tgoop.com/moh396/2969
Last Update:
السؤال الأول: ما فكرة كتاب (مرج البحرين) وما مدى الحاجة إليها؟
الجواب: كتاب مرج البحرين يتناول عناصر الزواج من خلال النظر في الآيات القرآنية التي تتحدث عنها، فيعمد إلى استقرائها أولاً، ثم ينظر في كتب التفسير ثانياً ليدرس ما تضمنته من الحديث الشريف المفسر للآية وكذلك أقوال المفسرين توضيحاً وتتميماً، هذا على الأغلب.
ذلك أنه يوجد اليوم خلط في المفاهيم وتلاعب في المصطلحات، وربما انتُزعت لأجل ذلك نصوص من المدونات الفقهية للاستدلال بها على أمور تنافي مقاصد الزواج الشرعية والفطرية.
فالكتاب يرجع بالقارئ إلى الأصل المتفق عليه (الكتاب والسنة) وينطلق منها للاستهداء وليس العكس. ثم إن القرآن الكريم فيه تبيان لكل شيء وتفصيل لكل شيء وهدى ورحمة، ومرجع عند النزاع، فيكون الكتاب محاولة للرجوع إلى الحق المعصوم والاحتكام إليه.
وأشد من ذلك أنه توجد اليوم محاولة لإخراج الزواج من حيز الفطرة إلى حيز الخيارات الحياتية التي يمكن الاستغناء عنها في الاجتماع الإنساني، والتعويض عنه ببدائل حياتية أخرى، بينما يحاول الكتاب أن يعيده -مفاهيمياً- إلى حيز الفطرة.
السؤال الثاني: من الفئة المستهدفة بالتأليف؟ وهل الخطاب مخصوص بالذكور أو الإناث؟
الجواب: بما أن الكتاب يتحدث عن جزء أصيل في حياة الإنسان وفطرته فهو إذاً كتاب يخاطب عموم الناس ما عدا الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، فالبالغين والشباب والكبار، ذكوراً وإناثاً، متزوجون أم غير متزوجين، كلهم يمثل الزواج لهم مسألة ذات وجود حقيقي في حياتهم وحياة من حولهم وفي وجدانهم وعقولهم.
حتى الذين لم يتزوجوا بعد، لا سيما مع وجود ضغط ثقافي يتجه بهم نحو الرغبة عن الزواج، من خلال تصوير الزواج على أنماط خاطئة في المقاصد والمفاهيم والقوالب، فهم أحوج إلى نقدم لهم المساعدة والتأهيل المفاهيمي لقبول الزواج والدخول في عالمه. الكتاب يجيب عن أسئلة مهمة لدى الكثير من الشباب والفتيات كونهم مسلمين مؤمنين بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأرجو أن يكون الكتاب ضمن الهدايا التي تقدم لكل عروسين مقدمين على مشروع العمر "الزواج".
السؤال الثالث: ما أهم المعاني التي دار الكتاب عليها أو قصد إلى تقريرها؟
الجواب: الكتاب حاول النظر في تعريف القرآن الكريم للزواج، وكيف وصفه، ليتكون من ذلك صورة متكاملة عن حقيقته، بعيداً عن الحدود المنطقية. ونتيجة لهذا الوصف يمكن تلمُّس جمال الزواج ونقاءه في عالم الاجتماع وانسجامه مع فطرة الإنسان وقدرته الفائقة في تلبية احتياجات الإنسان والمجتمع.
وفيه محاولة للإجابة عن ثلاثة أسئلة مهمة: كيف ينظر القرآن إلى صفات الخاطب والمخطوبة، وبالتالي يناقش بعض المعايير التي يعليها المجتمع رغم ضعف تأثيرها في جودة الزواج، ومفهوم القوامة وامتداداته الوجدانية والثقافية، واستقرار البيت الزوجي والمؤثرات المتعلقة به.
السؤال الرابع: ألا ترى أن هذه الطرح يعد مثالية، في واقع تكثر فيه المؤثرات السلبية التي تحتم علينا أن نقلل من سقف رغباتنا ونظرتنا للزواج؟
الجواب: إذا كنت تنظر إلى الكتاب باعتباره وجهة نظر المؤلف نحو الزواج فيمكنك القول بأنه: "مثالي حالم" لأن المؤلف ذاته لم يحقق هذه المثالية، أما إذا كنت تنظر إلى الكتاب باعتباره استقصاء للطريقة القرآنية في تناول موضوعات الزواج وتتبعاً لمعالجاته وحيثياته فلا أظن أنك ستقول عنه: "مثالي حالم". لكن ستقول عنه "مثالي أنموذج"، بمعنى أن الكتاب يريد أن يصور لك النموذج الأصيل في الحالة الزوجية، النموذج الذي يفضله القرآن، النموذج الذي يفترض أن يسعى إليه كل زوجين، بغض النظر عن قدر المسافة التي قطعوها في المحاولة للوصول إلى ذلك النموذج.
ولذلك أفرد الكتاب فصلاً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته باعتبارها الأسوة لكل مسلم، فهي نموذج إنساني واقعي، واجبنا أن نجعلها أسوة وبوصلة توجهنا، ونبقى نحن بشراً نصيب ونخطئ بقدر مسيرنا باتجاه البوصلة.