tgoop.com/mnasaha1/2698
Last Update:
#الكيان_السني
كثر استعمال مصطلح "الكيان السنّي" في الآونة الأخيرة للتدليل على تجربة حكم مصغرة في إحدى المناطق المحررة، ولن أسترسل في ذكر محاسن أو مساوئ هذا "الكيان"، فهو تعبير في أصله مصادم لأهداف الثورة السورية ومخلٌّ بتطلعات الشعب السوري، فاختزال ثورة هي من أعظم ثورات التاريخ الحديث في قيام كيان هنا أو هناك على أسس تشرعن تقسيم الدولة على أساس عرقي أو طائفي أو إثنيّ هو جناية وتفريط بكل التضحيات المبذولة، فضلاً عن كونه استكمالاً لمشروع "سورية المفيدة" الذي اخترعه بشار المجرم..
وحدث في سنوات الثورة الأولى أن سيطر الثوار على قرابة ٨٠٪ من الأراضي السورية ولم يفكر أحدهم باستئثار السلطة في البقعة التي تمكّن منها لإقامة كيان، لأن الهدف حينئذ كان تحرير كامل التراب السوري من النظام الفاشي، لا استعجال ثمرة وهمية وتضخيمها.
الإدارة الخدمية للمناطق المحررة أمر لا مفر منه، فالفوضى ليست بخيار، والواجب يتحمله ذوو الخبرة والكفاءة في كل منطقة محررة، لكن إضفاء وصف "الكيان السني" -وهو وصف سياسي- على منطقة معينة هو افتئات وتدليس ودعاية توحي بأن المناطق المحررة الأخرى كيانات لا تنتمي لأهل السنة، حتى لو اجتمع المحرر كله تحت إدارة واحدة لما صحّت تسميته ب "الكيان السنّي" لأننا كسنّة نشكل الأغلبية العظمى في الدولة السورية، ولا نقبل المحاصصة فيها على أساس طائفي أو إثنيّ، ولا نقبل بأي حال أن تكون المناطق التي يسيطر عليها النظام أو غيره كيانات تنتمي لطوائف أخرى.
فأقول للمتغنّين بأي كيان: اخرجوا من وهم الكيان إلى حقيقة الثورة، واعملوا لهدف سورية ذات الكيان الواحد، فما التجارب الفاشلة لما سمّي ب"دولة العراق والشام" ولا "دولة الخلافة" ولا "الإدارة الذاتية" عنا ببعيد.
✍🏻 أسامة حوى
BY مناصحة
Share with your friend now:
tgoop.com/mnasaha1/2698