tgoop.com/mljaa360/465
Last Update:
من الفراغ العاطفي إلى الوجودي ⚠️
▫️ إما رفاه أو معاناة: حياة الإنسان في العصر الحالي مليئة بالعبث والانهماك في التفاصيل اليومية دون التفكر في الصورة الأكبر، فهو في رفاه مطلق إلا أنه لم يجد للطمأنينة سبيلاً فاضطر للجوء إلى عيادات الأطباء النفسيين وأبواب المدربين والأخصائيين، وإما في معاناة دائمة دون أن يعرف ما الغاية أصلاً من مواجهة تلك التحديات.
▫️الاغتراب: هذا الشعور الذي يعتري النفس حينما لا يرى المرء جدوى من حياته، ويملأه الشعور بالاغتراب، ويغيب عنه المنطق فيما يحدث في العالم من أحداث وحروب ومجاعات، فيرى أن الكون يسير بعبثية إلى العدم، حينها يختار المغترب - شاباً كان أم فتاة - اللامبالاة في مراقبته لحياته. (هؤلاء الذين يهملون شأن الحقيقة في الأمور الصغيرة، لا يوثق بهم في شأن الأمور العظيمة) "آلبرت آينشتاين".
▫️ اللحظة الراهنة: في ظل غياب الدور الرئيس للدين في الإجابة عن التساؤلات الكبرى أصبح كثير من الشباب متخبطين لا يعرفون الهدف من وجودهم بالأساس، فتضاءلت قدرتهم في مواجهة التحديات؛ يقدم العالم الرأسمالي الحديث الإجابة: "الترفيه والتشتيت"، فلا داع للتساؤلات الوجودية وأهم شيء في الوجود هو أن تعيش في اللحظة الراهنة، الآن هنا وحسب، امتلك كل وسائل الرفاه، واشترِ كل ما تشتهي، وعش كل الحيوات التي أردت عيشها في هذه الحياة، فنحن نعيش حياة واحدة فقط فلنستمتع بها كما شئنا !!
▫️تشتيت الناس: صرّح المخرج الشهير "وودي آلن" في أحد مؤتمراته أن مهمة مخرجي السينما هو تشتيت الناس عن حقيقة الحياة، ليعيشوا لحظات من المتعة بعيداً عن مواجهة الواقع، إذا أخذنا كلام "آلن" وطبقناه على جيل المراهقين فإننا سنجد حالة مماثلة: ستجد نفسك أمام جيل من العابثين الذي ينتشر بينهم صناعة التفاهة والعبث بشكل غير مفهوم، ضياع كامل للمعنى من الحياة، وفراغ وجودي مخيف.
▫️الحل الفوري السريع: بعدما كان سؤال (لماذا أعيش؟) من الأسئلة التي يُحفظ ردّها بشكل تلقائي (حتى أعبد الله)، صارت تساؤلات الشباب عن الهدف من وجودهم والغاية من خلق الله لهم، والملاحظ أن نوعية هذه التساؤلات لا تستهدف في الغالب البحث عن الحقيقة، وإنما تُطرح يأساً وإحباطاً من الحياة، ولم تعد للآيات القرآنية ولا للخطب الدينية تأثيراً في نفوسهم بسبب ابتعادهم الكبير عن مفردات ولغة الوحي وبحثهم عن الحل السريع الفوري.
▫️السؤال الوجودي: كتب عبدالله الوهيبي في مقاله عن الفن: (فيبقى الفن أكثر عمقاً، وأقدر على منح الإنسان حديث النسيان الطويل، الذي يسمح له بالانغماس في تفاصيل الحياة مع التخفف من وطأة السؤال الوجودي: لماذا نحن هنا؟ وما الواجب فعله؟ وإلى أين المصير؟ يبدو أن صناعة السينما خصوصاً والفن عموماً عرفت الطريق لاستبدال الحاجة الروحية من الدين بأشياء أخرى تمنح نفس المتعة لكن بتحرر من قيود الدين، لتأكيد فكرة العيش ها هنا والآن وحسب، وفي ظل البعد عن الحق والحقيقة، وفي ضياع المعنى والغاية، يسطع نجم العدمية ويظهر الإنسان المادي الباحث عن المتعة، المتألم رغم اللذة.
▫️الاحتياج الشديد: يشارك عماد رشاد خاطرته: (ذلك الجوع الذي يصبغ أفعالنا فنشعر بدرجة من درجات القلق الوجودي، درجة من درجات الاكتئاب الوجودي، درجة من درجات انعدام الاتزان، درجة من درجات التعكير والضيق غير المبرر؛ لأننا لم نشبع بعد تلك الحاجة الداخلية للرضوخ والاستسلام والانهزام وللانكسار والتذلل، بل إن كثيراً من مشكلاتنا وتعثراتنا النفسية ما هي إلا إلهاء عن مواجهة هذا الاحتياج الشديد والجوع الشديد لله).
📖 #الهشاشة_النفسية (10)
✦• ┈┈•• ملجأ ••┈┈ •✦
تيليقرام www.tgoop.com/mljaa360
BY ملجأ | لـ محمد
Share with your friend now:
tgoop.com/mljaa360/465