tgoop.com/moh396/2899
Last Update:
🔷🔸✏️📚🔹🔶
قال جل وعز﴿وَالبُدنَ جَعَلناها لَكُم مِن شَعائِرِ اللَّهِ لَكُم فيها خَيرٌ فَاذكُرُوا اسمَ اللَّهِ عَلَيها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَت جُنوبُها فَكُلوا مِنها وَأَطعِمُوا القانِعَ وَالمُعتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرناها لَكُم لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [الحج: ٣٦]
معنى المعترّ الذي يتعرّض لك لتعطيه؛ بسؤال أو بغير سؤال.
واختلف في المقصود بالقانع:
وحاصل الكلام فيها يرجع إلى قولين:
القول الأول: القانع: المستغني أو المتعفف وهو قول ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة وذهب إليه مجاهد ومحمد بن كعب القرظي وقتادة.
القول الثاني: القانع هو: السائل وهو قول الحسن وسعيد بن جبير، واستشهد بقول الشماخ:
لَمَالُ الْمَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي ... مَفَاقِرَهُ أَعَفُّ مِنَ الْقُنُوعِ
قَالَ: مِنَ السُّؤَالِ.
ورجحه الطبري والنحاس لدلال العطف على المعترّ الذي لا يسأل فيكون معنى القانع: السائل.
يظهر أن سبب الخلاف لغوي:
على القول الأول يرجع معناها إلى قَنِعَ يقنَع من القناعة،أما القول الثاني فمن قَنَع يقنع قُنوعا، يقال: قنع فلان إلى فلان، أي: سأل وخضع له.
النتيجة:
أقوال السلف في معنى القانع متقاربة،والاختلاف بينها اختلاف تغاير من قبيل اتساع المعنى، ومن جعل القانع المتعفف أو المكتفي من القناعة والرضا؛فيكون الإرشاد في الآية تجزئة المذبوح فيتناول الأكل منها،والإهداء، والصدقة.
يقول مقاتل بن سليمان وهو يجمع بين القولين بسياق واحد:"الْقانِعَ يعني الراضي الذي يقنع بما يُعطى وهو السائل، وَالْمُعْتَرَّ الذي يتعرض للمسألة ولا يتكلم فهذا تعليم من الله-فمن شاء أكل ومن لم يشأ لم يأكل، ومن شاء أطعم".
ويقول أبو الفضل القشيري المالكي:"والصحيح واللَّه أعلم، أن القانع يقع على من يسأل فيرضى بما يرزق بمسألته، ويقع على من يقنع ولا يسأل، فإن اللغة تجمعهما".
----------------------------------------------------------
ينظر: تفسير مقاتل(١٢٨/٣)،وجامع البيان للطبري(٥٦٢،٥٦٣،٥٦٦،٥٦٩/١٦)،ومعاني القرآن للنحاس(٤١٣/٤)وأحكام القرآن للقشيري(١٥٤/٢)،والبسيط للواحدي(٤١٤،٤١٥/١٥)،وأحكام القرآن للكليا الهراسي(٢٨٢/٤)،وأحكام القرآن لابن العربي(٢٩٦/٣)،والجامع للقرطبي(٦٤/١٢).
BY قناة محمد القحطاني العلمية
Share with your friend now:
tgoop.com/moh396/2899