METRASWEB Telegram 7650
كان يوم أمس الاثنين آخر أيام عيد الفصح اليهودي، والذي سجّل ارتفاعاً بنسبة 26% في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى مقارنةً بالعيد ذاته عام 2023، وذلك بواقع 4345 مستوطناً، وبينما كان المستوطنون يؤدون شعائرهم الدينية علناً داخل المسجد، كانت أبوابه مغلقة أمام المصلين المسلمين، إلا في استثناءات محددة. وبهذا رسّخ عيدهم هذا العام واقعَ التقسيم الزمانيّ الذي يعيشه المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة. إنّهم يقولون لنا مرةً تلو الأخرى: "لكم زمنُكم ولنا زمننا".

وإذا عدنا بالزمن بضعة أسابيع إلى الوراء، نستذكر أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين أمّوا المسجد خلال شهر رمضان، حتى أنّ من مُنعهم الاحتلال على مدار شهور الحرب نجحوا أخيراً في الدخول إليه. وما إن انتهى رمضان - عيد المسلمين، وجاء الفصح - عيد اليهود، حتى انقلبت المعادلة: المسلمون يُمنعون ويطردون منه ويُفتح الباب على مصراعيه للمستوطنين ليصلوا فيه.

هذه هي الصورة الصارخة لمخطط التقسيم الزمانيّ في الأقصى؛ هندسة الحضور الإسلامي في المسجد ليُسمح للمسلمين بدخوله في أوقات الصلاة وفي مواسم الأعياد والمناسبات الإسلاميّة (رمضان، الإسراء والمعراج، إلخ)، ثمّ تقييد دخولهم خارجها، وصولاً إلى منعهم تماماً خلال الأعياد اليهودية، ثمّ العمل على تحويله إلى معبد يهوديّ بالكامل.

من المهم هنا التنبه إلى السياسة التهويديّة المعتمدة على المثابرة في تقديم المطالب وتوسيعها عاماً بعد عام، فجماعات الاستيطان تعمل بشكل حثيث وتدريجيّ ولا تتوانى عن فرض المزيد من الشعائر اليهودية واستباحة المزيد من الأماكن داخل الأقصى، ولا عن المطالبة بالمزيد من "الحقوق" في الأقصى، حتى لو بدا ذلك ضرباً من ضروب الخيال. في الماضي كانوا يصلون سرّاً داخل الأقصى، واليوم يصلون علناً، وكذلك الأمر بالنسبة لمسألة تقديم قرابين عيد الفصح داخل الأقصى: اليوم يُمنعون ويلاحقون من شرطة الاحتلال، لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة في كل عام، أملاً بتحويل المطلب إلى واقع.

وفي مقابل مثابرة المستوطنين، من الواجب أن لا ينخفض سقف مطالبنا نحن. هذا يعني أن لا نصل إلى حالٍ يكون فيه الاقتحام وأداء الشعائر اليهوديّة "مقبولاً" تحت حجة أنّه أصبح أمراً واقعاً، وألا يسري في قلوبنا شعورٌ بالارتياح لمجرد أنّهم لم يذبحوا القرابين داخل المسجد، فهذا يعني تراجعاً في معركة الأقصى، وإعانة لأعدائنا عليه.



tgoop.com/metrasweb/7650
Create:
Last Update:

كان يوم أمس الاثنين آخر أيام عيد الفصح اليهودي، والذي سجّل ارتفاعاً بنسبة 26% في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى مقارنةً بالعيد ذاته عام 2023، وذلك بواقع 4345 مستوطناً، وبينما كان المستوطنون يؤدون شعائرهم الدينية علناً داخل المسجد، كانت أبوابه مغلقة أمام المصلين المسلمين، إلا في استثناءات محددة. وبهذا رسّخ عيدهم هذا العام واقعَ التقسيم الزمانيّ الذي يعيشه المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة. إنّهم يقولون لنا مرةً تلو الأخرى: "لكم زمنُكم ولنا زمننا".

وإذا عدنا بالزمن بضعة أسابيع إلى الوراء، نستذكر أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين أمّوا المسجد خلال شهر رمضان، حتى أنّ من مُنعهم الاحتلال على مدار شهور الحرب نجحوا أخيراً في الدخول إليه. وما إن انتهى رمضان - عيد المسلمين، وجاء الفصح - عيد اليهود، حتى انقلبت المعادلة: المسلمون يُمنعون ويطردون منه ويُفتح الباب على مصراعيه للمستوطنين ليصلوا فيه.

هذه هي الصورة الصارخة لمخطط التقسيم الزمانيّ في الأقصى؛ هندسة الحضور الإسلامي في المسجد ليُسمح للمسلمين بدخوله في أوقات الصلاة وفي مواسم الأعياد والمناسبات الإسلاميّة (رمضان، الإسراء والمعراج، إلخ)، ثمّ تقييد دخولهم خارجها، وصولاً إلى منعهم تماماً خلال الأعياد اليهودية، ثمّ العمل على تحويله إلى معبد يهوديّ بالكامل.

من المهم هنا التنبه إلى السياسة التهويديّة المعتمدة على المثابرة في تقديم المطالب وتوسيعها عاماً بعد عام، فجماعات الاستيطان تعمل بشكل حثيث وتدريجيّ ولا تتوانى عن فرض المزيد من الشعائر اليهودية واستباحة المزيد من الأماكن داخل الأقصى، ولا عن المطالبة بالمزيد من "الحقوق" في الأقصى، حتى لو بدا ذلك ضرباً من ضروب الخيال. في الماضي كانوا يصلون سرّاً داخل الأقصى، واليوم يصلون علناً، وكذلك الأمر بالنسبة لمسألة تقديم قرابين عيد الفصح داخل الأقصى: اليوم يُمنعون ويلاحقون من شرطة الاحتلال، لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة في كل عام، أملاً بتحويل المطلب إلى واقع.

وفي مقابل مثابرة المستوطنين، من الواجب أن لا ينخفض سقف مطالبنا نحن. هذا يعني أن لا نصل إلى حالٍ يكون فيه الاقتحام وأداء الشعائر اليهوديّة "مقبولاً" تحت حجة أنّه أصبح أمراً واقعاً، وألا يسري في قلوبنا شعورٌ بالارتياح لمجرد أنّهم لم يذبحوا القرابين داخل المسجد، فهذا يعني تراجعاً في معركة الأقصى، وإعانة لأعدائنا عليه.

BY Metras - متراس


Share with your friend now:
tgoop.com/metrasweb/7650

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Matt Hussey, editorial director of NEAR Protocol (and former editor-in-chief of Decrypt) responded to the news of the Telegram group with “#meIRL.” fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei Telegram message that reads: "Bear Market Screaming Therapy Group. You are only allowed to send screaming voice notes. Everything else = BAN. Text pics, videos, stickers, gif = BAN. Anything other than screaming = BAN. You think you are smart = BAN. A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.” The channel also called on people to turn out for illegal assemblies and listed the things that participants should bring along with them, showing prior planning was in the works for riots. The messages also incited people to hurl toxic gas bombs at police and MTR stations, he added.
from us


Telegram Metras - متراس
FROM American