Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
1155 - Telegram Web
Telegram Web
🏷 شرح (كتاب الصيام من صحيح مسلم):

- شرح حديث: أبي هريرة في تفتيح أبواب الجنة في رمضان.
- شرح حديث: ابن عمر: «صوموا لرؤيته..».
- شرح قصة عدي بن حاتم حين وضع تحت وساده عقالين أبيض وأسود.
- شرح حديث: «إن بلالًا يؤذن بليل..».
- شرح حديث: «تسحروا فإن في السحور بركة»
- شرح حديث: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر».
- شرح حديث: «لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر»
- شرح حديث: صلاة الصحابة الليل خلف النبي ﷺ في رمضان ومواصلتهم معه.
- شرح حديث: أن النبي ﷺ كان يقبل وهو صائم.
- شرح حديث: أن النبي ﷺ كان يصبح جنبًا فيصوم.
- شرح حديث: الرجل الذي جامع في نهار رمضان.
- شرح حديث: أن النبي ﷺ صام في سفره إلى مكة حتى بلغ الكديد فأفطر
- شرح حديث: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي..» (١).
- شرح حديث: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي..» (٢).
- شرح حديث: «باب الريان..»
- شرح حديث: اعتكاف النبي ﷺ للعشر الأول ثم الثانية ثم العشر الأخيرة..
- شرح حديث: عبد الله بن أنيس في تحري ليلة ثلاث وعشرين.
- شرح حديث: عائشة في اعتكاف النبي ﷺ واعتكاف زوجاته معه، ثم تركه للاعتكاف تلك السنة وقضائه له في شوال.
- شرح حديث: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه».
👍6
.
     لقد كان الصالحون يذكرون المصيبة بفقد صالحيهم ومقدّميهم، ويجددون ذكر ما أصيبوا به، ترقيقًا للقلب، واستدرارًا للدمع، ففي تاريخ ابن أبي خيثمة، ﺟﺎء ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ اﻷﻭﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﻗﺪ ﺻﻠﻮا اﻟﻌﺸﺎء، ﻓﻮﺟﺪﻫﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻓﻴﻢ ﻛﻨﺘﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻛﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻮﺕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭاﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺑﻪ!
ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺘﻢ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ؟! ﻭﻗﺪ ﺃﺑﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻓﻨﺎءها، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻔﻨﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ بذهاب اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ". (٣/ ١٦١)

     وَهكذا تثلم في سد الإسلام ثلمة بموت العلماء، كما كان اﻟﺤﺴﻦ البصري يقول: "ﻣﻮﺕ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺛﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﺴﺪﻫﺎ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻃﺮﺩ اﻟﻠﻴﻞ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭ"!
الزهد لأحمد، (١٤٧٣).

     وقد دلت الأدلة أن العلم يذهب بذهاب العلماء، وفي الصحيحين: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبضه بقبض العلماء».
وقد أفتى أئمة من السلف بأن ذهاب العلم بذهاب أهله، ففي مصنف ابن أبي شيبة ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺪﺭﺩاء، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: "ﻣﺎﻟﻲ ﺃﺭﻯ ﻋﻠﻤﺎءﻛﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ، ﻭﺃﺭﻯ ﺟﻬﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ، اﻋﻠﻤﻮا ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﻥ ﺭﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺫﻫﺎﺏ اﻟﻌﻠﻤﺎء" (٣٤٦٠٥).

وفي الدارمي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: "ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺫﻫﺎﺏ اﻟﻌﻠﻢ؟» ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﺫﻫﺎﺏ اﻟﻌﻠﻤﺎء"، (٢٤٩).
وﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻇﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا ﺫﻫﺎﺏ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺩﻓﻦ اﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ.
وأصل هذا المعنى جاء عن غيرهم كما جاء عن حذيفة، وعمر بن عبد العزيز، والزهري.
بل رأوا في ذلك ذهاب الإسلام، وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭاﺋﻞ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﺺ اﻹﺳﻼﻡ؟ بموت اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﺎﻥ ﻓﻴﻤﻮﺕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﻨﺼﻒ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﻤﻮﺕ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭبذهاب اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻌﻠﻢ".
والله المستعان.
😢24👍173💔3
• في آخر هذا الشهر المبارك، ساهم في مجمّعنا -مجمع عزم- باستقطاع:
٥٠ ريالًا فقط شهريًا.

وكن عونًا لمجمعنا المبارك، الذي نال -بفضل الله- المركز الأول في عدة مستويات على مدينة الرياض.

اختم بخير
اختم بخير

🔹 ساهم ولو بالقليل، فالقليل منك قد يكون عظيمًا عند الله.

📌 استقطع الآن عبر المنصة الرسمية لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض:
https://erp.maknon.org.sa/dep/donation/13122
👍6👏1
.
تقبل الله مني ومنكم أيها الصائمون القائمون التالون لكتاب الله الداعون ربهم في تلك الليالي الطيبة.

     من العايدين إذ علّمنا رمضان أن المعصية ليست لازمة لا يمكن تركها!

من العايدين حين قضينا العدة، وشكرنا ربنا، وقد علّمنا أنه يمكن أن ننزل من القطار الخاطئ! مهما سار بنا في الاتجاه الخاطئ!

من العايدين أيها الصائم الذي علّمه رمضان بنتائج الفحص!
الفحص الذي قام به أحدنا لنفسه في صيامه وقيامه وتلاوته وصدقته ومجاهدته!

من العايدين، ونحن في شوق لسرد الصيام، إذ علّمنا رمضان أننا يمكن أن نسرد الصيام!

تقبل الله منكم إذ علّمني وعلّمكم رمضان أننا يمكن أن نقوم الليل بلا نصب ولا مجاهدة!

تقبل الله مني ومنكم كلما رابط مرابطنا في المسجد، وقد رأى أن المرابطة في المساجد من أيسر الأمور وألذّها!

من العايدين يا من عزمت على إكمال برنامج الورد القرآني، والمحافظة عليه، فقد علّمنا رمضان أن الورد القرآن قد يصبح إلْفًا يشق تركه لا فعله!

من العايدين لكل أسرة مسلمة علّمها رمضان أنّ أهل البيت الصالح قد يجتمعون على فطر صيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، كما كانوا يجتمعون كل يوم من رمضان.

تقبل الله مني ومنكم حين رأينا قيمة الزمن، وحرصنا على الوقت وأن لله أوقاتًا فاضلة من تعبد فيها ولو قليلًا نال أجرًا كبيرًا.

تقبل الله مني ومنك يا حافظ القرآن، يا أسعد الناس في هذه الدنيا، إذ علّمنا رمضان أن حافظ القرآن ليس كغيره، فها هو يقرأ ورده في الطريق، وعند الإشارة، وفي صالة الانتظار، ويقسم ورده على سننه الرواتب، وهكذا يسهل عليه ورده في كل مكان، ويسهل عليه قيام الليل على أي حال!

تقبل الله مني ومنكم كلما علّمنا رمضان أننا يمكن أن نتخفف من فضول التزاور، وأجهزة الهاتف، ووسائل التواصل!
17👍5
.
                 التكبير في عيد الفطر

     الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
     فإن التكبير لعيد الفطر مستحب عند جماهير أهل العلم، لقوله: (وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ).

     • وهو آكد من تكبير الأضحى، عند الأكثر، ونقل عبد الله بن أحمد عن أبيه في مسائله ﻗﺎﻝ: "ﻳﻮﻡ اﻟﻔﻄﺮ أﺷﺪّ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻟﺘﻜﻤﻠﻮا اﻟﻌﺪﺓ ﻭﻟﺘﻜﺒﺮﻭا اﻟﻠﻪ}، وقال: ﻛﺄﻧﻪ ﻭاﺟﺐ".
وقد صرّح بوجوبه أهل الظاهر.
ﻭﺭﻭﻯ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ التكبير ﻓﻲ اﻟﻔﻄﺮ ﺃﺷﺪّ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻷﺿﺤﻰ.
وأبو عبد الرحمن ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، أدرك من الخلفاء عثمان وعلي فمن بعدهم، ﻭﻫﺬا ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻬﻢ.

     • وكان النبي ﷺ يحث عليه، حتى أمر به العواتق والنساء، ففي الصحيحين: قالت أم عطية: "ﻛﻨّﺎ ﻧﺆﻣﺮ ﺃﻥ ﻧﺨﺮﺝ ﻳﻮﻡ اﻟﻌﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﺨﺮﺝ اﻟﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺧﺪﺭﻫﺎ، ﺣﺘﻰ ﻧﺨﺮﺝ اﻟﺤﻴﺾ، ﻓﻴﻜﻦّ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺎﺱ، فيكبرن ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺑﺪﻋﺎﺋﻬﻢ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺑﺮﻛﺔ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ ﻭﻃﻬﺮﺗﻪ".

     • ويبدأ من رؤية هلال شوال، لا يؤخّره عنه، عند كثير من السلف، ونقل ذلك عن ابن عباس وزيد بن أسلم.
ودلّت الآية على أنّ التكبير عقب إكمال العدة، وهي عدّة الصوم، نصّ عليه أئمة كالشافعي.

     • ويكبر في غدوّه إلى المصلى، وهو مأثور عن الصحابة كعمر، وعلي ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ، وروى الدارقطني: عن ابن عمر رضي الله عنهما "أنه كان يخرج للمصلّى فيجهر بالتكبير حتى يخرج الإمام"، ﻭجاء ذلك ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻭﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ.

وهو المأثور عند أهل الحجاز، ﻗﺎﻝ اﻟﺰﻫﺮﻱ: ﻣﻀﺖ اﻟﺴﻨّﺔ ﺇﺫا خرج ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﻔﻄﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﺣﻴﻦ يخرج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ.
ونقله أحمد عن أبي قتادة رضي الله عنه، وكان رحمه ﷲ يفعله عند غدوّه للمسجد.
وهو مذهب مالك والشافعي وإسحاق وابن المنذر.

     • وينقضي بخروج الإمام لصلاة العيد، عند أكثر الفقهاء، ولكن يكبر بتكبير الإمام في الخطبة والصلاة، ﻷﻥّ ﺷﻌﺎﺋﺮ العيد لم تنقضِ.
ﻭيدلّ حديث أم عطية الماضي أنهم كانوا يظهرون التكبير ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻧﺘﻈﺎﺭ الإمام ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻪ، وأنّ التكبير لا ينقطع ببلوغ المصلّى كما يقوله طائفة من الفقهاء.

     • ويجهر بالتكبير عند أكثر أهل العلم، ﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: "ﻭﺃﺣﺐّ ﺇﻇﻬﺎﺭ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﺮاﺩﻯ"، وروى في الأمّ عن اﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﻭﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭﺃبي ﺳﻠﻤﺔ ﻭﺃبي ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ الجهر بالتكبير ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻔﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ.

ﻭاﺳﺘﺤﺐّ الجهر ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺗﺬﻛﻴﺮ غيره من المؤمنين.
وﻓﻲ حديث أم عطية السابق ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺇﻇﻬﺎﺭ التكبير ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ العيد، ﻭﻟﻮﻻ ﺇﻇﻬﺎﺭﻩ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻛﺒّﺮ اﻟﻨّﺴﺎء ﺧﻠﻔﻬﻢ بتكبيرهم.

     • ويكبر على نحو ما نقله ابن المنذر عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، أنهما كانا يكبران من صلاة الغداة يوم عرفة إلى الصلاة من آخر أيام التشريق، يقولان: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"، وقال بهذه الصيغة كثير من السلف، كما جاء عن النخعي، والثوري، وأحمد، وإسحاق.

- وبأي صيغة كبّر المكبّر صحّ، فإنّ الأمر جاء في الآية مطلقًا، وقد تعددت صيغ تكبير الصحابة فدلّ على التوسعة، قال أبو داود في مسائله لأحمد: "سمعت أحمد سئل: كيف التكبير يوم الفطر؟ قال: الله أكبر، الله أكبر، قيل لأحمد: ابن المبارك يقول في الفطر، يعني مع التكبير: الحمد لله على ما هدانا، قال: هذا واسع".
وكان مالك لا يحدّ فيه حدًا.
وقال ابن تيمية: "صفة التكبير المنقول عند أكثر الصحابة، قد روي مرفوعًا إلى النبي ﷺ: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، وإن قال: الله أكبر ثلاثًا جاز. ومن الفقهاء من يكبر ثلاثًا فقط".

     • ولا يكبرون جماعة بصوت واحد ينغمونه، ولا يكبر واحد منهم والبقية يستمعون، وقد أنكر ذلك كثير من الفقهاء، قال الحطّاب: "ﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻜﺄﻥ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺆﺫﻥ، ﻓﺘﺠﺪ اﻟﻤﺆﺫﻧﻴﻦ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺃﺻﻮاﺗﻬﻢ باﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﻭﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻟﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻛﺄﻥ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﻟﻬﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﻭاﺣﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﺒّﺮ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﻏﻴﺮﻩ".
ونصّ على بدعية هذا غيره، كالعدوي في حاشيته، والشاطبي في الاعتصام.
وما جاء عن بعض الأعلام كالشافعي وغيره من التكبير جميع، فليس المقصود به هذه الطريقة المحدثة، ولكنهم يعنون عكس هذه الطريقة، بحيث لا يكون تكبير بعضهم مانعًا من تكبير الآخرين، بل يكبرون كلهم، مع الإمام وغيره، وسياق كلامهم دال على ذلك.

وقد رأيت بداية لانتشار هذه البدعة في بلادنا في السنوات الأخيرة، وقد كانت سالمة من هذا الحدَث، فرحم ﷲ مسلمًا أعان على إطفاء البدع، وأنكرها، ونبه عليها.

هذا والعلم عند ﷲ.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
20👍14
.
في قوله تعالى عن المصاب في غزوة أحد: ﴿وَلِیُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾.
قال ابن كثير: "ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾، ﺃﻱ: ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺇﺫا ﻇﻔﺮﻭا ﺑﻐﻮا ﻭﺑﻄﺮﻭا ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺩﻣﺎﺭﻫﻢ ﻭﻫﻼﻛﻬﻢ ﻭﻣﺤﻘﻬﻢ ﻭﻓﻨﺎﺋﻬﻢ".
تفسير ابن كثير (٢/ ١٢٧).
33👍13💔3🥰1
.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ الأندلسي، وهو يتحدث عن حال الرواية والسماع ومجالس الحديث في مصر لما رحل إليها، ويقارن بهم أهل بلده:
"ﻭﻟﻘﺪ ﺳﻠﻚ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ ﺃﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻡ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴّﺎﻕ ﻭاﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ، ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺑﻘﺮاءﺓ اﻟﻠﺤّﺎﻧﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ اﻹﻋﺮاﺏ، ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ: «ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ».
ﻭﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻓﻼ ﻧﺴﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻧﺮﻭﻳﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻭﺑﻘﺮاءﺓ اﻟﻤﻌﺮﺑﻴﻦ! ﻭﻻ ﻳﺤﻀﺮ اﻷﻃﻔﺎﻝ اﻟﺴﻤﺎﻉ، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮﻩ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ؛ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩﻧﺎ ﻣﺼﺮ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺏّ ﻭﺩﺭَﺝ ﻓﺴﻠﻜﻨﺎ ﻣﺴﻠﻜﻬﻢ! ﻭاﻧﺘﻈﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﻜﻬﻢ! ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﻮا! ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻤﻦ ﺭﻭﻭا! ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻋﻮﺭٍ ﻓﻐﻤّﺾ ﻋﻴﻨﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺪ ﺃﻋﻮﺭ"!
(النكت على ابن الصلاح، للزركشي ٣/ ٤٥).

وهكذا فإنّ لعادات أهل كل بلد ضغطة على العالِم والداعي إلى الله، ولأحوال الناس في كل زمن ومكان أثرها على الشيوخ والمصلحين.
والعاقل المتزكي يتصلّب أمام تأثير هذه الأحوال، ويجعل له تجفافًا يتّقي به ضغطتها، ويستجنّ به من المؤثرات أن تجتاله وتجرفه.
وإذا كنا نتعجب من بعض ما نقرؤه من أخبار هذه المؤثرات، فها نحن اليوم، قد اجتالنا ما اجتالنا، وصبَغَنا من زمننا ما صبَغَنا! وصرنا نسمي أنفسنا بالدكتور والبروفسور، وغيرها مما هي من خدشات زمننا، وظنّي أنه سيأتي على أهل العلم زمان يتعجبون فيه منّا كما تعجبنا نحن من غيرنا، نسأل الله أن يعافينا وأن يطهّرنا وألا يكلنا إلى أنفسنا.
23👍21😢7
.
من أعظم المواقف الإيمانيّة لابن تيمية، ما ظهر من اليقين بوعد الله، والثقة بنصره، في وقت اشتد فيه الأمر غايته:
قال ابن القيم -وهو ينقل حال شيخه حين توجّه التتار وقصدوا الشام سنة (٧٠٢) سبعمائة واثنين- فقال:
"ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻷﻣﺮاء -ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺮﻙ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻗﺼﺪﻭا اﻟﺸﺎﻡ- : ﺃﻥ اﻟﺪاﺋﺮﺓ ﻭاﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ اﻟﻈﻔﺮ ﻭاﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ!
ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﻞ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ!
ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ!
ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮﻭا ﻋﻠﻲّ، ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺗﻜﺜﺮﻭا! ﻛﺘﺐ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺡ اﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻬﺰﻭﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺮﺓ! ﻭﺃﻥ اﻟﻨﺼﺮ ﻟﺠﻴﻮﺵ اﻹﺳﻼﻡ!
ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻃﻤﻌﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاء ﻭاﻟﻌﺴﻜﺮ ﺣﻼﻭﺓ اﻟﻨﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎء اﻟﻌﺪﻭ".
مدارج السالكين (٢ / ٤٥٨).
44👍11😢6💔2😍1
يعتاد بعضهم على الشيء لأنه مات فيه استشعار رفضه!
(حيونة الإنسان، ص ١٢، ١٣)
💔20👍2💯1
- انظر إلى هذه القصة التي كان لها أثرها في إتمام تصنيف هذا الكتاب العظيم من كتب الإسلام.
قال ابن عساكر في آخر كتابه تاريخ دمشق:
في ترجمة: (ﻳﻐﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﻟﺐ ﺳﺎﺭﺥ ﺃﺑﻮ اﻟﻨﺪﻯ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻤﻘﺮﻯء).
قال: "ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻳﻮﺩ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﻢ!
ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﺰﻡ ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻨﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭاﻧﺼﺮاﻑ ﻫﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ؛ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻌﺎﺩﻝ ﻧﻮﺭ اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻲ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﻩ، ﻓﻨﻬﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ!
ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻥ ﻟﻮ ﺣُﺞّ ﻓﻲ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ ﻟَﺞّ، ﻭﺗﺮﻙ ﺗﺒﻴﻴﻀﻪ!
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﺮﻭﻉ فيه ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻣﻪ.
ﻭﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ! ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﺁﻩ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻱ اﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﻐﻤﺮ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ!
ﻓﺼﺮﻓﺖ ﻫﻤﺘﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺷﺮﻋﺖ فيه، ﻭﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﻪ ﺑﻬﻤﺔ ﻳﻐﻤﺮ! ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺤﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ اﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ، ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﻜﻲ ﺇﺫا ﺫﻛﺮﻩ! ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺜﻠﻪ".
تاريخ دمشق (٧٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣)
👍17
ومن جهلت نفسُه قدرَهُ
رأى غيرُه منهُ ما لا يَرى!

كم من إنسان يجهد في معرفة شخصيات الناس، وأحوالهم، ويعطي من تقييمهم ووزنهم ما هو به بصير، ثم هو في غفلة عن معرفة نفسه، وتفاصيل أخلاقه، ووزنها.
وإن فحص الغرائب واكتشاف العجائب لا يقتصر على نبش الأحافير، والطوفان حول المتاحف، ولكن تجده أيضًا هناك في دهاليز النفوس، وزوايا الأفئدة، حيث ترى غريب صنائع الله، وعجيب خلقه.
ولذا فإنّ دراسة كتب التراجم، وأخبار الرجال، والسير الذاتيّة، وما فيها من شجن وفرح وكآبة وسعادة؛ من أعظم ما يؤدب الإنسان، ويربي قلبه، ويتعلم به مناقبه وعيوبه.
👍1512💯4🔥2
"لما قال الرشيد للفضيل بن عياض: عليك دين؟
قال له الفضيل: نعم!
دين لربي لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن ساءلني!
والويل لي إن ناقشني!
والويل لي إن لم ألهم حجتي!".

تاريخ دمشق (٤٨/ ٤٣٩)
😢19💔6👍4
التضحية للمبادئ، وتذكر أثر تضحية الشخص على الآخرين، وانتظارهم نصرته مما يقويه:
ذكر وول سوينكا في مذكراته: "أنه رأى امرأة سجنت ظلمًا، وقامت تستجديه في سجنه، قال: لأنني مضطر لمواساتها، أصبحت قويا من أجلها!
(ص ١٦)
👍123💯2😢1
العلم! ما العلم إلا ما أميط به
ظلم الفتى واعتداء الجاهل القزم

"ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ عن أحمد في الرجل هل يستأذن إذا أراد أن ينظر بضوء سراج جاره، فقال:
ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻟﻲ".
الفروع (٦/ ٤٤٤)
👍86
.
في مقالة نوح ﷺ لقومه: ﴿فَقَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤ إِنِّیۤ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ﴾
تأمل: لقد كان ﷺ يخاف عليهم!
فانظر حنو أهل الدعوة وترفق أصحاب الرسالة.
ثم انظر بعض جواب قومه الذي جاء في القرآن:
﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾!
﴿وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِینَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا﴾!
﴿لَئن لَّمۡ تَنتَهِ یَـٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمَرۡجُومِینَ﴾!
فانظر جفاء المبطلين وغلظ الطغاة الفاجرين!
👍2010💯4
جَرَت العادة عندي أثناء السفر أن ألاحظ بعناية ما يفعله النّاس حين تضرب المطبّات الهوائية جسم الطائرة لفترة متواصلة، فتتصاعد شدّتها وفُجائيتها ويعجز الرُكّاب عن التنبّؤ بالضربة القادمة، مكانها وشدّتها.

بطبيعة الحال، يفترق كلّ فرد بطريقة استجابته للشعور بالخطر، أحدهم يُمسك جيدًا بمقعده ويتشبّث محاولًا تثبيت نفسه، وقد تمسك الزوجة بيد زوجها إلى جانبها، وقد يصرخ الأب على طفله طالبًا منه البقاء ساكنًا.. مُحوّلًا خوفه إلى غضب، وآخرون يتمتمون بشفاههم بما يُشبه الدعاء أو الصلوات على اختلاف دينهم ومعتقداتهم. ومنهم مَن يُشتّت نفسه بالحديث إلى مَن يجلس إلى جانبه، وغيرهم ممّن تظهر عليهم علامات اللامبالاة، إمّا تظاهرًا أو صدقًا.

وأكثر ما يلفتني عمومًا، هو حالة الصمت الشديد والهدوء المُريب التي تُخيّم على الطائرة، حين يذهب المضيفون والمضيفات لتثبيت أنفسهم في مقاعدهم في منتصف الرحلة، وتُضيء إشارات الأحزمة، فيُدرِك الجميع أنّ الأمر جادّ هذه المرّة ويهرب كلّ إنسان إلى مُلتَجئه السلوكيّ. وتسود الطائرة صمتٌ شديد، يتخلّله تأوّهات وصرخات حين تضرب إحدى المطبّات بغتة.

وفي اللحظة التي تنتهي فيها موجة المطبّات، وتنطفئ إشارة ربط الأحزمة، يعود المضيفون لخدمة الركّاب، فجأة وبشكلٍ جماعيّ تعود الأصوات المرتفعة، وغالبًا ستسمع بعض الضحك المُتعالي، وبعضًا من محاولات الاستظراف وإلقاء النكات، وكأنّ الإنسان لا يُعجبه أن يُقرّ بخوفه وجدّيته في مواجهة الخطر فيُسارع لإلقاء النكات والمِزاح في إشارة إلى تبدّد الفزع وانتهاء الذعر. (التقط عالم الاجتماع غوفمان بذكاء هذه الظاهرة وأطلق عليها "إدارة الانطباع").

من المعروف بالتحليل النفسي أنّ السخرية والضحك إحدى طرق تنفيس التوتر الحادّ، وهي استجابة نفسية فطرية تذكّرنا بتلعيب الأطفال، إذ حين نُلقي طفلًا في الهواء، سيصعد وعيناه مليئة بالدهشة والخوف، وسنلتقطه فينتهي الخوف فجأة ويبدأ بالضحك تنفيسًا للتوتّر الذي أحدثه رعب الإلقاء بالهواء، وقد يطلب منكَ الطفل مزيدًا من الرمي والالتقاط بحثًا عن ثنائية الخوف والاطمئنان، والتناوب السريع بين الإثارة المُقلِقة والشعور بالأمان.

يُذكّرني هذا المشهد بالإنسان، بحياته اليومية، لكن على نطاق كثيف ومصغّر زمنيًا. الإنسان الذي إذا انتابه الذعر التجأ إلى ما يُطمأنه (ركن الاطمئنان)، وسرعان ما يكفر بمُلتجآته ويترك الركن وراءَه إذا ما اطمأنّ وشعر بالأمان وتبيّن له أنّ مخاوفه ليست سوى إنذارات كاذبة.

يذكّرنا هذا بآيات كثيرة تصف طبيعة الإنسان الآثمة حول التذكّر والنسيان، (إنّ الإنسانَ خُلِقَ هلوعا .. إذا مسّه الشرّ جزوعا) وكذا آيات الابتلاء في البحر والتصوير القرآني البديع لمناجاة الله حين يجيءُ الموجُ من كلّ مكان، والابتهال والتضرّع عند الحاجة والبغي في الأرض عقب النجاة.

يكفرُ الإنسان حين يشعر بالاطمئنان، وهذا يُشبهك كثيرًا، في عباداتك، وفي علاقاتك مع أصدقائك وزوجتك وأمّك وأبيك، تُسرفُ بإهمالهم حين تطمئن لدوام وجودهم، لصحّتهم وسلامة أحوالهم، وتأخذ قربهم منك على هيئة مضمونة لا تتبدّل، ثمّ تأتي صفعات الدهر لتُريكَ تبدّل الأحوال، وحين تشعر أنّك ستخسرُ مَن يُحبُّك أو أنّ سلامتهم يتهدّدها المرض أو الانفصال تعود للالتصاق بهم وتُفني نفسك ومالك لاستعادة الأمان المفقود.

وأعظم من هذا كلّه علاقتك مع ربّك وقد تنبّه العلماء لهذا الباب وسرّه في الوصول إلى مقامات القبول وقالوا:

العارفُ لا يزول اضطراره!

أيّ أنّ اضطرارك إلى الله عزّ وجلّ، ووقوفك على عتبة أبوابه، ترجو رحمته وتخشى عذابه، ولزومك للذكر والدّعاء، أمرٌ غير منوطٍ بحاجاتك الظرفية ولكن مرهون بافتقارك الذاتيّ.

والافتقار الذاتيّ يأتي لازمًا للهشاشة الوجودية التي تُحدثها معرفة الإنسان بنفسه، فمن عرف نفسه.. عرف ربّه، ومن عرف نفسه بالفقر عرف ربّه بالغنى، ومن عرف نفسه بالشحّ عرف ربّه بالكَرَم، ومن عرَف نفسه بالضعف عرف ربّه بالكفاية (فسيكفيكهم الله) ومَن عرف نفسه بالفناء عرفَ ربّه بالبقاء.

والافتقار والشعور بالفقر شرط أساسي لورود العطايا الإلهية، التقطها أهل الذوق بعناية (إنّما الصدقاتُ للفقراء)، وفي مدارج السالكين كلامٌ بديع عن باب الفقر والافتقار.

لا يبتلعكَ النسيان ولا يكن من طبعك التذبذب والتقلّب والطغيان، وتذكّر أنّ الثباتَ في الأمرِ ولزوم باب الفقر عادةُ الصادقين المُخلصين، وقد تورّمت بالعبادة قدما أبي القاسم الشريفيتين ﷺ، وهو الذي غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، لأنّه يصدق في الحبّ، يعرف مقامه ومقام ربّه، ويعرف أنّ الشكر والامتنان يُثبّته دوامُ الاتّصال وحُسنُ الوِصال.

تذكّر هذا جيدًا عند قضاء حوائجك وانفراج كُرَبِك وزوال همومِك، تذكّر أن تُبقي شعورك بالفقر والافتقار، حين توهمك الحياة غناكَ المُزيّف واكتفاءَكَ المُؤقّت. تذكّر أن تحافظ على اضطرارِك وأن تُداوِم على حُسنِ وصِالك ودوام اتّصالِك.
👍2916😢4
2025/07/13 21:20:43
Back to Top
HTML Embed Code: