tgoop.com/moh396/87
Last Update:
استحباب عمارة أوقات الغفلة بالطاعة
وهذا الحكم استنبطه الإمام ابن رجب من قول النبي صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن صيامه لشهر شعبان - : "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.."، حيث قال رحمه الله:
وفي قوله: "يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" إشارة إلى أن بعض ما شتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة غفلة.
ولذلك فضل القيام في وسط الليل لغفلة أكثر الناس فيه عن الذكر،... ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس. ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء قال لهم: "ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم".
وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له، ولهذا ورد في فضل الذكر في الأسواق ما ورد من الحديث المرفوع والآثار الموقوفة حتى قال أبو صالح: إن الله ليضحك ممن يذكره في السوق.
وسبب ذلك أنه ذكر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة. ) انتهى باختصار وتصرف يسير.
BY قناة محمد القحطاني العلمية
Share with your friend now:
tgoop.com/moh396/87