〰مهارات جرد الكتب الأصولية 〰
د. سليمان النجران.

〰〰〰
🕑فهرسة الموضوعات:
2:01 مجمل المنازل التسع للجرد الأصولي.
4:13 تثوير: كيف تكون القراءة مثمرة؟
15:10 المنزلة الأولى: معنى جرد الكتب وأصله.
20:20 المنزلة الثانية: تنوع القراءة للكتب الأصولية.
24:40 المنزلة الثالثة: أنواع الجرد الأصولي.
38:45 المنزلة الرابعة: أغراض الجرد الأصولي.
1:01:14 المنزلة الخامسة: أساليب الجرد الأصولي.
1:12:06 المنزلة السادسة: شروط الجرد الأصولي.
1:24:53 المنزلة السابعة: أهمية الجرد الأصولي.
1:37:22 المنزلة الثامنة: مهارات الجرد الأصولي.
1:49:40 المنزلة التاسعة: نماذج مختارة لقراءة الجرد الأصولي.

https://youtu.be/Rf-c8164HIw?si=z5Z1iqrSgpatqyKA

#أصول_الفقه
#مآخذ_الأصول

هل يُسمَّى اتباع قول النّبيِّ ﷺ تقليدًا؟

"ولا خلاف أن ما يؤخذ من الله تعالى؛ لا يسمى تقليدا.
ولا خلاف أنَّ ما يؤخذ من غير النبي ﷺ من الصحابة والتابعين؛ يسمى تقليدا؛ لأنَّ الشافعي قال في كتاب أدب القاضي: (فأما أن يقلده، فلم يجعل الله ذلك لأحد بعد رسول الله ﷺ).

فأما ما يؤخذ من جهة النبي عليه السلام هل يسمى تقليدا أم لا؟

فيه وجهان:
⏺أحدهما: يسمى تقليدا.
⏺والوجه الثاني: أن ذلك لا يكون تقليدا، لأن التقليد إنما يكون بقبول قول من يخبر عن الصدق وعن الكذب، والنبي ﷺ لا يخبر إلا عن صدق.

🍃وهذا بناء على أصل: وذلك أن التقليد ماذا؟

⏺منهم من قال:
التقليد: قبول قول من لا يجب عليك قبول قوله.

⬅ فعلى هذا:
قبول قول النبي ﷺ لا يكون تقليدا، لأنه وجب علينا قبول قوله.

⏺وقيل:
هو قبول قول الغير من غير حجة، وهو ممن يجوز عليه الغلط والغفلة ويقر على الخطأ.

⬅ فعلى هذا أيضا:
قبول قول النبي ﷺ لا يكون تقليدا، لأنه عليه السلام لا يُقرُّ على الخطأ.

⏺ومنهم من قال:
التقليد: قبول قول من لا يُدرَى من أي موضع يقول.

⬅ فعلى هذا:
قبول قول النبي ﷺ يكون تقليدا؛ لأنَّا لا ندري أنه عليه السلام كان:
يخبر عن وحي من جهة الله تعالى،
أو: من إلهامٍ أُلهمه،
أو: من جهة قياس استنبطه من جهة نفسه"

[التعليقة على مختصر المزني للقاضي حسين]

#أصول_الفقه
#مآخذ_الأصول

⏺{قالوا سُبحانَكَ لا عِلْمَ لنا إلا ما علَّمتَنا إنَّكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ} [البقرة: ٣٢].

"شهدوا أنَّ العلمَ لله، وأنَّهم لا يعلمون إلَّا ما علَّمهم، وهذا ممَّا أخبرنا اللهُ تعالى به؛ حتَّى لا يقعَ في نفوسنا تعجُّبٌ أو تبشُّعٌ لأمرٍ لا نعرف غيبه، بل يجبُ أنْ نكلَ ذلك إلى عالم الغيب؛ فإنَّ ذلك مما يوسوس به الشّيطان.

فإذا رأى الفسادَ الواقع من المُكلَّفين في الدُّنيا من الظُّلم والمعاصي؛ علِم أنَّ الله تعالى قادرٌ على منعِهم منه، وأنّ تمكينَه إيَّاهم من ذلك؛ لأمرٍ يعلمُه سبحانه: {لا يُسألُ عمَّا يفعل وهم يُسأَلونَ} [الأنبياء: ٢٣].

وقد بيَّن اللهُ تعالى لنا هذا المعنى بيانًا شافيًا في قصّة موسى مع الخضر عليهما السَّلام؛ فإنَّه لمَّا صحبه فرأى خَرْقه السَّفينة؛ أنكر ذلك، وكذلك قتله الغلام، وإقامة الجدار؛ فبيَّن الله تعالى له أنَّ كلَّ واحدٍ من ذلك فيه حكمةٌ ومنفعةٌ لم يَعلَمْها.

فيجب تسليمُ الأفعالِ التي تقع من الباري تعالى، أو ممَّن تثبُت نبوَّتُه؛ لحكمته تعالى، وعلمِه الغيبَ والشهادةَ.

وهذا -عافاك الله- إذا تصوَّرتَه؛ انكفَّ عنك من مَكايِد الشَّيطان فيه ما يُؤذيكَ به".

- الطريق السالم إلى الله، لأبي نصر ابن الصبّاغ،(ص١٤٢).

⬅ هذه جمعية علمية تعليمية فتية؛ أنشئت لتكون معقدا من (المعاقد) التي يأوي إليها شُداة العلم وهُداته في هذا البلد المبارك.
ومن محاسنها: أنها من ثمار الألمعيَّة الأصوليَّة المباركة د. وعد الفهد سددها الله وزادها إحسانا وتوفيقا.

تخريج مرافعة المحامي على مناظرة المجادل:

قال ابن عقيل في الواضح:
"وليس حدّ الجدَل بالمجادلة:
⏺ ألا ينقطع المجادل أبدا.
⏺أو ألا يكون منه انقطاع كثير إذا كثرت مجادلته.
⬅ ولكن المجادل: من كان طريقُه في الجدل محمودًا، وإن ناله الانقطاعُ لبعض الآفات التي تُعرَف"

نقله ابن النجار عنه في:
[شرح الكوكب المنير (٤/ ٣٨٩)].

💡ووجه التخريج:
أن المحامي البارع ليس هو من لا يخسر قضية أبدا ، ولا من يخسر قضايا كثيرة مع كثرة مرافعته، بل المحامي هو من كان طريقه في الترافع محمودا، وإن نالته الخسارة لبعض الآفات التي تعرف.

وهذه لطيفة من لطائف العلم؛ فتأمّل! 😙