا الذي يضبط النفوس ويوجه السلوك ويولد القناعات!! إنه خلق الورع الذي به تزكو النفوس، وبه يرتقي العبد في مراتب الإيمان ودرجاته، وبه ينال العبد محبة الله ومحبة خلقه، وبه تعم السعادة حياة الأفراد والمجتمعات، وبه يعرف الحق من الباطل والخير من الشر والحلال من الحرام.
عبــــاد الله :- إننا بحاجة إلى خلق الورع حكاماً ومحكومين رجالاً ونساءاً .. فهو دين يعبد الله به وهو خلق يقود العبد إلى رضوان الله وجنته ، به يسعد الفرد والمجتمع ويأمن الخائف ويقوى الضعيف وتحفظ الحقوق وتقال كلمة الحق وينصر المظلوم وينتشر الخير والصلاح وبه يكون المرء حارساً على نفسه ويمنعها من الغواية والضلال .. هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأتيه غلامه بطعام وكان صائماً فأكل منه فقال له غلامه لم تسألني يا خلفة رسول الله من أين جئت بهذا الطعام كما كنت تسألني كل ليلة قال : ومن أين جئت به ؟ قال الغلام هذا مال كنت قد تكهنت به في الجاهليه لقومٍ فلم يعطوني مالي إلا اليوم ..
فقامت قيامته رضي الله عنه إذ كيف يدخل في جوفه طعاماً من حرام وأخذ يسأل كيف يخرج تلك اللقمة من جوفه ؟ فأدخل أبو بكر يده في حلقه، فجعل يتقيَّأ ذلك الطعام قالوا هون عليك يا خليفة رسول الله قال : والله لتخرجن هذه اللقمة أو لتخرجن نفسي ... و قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه مسك وعنبر من البحرين، فقال عمر: والله لوددت أني أجد امرأة حسنة، تزن لي هذا الطيب حتى أفرقه بين المسلمين .. فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن، فهلم أزن لك .. قال: لا. قالت: ولم؟! قال: إني أخشى أن تأخذيه هكذا - وأدخل أصابعه في صدغيه - وتمسحين عنقك، فأصيب فضلاً عن المسلمين أي ورع هذا وأي عظمة هذه ؟ .. قال تعالى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) (النازعات 40-41) . جاءت أخت بشر الحافي، إلى الأمام أحمد بن حنبل و قالت : إنا نغزل على سطوحنا فتمر بنا مشاعل الظاهرية ( وهي أضواء بيت جيرانهم ) ، ويقع الشعاع علينا ، أيجوز لنا الغزل في شعاعها ؟ فقال أحمد : من أنت عافاك الله تعالى ؟ فقالت : أخت بشر الحافي : فبكى أحمد، وقال : من بيتكم يخرج الورع الصادق ، لا تغزلي في شعاعها... اللهم املأ قلوبَنا بتقواك، واجعلنا نخشَاك كأنّا نراك، وبارِك لنا في القرآن والسنّة، وانفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــــبة الثانــية : - الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذي اصطفى أما بعد:
أيها المؤمنون: إن المسلم لا يحتاج لمن يقول له هذا العمل حرام أو أن هذا العمل فيه أثمٌ أو فيه شبهة ففي قلبه وازع الورع والتقوى يهديه إلى الخير ويحذره من الشر وهذه نعمة من الله يجب يعمل العبد بمقتضاها .. فلا تخدع نفسك فتخسر دنياك وآخرتك عن النواس بن سمعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" (رواه مسلم) و يقول صلى الله عليه وسلم : (البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب, والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون )( صحيح الجامع: 2881) ..
عبــــــــاد الله :- لنحفظ الحقوق ونؤدي الواجبات ونربي أنفسنا على خلق الورع ونضبط سلوكنا وأفعالنا وأقوالنا على يحبه الله ويرضاه وعلينا أن نتذكر أننا إلى ربنا راجعون ولأعمالنا محاسبون ولندرك جميعاً أهمية الأخوة والتآلف وجمع الكلمة وتوحيد الجهود في بناء الأوطان .. اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً وخذ بأيدينا إلى كل خير يا أرحم الراحمين ، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
الخطــــبة الثانــية : - الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذي اصطفى أما بعد:
أيها المؤمنون: إن المسلم لا يحتاج لمن يقول له هذا العمل حرام أو أن هذا العمل فيه أثمٌ أو فيه شبهة ففي قلبه وازع الورع والتقوى يهديه إلى الخير ويحذره من الشر وهذه نعمة من الله يجب يعمل العبد بمقتضاها .. فلا تخدع نفسك فتخسر دنياك وآخرتك عن النواس بن سمعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" (رواه مسلم) و يقول صلى الله عليه وسلم : (البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب, والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون )( صحيح الجامع: 2881) ..
عبــــــــاد الله :- لنحفظ الحقوق ونؤدي الواجبات ونربي أنفسنا على خلق الورع ونضبط سلوكنا وأفعالنا وأقوالنا على يحبه الله ويرضاه وعلينا أن نتذكر أننا إلى ربنا راجعون ولأعمالنا محاسبون ولندرك جميعاً أهمية الأخوة والتآلف وجمع الكلمة وتوحيد الجهود في بناء الأوطان .. اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً وخذ بأيدينا إلى كل خير يا أرحم الراحمين ، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
من يعمل سوءا يجز به ..!!
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شئ قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها صادقا من قلبه من أهوال يوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين
يا من إذا وقف المسيء ببابه ..... ستر القبيحَ وجاد بالإحسانِ
أصبحتُ ضيف اللهِ في دار الرضا .... وعلى الكريم كرامةُ الضيفانِ
تعفوا الملوكُ حين النزول بساحتهم ..... فكيف النزولُ بساحةِ الرحمنِ
واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صاحب الشفاعة ، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه ، سيد الأولين ، والآخرين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعـــد :
عبــــاد الله : - إن لله سنن في هذا الكون يسير عليها لا تتخلف ولا تتبدل ، بها تنتظم الحياة ويقام الحق ويسود العدل وتطمئن النفوس وتحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات وهي سنن تجري في جميع أحوال البشر وعلاقاتهم مع ربهم ودينهم ومع بعضهم ومع الكون من حولهم .. إنها سنة الجزاء من جنس العمل
فجزاء العامل من جنس عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر قال تعالى ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( 7/ الزلزلة) .. وقال تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً . وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 123ـ 124) وقال صلى الله عليه وسلم : (أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به...)(الطبراني في الأوسط (4429) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: "إسناده حسن".) .. يقول ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (1/71) : " تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى .. اعمل ما شئت .. فإذا عملت خيراً ستجد الخير في الدنيا قبل الآخرة وإن عملت شراً مهما كان صغيراً أو كبيراً ستجد الجزاء في الدنيا قبل الآخرة وما ربك بظلام للعبيد .. قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )(10-12 نوح )
وقال تعالى في (سورة الأعراف 163) : (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) فاعتدوا فكان الجزاء: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة 65). عوقب هؤلاء الذين احتالوا على أمر ربهم أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح، فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل.. و من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة ، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه . وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) (الانسان 26-27) فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه ..ولما سئل الحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورأً من نوره".
أيها المؤمنون /عباد الله : - لنتذكر جميعاً هذه السنة الإلهية في عباداتنا وأعمالنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا لتستقيم نفوسنا على الحق والخير في زمن كثر فيه البغي والظلم والتعدي والكبر وسوء الظن والتقصير والتفريط في الحقوق والواجبات ولنبحث عن الجزاء الطيب بحسن العمل .. قال أحد الصالحين: (الحسنة لا تضيع على ابن آدم .. والذنب لا ينسى ولو بعد حين .. و الديان هو الله عز وجل حي لا يموت .. ويا ابن آدم اسخر كما شئت .. واضحك على من شئت .. واعتدي على من شئت .. واجرح من شئت .. وأحسن إلى من شئت ..واظلم من شئت .. واسفك دم من شئت .. وتكبر على من شئت .. فلا يضيع عمل عامل منكم عند الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر ..
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شئ قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها صادقا من قلبه من أهوال يوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين
يا من إذا وقف المسيء ببابه ..... ستر القبيحَ وجاد بالإحسانِ
أصبحتُ ضيف اللهِ في دار الرضا .... وعلى الكريم كرامةُ الضيفانِ
تعفوا الملوكُ حين النزول بساحتهم ..... فكيف النزولُ بساحةِ الرحمنِ
واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صاحب الشفاعة ، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه ، سيد الأولين ، والآخرين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعـــد :
عبــــاد الله : - إن لله سنن في هذا الكون يسير عليها لا تتخلف ولا تتبدل ، بها تنتظم الحياة ويقام الحق ويسود العدل وتطمئن النفوس وتحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات وهي سنن تجري في جميع أحوال البشر وعلاقاتهم مع ربهم ودينهم ومع بعضهم ومع الكون من حولهم .. إنها سنة الجزاء من جنس العمل
فجزاء العامل من جنس عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر قال تعالى ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( 7/ الزلزلة) .. وقال تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً . وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 123ـ 124) وقال صلى الله عليه وسلم : (أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به...)(الطبراني في الأوسط (4429) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: "إسناده حسن".) .. يقول ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (1/71) : " تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى .. اعمل ما شئت .. فإذا عملت خيراً ستجد الخير في الدنيا قبل الآخرة وإن عملت شراً مهما كان صغيراً أو كبيراً ستجد الجزاء في الدنيا قبل الآخرة وما ربك بظلام للعبيد .. قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )(10-12 نوح )
وقال تعالى في (سورة الأعراف 163) : (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) فاعتدوا فكان الجزاء: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة 65). عوقب هؤلاء الذين احتالوا على أمر ربهم أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح، فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل.. و من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة ، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه . وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) (الانسان 26-27) فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه ..ولما سئل الحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورأً من نوره".
أيها المؤمنون /عباد الله : - لنتذكر جميعاً هذه السنة الإلهية في عباداتنا وأعمالنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا لتستقيم نفوسنا على الحق والخير في زمن كثر فيه البغي والظلم والتعدي والكبر وسوء الظن والتقصير والتفريط في الحقوق والواجبات ولنبحث عن الجزاء الطيب بحسن العمل .. قال أحد الصالحين: (الحسنة لا تضيع على ابن آدم .. والذنب لا ينسى ولو بعد حين .. و الديان هو الله عز وجل حي لا يموت .. ويا ابن آدم اسخر كما شئت .. واضحك على من شئت .. واعتدي على من شئت .. واجرح من شئت .. وأحسن إلى من شئت ..واظلم من شئت .. واسفك دم من شئت .. وتكبر على من شئت .. فلا يضيع عمل عامل منكم عند الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر ..
قال تعالى ( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( غافر: 40) ..وقال تعالى (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129).. قال ابن كثير رحمه الله : أي نسلط بعضهم على بعض ، وننتقم من بعضهم ببعض جزاءً على ظلمهم وبغيهم .. ) وقال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله -: "ولذلك كان الجزاء مُماثلاً للعمل من جنسه في الخير والشر، فمَن سَتَر مُسلمًا ستَره الله، ومن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبة من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن أقال نادمًا أقال الله عثرتَه يوم القيامة، ومن تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه، ومن ضارَّ مسلمًا ضارَّ الله به، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه، ومن خذَل مسلمًا في موضع يجب نصرتُه فيه خذَله الله في موضِع يجب نصرتُه فيه، ومَن سمَح سمَح الله له، والراحمون يرحَمهم الرحمن، وإنما يرحَم الله من عباده الرحماء، ومن أنفَق أنفَق الله عليه، ومن أوعى أوعى عليه، ومن عفا عن حقِّه عفا الله له عن حقِّه، ومن تجاوَز تجاوَز الله عنه، ومن استقصى استقصى الله عليه"؛ (إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/214) .. بروا آبائكم يبركم أبنائكم قبل أكثر من خمسين عام حج رجل مع والده الذي بلغ من العمر عتيا وكانوا وقتها يركبون الجمال وهم في قافلة فأراد الرجل الكبير أن يرتاح قليلاً من السفر وحرارة الشمس تحت ظل شجرة واستمرت القافلة بالسير وجلس الابن مع أبيه فلما ارتاح قليلاً حمل أبيه على ظهر وانطلق يجري به ليلحق بالقافلة يقول الابن : فجأة وإذا بأبي يبكي ودموعه تنحدر على كتفي فقلت مالك يا أبي والله أنك أخف على ظهري من نسمة الهواء قال: والله ما أبكي من أجل هذا ولكني في هذا المكان قبل فترة من الزمن حملت أبي على ظهري فتذكرت قول الله تعالى ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) (الرحمن60-61)
عبــــاد الله : - غابت هذه السنة الربانية من حياتنا إلا من رحم الله فخسرنا الكثير من الأجور والحسنات وحرم الكثير منا رحمة الله وتوفيقه ولطفه ومضى قطار العمر ونحن في غفلة فما زادت حياتنا إلا تعاسة وشقاء و رأينا سنن الله تجرى على الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول ولم نتعظ وضعفت صلتنا بربنا وقصرنا في عباداتنا وزادت المعاصي والمنكرات وسفكت الدماء وظهر الظلم والبغي واستطال المسلم في دم أخيه وغرضه وماله دون وجه حق فساءت العلاقات وثارت الخلافات وتأججت العصبيات ودمرت القرى والمدن وذهب الأمن واستوطن الخوف في كثير من بلاد المسلمين كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي حتى نسينا أمر الله فنسينا ووكلنا إلى أنفسنا جزاءاً وفاقاً .. ولو أننا وضعنا سنة الجزاء من جنس العمل نصب أعيننا حكاماً ومحكومين ، أحزاباً وجماعات ، أغنياء وفقراء ، أقويا وضعفاء ، رجالاً ونساء لصلحت أحوالنا واستقامت نفوسنا وتبدلت أحوالنا .. فكفوا أيديكم وألسنتكم وأموالكم ومناصبكم عن البغي والحرام والظلم والعدوان واعلموا أن إمهال الله عقوبة واستدراج فلا يغتر أحد بحلم الله .. وتذكر يا من تتجرأ على النفوس المعصومة وتسفك الدماء المحرمة أن الجزاء من جنس العمل عاجلاً أو آجلاً وقديماً قالوا بشر القاتل بالقتل هذا في الدنيا ويوم القيامة أشد وأنكى وهذا ما أكَّده سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه للحجاج, عندما قال له الحجاج: ويلك يا سعيد, قال له: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.. قال: اختر لنفسك أيَّ قِتْلَةٍ تُريد أن أقتلك؟ فقال: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج؛ فوالله لا تقتلني قِتْلَةً إلا قَتَلَكَ الله مثلها يوم القيامة .. ويا أيها الظالم رويداً .. رويداً .. لا تلومنّ إلا نفسك وكما تدين تدان وإن ربك لبلمرصاد .. لقد بلغ الفساد والظلم والبغي بالبرامكة وقد كانوا وزراء الدولة العباسية مبلغاً عظيماً إلى جانب الإسراف والتبذير حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة وضاقت أحوال الناس في عهدهم .. والرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول : (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) (رواه مسلم ) .. واستمرت حياتهم دون رادع يردعهم أو واعظ يكف بغيهم وظلمهم حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم ووضع لهم حد وألقى بهم في السجون .. فقال ابن ليحي البرمكى وزير هارون الرشيد و هم في السجن و القيود على أيديهم وأرجلهم: يا أبت بعد الأمر و النهى و النعمة صرنا إلى هذا الحال !!! , فقال : يا بنى ...
عبــــاد الله : - غابت هذه السنة الربانية من حياتنا إلا من رحم الله فخسرنا الكثير من الأجور والحسنات وحرم الكثير منا رحمة الله وتوفيقه ولطفه ومضى قطار العمر ونحن في غفلة فما زادت حياتنا إلا تعاسة وشقاء و رأينا سنن الله تجرى على الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول ولم نتعظ وضعفت صلتنا بربنا وقصرنا في عباداتنا وزادت المعاصي والمنكرات وسفكت الدماء وظهر الظلم والبغي واستطال المسلم في دم أخيه وغرضه وماله دون وجه حق فساءت العلاقات وثارت الخلافات وتأججت العصبيات ودمرت القرى والمدن وذهب الأمن واستوطن الخوف في كثير من بلاد المسلمين كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي حتى نسينا أمر الله فنسينا ووكلنا إلى أنفسنا جزاءاً وفاقاً .. ولو أننا وضعنا سنة الجزاء من جنس العمل نصب أعيننا حكاماً ومحكومين ، أحزاباً وجماعات ، أغنياء وفقراء ، أقويا وضعفاء ، رجالاً ونساء لصلحت أحوالنا واستقامت نفوسنا وتبدلت أحوالنا .. فكفوا أيديكم وألسنتكم وأموالكم ومناصبكم عن البغي والحرام والظلم والعدوان واعلموا أن إمهال الله عقوبة واستدراج فلا يغتر أحد بحلم الله .. وتذكر يا من تتجرأ على النفوس المعصومة وتسفك الدماء المحرمة أن الجزاء من جنس العمل عاجلاً أو آجلاً وقديماً قالوا بشر القاتل بالقتل هذا في الدنيا ويوم القيامة أشد وأنكى وهذا ما أكَّده سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه للحجاج, عندما قال له الحجاج: ويلك يا سعيد, قال له: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.. قال: اختر لنفسك أيَّ قِتْلَةٍ تُريد أن أقتلك؟ فقال: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج؛ فوالله لا تقتلني قِتْلَةً إلا قَتَلَكَ الله مثلها يوم القيامة .. ويا أيها الظالم رويداً .. رويداً .. لا تلومنّ إلا نفسك وكما تدين تدان وإن ربك لبلمرصاد .. لقد بلغ الفساد والظلم والبغي بالبرامكة وقد كانوا وزراء الدولة العباسية مبلغاً عظيماً إلى جانب الإسراف والتبذير حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة وضاقت أحوال الناس في عهدهم .. والرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول : (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) (رواه مسلم ) .. واستمرت حياتهم دون رادع يردعهم أو واعظ يكف بغيهم وظلمهم حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم ووضع لهم حد وألقى بهم في السجون .. فقال ابن ليحي البرمكى وزير هارون الرشيد و هم في السجن و القيود على أيديهم وأرجلهم: يا أبت بعد الأمر و النهى و النعمة صرنا إلى هذا الحال !!! , فقال : يا بنى ...
دعوة مظلوم سرت في جوف الليل غفلنا عنها , و لم يغفل عنها الله ... وصدق الله إذ يقول (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.".(إبراهيم 42-43) .... اللهم أحفظنا بحفظك الذي لا يرام واحرسنا بعينك التي لا تنام و استرنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة،
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..
الخطـبة الثانية : - عبـاد الله : - لكل عمل جزاء في الدنيا والآخرة فاختر لنفسك يا عبدالله ما شئت فإنك مجزي به .. لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ولم يكن بين إسلامه وبين موته إلا سنوات قليله .. فكان نعم الرجل الرشيد في قومه الحريص على دينه وأمته المجاهد في سبيل ربه ، قائم الليل وقارئ القرآن والمنفق في سبيل الله ، جرح في عزوة بني قريظة وانفجر جرحه ومات فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرش الرحمن اهتز لموته وشيعته الملائكة فقد حكم في بني قريظة بالحق ولهجت ألسنة الأمة بالثناء عليه وخلد ذكره فلا يسمع أحد به إلا ترضى عنه وغيره كثير من الصحابه .. قال النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجنازةُ سعدٍ موضوعةٌ اهتزَّ لها عرشُ الرحمنِ فطفِقَ المنافقونَ في جنازتِهِ وقالوا ما أخَفَّها فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال إنَّما كانت تحملُهُ الملائكةُ معهم .) (الألباني/ السلسلة الصحيحة: 7/1051) .. فقدموا لدينكم ومجتمعاتكم وأوطانكم أعمال ومواقف تحفظ البلاد والعباد وينتشر بسببها الأمن وتقوى روابط الأخوة بين أفراد المجتمع ويزدهر الوطن فيكون الجزاء عظيماً في الدنيا والآخرة وكذلك الأوطان والشعوب والتاريخ لا يمكن أن ينسى العظماء في حياتهم وبعد مماتهم .. يقول الإمام الشافعي:
قد مات قوم وما ماتَتْ فَضائِلُهم ... وعاش قومٌ وهُمْ في النّاس أموات
يا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة قدموا في حياتكم أعمالاً صالحه ليوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح وتذكروا أن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان ولا يظلم ربك أحداً قال تعالى ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].. اللهم يا من لا تَمِلُ من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين و لا تَكِلُ من الرغبات إليه مدامع الخاشعين أغفر لنا ذنوباً حالت بيننا و بين ذكرك و أعفوا عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك و أدم علينا لزوم الطريق إليك و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ..واحقن اللهم دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين .. ثم أعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل وعلا:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56).. اللهم صلي وسلم وبارك أطيب وأزكي صلاة وبركة على نبينا وأمامنا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين وسائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. والحمد لله رب العالمين.
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..
الخطـبة الثانية : - عبـاد الله : - لكل عمل جزاء في الدنيا والآخرة فاختر لنفسك يا عبدالله ما شئت فإنك مجزي به .. لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ولم يكن بين إسلامه وبين موته إلا سنوات قليله .. فكان نعم الرجل الرشيد في قومه الحريص على دينه وأمته المجاهد في سبيل ربه ، قائم الليل وقارئ القرآن والمنفق في سبيل الله ، جرح في عزوة بني قريظة وانفجر جرحه ومات فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرش الرحمن اهتز لموته وشيعته الملائكة فقد حكم في بني قريظة بالحق ولهجت ألسنة الأمة بالثناء عليه وخلد ذكره فلا يسمع أحد به إلا ترضى عنه وغيره كثير من الصحابه .. قال النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجنازةُ سعدٍ موضوعةٌ اهتزَّ لها عرشُ الرحمنِ فطفِقَ المنافقونَ في جنازتِهِ وقالوا ما أخَفَّها فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال إنَّما كانت تحملُهُ الملائكةُ معهم .) (الألباني/ السلسلة الصحيحة: 7/1051) .. فقدموا لدينكم ومجتمعاتكم وأوطانكم أعمال ومواقف تحفظ البلاد والعباد وينتشر بسببها الأمن وتقوى روابط الأخوة بين أفراد المجتمع ويزدهر الوطن فيكون الجزاء عظيماً في الدنيا والآخرة وكذلك الأوطان والشعوب والتاريخ لا يمكن أن ينسى العظماء في حياتهم وبعد مماتهم .. يقول الإمام الشافعي:
قد مات قوم وما ماتَتْ فَضائِلُهم ... وعاش قومٌ وهُمْ في النّاس أموات
يا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة قدموا في حياتكم أعمالاً صالحه ليوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح وتذكروا أن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان ولا يظلم ربك أحداً قال تعالى ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].. اللهم يا من لا تَمِلُ من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين و لا تَكِلُ من الرغبات إليه مدامع الخاشعين أغفر لنا ذنوباً حالت بيننا و بين ذكرك و أعفوا عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك و أدم علينا لزوم الطريق إليك و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ..واحقن اللهم دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين .. ثم أعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل وعلا:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56).. اللهم صلي وسلم وبارك أطيب وأزكي صلاة وبركة على نبينا وأمامنا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين وسائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. والحمد لله رب العالمين.
١-تزييف الحقائق وحصائد الألسن..!!
٢-قل الله ينجيكم منها..!!
٣-غزة ونصرة المظلوم..!!
٤-المنافقون وأوقات الأمة الحرجة..!!
٥-كيف تكون أعبد الناس..!!
من يعمل سوء يجز به..!!
٢-قل الله ينجيكم منها..!!
٣-غزة ونصرة المظلوم..!!
٤-المنافقون وأوقات الأمة الحرجة..!!
٥-كيف تكون أعبد الناس..!!
من يعمل سوء يجز به..!!
خطبة جمعة بعنوان:
“معايشة النصر والفرج
قبل وقوعه منهج نبوي"
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي كتب على عباده الإيمان والعمل الصالح، وجعل الصبر والتوكل على الله مفتاح الفلاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المتفائلين وقدوة العاملين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصرة أولًا بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].
عباد الله، حديثنا اليوم عن قضية عظيمة تهم كل إنسان يسعى للنجاح والتغيير والنصر والتمكين والفوز في الدنيا والآخرة، وهذا مفهوم إسلامي عظيم يعزز اليقين والتفاؤل، ويرسخ الإيمان بوعد الله وصدق موعوده مهما كانت التحديات والصعاب والابتلاءات ..
إن المؤمن يعيش بثقته بالله و توكله عليه، متفائلًا بما وعده الله به، ومتيقنًا أن العاقبة للمتقين، حتى لو كانت الظروف المحيطة حالكة أو العقبات كبيرة. ومن خلال قصص النبي ﷺ وأصحابه، نتعلم كيف عاشوا النجاح قبل أن يتحقق، وكيف ثبتوا على الإيمان حتى جاء النصر من عند الله.
إن كثير من أبناء الأمة اليوم ينهزمون قبل انتهاء المعركة ويفشلون قبل انتهاء الجهد وييأسون في وسط الطريق وهذه الأمور ليس من سمات المسلم الحق والمؤمن الصادق الواثق بربع المتوكل عليه.
عباد الله: في غزوة الخندق، كان المشهد شديدًا وصعبًا على المسلمين، حيث تجمع الأحزاب من كل مكان يريدون القضاء على الإسلام. كان المسلمون في حال من الجوع والخوف والحصار، حتى قال الله تعالى عنهم: ﴿ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ [الأحزاب: 10].
في هذا الموقف العصيب، بينما يحفر النبي ﷺ الخندق مع أصحابه، اعترضتهم صخرة عظيمة عجزوا عن كسرها، فجاء النبي ﷺ وأخذ المعول، وضربها قائلًا: “بسم الله.” وفي أول ضربة قال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح الشام!”، ثم ضرب الثانية وقال: “الله أكبر، فُتحت فارس!”، ثم ضرب الثالثة وقال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح اليمن!”.
تأملوا أيها الأحبة! في وقت الحصار والجوع والخوف، يبشر النبي ﷺ أصحابه بفتح أعظم ممالك الأرض. هذا هو الإيمان بالله، واليقين بنصره.
وفي موقف آخر يعزز هذا اليقين، كان النبي ﷺ في طريق الهجرة إلى المدينة، وقد خرج سراقة بن مالك في أثره طمعًا في المكافأة. فلما أدرك النبي ﷺ دعاه إلى الإسلام، وقال له: “كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟”
سراقة، وهو مشرك في ذلك الوقت، يستمع إلى هذا الوعد الغريب. كسرى أعظم ملوك الأرض آنذاك، ومع ذلك النبي ﷺ يرى هذا المستقبل المشرق. وتمر الأيام، ويأتي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويُفتح ملك فارس، ويُلبس سراقة سواري كسرى.
أي يقين هذا؟ وأي ثقة بالله؟
أيها المؤمنون: ، يقول النبي ﷺ: “أُريت في المنام أن أصحابي يركبون البحر كالملوك على الأسرة.” [رواه البخاري].
هذا الحديث كان في مكة قبل أن يكون للمسلمين قوة أو جيش. ومع ذلك، بشر النبي أصحابه أنهم سيغزون البحر، وكان أول من حقق هذا الوعد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
ومن كلماته المشرقة ﷺ، قوله: “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل.” [رواه أحمد].
لقد كان هذا الوعد في زمن بدا فيه الإسلام محاصرًا. ومع ذلك، عاش النبي ﷺ وأصحابه هذا اليقين، فعملوا وبذلوا حتى انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
وأيضا ما أخرجه البخاري من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه، قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال ﷺ: «قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».
وقد تحقق هذا الوعد، حيث عم الأمن والأمان في زمن الخلفاء الراشدين، وأصبحت الطرق آمنة بفضل من الله وتطبيق شريعته.
أيها الإخوة، القرآن الكريم مليء بالقصص التي تعزز مفهوم معايشة النجاح والنصر والفرج وقوعه فهذا يوسف عليه السلام عاش يقين النجاح وهو في السجن، وقال لصاحبيه: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41]. وكان يعلم أن الله سيخرجه من السجن، وأن رؤياه
“معايشة النصر والفرج
قبل وقوعه منهج نبوي"
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي كتب على عباده الإيمان والعمل الصالح، وجعل الصبر والتوكل على الله مفتاح الفلاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المتفائلين وقدوة العاملين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصرة أولًا بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].
عباد الله، حديثنا اليوم عن قضية عظيمة تهم كل إنسان يسعى للنجاح والتغيير والنصر والتمكين والفوز في الدنيا والآخرة، وهذا مفهوم إسلامي عظيم يعزز اليقين والتفاؤل، ويرسخ الإيمان بوعد الله وصدق موعوده مهما كانت التحديات والصعاب والابتلاءات ..
إن المؤمن يعيش بثقته بالله و توكله عليه، متفائلًا بما وعده الله به، ومتيقنًا أن العاقبة للمتقين، حتى لو كانت الظروف المحيطة حالكة أو العقبات كبيرة. ومن خلال قصص النبي ﷺ وأصحابه، نتعلم كيف عاشوا النجاح قبل أن يتحقق، وكيف ثبتوا على الإيمان حتى جاء النصر من عند الله.
إن كثير من أبناء الأمة اليوم ينهزمون قبل انتهاء المعركة ويفشلون قبل انتهاء الجهد وييأسون في وسط الطريق وهذه الأمور ليس من سمات المسلم الحق والمؤمن الصادق الواثق بربع المتوكل عليه.
عباد الله: في غزوة الخندق، كان المشهد شديدًا وصعبًا على المسلمين، حيث تجمع الأحزاب من كل مكان يريدون القضاء على الإسلام. كان المسلمون في حال من الجوع والخوف والحصار، حتى قال الله تعالى عنهم: ﴿ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ [الأحزاب: 10].
في هذا الموقف العصيب، بينما يحفر النبي ﷺ الخندق مع أصحابه، اعترضتهم صخرة عظيمة عجزوا عن كسرها، فجاء النبي ﷺ وأخذ المعول، وضربها قائلًا: “بسم الله.” وفي أول ضربة قال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح الشام!”، ثم ضرب الثانية وقال: “الله أكبر، فُتحت فارس!”، ثم ضرب الثالثة وقال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح اليمن!”.
تأملوا أيها الأحبة! في وقت الحصار والجوع والخوف، يبشر النبي ﷺ أصحابه بفتح أعظم ممالك الأرض. هذا هو الإيمان بالله، واليقين بنصره.
وفي موقف آخر يعزز هذا اليقين، كان النبي ﷺ في طريق الهجرة إلى المدينة، وقد خرج سراقة بن مالك في أثره طمعًا في المكافأة. فلما أدرك النبي ﷺ دعاه إلى الإسلام، وقال له: “كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟”
سراقة، وهو مشرك في ذلك الوقت، يستمع إلى هذا الوعد الغريب. كسرى أعظم ملوك الأرض آنذاك، ومع ذلك النبي ﷺ يرى هذا المستقبل المشرق. وتمر الأيام، ويأتي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويُفتح ملك فارس، ويُلبس سراقة سواري كسرى.
أي يقين هذا؟ وأي ثقة بالله؟
أيها المؤمنون: ، يقول النبي ﷺ: “أُريت في المنام أن أصحابي يركبون البحر كالملوك على الأسرة.” [رواه البخاري].
هذا الحديث كان في مكة قبل أن يكون للمسلمين قوة أو جيش. ومع ذلك، بشر النبي أصحابه أنهم سيغزون البحر، وكان أول من حقق هذا الوعد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
ومن كلماته المشرقة ﷺ، قوله: “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل.” [رواه أحمد].
لقد كان هذا الوعد في زمن بدا فيه الإسلام محاصرًا. ومع ذلك، عاش النبي ﷺ وأصحابه هذا اليقين، فعملوا وبذلوا حتى انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
وأيضا ما أخرجه البخاري من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه، قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال ﷺ: «قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».
وقد تحقق هذا الوعد، حيث عم الأمن والأمان في زمن الخلفاء الراشدين، وأصبحت الطرق آمنة بفضل من الله وتطبيق شريعته.
أيها الإخوة، القرآن الكريم مليء بالقصص التي تعزز مفهوم معايشة النجاح والنصر والفرج وقوعه فهذا يوسف عليه السلام عاش يقين النجاح وهو في السجن، وقال لصاحبيه: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41]. وكان يعلم أن الله سيخرجه من السجن، وأن رؤياه
وهذا موسى عليه السلام حينما أدركه فرعون وجنوده عند البحر، قال قومه: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، فرد موسى بكل ثقة: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62].
أيها المسلمون إياكم واليأس .. إياكم والهزيمة والاستلام عيشوا النجاح والنصر والتمكين حتى قبل وقوعه لانه محقق لا محالة والله لا يخلف وعده .. قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه ..
الخطبة الثانية:
الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى اما بعد:
عباد الله: يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الغار: “يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا.” فقال له النبي ﷺ: “يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟”
قال ابن القيم رحمه الله: “إذا أوصدت الأبواب في وجهك، فتذكر أن الله قد يفتح لك بابًا لم يخطر على بالك.”
أيها المسلمون؛ علينا أن نثق بوعد الله، وأن نعمل على تحقيق الأهداف التي رسمها لنا الإسلام.
فمعايشة النجاح والنصر تعني أن نخطط، ونسعى، ونعمل بجد، ونتوكل على الله ونبذل من الاسباب ما استطعنا ، وعلينا الصبر عند الأزمات فكل عقبة هي جزء من طريق النجاح، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6]، وعلى المسلم كذلك أن يتفائل ولا ييأس ولا ينهزم أو يستسلم فهو في كن الله ورحمته وملكه قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87].
عباد الله : علينا أن نزرع الأمل في الآخرين، فالتفاؤل والإيجابية تنتقل إلى من حولنا، فتكون سببًا في تحفيزهم للعمل والنجاح.
أيها الإخوة المؤمنون، لنكن من المؤمنين بوعد الله، العاملين على تحقيقه، ولنعيش بروح الأمل والتفاؤل، موقنين أن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر، واليسر مع العسر.
عباد الله : في ظل ما يجري من أحداث جسام على ثرى الأرض المباركة فلسطين وغزة، وهي على شدتها تمثل إرهاصات لقرب تحقق وعد الله ونصره على الصهاينة المحتلين والمعتدين؛ ففي معركة اليوم الجارية سقط صنم الدولة الصهيونية وتهشمت صورة جيشها، وأساء وجهها طائفة مؤمنة صدق فيهم وصف الله تعالى: ﴿عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾ [الإسراء:5]، نسأل الله أن يرزقنا الثقة به، والعمل لنصر دينه، وأن يجعلنا من المتفائلين بنصره الموقنين بوعده.
ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: )إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وأعل كلمتك العليا إلى يوم الدين، وانصر عبادك المجاهدين في فلسطين وغزة وفي كل مكان ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين والحمد لله رب العالمين .
أيها المسلمون إياكم واليأس .. إياكم والهزيمة والاستلام عيشوا النجاح والنصر والتمكين حتى قبل وقوعه لانه محقق لا محالة والله لا يخلف وعده .. قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه ..
الخطبة الثانية:
الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى اما بعد:
عباد الله: يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الغار: “يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا.” فقال له النبي ﷺ: “يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟”
قال ابن القيم رحمه الله: “إذا أوصدت الأبواب في وجهك، فتذكر أن الله قد يفتح لك بابًا لم يخطر على بالك.”
أيها المسلمون؛ علينا أن نثق بوعد الله، وأن نعمل على تحقيق الأهداف التي رسمها لنا الإسلام.
فمعايشة النجاح والنصر تعني أن نخطط، ونسعى، ونعمل بجد، ونتوكل على الله ونبذل من الاسباب ما استطعنا ، وعلينا الصبر عند الأزمات فكل عقبة هي جزء من طريق النجاح، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6]، وعلى المسلم كذلك أن يتفائل ولا ييأس ولا ينهزم أو يستسلم فهو في كن الله ورحمته وملكه قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87].
عباد الله : علينا أن نزرع الأمل في الآخرين، فالتفاؤل والإيجابية تنتقل إلى من حولنا، فتكون سببًا في تحفيزهم للعمل والنجاح.
أيها الإخوة المؤمنون، لنكن من المؤمنين بوعد الله، العاملين على تحقيقه، ولنعيش بروح الأمل والتفاؤل، موقنين أن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر، واليسر مع العسر.
عباد الله : في ظل ما يجري من أحداث جسام على ثرى الأرض المباركة فلسطين وغزة، وهي على شدتها تمثل إرهاصات لقرب تحقق وعد الله ونصره على الصهاينة المحتلين والمعتدين؛ ففي معركة اليوم الجارية سقط صنم الدولة الصهيونية وتهشمت صورة جيشها، وأساء وجهها طائفة مؤمنة صدق فيهم وصف الله تعالى: ﴿عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾ [الإسراء:5]، نسأل الله أن يرزقنا الثقة به، والعمل لنصر دينه، وأن يجعلنا من المتفائلين بنصره الموقنين بوعده.
ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: )إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وأعل كلمتك العليا إلى يوم الدين، وانصر عبادك المجاهدين في فلسطين وغزة وفي كل مكان ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين والحمد لله رب العالمين .