Telegram Web
#موسميات

‌‎
س: ما حكم الجلوس في المسجد والتفرغ للدعاء والذكر عشية عرفة لغير الحاج؟ فقد انتشر مقطع فيه التحذير من ذلك وأنه بدعة.

الجواب: هذا عمل مشروع لا يصحّ وصفه بأنه بدعة، بل هو سنة من سنن الخلفاء الراشدين، وثبت فعله عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

- قال الحسن البصري: «أول من عرف بأرضنا ابن عباس كان يتّعد عشية عرفة، فيقرأ القرآن البقرة آية آية، وكان مثجا عالما». رواه عبد الرزاق، وروى نحوه ابن أبي شيبة مختصراً.
- وقال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان عن موسى ابن أبي عائشة، قال: (رأيت عمرو بن حريث جالساً على المنبر عشية عرفة). رواه ابن سعد.
قال أحمد بن حنبل: أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حريث.
فأما ابن عباس فإنّه لما عرّف بأهل البصرة كان أميراً عليها، وإمارته للبصرة كانت في أول سنة من خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وبقي أميراً عليها حتى قتل علي رضي الله عنه، وكان علي بالكوفة، فالأمر قريب منه، فإقرار علي بن أبي طالب لابن عباس على التعريف بأهل البصرة ، دليل على أن ذلك سنة من سنن الخلفاء الراشدين.
وكان في البصرة في زمانه جماعة من الصحابة فلم ينكروا عليه.

وأما عمرو بن حريث رضي الله عنه فصحابي جليل وقارئ فقيه، ولد قبل الهجرة بسنة أو سنتين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من القراء في زمن عمر بن الخطاب، وكان عمر يأمره بإمامة النساء في رمضان ثم انتقل إلى الكوفة
وابتنى بها داراً كبيرة قريباً من المسجد الكبير، وعلّم بها، وبورك له في ماله وولده، وكان زياد بن أبيه إذا خرج إلى البصرة استخلف عمرو بن حريث على الكوفة، وهو أوّل من عرّف بها.

ويوم عرفة يسنّ صيامه لغير الحاج، ومكث الصائم في المسجد من الأعمال المشروعة لحفظ صيامه، والدعاء والذكر، وقد صحّ عن أبي هريرة رضي الله عنه من أنه كان هو وأصحابه إذا صاموا مكثوا في المسجد.
- قال إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي قال: «كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد».
وقالوا: «نطهر صيامنا». رواه أحمد في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه، وهناد في الزهد، وغيرهم.
فهذا في عموم الأيام التي يصام فيها، ويوم عرفة أولى بهذا المعنى، أن يحفظ الصيام فيه؛ لأنه صيام فاضل، له أجر لم يذكر لغيره من الأيام في صيام النفل، فالاحتياط لحفظ صيام يوم عرفة أولى من غيره.
- وقال حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن حرملة أنه رأى سعيد بن المسيب عشية عرفة مسنداً ظهره إلى المقصورة، ويستقبل الشام حتى تغرب الشمس. رواه ابن أبي شيبة.
وسعيد بن المسيب من كبار أصحاب أبي هريرة، ومن علماء التابعين، وكان يمكثُ في المسجد عشية عرفة حتى تغرب الشمس.
فهذا دليل على أن المكث في المسجد يوم عرفة سنة مشتهرة، فدعوى من يدعي أنها بدعة محدثة دعوى فيها جفاء.
نعم روي عن بعض التابعين كالحكم وحماد وإبراهيم النخعي، أنهم قالوا: إنها محدثة، لكن هذا له وجهان:
أحدهما: أنه نظير إحداث صلاة التراويح، فإنَّ صلاة التراويح لم تكن تقام جماعة في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولا في صدر خلافة عمر، وإنما جمعهم عمر بن الخطاب فأحيا سنة بُدئ العمل بها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تركها النبي صلى الله عليه وسلم لئلا تفرض على أمته، فعمل عمر بن الخطاب هو إحياء تلك السنة، وكذلك يقال في تعريف أهل الأمصار عشية عرفة.
والوجه الآخر: أنه متجّه لمعنى مضاهاة أهل الموقف بعرفة ، وأن يخرج الناس في الأمصار في صعيد، ويخطب به خطيب، ويمكثون للدعاء؛ وهذا نحو ما روى عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة قال: قال عدي بن أرطاة للحسن: ألا تخرج بالناس فتعرّف بهم؟ وذلك بالبصرة.
قال: فقال الحسن: «إنما المعرَّف بعرفة».
فهذا ظاهر في أنه للخروج ومضاهاة عمل أهل الموقف، وهو بدعة لا ريب، فإذا كان معه لباس إحرام وتلبية فهو بدعة منكرة.
والحسن هو الذي روى عن ابن عباس أنه أوّل من عرّف بالبصرة؛ وجوابه هذا دليل على تفريقه بين التعريف البدعي والتعريف الجائز.
فمن التعريف البدعي الخروج إلى صعيد يُعرّف به؛ ولذلك قال: إنما المعرّف بعرفة.
- قال زبيد اليامي: (ما كنا نعرّف إلا في مساجدنا). رواه ابن أبي شيبة.
وهذا يدلّ بمفهومه على الإنكار على من كان يخرج للتعريف في الأمصار في صعيد بارز يتّعد الناس فيه.
وعليه يحمل قول جماعة من التابعين: (إنما المعرّف بمكة).

وأما المكث في المسجد للذكر والدعاء وحفظ الصيام ؛ فهو عمل مشروع لا ينكر، غير أنه ينبغي أن يُعلم أنه من الأعمال التي يأخذ المرء فيها بالأصلح لقلبه والأنفع له؛ فإن كان مكثه في المسجد أدعى لحضور القلب واجتماعه على الذكر والدعاء والتفرغ من الشواغل فيستحبّ له، وإن كان مكثه في البيت أنفع له وأصلح لحاله فليمكث في بيته.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#تهنئة بعيد الأضحى المبارك عام ١٤٤٥

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقبل الله طاعتكم وغفر ذنوبكم وحقق فيما يرضيه آمالكم

كل عام وأنتم ومن تحبون بأحسن حال

وعيدكم مبارك
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، وبالنصر والتمكين لأمة الإسلام


أخوكم ومحبكم: أبو مجاهد محمد بن عبدالله القحطاني
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#كتب_ومؤلفون

هذا الكتاب صدر هذا العام ١٤٤٥، وهو كتاب مهم في بابه، جيد في فكرته، نسج على منوال رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله.

وفيه مقدمة تأصيلة تضمنت موضوعات مهمة في تأصيل الأخلاق من حيث: تعريفها، وفطريتها، وفضائلها، وأهميتها، وآثارها، ومصدرها، وخصائص الأخلاق الإسلامية.

واشتمل على أربعة أقسام رئيسة:
القسم الأول: الأخلاق مع الله تعالى، وفيه أربعة عشر خلقا.

القسم الثاني: الأخلاق من النفس، وفيه ثلاثة وعشرون خلقا محمودا، وخمسة عشر خلقا مذموما.

القسم الثالث: الأخلاق مع الناس، وهو أوسع أقسام الكتاب، وفيه: الأخلاق المحمودة والمذمومة مع الأصناف الآتية: الأخلاق مع العلم وأهله - الأخلاق الأسرية - الأخلاق الأخوية - الأخلاق المجتمعية - أخلاق الذوق العام - أخلاق التعاملات المالية - الأخلاق الإدارية - أخلاق النظام.

القسم الرابع: أخلاق البيئة والحيوان، وفيه خمسة من الأخلاق.

وفي كل خلق تذكر الآيات المتعلقة به، ثم الأحاديث المتعلقة بهذا الخلق، وليس فيه شرح لا للآيات ولا للأحاديث، إلا شيء من الحواشي التي تبين فيها بعض معاني الغريب.

ويرقمون الآيات والأحاديث ترقيما عاما للكتاب كله، وترقيما خاصا بكل خلق.

قد اشتمل الكتاب على 1817 نصا ما بين آية وحديث.

والكتاب صالح للقراءة في المساجد، وفي المدارس والحلقات.

ولو أنهم ختموا كل خلق بما يستفاد من آياته وأحاديثه لكان أحسن وأكثر فائدة.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 

📋 قناة محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني العلمية 📋

http://cutt.us/moh396
Forwarded from عبدالله بن بلقاسم (عبدالله بلقاسم)
توفني مسلما...


( رَبِّ قَدۡ ءَاتَیۡتَنِی مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِی مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِیِّۦ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۖ تَوَفَّنِی مُسۡلِمࣰا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ)
أكثر المفسرين على أن يوسف عليه السلام سأل ربه الموت منجزا
وهو المروي عن ابن عباس من طرق ومجاهد وقتادة وابن إسحاق وابن عيينة ومقاتل بن سليمان.....
وعباراتهم متقاربة وهذه عباراتهم...
قال ابن عباس رضي الله عنهما من طريق مجاهد:
اشتاق إلى لقاء الله، وأحبَّ أن يَلْحَق به وبآبائه، فدعا اللهَ أن يَتَوَفّاه، وأن يُلْحِقَه بهم، ولم يسأل نبيٌّ قطُّ الموتَ غيرُ يوسف
قال قتادة : لما جمع ليوسف شمله، وتكاملت عليه النعم سأل لقاء ربّه.....
وقال مجاهد: أن يوسف النبي ﷺ، لما جمع بينه وبين أبيه وإخوته، وهو يومئذ ملك مصر، اشتاق إلى الله وإلى آبائه الصالحين إبراهيم وإسحاق...
وقال ابن إسحاق: قال يوسف حين رأى ما رأى من كرامة الله وفضله عليه وعلى أهل بيته حين جمع الله له شمله، وردَّه على والده، وجمع بينه وبينه فيما هو فيه من الملك والبهجة.....
قال مقاتل بن سليمان: فلمّا جمع الله ليوسف شَمْلَهُ، فأَقَرَّ بعينه وهو مغموسٌ في المُلْكِ والنِّعمة؛ اشتاق إلى الله وإلى آياته، فتَمَنّى الموت.
وقال بعضهم إنه سأل ربه الصفة أي أن يموت مسلما حين يأتي أجله وهو مروي عن الضحاك بن مزاحم.
واستشكال المتأخرين بسبب ما ورد في شرعنا من النهي عن تمني الموت وقد أجيب عن ذلك بأجوبة بعضها من جهة النهي وهو أنه خاص بمن تمنى الموت ضجرا وجزعا بسبب الضر الذي نزل به.
وأجوبة أخرى من جهة يوسف عليه السلام وأن هذا كان سائغا في ملتهم وشرعهم أو أنه قال ذلك عند احتضاره أو أنه سأل الصفة وهي الموت على الإسلام واختار هذا الأخير ابن تيمية وابن عطية رحمهم الله.
وليس هذا محل البحث عن أحكام تمني الموت ولكن تفسير هذه الآية من المواطن الكثيرة التي عظم فيها منهج مفسري السلف في قلبي  مع أن  تفسير هذه الآية من المواطن التي يسوغ فيها الخلاف لورود قول آخر عن السلف واختيار هذا القول من أئمة محققين معتبرين كابن تيمية وابن عطية وغيرهم رحمهم الله جميعا
ولكن جمهورهم على القول الأول.
وقد بينوا وجهه بقولهم
إن يوسف عليه السلام لما رأى تكامل النعمة عليه في الدنيا اشتاق إلى ربه عز وجل.
قلت:
وهذه فطرة النفوس التواقة التي لا تزال تطمح للمراتب العالية والمنازل الرفيعة.
ومنها
أن يوسف عليه السلام لما رأى تكامل النعم الدينية والدنيوية في حياته وأيقن أن الذي أعطاه إياه إنما هو ربه اللطيف الكريم الوهاب اطمأن إلى آخرته واشتاق إليها ولذا قال
( أنت وليي في الدنيا والآخرة)
ومنها
أنه قد جرت سنة الله تعالى في الدنيا أن كمالها يعقبه النقص وسرورها يتلوه الحزن وجمعها يلاحقه الفقد والفراق فسأل الله تعالى أن يتوفاه في كمالات النعمة قبل زوالها. وهو النبي الذي مرت به آلام الظلم والغربة والرق والسجن والأحزان.
ومنها
أن الشوق إلى الله تعالى أكمل ما يكون من العبد عند تكامل النعمة عليه وانغماره فيها.
فإن النفوس عادة تركن لذلك وتحب لو طالت حياتها في ذلك النعيم العاجل.
لكن المشتاقين لربهم لا تلهيهم عن الشوق إليه لذة مهما عظمت.
كتب مهمة في التفسير لطالب العلم

‏قال أبو حيان في مقدمة تفسيره «البحر المحيط» عن الزمخشري وابن عطية: «أجلّ من صنف في علم التفسير، وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير..
هذان الرجلان هما فارسا علم التفسير، وممارسا تحريره والتحبير، نشراه نشرا..
وكتاب ابن عطية أنقل وأجمع وأخلص، وكتاب الزمخشري ألخص وأغوص
».

‏وذكر ابن عطية في مقدمة تفسيره «المحرر الوجيز» المفسرين فقال:
«ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي؛ فإن كلامهما منخول».

الزجاج له «معاني القرآن».
وأبو علي له «الإغفال» و«الحجة».
لعلها هي المقصودة.

وقبل هؤلاء وبعدهم أئمة حرروا ونخلوا، كابن جرير وابن تيمية وابن القيم وابن عاشور. 

والقصد الإشارة لأهمية هذه الكتب لطالب العلم.
‏والفارسي والزمخشري معتزليان، وابن عطية وابن عاشور أشعريان، فينتبه لما في كلامهم المخالف لمذهب أهل السنة، وينتفع بما في كتبهم هذه من علم جم في التفسير والعربية والوعظ وغيره، فالحكمة ضالة المؤمن.
Forwarded from قناة: محمد آل رميح. (محمد آل رميح)
.
من أدب المصلحين

• من تصدّر للدعوة وهداية الناس؛ فلابد أن يعد للأذى تجفافًا من الصبر، يقي به ظهره من طعنات الطاعنين، وهمزات الهُمزة.
فلقد جرى قضاء الله الكوني أن يبتلي المتقين بالمفترين، كما قال ﷻ في تسلية نبيه محمد ﷺ بعد ذكر طعن قريش على الدعوة المحمدية، وتساؤلاتهم الباردة في سورث الفرقان، كقولهم: ﴿مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ یَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَیَمۡشِی فِی ٱلۡأَسۡوَاقِ لَوۡلَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مَلَكࣱ فَیَكُونَ مَعَهُۥ نَذِیرًا﴾، فقال سبحانه:
﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضࣲ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِیرࣰا﴾.


• وإذا ابتلي العبد المؤمن بجفاء أهل الأذى؛ فمن الأدب الواجب عليه ألّا تحمله هجنة الزور أن يقع في الزور!
ولا تأخذه خصومة الفجور أن يركب الفجور! فيردّ البغي بالبغي والكذب بالكذب!
بل يتجمل بالحلم والعفاف، ويضم لحييه عن الافتراء، وليحذر أن تبدره غضبة فينتقم لنفسه بغير حق.

• ثم لا يمنعه تحامق المفترين من قبول ما في كلامهم من الحق!
فالحق نشيد المؤمن أينما وجده أخذه، وحيثما لقيه انتحله.
وكثير من أهل الباطل يخلط باطله بنوع من الحق لتسوغه آذان السامعين، وصاحب التقوى يرعى أمر ربه، ويستجيب للحق لذات الحق، فيَسُل الحسنَ من القبيح، وينفض الكلام لينخل ما فيه من الباطل؛ فيقبل ما فيه من الحق، ولا يبالي من أي وجه جاءه!

وفي ذلك معاملة لخصمه بنقيض قصده! فإنه أراد شينه! فليتزين بزينة الحق الذي في كلام خصمه وليستفد من نقده! ليكون له غنمه وعلى خصمه غرمه!

• ثم إنّ من ابتلي ببهتان المفترين؛ فليس عليه من بأس أن يدفع عن عرضه، وأن يستبرئ من قالة السوء التي قيلت فيه، وذلك لا ينافي الاعتقاد بمقتضى قول الله: { ۞ إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰ⁠فِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟﴾، فإن هذا الوعد لا يحصر الدفع عن المؤمنين في القضاء الكوني القدري، ولا يدل على المنع من دفع المرء عن نفسه التهمة.
فالدفاع الربّاني عن المؤمن قد يكون بالقضاء الكوني الذي يقدره الله، وقد يكون بامتثال الأمر الشرعي بمدافعة أهل الباطل.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ قال : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﺤﻼﻝ ﺑﻴﻦ، ﻭاﻟﺤﺮاﻡ ﺑﻴﻦ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺸﺒﻬﺎﺕ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻤﻦ اﺗﻘﻰ اﻟﻤﺸﺒﻬﺎﺕ اﺳﺘﺒﺮﺃ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ».
قال ابن رجب في شرحه لهذا الحديث: "ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻃﻠﺐ اﻟﺒﺮاءﺓ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﻣﻤﺪﻭﺡ ﻛﻄﻠﺐ اﻟﺒﺮاءﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ" ، (جامع العلوم والحكم ٢١٣).

• ومما يضم لذلك أن ينظر المصلح -الذي وقع عليه الأذى- في فعال عدوه الذي آذاه بالباطل، فإن رأى مصلحة شرعية في كشف سوءاته -التي نادته للافتراء على الخلق- فليبين سبيل المفترين، فإن هذا ليس من الاعتداء المذموم، بل هو من العقوبة الشرعية، التي دلت عليها الطريق القرآنية!
فحين قذف رأس المنافقين عبد الله بن أُبَي عرضَ النبي ﷺ، أنزل الله تعريضاً به - في السورة التي أنزل فيها براءة الصديقة رضي الله عنها - أنزل قوله: ﴿وَلَا تُكۡرِهُوا۟ فَتَیَـٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَاۤءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا﴾، وفي صحيح مسلم ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ بن عبد الله: ﺃﻥ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﺑﻦ ﺳﻠﻮﻝ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻣﺴﻴﻜﺔ، ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺃﻣﻴﻤﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻜﺮﻫﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻧﺎ، ﻓﺸﻜﺘﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ الآية.

فتأمل هذا المسلك في الرد على أهل الافتراء والبغي، فإنه يكسر من سَوْرة بغيهم، ويرد من ظلمهم، لما يتخوفونه من تتبع الناس لزلاتهم بالحق حين تتبعوا الخلق بالباطل!
والله أعلم.
مذاكرة العلم، ومدارسة الكتب مع رفقة مُعِينة، منهج سلفي قديم، وطريقة مجربة نافعة، تشحذ الهمة، وتعين على العلم، وتطرد الملل، تنفع أخوانك بما عندك، وتجد عندهم حل ما أشكل عليك، فاغتنموا الفرصة في هذه الإجازة بمثل هذه المجالس عن قرب إن تيسر، أو عن بعد، كما هو معمول به في زمن الكارونا (:
#فوائد

جاء في ترجمة الإمام الحسن البصري في «سير أعلام النبلاء» (4/ 577 ط الرسالة):

«ابن المبارك: عن معمر، عن قتادة، قال:
‌دخلنا ‌على ‌الحسن وهو نائم، وعند رأسه سلة، فجذبناها، فإذا خبز وفاكهة، فجعلنا نأكل، فانتبه، فرآنا، فسره، فتبسم، وهو يقرأ: {أو صديقكم} لا جناح عليكم»
ترك سجود التلاوة عند القراءة على الشيخ

الحمد لله وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم أما بعد،
فسجود التلاوة سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، سواء كان في الصلاة أو في خارجها، وقد جاءت بذلك السنة في مواضع،
وقد ذكر أهل العلم في كتبهم مسائل متعددة في أحكام سجود التلاوة، ككونه يقال فيه ما يقال في سجود الصلاة، وأدعية أخرى، وحكم استقبال القبلة فيه، والطهارة له، وغيرها من الفروع.

وهذا فرع فقهي: «في السجدة وقت التعليم» لم أر من نص عليه في كتب فقهائنا، وربما يشمله مطلق كلامهم..

ووجدت علم الدين السخاوي قد ذكر في كتابه «جمال القراء وكمال الإقراء» في الكتاب الثامن منه «مراتب الأصول ، وغرائب الفصول» 2/480
كلاما حسنا عن الإمام المقرئ أبي القاسم الشاطبي.

قال السخاوي: «وكان أبو القاسم لا يسجد إذا قرئت عليه السجدة، ولا يسجد أحد ممن يقرأ عليه، وكذلك كانت سنة أشياخه -والله أعلم-؛ لأنه كان شديد الاقتداء بمن أخذ عنه.
والسبب في ذلك: أن حال المقرئ والمعلم يخالف حال من يتلو القرآن لنفسه، ولو كلف المقرئ والمعلم ذلك= لأفضى الأمر إلى الحرج والمشقة..

حتى قال بعض شيوخنا -وكان قد قرأ على خلق كثير وجم غفير-: لم يكن أحد منهم يسجد إلا شيخ صالح- يعني: غير متحقق بالإقراء، ولا معرفة له بطريقهم-.
وعلى هذه الصفة كان شيخنا أبو الجيوش عساكر -رحمه الله- كان يسجد، وكان من عوام المقرئين،
وكان شيخنا أبو الجود -رحمه الله- لا يسجد، وكذلك كان الغزنوي -رحمه الله- ولأن المقرئ يعلم الناس العلم، والقارئ متعلم». اهـ.

❁ قرأت هذا على الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله-، فاستحسنه وأيده، وقال: «مِن جنس هذا أن العالم في الدرس والخطبة إذا قرأ آية لا يستعيذ، إذ ليس في مقام التلاوة، ولا نعرف أنهم كانوا يفعلون ذلك».اهـ.

وتعجب الشيخ مما يفعله بعض الخطباء حين يقرأ في الخطبة جملة من الآيات بلا استعاذة، حتى إذا أراد ختم الخطبة الأولى أتى بآية تناسب موضوع الخطبة فاستعاذ قبلها دون سائر الآيات!
#كتب_ومؤلفون

هذا الكتاب اللطيف جمع فيه مؤلفه الأستاذ الدكتور المؤرخ الكبير عماد الدين خليل ما كتبه من مقدمات لكتب مختلفة، خاصة في مجال التاريخ والفكر.
ومن التنبيهات المفيدة التي ذكرها المؤلف في المقدمة أن من أراد أن يكتب مقدمة لكتاب، فلا بد أن يقرأه، وإلا طاشت به السهام، ولم يكتب شيئا ذا بال!

وذكر أن استجابته لطلب بعض المؤلفين بكتابة مقدمة لكتبهم لها عدة دوافع، ومنها عشقه للاطلاع على الجديد، ورغبته في إضافة لبنة جديدة إلى المكتبة الإسلامية، ومنها استجابة للأمر القرآني "وأما السائل فلا تنهر".
ومن الكتب التي قدم لها، وأثنى عليها: هذا الكتاب "الطريق إلى القدس".

وذكر في آخر تقديمه أن مؤلف هذا الكتاب قد تلقى من إحدى المؤسسات العلمية الجائزة الأولى على كتابه هذا، ثم استدرك بقوله:
(ولكن ما هو أهم وأعمق دلالة في تقديري هو أن يصدر الكتاب في طبعة أخرى، ولم يمض على الطبعة الأولى سوى أقل من سنتين. ومعنى ذلك أنه قبل لدى جماهير القراء والمهتمين بالقضية.
وتلك هي الجائزة الحقيقية التي يتلقاها أي مؤلف!.
)


وبعد نهاية المقدمة كتب تعليقا مهما في الحاشية، قال فيه:
(أتيح لي - بعد كتابة هذه الكلمات - قراءة كتاب الأخ الباحث الدكتور صلاح الخالدي "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية" والذي صدر هو الآخر ضمن منشورات فلسطين المسلمة، الطبعة الثانية، فوجدتني قبالة جهد علمي مدهش في اعتماد المنهج نفسه في المعالجة التاريخية: جعل المعطى القرآني حاكما على التاريخ، والتوصل بالتالي إلى حقائق واستنتاجات في غاية الدقة والأهمية.
ولا يكون المرء مبالغا في اعتباره كتاب الخالدي باستقصائه الدقيق ومقارناته المحكمة واحدا من أفضل ما كتب عن تاريخ القضية والصراع بين المسلمين واليهود.) انتهى ص159
#مختارات

كلام مهم لأهل القرآن، ينبغي استشعاره واستحضاره وتذكره...
معاشر الدعاة والمصلحين:
لا تملوا من تكرار المواعظ وإعادتها، وحث الناس وترغيبهم لكي تكون تلك العبر والمواعظ حاضرة في القلوب مذكورة غير منسيّة، ولا تكونوا ممن همّه التفتيش عن الغريب والنادر لوعظ الناس به، وتأملوا في الحديث الآتي كيف أن النبي ﷺ حدّث بحديث واحد مرارا وتكرارا مع عدم اختلاف السامعين؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن عبسة قال: قال النبي ﷺ: "مَا مِنْكُمْ رجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ، فَيَتَمَضْمَضُ ويَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خطايَا وَجْهِهِ وفيهِ وخياشِيمِهِ، ثم إِذا غَسَلَ وَجْهَهُ كما أَمَرَهُ اللَّه إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يغسِل يديهِ إِلى المِرْفَقَينِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنامِلِهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ من أَطرافِ شَعرهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يَغْسِل قَدَمَيهِ إِلى الكَعْبَيْنِ إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَع الماءِ، فإِن هُوَ قامَ فصلَّى، فحَمِد اللَّه تَعَالَى، وأَثْنَى عليهِ وَمَجَّدَهُ بالَّذي هُوَ لَهُ أَهلٌ، وَفَرَّغَ قلبَه للَّه تَعَالَى؛ إِلا انصَرَفَ مِنْ خطيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
فحدَّثَ عَمرُو بنُ عَبَسَةَ بهذا الحديثِ أَبَا أُمَامَة صاحِب رسولِ اللَّه ﷺ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَة: يَا عَمْرو بن عَبَسَةَ، انْظُر مَا تقولُ، في مقامٍ واحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ؟! فَقَالَ عَمْرُو: يَا أَبَا أُمامةَ، لقد كبرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلي، وَمَا بِي حَاجةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلا عَلَى رَسُوله ﷺ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُول اللَّه ﷺ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْن أَوْ ثَلاثًا -حَتَّى عَدَّ سبعَ مَرَّاتٍ- مَا حَدَّثْتُ أَبدًا بِهِ، ولكنِّي سمِعْتُهُ أَكثَرَ من ذلِكَ.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قناة محمد القحطاني العلمية
معاشر الدعاة والمصلحين: لا تملوا من تكرار المواعظ وإعادتها، وحث الناس وترغيبهم لكي تكون تلك العبر والمواعظ حاضرة في القلوب مذكورة غير منسيّة، ولا تكونوا ممن همّه التفتيش عن الغريب والنادر لوعظ الناس به، وتأملوا في الحديث الآتي كيف أن النبي ﷺ حدّث بحديث واحد…
أرسل إلي أحد الإخوة - الذين لهم عناية بعلم السلف وأقوالهم- تعليقا على هذه الرسالة المحولة من قناة أخي الشيخ الدكتور فهد القحطاني، وهو:

(ما أظنك تجد مقالة تستحسنها إلا ومن السلف من سبق بها وبأوجز لفظ وأحسن تعبير

في سنن الدارمي عن ابن عباس قال: ردّوا الحديث واستذكروه، فإنه إن لم تذكروه ذهب، ولا يقولن رجل لحديث حدثه قد حدثته مرة، فإنه من كان سمعه يزداد به علما، ويسمع من لم يسمع .) انتهت الرسالة بنصها.

قلت: صدق ونصح.
#طلب

بسم الله

لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى في هذا الوقت من أهم الواجبات وأولى الأولويات، وهي في الأصل فرض كفاية، إلا أنها تكون فرض عين عند عدم كفاية من يقوم بها، كحالنا في هذا الزمن، وقد سمعت الشيخ ابن باز - رحمه الله - يقول: (لا أذكر الآن، لا أذكر الآن بلدا واحدة فيها الكفاية بل كل طالب علم وكل عالم عليه واجب لكثرة الشر والفساد، وتوسع البلاد وانتشار الناس...).

فالواجب علينا أن نجتهد، ونتعلم، وندعو إلى الله تعالى بالوسائل الممكنة وبالطريقة الصحيحة المبنية على الحكمة والبصيرة.

والطلب هو أن تنشروا مشكورين الرسالة المنشورة في هذه القناة في الرابط أدناه إلى كل طالب علم وداعية تعرفونه، لعله ينشط ويجدّ ويجتهد في القيام بهذا الواجب، ونشر الوعي بأهمية الدعوة إلى الله تعالى، وبذل النصح للمسلمين وغيرهم.

والرسالة بعنوان: "رسالة إلى طالب علم خامد" للشيخ عبداللطيف بن هاجس الغامدي، هنا:

https://www.tgoop.com/moh396/1237

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجعلنا جميعا مباركين أينما كنا!
2024/12/24 12:15:13
Back to Top
HTML Embed Code: