MESBAH_QOM Telegram 1154
بنفسه لأخذ الأمان منه لحقن دماء من كان في الحلّة -سنةً وشيعةً-. الذي أخذ الأمان لأهل الحلّة هو والد العلّامة الحليّ رحمه الله، وقد أرّخ ابنه العلّامة هذه الحادثة في كتابه (كشف اليقين)، فوالده هو الذي جازف بلقاء هولاكو لمّا خاف غيره، وذهب إليه بنفسه، وأعلن تحييد الحلة عن المعارك بين الطرفين، وأخذ لهم الأمان من القتل، فنجا بذلك أهل الحلّة ومن نزح إليها من المسلمين.
فموقف الشّيعة بعد ظهور أمارات الزّوال على الدولة العباسيّة هو الانحياز جانباً حقناً للدّماء، لا سيّما مع جُرم التتار وفظاعة أفعالهم في البلاد التي فتحوها، فهل المطلوب من الشيعة أن يقاتلوا عن دولة خائرة ضعيفة هالكة، فيخسروا بذلك خسائر جمّة، أم كانت الحكمة في عدم الخوض في هذا الصّراع؟! ولو بحثت في تراث الإماميّة كلّه لن تجد موقفاً لفقيه شيعيّ يؤيّد أعمال القتل التي قام بها الغزاة المغول، ومن يدّعي عليهم خلاف ذلك فهو كاذبٌ مفترٍ. ولو كان الشيعة متحالفين مع المغول لنجا أهل الكرخ ببغداد من المجازر، ولم ينقل المؤرخون أنّ المغول استثنوا أهل الكرخ من المذابح التي وقعت في بغداد، وقد أشار الغامديّ إلى هذه الملاحظة في كتابه.

[سعيد فودة و"استعراضات المقاومة"]!
ثمّ إنّ سعيد فودة في طيّات كلامه الذي أُرسِل إليّ لمزَ دور الشّيعة في دعم القضيّة الفلسطينيّة فقال: (وأما ما يقومون به مما يتعلق بفلسطين فلن نرى له أي نتيجة حقيقة مجرد استعراضات وتلاعبات سياسية)، فانظر إلى قمّة الجحود والإنكار، والتطرّف في التّعامي عن الحقائق، جبهةٌ طويلةٌ عريضةٌ في جنوب لبنان، لا سابقة لها في تاريخ المنطقة، كلّفت دماء مئات الشّهداء من الشباب المخلصين لله ورسوله الذين بذلوا أنفسهم في سبيل الله وصدّ العدوان على المسلمين-، وعشرات آلاف العوائل النّازحة، ومئات آلاف المتضررين، فضلاً عن البيوت المهدّمة، والتكلفة الماديّة الباهظة للأسلحة المستخدمة في الحرب، كلّ هذا مجرّد "استعراضات" عند فودة الذي لم يُخدش خدشة في هذه الحرب، فبالله من يلومني إذ قلت إنّني لا أرجو إنصافاً من هذا التّيس؟! إذا كانت هذه استعراضات، فأين الفعل الحقيقيّ الذي يوجبه الإسلام على سعيد فودة الجليس في بيته، الأخرس في منبره، الأعمى في يومه وليلته؟! وإذا كان الشيعة يستعرضون، فأين علماء أهل السنّة؟ ولم لا يبادر سعيد فودة لنصرة أهل السنّة في غزّة؟! لم نجد سوى السّكوت والخنوع، ثم لا يقبل أن يُوصَف بأنّه تحت ذيل "وليّ الأمر"! فإذا كان قتل عشرات الآلاف من أهل السنّة لا يوجب انتفاضةً من فودة، فما الذي يوجب ذلك؟! وهل هذا إلّا السكوت والخنوع والتسليم أمام الطواغيت؟! وهل من واجب أهلنا في غزّة أن يُقتّلوا كلّ يومٍ، ولا يُكلَمُ فيهم عالمٌ سنيٌّ، ولا يسعى في نصرتهم بلسانه ويده؟!
وإذا كان حياد الشيعة في قبال غزو المغول يعدُّه فودة نصرةً لهم وتحالفاً على قتل أهل السنة، فصمت فودة وخنوعه هو وأمثاله نصرةٌ لإسرائيل أيضاً!
ولعمري إنّه من المضحك المبكي أن الجليس في بيته يبخس رجال الميدان حقَّهم، وهم يبذلون المال والدّم والبيوت والجراحات.. فالله حسيبُ كلّ ظالم.

ولذلك لا يُطلَب الإنصاف من أمثال هذا التيس، فلأدنى شبهةٍ يتّهم الشيعة وينسب إليهم التآمر مع الكفار على أهل الإسلام، فإذا قلت له إنّ الشيعة لهم جهود كبيرة في مبارزة أعداء الإسلام، قال لك "استعراضات"! فكان مصداقاً للمثل المعروف: احترنا من وين نبُوسِك يا قرعة!



tgoop.com/mesbah_qom/1154
Create:
Last Update:

بنفسه لأخذ الأمان منه لحقن دماء من كان في الحلّة -سنةً وشيعةً-. الذي أخذ الأمان لأهل الحلّة هو والد العلّامة الحليّ رحمه الله، وقد أرّخ ابنه العلّامة هذه الحادثة في كتابه (كشف اليقين)، فوالده هو الذي جازف بلقاء هولاكو لمّا خاف غيره، وذهب إليه بنفسه، وأعلن تحييد الحلة عن المعارك بين الطرفين، وأخذ لهم الأمان من القتل، فنجا بذلك أهل الحلّة ومن نزح إليها من المسلمين.
فموقف الشّيعة بعد ظهور أمارات الزّوال على الدولة العباسيّة هو الانحياز جانباً حقناً للدّماء، لا سيّما مع جُرم التتار وفظاعة أفعالهم في البلاد التي فتحوها، فهل المطلوب من الشيعة أن يقاتلوا عن دولة خائرة ضعيفة هالكة، فيخسروا بذلك خسائر جمّة، أم كانت الحكمة في عدم الخوض في هذا الصّراع؟! ولو بحثت في تراث الإماميّة كلّه لن تجد موقفاً لفقيه شيعيّ يؤيّد أعمال القتل التي قام بها الغزاة المغول، ومن يدّعي عليهم خلاف ذلك فهو كاذبٌ مفترٍ. ولو كان الشيعة متحالفين مع المغول لنجا أهل الكرخ ببغداد من المجازر، ولم ينقل المؤرخون أنّ المغول استثنوا أهل الكرخ من المذابح التي وقعت في بغداد، وقد أشار الغامديّ إلى هذه الملاحظة في كتابه.

[سعيد فودة و"استعراضات المقاومة"]!
ثمّ إنّ سعيد فودة في طيّات كلامه الذي أُرسِل إليّ لمزَ دور الشّيعة في دعم القضيّة الفلسطينيّة فقال: (وأما ما يقومون به مما يتعلق بفلسطين فلن نرى له أي نتيجة حقيقة مجرد استعراضات وتلاعبات سياسية)، فانظر إلى قمّة الجحود والإنكار، والتطرّف في التّعامي عن الحقائق، جبهةٌ طويلةٌ عريضةٌ في جنوب لبنان، لا سابقة لها في تاريخ المنطقة، كلّفت دماء مئات الشّهداء من الشباب المخلصين لله ورسوله الذين بذلوا أنفسهم في سبيل الله وصدّ العدوان على المسلمين-، وعشرات آلاف العوائل النّازحة، ومئات آلاف المتضررين، فضلاً عن البيوت المهدّمة، والتكلفة الماديّة الباهظة للأسلحة المستخدمة في الحرب، كلّ هذا مجرّد "استعراضات" عند فودة الذي لم يُخدش خدشة في هذه الحرب، فبالله من يلومني إذ قلت إنّني لا أرجو إنصافاً من هذا التّيس؟! إذا كانت هذه استعراضات، فأين الفعل الحقيقيّ الذي يوجبه الإسلام على سعيد فودة الجليس في بيته، الأخرس في منبره، الأعمى في يومه وليلته؟! وإذا كان الشيعة يستعرضون، فأين علماء أهل السنّة؟ ولم لا يبادر سعيد فودة لنصرة أهل السنّة في غزّة؟! لم نجد سوى السّكوت والخنوع، ثم لا يقبل أن يُوصَف بأنّه تحت ذيل "وليّ الأمر"! فإذا كان قتل عشرات الآلاف من أهل السنّة لا يوجب انتفاضةً من فودة، فما الذي يوجب ذلك؟! وهل هذا إلّا السكوت والخنوع والتسليم أمام الطواغيت؟! وهل من واجب أهلنا في غزّة أن يُقتّلوا كلّ يومٍ، ولا يُكلَمُ فيهم عالمٌ سنيٌّ، ولا يسعى في نصرتهم بلسانه ويده؟!
وإذا كان حياد الشيعة في قبال غزو المغول يعدُّه فودة نصرةً لهم وتحالفاً على قتل أهل السنة، فصمت فودة وخنوعه هو وأمثاله نصرةٌ لإسرائيل أيضاً!
ولعمري إنّه من المضحك المبكي أن الجليس في بيته يبخس رجال الميدان حقَّهم، وهم يبذلون المال والدّم والبيوت والجراحات.. فالله حسيبُ كلّ ظالم.

ولذلك لا يُطلَب الإنصاف من أمثال هذا التيس، فلأدنى شبهةٍ يتّهم الشيعة وينسب إليهم التآمر مع الكفار على أهل الإسلام، فإذا قلت له إنّ الشيعة لهم جهود كبيرة في مبارزة أعداء الإسلام، قال لك "استعراضات"! فكان مصداقاً للمثل المعروف: احترنا من وين نبُوسِك يا قرعة!

BY مصباح الهداية


Share with your friend now:
tgoop.com/mesbah_qom/1154

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment. Healing through screaming therapy But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." Image: Telegram. Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019.
from us


Telegram مصباح الهداية
FROM American