tgoop.com/mmuusiic47/23349
Last Update:
رمادية هى صفتي ، رمادية هى نظرتي ، رمادية هى مشاعري ، رمادية هى الحياة .. مرحبا ، كيف حالك ؟ كيف حال أيامك ؟ و ما حال الجميع ، قلبك ، عقلك و خاطرك .. أرسل إليك وأنا جالسه على أريكتي أتصفح آخر أخبار العام .. لم أكن أحتسى شيئا ، فقد أفقدتنى الأيام شهيتي ، حقيقة أفقدتنى كل شيء فلم أكن قادرة حتى أن أنظر إلي هاتفي لأري ما يدور حولى ، كل شيء عبثي و فوضوي للغايه ، كل شئ مقدر و محتوم حدوثه ولا أساع أن أكترث، سيقتلني ضجيج تفكيري من كثره هدوئي وصمتي ، ولكن توجد لحظات قليله أخالنى أهتم ، أريد أن أتحدث ، أن أرى ، و أن تراني الحياة .. أن أكون شخصا فعليا وسط أيامها ، لذلك بدأت في التصفح ، كانت أخبار الموضه هى من تهمنى بعض الشيء ، فأنت لا تعلم كم أن المثاليه الكاذبه مضحكه ، يضحكني الأمر حينما أري بعض الأشخاص يقيمون الآخرين على حسب جودتهم ، و كأنهم سلع ، يضعون مقياسا في كل شيء و لأي شيء ، يجعلون الحياة طبقات ثم يعودون لتذكيرك بإعتياديها و كأنك قد نسيت ، رأيت أن اللون الرائج هذا العام الرمادى ، يرونه لونا جذابا و مميز ، يعطى لكل قطعه رونقها ولكل من يرتديه مكانة مرموقة ، تذكرت حينها حديثي مع شخص كنت أعرفه كان يستشيرني في ذوقي الخاص عن ملابسه و اختار اللون الرمادي فتعجبت كثيرا و صرت أحاول أن اقنعه أن يختار لونا آخر ، أما وجد غيره ؟ لون باهت و ممل ، غير مفهوم ، لا تعلم أهو جيد أم سيء ، وما هى مشاعره ولا رغباته ، هل هو يعرّفك على ذاتك أم يطمس ملامحها ، كان غضبي غير مبرر في كرهي الشديد لهذا اللون بالنسبة له ، ولكن بحق ألا تراه مثلما أراه ؟ ألا يعرف حقيقته سواى ؟ لون مخادع ، أراه لون التمرد على الواقع ، على اللوائح والقوانين ، الحد الفاصل بين الخير و الشر ، لون محايد ، لا يريد الاختلاط ولا حتى الاختلاف ، كأنه الرقم ثلاثة عشر بالنسبه لباقي الألوان ، لون يرمز للرتابه و الملل و اللامبلاه و لي .. الآن علمت لما كنت غاضبه ، كنت أخشى أن يعلم حقيقة أننى مثل هذا اللون ، لا أحد يهتم لأمري حتى أنا .. كل ما يدور حولى ممل .. لا أهتم بالقوانين ولا من وضعها ، أقف بعيدا ألوح لها و أعلم جيدا أننى سأمزقها إن اقتربت منى ، مزيج بين الخير و الشر وإن كنت محايده بالشكل الكافي ، متألقه و لكن لا يرانى أحد ، أي أحد .. رغم إرادتى في أن أكون مرئيه لكن ماذا لو رآني أحد ؟ ماذا سيري ؟ لن يري شيء ، على الأرجح سيري شبح باهت يكتسيه الرمادي ، يغمره ، يطل من خلف زجاج مغبرّ ، لا يقوى على الحراك .. ساكن و مجوف ، كم اتمنى لو أن أكون مرئية لبضع دقائق فقط ، أن يشعروا بي دون أن أكون مكشوفة ، أخاف أن يكتشفوا خوائى . كلما اقترب أحدهم شعرت بالخوف ، أتمسك بجدران عزلتي أكثر ، أخشي الاقتراب . أظل ألوّح من بعيد ، أمد يدي ، لكن بلا جدوى لا يمسكها أحد ، حتى و إن كنت متألقه مازال لا يرانى أحد ، حاضرة .. لكن غير مكتملة ،أنا هنا ، لكنني لست هنا بالقدر الكافي ، حد فاصل لكل شئ و اي شيء ، مزيج عجيب من أسس القدر ، اللون الرمادي يرتدينا ، يصبغ أيامنا ، يسلب لمعة عيناك و خفقان قلبك ، يسيطر على السحب ، الليل و عقلك ، يجعلك تشعر به في عدم اكتراثك ، شتات ايامك و عدم اكتمالك ، نقصانك التام عن جميع من حولك ، تشعر به في عجزك ، كأنك الوحيد الذي خلقت لتمض في الإتجاه المعاكس و مع ذلك لا تستطيع المغادره ، جميع طرقك تتشابك لترمي بك إلي الفراغ ذاته ، الطريق ذاته ، حلقة مفرغه ، تدور بك لتري وردة بيضاء ممزقه علي الأرض فتتذكر حالك ، بعيدا ملقي على الطرقات ، فأسير ببطئ على طرقاتى المهترئة من كثرة جوبانها ، أركض، لكنني لا استطيع الهرب فقط أفقدنى أكثر .. لا أعلم إن كنت أسير للأمام أم أعود للخلف، كل الطرق تبدو متشابهة و كلها تؤدي إلى اللاشيء ، و مع ذلك الحياة من حولي تمضي، وأنا أظل كما أنا ،. عالقًتا بين البدايات والنهايات ، بين الأبيض والأسود ، رمادية .. و كذلك هى الحياة لعام جديد ، عام سعيد ..
BY مزيج من اللانهايه
Share with your friend now:
tgoop.com/mmuusiic47/23349