tgoop.com/mihraaab/3432
Last Update:
تأمَّلوا قصَّة يوسف وما مرَّ به من بلاءَات ومحن، وقوله تعالى ﴿كَذَلِكَ كِدنَا لِيُوسُفَ﴾
تأمَّلوا تفاصيل القصَّة وما مرَّ به وما كان منه! كان أكثر ما أمكنه فعله أن ألقى الصُّواع في رحل أخيه، وأن أذَّن المؤذِّن بسرقتهم، وأما ما احتفَّ به اللُّطف وحُسن التَّدبير هو كيدُ الله له، وحسن تدبيره لما يكون، وما كان من يوسف في كلِّ بلاءٍ ومحنة إلَّا أن لجأ إلى الله واعتصم به، لم يجهد في التَّفكير في التَّدبير وكيف يخرج ممَّا هو فيه، إنَّما كان تسليمه ويقينه بالله أكبر من ذلك،
فكان يجري مع قضاء الله حيث جرى به مُطمئنًّا له، فاستحقَّ بذلك قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدنَا لِيُوسُفَ﴾ فكان كيد الله له سببًا في رفع درجته وخروجه من كلِّ بلاءٍ ومحنةٍ بما لا يتخيله فصارت المنحة في حقِّه منحة، ولا يقصُّ الله علينا هذه القصص لمجرَّد التَّسلية بل قال جلَّ في علاه في ختام السُّورة ﴿لَقَد كَانَ في قَصَصِهِم عِبرَةً لِأُولِي الأَلباب﴾
فكان قصُّ القصص لنعتبر بها ونقتفي أثرهم ونهتدي بهديهم، فإذا ما نزل بك البلاء وعصفت بك المحن، فتذكَّر نبي الله يوسف، ولا يجهدك التَّفكير في التَّدبير عن حُسن تقدير العليم الخبير، فإنَّما ذلك له ليس لك! فسلِّم له أمرك مُطمئنًّا مُستيقنًا حسن تدبيره وتقديره سُبحانه 💙
BY سحابةُ خير ☁️💙
Share with your friend now:
tgoop.com/mihraaab/3432