MOHAMMADELFARRA Telegram 1626
#من_فقه_الضراعة

راسلني أحدُ الكرامِ سائلاً عن أفضلِ الأذكارِ التي تقال في الحربِ؛ هل هيَ الصلاة على النّبيِّ ﷺ أم الحَوقلةُ، أم الاستغفارُ، أم الحسْبلةُ؟

وجوابُ سؤالِه يتخّلصُ في خمسِ نقاطٍ إليكَها:

1. إنَّ ذكرَ اللهِ تعالى مستحبٌّ فِي أحوالِ المُسلمِ عامّةً، وقامَ دليلُ النّقلِ على اشتدادِ استحبابِ الإكثارِ مِن الذِّكرِ عندَ ملاقاةِ العدوِّ؛ لقولِ اللهِ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ‌وَاذْكُرُوا ‌اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45].

وسرُّ ذلكَ أنَّ ذكرَ اللهِ أثناءَ القتالِ يحقّقُ معنَى العبوديّةِ للهِ، ويُشعِرُ المجاهدَ بمعنَى الإيمانِ والتّفويضِ والتّوكّلِ على اللهِ، ويقوِّي الرّوحَ المعنويّة، فبذكرِه سبحانَهُ تطمئنُّ القلوبُ، ويؤمّلُ النّصرُ، وبدعائِه تتبدّدُ الكروبُ والمخاوِفُ، ويحلُو المَوتُ فِي سبيلِ اللهِّ عزّ وجلّ.

2. لَم يثبُت عَن النّبيِّ ﷺ أنَّه أمرَ بذكرٍ مُعيَّنٍ يُلتزَمُ عندَ الحربِ، أو يداوَمُ عليهِ عندَ القِتَالِ، وعليهِ؛ فيستحبُّ مطلقُ الذِّكرِ، سواءٌ كانً قرآناً يُتلَى، أو صلاةً علَى المصطفى ﷺ، أو غيرَ ذلكَ مِن مأثورِ الذِّكرِ؛ كالحوقلَةِ، والحمدلَةِ، والحَسبلَةِ، والسّبحلةِ، والهَيللةِ، أو مُطلقِ الدُّعاءِ، ما لم يكنٍ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ.

3. ثبتَ عَن المُصطفَى ﷺ أنّه دلَّ أصحابَه رضيَ الله عنهُم علَى دعواتٍ تُقالُ عندَ الكربِ والشدَّةِ أياً كانَ سببُها، منهَا الأحاديثُ الثلاثةُ التاليةُ:

أ‌. حديثُ أَبِي بَكرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: (دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) [أبو داود: 5090، أحمد: 20430].

ب‌. عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَدعُو عِنْدَ الكَربِ يَقُولُ: (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ) [البخاري: 6345]، وفي رواية (وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ) [البخاري: 6346، ومسلم: 2730].

ت‌. عَنْ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنها قَالَت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ؟ اللَّهُ.. اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) [أبو داود: 1525].

=يتبع 👇



tgoop.com/mohammadelfarra/1626
Create:
Last Update:

#من_فقه_الضراعة

راسلني أحدُ الكرامِ سائلاً عن أفضلِ الأذكارِ التي تقال في الحربِ؛ هل هيَ الصلاة على النّبيِّ ﷺ أم الحَوقلةُ، أم الاستغفارُ، أم الحسْبلةُ؟

وجوابُ سؤالِه يتخّلصُ في خمسِ نقاطٍ إليكَها:

1. إنَّ ذكرَ اللهِ تعالى مستحبٌّ فِي أحوالِ المُسلمِ عامّةً، وقامَ دليلُ النّقلِ على اشتدادِ استحبابِ الإكثارِ مِن الذِّكرِ عندَ ملاقاةِ العدوِّ؛ لقولِ اللهِ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ‌وَاذْكُرُوا ‌اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45].

وسرُّ ذلكَ أنَّ ذكرَ اللهِ أثناءَ القتالِ يحقّقُ معنَى العبوديّةِ للهِ، ويُشعِرُ المجاهدَ بمعنَى الإيمانِ والتّفويضِ والتّوكّلِ على اللهِ، ويقوِّي الرّوحَ المعنويّة، فبذكرِه سبحانَهُ تطمئنُّ القلوبُ، ويؤمّلُ النّصرُ، وبدعائِه تتبدّدُ الكروبُ والمخاوِفُ، ويحلُو المَوتُ فِي سبيلِ اللهِّ عزّ وجلّ.

2. لَم يثبُت عَن النّبيِّ ﷺ أنَّه أمرَ بذكرٍ مُعيَّنٍ يُلتزَمُ عندَ الحربِ، أو يداوَمُ عليهِ عندَ القِتَالِ، وعليهِ؛ فيستحبُّ مطلقُ الذِّكرِ، سواءٌ كانً قرآناً يُتلَى، أو صلاةً علَى المصطفى ﷺ، أو غيرَ ذلكَ مِن مأثورِ الذِّكرِ؛ كالحوقلَةِ، والحمدلَةِ، والحَسبلَةِ، والسّبحلةِ، والهَيللةِ، أو مُطلقِ الدُّعاءِ، ما لم يكنٍ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ.

3. ثبتَ عَن المُصطفَى ﷺ أنّه دلَّ أصحابَه رضيَ الله عنهُم علَى دعواتٍ تُقالُ عندَ الكربِ والشدَّةِ أياً كانَ سببُها، منهَا الأحاديثُ الثلاثةُ التاليةُ:

أ‌. حديثُ أَبِي بَكرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: (دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) [أبو داود: 5090، أحمد: 20430].

ب‌. عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَدعُو عِنْدَ الكَربِ يَقُولُ: (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ) [البخاري: 6345]، وفي رواية (وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ) [البخاري: 6346، ومسلم: 2730].

ت‌. عَنْ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنها قَالَت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ؟ اللَّهُ.. اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) [أبو داود: 1525].

=يتبع 👇

BY محمد سليمان الفرا


Share with your friend now:
tgoop.com/mohammadelfarra/1626

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Administrators A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP. A Hong Kong protester with a petrol bomb. File photo: Dylan Hollingsworth/HKFP. Telegram Channels requirements & features Unlimited number of subscribers per channel
from us


Telegram محمد سليمان الفرا
FROM American