MESBAH_QOM Telegram 1143
مصباح الهداية
Photo
خلال الفترة المقبلة، أتوقّع هجمةً شديدةً على التشيّع، وستتعدّى أطوارها إلى حد توسعة الإساءة إلى أهل البيت (عليهم السلام)، وفي هذه الأيّام يُلحظ نشاط ناصبيّ في الشبكة العنكبوتية يتعمّد الإساءة إلى أهل البيت صلوات الله عليهم، إلى حدّ أنّ سلفياً مثل د. سامي عامري كتب عن ملاحظته لبروز شيء من هذا القبيل.
وفي المقام، أشير إلى عدة ملاحظات:
أوّلاً: إن الهجمة الناصبيّة لن تتنافى مع الميول العلمانية الإلحادية التي تُشاع في الخليج العربيّ، فلن تكون منطلقات النصب سلفيّة وهّابيّة فقط، بل هذا المشروع يتقاطع مع المناهج العلمانية ”التنويرية“، وقد رأينا فيمن يدعي التنوير نصباً لا يختلف عن نصب بعض السلفيّة.
ثانياً: لهذه الظاهرة أسباب مختلفة، ومنها أسباب سياسية تتعلّق بالحرب القائمة، حيث إن حرب غزّة بدأت تفضح كثيراً من الأعراب، وبعبارة أوضح: إنّ ما يفعله ذلك الحزب اللبنانيّ يحرج القوم ويكشف عن سوآتهم، ولقد سيئت وجوه الذين كفروا بعد ما رأوا ما فعله بشمال فلسطين.
والذي قضّ مضاجع القوم - ومنهم فيصل القاسم - أنّ جهود الحزب اللبنانيّ لها تأثير كبير في تليين وتغيير مواقف كثيرٍ ممّن انجرفوا بعيداً عن تأييد المقاومة بسبب أحداث سوريا، ومن يتابع كتابات بعض الفلسطينيين بالأخصّ يدرك أثر هذه الأحداث في كشف الحقائق وتغيير المواقف.
ولقد حاولوا في بدء الأمر أن يشوهوا عمل الحزب ويقللوا من شأنه بالاستهزاء بـ«ضرب العواميد»، وفشلوا، فكما أنّ الشمس لا تغطّى بغربال، فنيران الجليل أكبر من أن يُغطّى عليها.
وإجمالاً: القرار بتشويه التشيّع وإظهار النصب بشكل أوسع دائرة لن يكون فردياً، بل ستديره حكومات ومؤسسات فاعلة في هذا المجال، وذلك ردّاً على ما ألقاه عمل الحزب اللبناني من أعباء على كاهلهم، حيث فضحهم وأدار دائرة السوء عليهم، ومحاولة منهم لإيقاف تآكل الرأي العام الذي حاولوا صناعته عبر ثورة المخابرات الأمريكية في سوريا منذ 2011.
ولمزيد من البيان أقول: إنّ الجهود الناصبية ستعمل على فتنة المسلمين عبر تشويه التشيع لتفرقة صفوفٍ من الأمة الإسلامية قد اتحدت في مسار صحيح بشكل عملي لأول مرة منذ عقود بشكل لا سابقة له، حيث إن معركة طوفان الأقصى هي أوّل معركة تشترك فيها عدة جبهات من دول مختلفة، وتشترك فيها الأمة الإسلامية من السنة والشيعة والزيديّة، في مواجهة طويلة مع الكيان الغاصب، وهذا ما سينقل المقاومة إلى جهات تقدّم وتطوّر على حساب الهيمنة الأمريكية في المنطقة إن شاء الله، ولذلك سيحاول العدو أن يلعب بأوراق طائفية.
ثالثاً: إذا اتّضح ما تقدم، فليُعلَم أنّ الظروف القادمة تحمل تكاليف جسيمة، فعلينا أن نعدّ أنفسنا لنؤدي وظائفنا تجاه الإسلام وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، ولتكن منابرنا في شهر المحرم الحرام - وقد اقترب أوانه - منابر العلم والمعرفة والبصيرة الحاذقة الماهرة التي لا تهجم عليها اللوابس، وأن نسعى بقدر الإمكان لامتثال توصيات المرجعية بشأن المنبر، وأن نذود عنه الغلاة وأصحاب الأساطير، وأن نُقدّم أهل العلم والفضيلة على من سواهم لنظهر صورة تليق بالتشيع. كما علينا أن لا ننجرّ إلى لغةٍ لا تناسب التشيع بذريعة الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام، بل نكون - إن شاء الله - ظاهراً وباطناً عاملين بتعاليم العترة الطاهرة، والله ولي الصالحين.



tgoop.com/mesbah_qom/1143
Create:
Last Update:

خلال الفترة المقبلة، أتوقّع هجمةً شديدةً على التشيّع، وستتعدّى أطوارها إلى حد توسعة الإساءة إلى أهل البيت (عليهم السلام)، وفي هذه الأيّام يُلحظ نشاط ناصبيّ في الشبكة العنكبوتية يتعمّد الإساءة إلى أهل البيت صلوات الله عليهم، إلى حدّ أنّ سلفياً مثل د. سامي عامري كتب عن ملاحظته لبروز شيء من هذا القبيل.
وفي المقام، أشير إلى عدة ملاحظات:
أوّلاً: إن الهجمة الناصبيّة لن تتنافى مع الميول العلمانية الإلحادية التي تُشاع في الخليج العربيّ، فلن تكون منطلقات النصب سلفيّة وهّابيّة فقط، بل هذا المشروع يتقاطع مع المناهج العلمانية ”التنويرية“، وقد رأينا فيمن يدعي التنوير نصباً لا يختلف عن نصب بعض السلفيّة.
ثانياً: لهذه الظاهرة أسباب مختلفة، ومنها أسباب سياسية تتعلّق بالحرب القائمة، حيث إن حرب غزّة بدأت تفضح كثيراً من الأعراب، وبعبارة أوضح: إنّ ما يفعله ذلك الحزب اللبنانيّ يحرج القوم ويكشف عن سوآتهم، ولقد سيئت وجوه الذين كفروا بعد ما رأوا ما فعله بشمال فلسطين.
والذي قضّ مضاجع القوم - ومنهم فيصل القاسم - أنّ جهود الحزب اللبنانيّ لها تأثير كبير في تليين وتغيير مواقف كثيرٍ ممّن انجرفوا بعيداً عن تأييد المقاومة بسبب أحداث سوريا، ومن يتابع كتابات بعض الفلسطينيين بالأخصّ يدرك أثر هذه الأحداث في كشف الحقائق وتغيير المواقف.
ولقد حاولوا في بدء الأمر أن يشوهوا عمل الحزب ويقللوا من شأنه بالاستهزاء بـ«ضرب العواميد»، وفشلوا، فكما أنّ الشمس لا تغطّى بغربال، فنيران الجليل أكبر من أن يُغطّى عليها.
وإجمالاً: القرار بتشويه التشيّع وإظهار النصب بشكل أوسع دائرة لن يكون فردياً، بل ستديره حكومات ومؤسسات فاعلة في هذا المجال، وذلك ردّاً على ما ألقاه عمل الحزب اللبناني من أعباء على كاهلهم، حيث فضحهم وأدار دائرة السوء عليهم، ومحاولة منهم لإيقاف تآكل الرأي العام الذي حاولوا صناعته عبر ثورة المخابرات الأمريكية في سوريا منذ 2011.
ولمزيد من البيان أقول: إنّ الجهود الناصبية ستعمل على فتنة المسلمين عبر تشويه التشيع لتفرقة صفوفٍ من الأمة الإسلامية قد اتحدت في مسار صحيح بشكل عملي لأول مرة منذ عقود بشكل لا سابقة له، حيث إن معركة طوفان الأقصى هي أوّل معركة تشترك فيها عدة جبهات من دول مختلفة، وتشترك فيها الأمة الإسلامية من السنة والشيعة والزيديّة، في مواجهة طويلة مع الكيان الغاصب، وهذا ما سينقل المقاومة إلى جهات تقدّم وتطوّر على حساب الهيمنة الأمريكية في المنطقة إن شاء الله، ولذلك سيحاول العدو أن يلعب بأوراق طائفية.
ثالثاً: إذا اتّضح ما تقدم، فليُعلَم أنّ الظروف القادمة تحمل تكاليف جسيمة، فعلينا أن نعدّ أنفسنا لنؤدي وظائفنا تجاه الإسلام وسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، ولتكن منابرنا في شهر المحرم الحرام - وقد اقترب أوانه - منابر العلم والمعرفة والبصيرة الحاذقة الماهرة التي لا تهجم عليها اللوابس، وأن نسعى بقدر الإمكان لامتثال توصيات المرجعية بشأن المنبر، وأن نذود عنه الغلاة وأصحاب الأساطير، وأن نُقدّم أهل العلم والفضيلة على من سواهم لنظهر صورة تليق بالتشيع. كما علينا أن لا ننجرّ إلى لغةٍ لا تناسب التشيع بذريعة الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام، بل نكون - إن شاء الله - ظاهراً وباطناً عاملين بتعاليم العترة الطاهرة، والله ولي الصالحين.

BY مصباح الهداية




Share with your friend now:
tgoop.com/mesbah_qom/1143

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Invite up to 200 users from your contacts to join your channel 5Telegram Channel avatar size/dimensions When choosing the right name for your Telegram channel, use the language of your target audience. The name must sum up the essence of your channel in 1-3 words. If you’re planning to expand your Telegram audience, it makes sense to incorporate keywords into your name. Image: Telegram. Informative
from us


Telegram مصباح الهداية
FROM American