Forwarded from شذرات معرفية
على الصعيد العالمي، في يومنا هذا، بعد خمسة قرون من الرأسمالية، ومن الاستعمار، تقع ٨٠٪ من المصادر الطبيعية لكوكب الأرض تحت إشراف واستهلاك ٢٠٪ من سكان الكوكب. وهذا ما يؤدي، في كل سنة، بسبب سوء التغذية أو الجوع، إلى موت ٣٠ مليون كائن بشري، فنمو الموديل الغربي يكلف (العالم الثالث) ما يعادل هيروشيما في كل ثلاثة أيام (مهما رددنا هذا فلن تكون فيه كفاية).
.
قال عمر بن علي البزار -تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية- يصف شيخه ابن تيمية:
"اﻣﺎ ﺗﻌﺒﺪﻩ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻓﺈﻧﻪ ﻗﻞّ أﻥ ﺳﻤﻊ ﺑﻤﺜﻠﻪ!
لأﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺟﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﻓﻴﻪ، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺷﺎﻏﻠﺔ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻣﺎ ﻳﺮاﺩ ﻟﻪ ﻻ ﻣﻦ أﻫﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ!
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ليله ﻣﺘﻔﺮﺩًا ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ، ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﺑﺮﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺿﺎﺭﻋًﺎ ﻣﻮاﻇﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻣﻜﺮﺭًا لأﻧﻮاﻉ اﻟﺘﻌﺒﺪاﺕ اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ.
ﻭﻛﺎﻥ إﺫا ﺫﻫﺐ اﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻀﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﺑﺪﺃ ﺑﺼﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﻨﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ إﺗﻴﺎﻧﻪ إﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ إﺫا أﺣﺮﻡ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﺨﻠﻊ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻟﻬﻴﺒﺔ إﺗﻴﺎﻧﻪ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﺓ الإﺣﺮاﻡ، ﻓﺈﺫا ﺩﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﺗﺮﺗﻌﺪ أﻋﻀﺎﺅﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻴﻠﻪ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ!
ﻭﻛﺎﻥ اﺫا ﻗﺮﺃ ﻳﻤﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻣﺪا ﻛﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﻗﺮاءﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ ﻭاﻧﺘﺼﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ أﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺮﺽ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻟﻠﺘﺸﻬﺪ الأﻭﻝ ﺧﻔﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ.
ﻭﻳﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺔ الأولى ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ.
ﻓﺈﺫا ﻓﺮﻍ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﻠﻬﻢ أﻧﺖ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﻳﺎ ﺫا اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻻﻛﺮاﻡ.
ﺛﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻼﺕ اﻟﻮاﺭﺩاﺕ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﺛﻢ ﻳﺴﺒﺢ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﻤﺪﻩ ﻭﻳﻜﺒﺮﻩ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻭﻳﺨﺘﻢ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ، ﻭﻛﺬا اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﺟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺩﻋﺎﺋﻪ:
اﻟﻠﻬﻢ اﻧﺼﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭاﻣﻜﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻤﻜﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭاﻫﺪﻧﺎ ﻭﻳﺴﺮ اﻟﻬﺪﻯ ﻟﻨﺎ، اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ، ﺫاﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ، أواﻫﻴﻦ ﻟﻚ، ﻣﺨﺒﺘﻴﻦ إليك، ﺭاﻏﺒﻴﻦ إﻟﻴﻚ، ﺭاﻫﺒﻴﻦ ﻟﻚ، ﻣﻄﺎﻭﻳﻊ، ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺎﺗﻨﺎ، ﻭاﻏﺴﻞ ﺣﻮﺑﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺛﺒﺖ ﺣﺠﺠﻨﺎ، ﻭاﻫﺪ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، واﺳﻠﻞ ﺳﺨﻴﻤﺔ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ،
ﻳﻔﺘﺘﺤﻪ ﻭﻳﺨﺘﻤﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺛﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻪ أﺣﺪ ﺑﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ، ﻓﻼ ﻳﺰاﻝ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺑﺼﺮﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء، ﻫﻜﺬا ﺩﺃﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻟﺸﻤﺲ ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻭﻗﺖ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼﺓ.
ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺪﺓ إﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻣﻼﺯﻣﻪ ﺟﻞ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻧﻴﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻠﺴﻨﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﻛﻨﺖ اﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻮ ﻭﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻭﻳﻜﺮﺭﻫﺎ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻪ -أﻋﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ اﻟﻰ اﺭﺗﻔﺎﻉ اﻟﺸﻤﺲ- ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﺗﻼﻭﺗﻬﺎ.
ﻓﻔﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻟﻢ ﻗﺪ ﻟﺰﻡ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ؟
ﻓﺒﺎﻥ ﻟﻲ -ﻭاﻟﻠﻪ أﻋﻠﻢ- أﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﺬﻟﻚ: أﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﺘﻼﻭﺗﻬﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻘﺪﻳﻢ الأﺫﻛﺎﺭ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ أﻭ اﻟﻌﻜﺲ؟
ﻓﺮأﻯ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- أﻥ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻭﺗﻜﺮاﺭﻫﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺟﻤﻌًﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﻭﺗﺤﺼﻴﻼ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺘﻴﻦ!
ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻓﻄﻨﺘﻪ ﻭﺛﺎﻗﺐ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ.
ﺛﻢ إﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﻊ ﻓﺈﺫا أﺭاﺩ ﺳﻤﺎﻉ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ آﺧﺮ ﺳﺎﺭﻉ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺼﺤﺒﻪ.
ﻓﻘﻞ أن ﻳﺮاﻩ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻟﻪ ﺑﺼﻴﺮﺓ إﻻ ﻭاﻧﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻛﺎﻥ إﺫا ﺭاﻩ أﺭﺑﺎﺏ اﻟﻤﻌﺎﻳﺶ ﻳﺘﺨﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻮاﻧﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭاﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﻫﺬا ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻭاﻓﺮًا ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ﻭإﺫا ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﺮًا ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﺯاﻟﻪ أﻭ ﺳﻤﻊ ﺑﺠﻨﺎﺯﺓ ﺳﺎﺭﻉ اﻟﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻭ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻮاﺗﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺮاﻏﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ فصلى ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﻼ ﻳﺰاﻝ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ إﻓﺘﺎء اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭاﻟﺤﻘﻴﺮ ﻭاﻟﺤﺮ ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﻭاﻻﻧﺜﻰ، ﻗﺪ ﻭﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ إﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻡ اﺣﺪا ﺑﻘﺪﺭﻩ.
ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻤﻐﺮﺏ ﺛﻢ ﻳﺘﻄﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺮﻩ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ اﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ أو ﻏﻴﺮﻱ ﻓﻴﻔﻴﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮاﺋﻒ ﻭﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻠﻄﺎﺋﻒ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻌﺸﺎء ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ الإﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﻰ أﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮﻱ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭاﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﻳﺰاﻝ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻮﺣﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻃﺮﻓﻪ اﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺜﺒﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬا ﺩاﺑﺔ ﻣﺪﺓ ﺇﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ.
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﻗﺼﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻟﺖ!
ﻭﻻ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮﻱ إﻟﻰ الآن ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ أﺣﺐ اﻟﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ، ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ اﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ ﻣﻨﻲ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ اﻻ ﺑﺒﺮﻛﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺳﺒﻮﻉ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﺒﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ،
ﻭأﺧﺒﺮﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ ﻋﺪاﻟﺘﻪ أﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ! ﻓﺄﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺟﻬﺎﺩ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﻤﻮﻓﻖ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻟﻤﺎ ﻳﺸﺎء".
• الأعلام العليّة (٣٦).
قال عمر بن علي البزار -تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية- يصف شيخه ابن تيمية:
"اﻣﺎ ﺗﻌﺒﺪﻩ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻓﺈﻧﻪ ﻗﻞّ أﻥ ﺳﻤﻊ ﺑﻤﺜﻠﻪ!
لأﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺟﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﻓﻴﻪ، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺷﺎﻏﻠﺔ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻣﺎ ﻳﺮاﺩ ﻟﻪ ﻻ ﻣﻦ أﻫﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ!
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ليله ﻣﺘﻔﺮﺩًا ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ، ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﺑﺮﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺿﺎﺭﻋًﺎ ﻣﻮاﻇﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻣﻜﺮﺭًا لأﻧﻮاﻉ اﻟﺘﻌﺒﺪاﺕ اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ.
ﻭﻛﺎﻥ إﺫا ﺫﻫﺐ اﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻀﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﺑﺪﺃ ﺑﺼﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﻨﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ إﺗﻴﺎﻧﻪ إﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ إﺫا أﺣﺮﻡ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﺨﻠﻊ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻟﻬﻴﺒﺔ إﺗﻴﺎﻧﻪ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﺓ الإﺣﺮاﻡ، ﻓﺈﺫا ﺩﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﺗﺮﺗﻌﺪ أﻋﻀﺎﺅﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻴﻠﻪ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ!
ﻭﻛﺎﻥ اﺫا ﻗﺮﺃ ﻳﻤﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻣﺪا ﻛﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﻗﺮاءﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ ﻭاﻧﺘﺼﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ أﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺮﺽ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻟﻠﺘﺸﻬﺪ الأﻭﻝ ﺧﻔﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ.
ﻭﻳﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺔ الأولى ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ.
ﻓﺈﺫا ﻓﺮﻍ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﻠﻬﻢ أﻧﺖ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﻳﺎ ﺫا اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻻﻛﺮاﻡ.
ﺛﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻼﺕ اﻟﻮاﺭﺩاﺕ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﺛﻢ ﻳﺴﺒﺢ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﻤﺪﻩ ﻭﻳﻜﺒﺮﻩ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻭﻳﺨﺘﻢ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ، ﻭﻛﺬا اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﺟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺩﻋﺎﺋﻪ:
اﻟﻠﻬﻢ اﻧﺼﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭاﻣﻜﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻤﻜﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭاﻫﺪﻧﺎ ﻭﻳﺴﺮ اﻟﻬﺪﻯ ﻟﻨﺎ، اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ، ﺫاﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ، أواﻫﻴﻦ ﻟﻚ، ﻣﺨﺒﺘﻴﻦ إليك، ﺭاﻏﺒﻴﻦ إﻟﻴﻚ، ﺭاﻫﺒﻴﻦ ﻟﻚ، ﻣﻄﺎﻭﻳﻊ، ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺎﺗﻨﺎ، ﻭاﻏﺴﻞ ﺣﻮﺑﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺛﺒﺖ ﺣﺠﺠﻨﺎ، ﻭاﻫﺪ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، واﺳﻠﻞ ﺳﺨﻴﻤﺔ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ،
ﻳﻔﺘﺘﺤﻪ ﻭﻳﺨﺘﻤﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺛﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻪ أﺣﺪ ﺑﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ، ﻓﻼ ﻳﺰاﻝ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺑﺼﺮﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء، ﻫﻜﺬا ﺩﺃﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻟﺸﻤﺲ ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻭﻗﺖ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼﺓ.
ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺪﺓ إﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻣﻼﺯﻣﻪ ﺟﻞ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻧﻴﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻠﺴﻨﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﻛﻨﺖ اﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻮ ﻭﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻭﻳﻜﺮﺭﻫﺎ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻪ -أﻋﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ اﻟﻰ اﺭﺗﻔﺎﻉ اﻟﺸﻤﺲ- ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﺗﻼﻭﺗﻬﺎ.
ﻓﻔﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻟﻢ ﻗﺪ ﻟﺰﻡ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ؟
ﻓﺒﺎﻥ ﻟﻲ -ﻭاﻟﻠﻪ أﻋﻠﻢ- أﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﺬﻟﻚ: أﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﺘﻼﻭﺗﻬﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻘﺪﻳﻢ الأﺫﻛﺎﺭ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ أﻭ اﻟﻌﻜﺲ؟
ﻓﺮأﻯ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- أﻥ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻭﺗﻜﺮاﺭﻫﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺟﻤﻌًﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﻭﺗﺤﺼﻴﻼ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺘﻴﻦ!
ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻓﻄﻨﺘﻪ ﻭﺛﺎﻗﺐ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ.
ﺛﻢ إﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﻊ ﻓﺈﺫا أﺭاﺩ ﺳﻤﺎﻉ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ آﺧﺮ ﺳﺎﺭﻉ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺼﺤﺒﻪ.
ﻓﻘﻞ أن ﻳﺮاﻩ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻟﻪ ﺑﺼﻴﺮﺓ إﻻ ﻭاﻧﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻛﺎﻥ إﺫا ﺭاﻩ أﺭﺑﺎﺏ اﻟﻤﻌﺎﻳﺶ ﻳﺘﺨﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻮاﻧﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭاﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﻫﺬا ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻭاﻓﺮًا ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ﻭإﺫا ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﺮًا ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﺯاﻟﻪ أﻭ ﺳﻤﻊ ﺑﺠﻨﺎﺯﺓ ﺳﺎﺭﻉ اﻟﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻭ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻮاﺗﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺮاﻏﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ فصلى ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﻼ ﻳﺰاﻝ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ إﻓﺘﺎء اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭاﻟﺤﻘﻴﺮ ﻭاﻟﺤﺮ ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﻭاﻻﻧﺜﻰ، ﻗﺪ ﻭﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ إﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻡ اﺣﺪا ﺑﻘﺪﺭﻩ.
ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻤﻐﺮﺏ ﺛﻢ ﻳﺘﻄﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺮﻩ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ اﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ أو ﻏﻴﺮﻱ ﻓﻴﻔﻴﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮاﺋﻒ ﻭﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻠﻄﺎﺋﻒ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻌﺸﺎء ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ الإﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﻰ أﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮﻱ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭاﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﻳﺰاﻝ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻮﺣﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻃﺮﻓﻪ اﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺜﺒﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬا ﺩاﺑﺔ ﻣﺪﺓ ﺇﻗﺎﻣﺘﻲ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ.
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﻗﺼﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻟﺖ!
ﻭﻻ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮﻱ إﻟﻰ الآن ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ أﺣﺐ اﻟﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ، ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ اﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ ﻣﻨﻲ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ اﻻ ﺑﺒﺮﻛﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺳﺒﻮﻉ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﺒﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ،
ﻭأﺧﺒﺮﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ ﻋﺪاﻟﺘﻪ أﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ! ﻓﺄﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺟﻬﺎﺩ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﻤﻮﻓﻖ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻟﻤﺎ ﻳﺸﺎء".
• الأعلام العليّة (٣٦).
.
من فقه الآثار
من عظيم ما يدل المؤمن على حاجته للاستغفار، وإعوازه لمغفرة ذنبه؛ أنّ الاستغفار من الذنب جاء في كل أحوال الصلاة!
فشرع الاستغفار:
- عند دخول المسجد.
- وعند الشروع في الصلاة.
- وفي الركوع.
- وفي الرفع من الركوع.
- وفي السجود.
- وفي الجلوس بين السجدتين.
- وفي الجلوس للتشهد قبل السلام.
- ثم بعد السلام.
- وعند الخروج من المسجد.
• فعند دخول المسجد؛ روي في الترمذي عن ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻜﺒﺮﻯ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺇﺫا ﺩﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﷺ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﻭاﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺃﺑﻮاﺏ ﺭﺣﻤﺘﻚ».
• وعند الشروع في الصلاة؛ ثبت في الصحيحين عن أبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺴﻜﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮاءﺓ ﺇﺳﻜﺎﺗﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﺳﻜﺎﺗﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﻘﺮاءﺓ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻗﻮﻝ: اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ، ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺮﺏ، اﻟﻠﻬﻢ ﻧﻘّﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘّﻰ اﻟﺜﻮﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ، اﻟﻠﻬﻢ اﻏﺴﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭاﻟﺜﻠﺞ ﻭاﻟﺒﺮﺩ».
• وأما في الركوع؛ ففي الصحيحين ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ: «ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺑﺤﻤﺪﻙ اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ»، يتأول القرآن، أي ما جاء في سورة النصر.
• وأما في الرفع من الركوع؛ ففي صحيح مسلم عن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻭﻓﻰ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ﻣﻞء اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﻣﻞء اﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻞء ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ ﻭاﻟﺒﺮﺩ، ﻭاﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎﺭﺩ اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭالخطايا، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻰ اﻟﺜﻮﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺦ».
• وفي السجود؛ مع ما سبق من الذكر الذي يقوله في الركوع من حديث عائشة، ثبت في صحيح مسلم ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ: «اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﺒﻲ ﻛﻠﻪ ﺩﻗﻪ، ﻭﺟﻠﻪ، ﻭﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻪ ﻭﺳﺮﻩ».
• وفي الجلوس بين السجدتين؛ ثبت في سنن أبي داود عن حذيفة: ﻛﺎﻥ النبي ﷺ ﻳﻘﻌﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ﻧﺤﻮًا ﻣﻦ ﺳﺠﻮﺩﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ، ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ».
• وأما في جلسة التشهد قبل السلام؛ ففي المسند وسنن أبي داود والنسائي عن ﻣﺤﺠﻦ ﺑﻦ اﻷﺩﺭﻉ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺸﻬﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻳﺎ اﻟﻠﻪ اﻷﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ، اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮًا ﺃﺣﺪ، ﺃﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ»، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: «ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ»، ﺛﻼﺛﺎ.
وعن علي قال في صفة قيام النبي ﷺ: "ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺸﻬﺪ ﻭاﻟﺘﺴﻠﻴﻢ: «اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺮﺕ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﺭﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﻓﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻨﻲ، ﺃﻧﺖ اﻟﻤﻘﺪﻡ ﻭﺃﻧﺖ اﻟﻤﺆﺧﺮ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ»".
• وإذا سلّم من الصلاة؛ فقد ثبت في مسلم ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﺇﺫا اﻧﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﺛﻼﺛًﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: «اللهم ﺃﻧﺖ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼﻡ، ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﺫا اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ».
• وأما عند الخروج من المسجد، فروي عند الترمذي عن فاطمة بنت النبي ﷺ أنه كان ﺇﺫا ﺧﺮﺝ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﻭاﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺃﺑﻮاﺏ ﻓﻀﻠﻚ».
فاللهم اغفر، اللهم اغفر، يا غفور يا رحيم.
من فقه الآثار
من عظيم ما يدل المؤمن على حاجته للاستغفار، وإعوازه لمغفرة ذنبه؛ أنّ الاستغفار من الذنب جاء في كل أحوال الصلاة!
فشرع الاستغفار:
- عند دخول المسجد.
- وعند الشروع في الصلاة.
- وفي الركوع.
- وفي الرفع من الركوع.
- وفي السجود.
- وفي الجلوس بين السجدتين.
- وفي الجلوس للتشهد قبل السلام.
- ثم بعد السلام.
- وعند الخروج من المسجد.
• فعند دخول المسجد؛ روي في الترمذي عن ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻜﺒﺮﻯ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺇﺫا ﺩﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﷺ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﻭاﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺃﺑﻮاﺏ ﺭﺣﻤﺘﻚ».
• وعند الشروع في الصلاة؛ ثبت في الصحيحين عن أبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺴﻜﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮاءﺓ ﺇﺳﻜﺎﺗﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﺳﻜﺎﺗﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﻘﺮاءﺓ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻗﻮﻝ: اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ، ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺮﺏ، اﻟﻠﻬﻢ ﻧﻘّﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘّﻰ اﻟﺜﻮﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ، اﻟﻠﻬﻢ اﻏﺴﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭاﻟﺜﻠﺞ ﻭاﻟﺒﺮﺩ».
• وأما في الركوع؛ ففي الصحيحين ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ: «ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺑﺤﻤﺪﻙ اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ»، يتأول القرآن، أي ما جاء في سورة النصر.
• وأما في الرفع من الركوع؛ ففي صحيح مسلم عن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻭﻓﻰ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ﻣﻞء اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﻣﻞء اﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻞء ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ ﻭاﻟﺒﺮﺩ، ﻭاﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎﺭﺩ اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭالخطايا، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻰ اﻟﺜﻮﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺦ».
• وفي السجود؛ مع ما سبق من الذكر الذي يقوله في الركوع من حديث عائشة، ثبت في صحيح مسلم ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ: «اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﺒﻲ ﻛﻠﻪ ﺩﻗﻪ، ﻭﺟﻠﻪ، ﻭﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻪ ﻭﺳﺮﻩ».
• وفي الجلوس بين السجدتين؛ ثبت في سنن أبي داود عن حذيفة: ﻛﺎﻥ النبي ﷺ ﻳﻘﻌﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ﻧﺤﻮًا ﻣﻦ ﺳﺠﻮﺩﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ، ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ».
• وأما في جلسة التشهد قبل السلام؛ ففي المسند وسنن أبي داود والنسائي عن ﻣﺤﺠﻦ ﺑﻦ اﻷﺩﺭﻉ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺸﻬﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻳﺎ اﻟﻠﻪ اﻷﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ، اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮًا ﺃﺣﺪ، ﺃﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ»، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: «ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ»، ﺛﻼﺛﺎ.
وعن علي قال في صفة قيام النبي ﷺ: "ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺸﻬﺪ ﻭاﻟﺘﺴﻠﻴﻢ: «اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺮﺕ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﺭﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﻓﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻨﻲ، ﺃﻧﺖ اﻟﻤﻘﺪﻡ ﻭﺃﻧﺖ اﻟﻤﺆﺧﺮ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ»".
• وإذا سلّم من الصلاة؛ فقد ثبت في مسلم ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﺇﺫا اﻧﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﺛﻼﺛًﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: «اللهم ﺃﻧﺖ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼﻡ، ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﺫا اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ».
• وأما عند الخروج من المسجد، فروي عند الترمذي عن فاطمة بنت النبي ﷺ أنه كان ﺇﺫا ﺧﺮﺝ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ، ﻭاﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺃﺑﻮاﺏ ﻓﻀﻠﻚ».
فاللهم اغفر، اللهم اغفر، يا غفور يا رحيم.
قناة: محمد آل رميح.
. مواعظ من سيرة الشيخ محمد العليّط هو الشيخ العابد الزاهد محمد بن سليمان العليط، الذي وصفه الشيخ محمد العبودي في معجم أسر بريدة: بالعلامة! كان رحمه الله نادرًا في عبادته، متفردًا في زهده، على طريق واحدة منذ أكثر من…
.
ومما جاء عن شيخنا محمد العليّط -رحمه الله- أنه كان ذاهبًا إلى المسجد ومعه مساعد يرافقه، فمرّ شاب بسيارته قد رفع صوت الأغاني، فوضع الشيخ يده على قلبه، وهو يقول: بسم الله عليك، بسم الله عليك!
قال له مرافقه: من هو الي تسمي عليه؟ صاحب السيارة!
قال: لا! أسمي على قلبي، لا تدخله شيء من ذي البلاوي، فيتأثر عند النزع فلا تخرج لا إله إلا الله على لساني!
رحمه الله.
ومما جاء عن شيخنا محمد العليّط -رحمه الله- أنه كان ذاهبًا إلى المسجد ومعه مساعد يرافقه، فمرّ شاب بسيارته قد رفع صوت الأغاني، فوضع الشيخ يده على قلبه، وهو يقول: بسم الله عليك، بسم الله عليك!
قال له مرافقه: من هو الي تسمي عليه؟ صاحب السيارة!
قال: لا! أسمي على قلبي، لا تدخله شيء من ذي البلاوي، فيتأثر عند النزع فلا تخرج لا إله إلا الله على لساني!
رحمه الله.
.
هناك أمور ينبغي ألا يغفل عنها المؤمن في مثل هذه الأحداث:
• إن الرافضة قد قتلت من المسلمين في الشام في السنوات الأخيرة أكثر مما قتل اليهود من المسلمين منذ احتلوا أرضنا في فلسطين!
• الحرب بين الرافضة والغرب حرب حقيقة، ومن الغفلة الادّعاء بأن كل ذلك تمثيل ولعب!
لكن ليس يعني ذلك أن الرافضة لا ينسقون مع خصومهم، أو لا يتفقون معهم في أمور، أو لا يتفاوضون، أو لا يتنازلون لتحقيق مصالح يرجونها.
• وليس يمنع ذلك أن يتعمد الرافضة تقليل الضرر على عدوهم، بما يحقق مصلحتهم ولا يورطهم فيما هو أكبر.
ولهذا فمن شاهد عمليات الرافضة في السنة الماضية تبين له أنها جارية في هذا السياق.
• الرافضة ليس لهم مصلحة في انتصار السنة، ولكن قد ينصرون بعض أهل السنة، لغرض دعائي، ولتصدير الثورة الرافضية، ولتسيّد المنطقة.
ولهذا فلو أن أهل السنة انتصروا لكان الرافضة أول من يحاربهم، ويجهد في قتلهم.
• من مصلحة الغرب بقاء الرافضة في بلاد العرب المسلمة، لأنه يحفظ التوازن في المنطقة، ويصلح أن يكون محل ابتزاز في كل سانحة وبارحة!
ومن مصلحة الغرب كذلك أن يتعاهد مخالب الرافضة بالقصّ والتقليم من فترة إلى أخرى!
وهذه الضربة للحزب الرافضي من هذا الباب.
• إيران وعملاؤها لهم طموحات توسعية، ولهم هدف يسعون له ويحفدون:
وهو نشر الرفض وتصدير الثورة، ولهذا الهدف ستُطوّع كثير من المبادئ!
وستُرتكب كثير من التنازلات!
وسيفعلون ما يظنه كثير من الناس حماقات من أجل هذا الهدف أيضًا!
• وفي الجملة فإيران وأتباعها كيانات على نمط الدول الحديثة، منتسبة لهيئاته الدولية، وليست تجعل نفسها خارجة عن قانونه، وهذا أمر كاف في غض الغرب الطرف عن كثير من صنائعها، ومعاقبتها على بعض صنائعها، فهي قطعة من النسيج وإن كرهها من كرهها.
• ليس من العقل ولا من الديانة أن يكون الإنسان ركّابًا للموجات، كلما سمع هيعة طار إليها، وصار ضحية لموجتها الفكرية والمنهجية.
فالمؤمن يفرح بهلاك طواغيت الرفض، الذين يدعون غير الله، ويعتقدون تحريف القرآن، ويقدحون العرض النبوي، ولا زالت أيديهم ملطخة بدماء نسائنا وأطفالنا وشبابنا في الشام والعراق واليمن.
وليس من الإيمان -أيضًا- أن يمدح السفّاح الأكبر، والمشرك الطاغي نتنياهو بما فعل، فهو وإن أهلك مجرمًا من أعدائنا، فهو عدونا الأول، وثأرنا معه ليس يمحوه ما فعل!
• وإذا كان قد تقرر أن هلاك هذا الطاغي مصلحة للمسلمين، فمّما قد يسوغ فيه الخلاف بين أهل الإصلاح:
هل توقيت هلاك هذا الطاغية فيه مصلحة للمسلمين أم لا؟
فهذا محل ينفسح فيه للنظر المجال، ويؤثر في موقف المسلم من الحدث من هذه الجهة فقط.
وأما الذي أعتقده -والعلم عند الله- إن هلاك هذا الطاغي من المصالح العظام، التي لا يخدش فيها إلا أنها وقعت بيد شرار الخلق.
ولكن من رأى من أهل العلم والدعوة والإصلاح: إن بقاء هذا الطاغوت -مع الإقرار بفجوره وطغيانه- كان فيه مصلحة وقتية لأهل السنة في هذا الظرف، فلا يجوز البغي عليه تشنيعًا وسبًا وقدحًا، بل يبين ما في قوله من الخلل الاجتهادي، ويحسن به الظن.
ثم يكفّ المؤمن عن كثرة الانشغال بمثل هذا الأمر، وينصرف لما ينفعه وينفع أمته من العلم والعمل.
والله أعلم وأحكم.
هناك أمور ينبغي ألا يغفل عنها المؤمن في مثل هذه الأحداث:
• إن الرافضة قد قتلت من المسلمين في الشام في السنوات الأخيرة أكثر مما قتل اليهود من المسلمين منذ احتلوا أرضنا في فلسطين!
• الحرب بين الرافضة والغرب حرب حقيقة، ومن الغفلة الادّعاء بأن كل ذلك تمثيل ولعب!
لكن ليس يعني ذلك أن الرافضة لا ينسقون مع خصومهم، أو لا يتفقون معهم في أمور، أو لا يتفاوضون، أو لا يتنازلون لتحقيق مصالح يرجونها.
• وليس يمنع ذلك أن يتعمد الرافضة تقليل الضرر على عدوهم، بما يحقق مصلحتهم ولا يورطهم فيما هو أكبر.
ولهذا فمن شاهد عمليات الرافضة في السنة الماضية تبين له أنها جارية في هذا السياق.
• الرافضة ليس لهم مصلحة في انتصار السنة، ولكن قد ينصرون بعض أهل السنة، لغرض دعائي، ولتصدير الثورة الرافضية، ولتسيّد المنطقة.
ولهذا فلو أن أهل السنة انتصروا لكان الرافضة أول من يحاربهم، ويجهد في قتلهم.
• من مصلحة الغرب بقاء الرافضة في بلاد العرب المسلمة، لأنه يحفظ التوازن في المنطقة، ويصلح أن يكون محل ابتزاز في كل سانحة وبارحة!
ومن مصلحة الغرب كذلك أن يتعاهد مخالب الرافضة بالقصّ والتقليم من فترة إلى أخرى!
وهذه الضربة للحزب الرافضي من هذا الباب.
• إيران وعملاؤها لهم طموحات توسعية، ولهم هدف يسعون له ويحفدون:
وهو نشر الرفض وتصدير الثورة، ولهذا الهدف ستُطوّع كثير من المبادئ!
وستُرتكب كثير من التنازلات!
وسيفعلون ما يظنه كثير من الناس حماقات من أجل هذا الهدف أيضًا!
• وفي الجملة فإيران وأتباعها كيانات على نمط الدول الحديثة، منتسبة لهيئاته الدولية، وليست تجعل نفسها خارجة عن قانونه، وهذا أمر كاف في غض الغرب الطرف عن كثير من صنائعها، ومعاقبتها على بعض صنائعها، فهي قطعة من النسيج وإن كرهها من كرهها.
• ليس من العقل ولا من الديانة أن يكون الإنسان ركّابًا للموجات، كلما سمع هيعة طار إليها، وصار ضحية لموجتها الفكرية والمنهجية.
فالمؤمن يفرح بهلاك طواغيت الرفض، الذين يدعون غير الله، ويعتقدون تحريف القرآن، ويقدحون العرض النبوي، ولا زالت أيديهم ملطخة بدماء نسائنا وأطفالنا وشبابنا في الشام والعراق واليمن.
وليس من الإيمان -أيضًا- أن يمدح السفّاح الأكبر، والمشرك الطاغي نتنياهو بما فعل، فهو وإن أهلك مجرمًا من أعدائنا، فهو عدونا الأول، وثأرنا معه ليس يمحوه ما فعل!
• وإذا كان قد تقرر أن هلاك هذا الطاغي مصلحة للمسلمين، فمّما قد يسوغ فيه الخلاف بين أهل الإصلاح:
هل توقيت هلاك هذا الطاغية فيه مصلحة للمسلمين أم لا؟
فهذا محل ينفسح فيه للنظر المجال، ويؤثر في موقف المسلم من الحدث من هذه الجهة فقط.
وأما الذي أعتقده -والعلم عند الله- إن هلاك هذا الطاغي من المصالح العظام، التي لا يخدش فيها إلا أنها وقعت بيد شرار الخلق.
ولكن من رأى من أهل العلم والدعوة والإصلاح: إن بقاء هذا الطاغوت -مع الإقرار بفجوره وطغيانه- كان فيه مصلحة وقتية لأهل السنة في هذا الظرف، فلا يجوز البغي عليه تشنيعًا وسبًا وقدحًا، بل يبين ما في قوله من الخلل الاجتهادي، ويحسن به الظن.
ثم يكفّ المؤمن عن كثرة الانشغال بمثل هذا الأمر، وينصرف لما ينفعه وينفع أمته من العلم والعمل.
والله أعلم وأحكم.
.
قد يقول قائل: إن النظر الشرعي لهلاك المفسدين يجب ألا ينفك عن فاعل ذلك، والمباشر له، ففرق بين أن يكون هلاك الطاغية على يد طاغ مثله أو أطغى وبين أن يكون على يد أهل الإسلام والتوحيد، وقد ألمح لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال:
"هدمُ صوامع النصارى وبيعهم فسادٌ إذا هدمها المجوس والمشركون"!
فيقال:
ليس من شك أن كمال محو الباطل لا يكون إلا إذا كان بيد أتباع الماحي ﷺ، فإنه قد ثبت في الصحيحين عن ﺟﺒﻴﺮ ﺑﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺳﻤﺎء: ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﻧﺎ اﻟﻤﺎﺣﻲ اﻟﺬﻱ ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻠﻪ ﺑﻲ اﻟﻜﻔﺮ! ﻭﺃﻧﺎ اﻟﺤﺎﺷﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﺤﺸﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻲ، ﻭﺃﻧﺎ اﻟﻌﺎﻗﺐ».
فأتباعه ﷺ هم الذين يتمّ بهم كمال محو الباطل.
وأما كلام ابن تيمية فله سياق آخر، فإنه كان يفسر قوله تعالى:
﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰمِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰتࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰا﴾.
فقال: "ﻭاﻟﺮﺳﻞ ﺑﻌﺜﻮا ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﻴﺮ اﻟﺨﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻧﺎﻫﻤﺎ ﺣﺴﺐ اﻹﻣﻜﺎﻥ ﻭﺩﻓﻊ ﺷﺮ اﻟﺸﺮﻳﻦ ﺑﺨﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻓﻬﺪﻡ ﺻﻮاﻣﻊ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺑﻴﻌﻬﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﺇﺫا ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺠﻮﺱ ﻭاﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺟﻌﻠﻮا ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻬﺬا ﺧﻴﺮ ﻭﺻﻼﺡ".
وعليه فإن هلاك هذا الطاغية نصر ناقص، ولا كمال إلا أن يكون لأهل السنة تأثير في الواقع من قبل ومن بعد.
ولم نؤْتَ إلا من قصورنا وتقصيرنا.
والله المستعان.
قد يقول قائل: إن النظر الشرعي لهلاك المفسدين يجب ألا ينفك عن فاعل ذلك، والمباشر له، ففرق بين أن يكون هلاك الطاغية على يد طاغ مثله أو أطغى وبين أن يكون على يد أهل الإسلام والتوحيد، وقد ألمح لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال:
"هدمُ صوامع النصارى وبيعهم فسادٌ إذا هدمها المجوس والمشركون"!
فيقال:
ليس من شك أن كمال محو الباطل لا يكون إلا إذا كان بيد أتباع الماحي ﷺ، فإنه قد ثبت في الصحيحين عن ﺟﺒﻴﺮ ﺑﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺳﻤﺎء: ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﻧﺎ اﻟﻤﺎﺣﻲ اﻟﺬﻱ ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻠﻪ ﺑﻲ اﻟﻜﻔﺮ! ﻭﺃﻧﺎ اﻟﺤﺎﺷﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﺤﺸﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻲ، ﻭﺃﻧﺎ اﻟﻌﺎﻗﺐ».
فأتباعه ﷺ هم الذين يتمّ بهم كمال محو الباطل.
وأما كلام ابن تيمية فله سياق آخر، فإنه كان يفسر قوله تعالى:
﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰمِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰتࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰا﴾.
فقال: "ﻭاﻟﺮﺳﻞ ﺑﻌﺜﻮا ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﻴﺮ اﻟﺨﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻧﺎﻫﻤﺎ ﺣﺴﺐ اﻹﻣﻜﺎﻥ ﻭﺩﻓﻊ ﺷﺮ اﻟﺸﺮﻳﻦ ﺑﺨﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻓﻬﺪﻡ ﺻﻮاﻣﻊ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺑﻴﻌﻬﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﺇﺫا ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺠﻮﺱ ﻭاﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻫﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺟﻌﻠﻮا ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻬﺬا ﺧﻴﺮ ﻭﺻﻼﺡ".
وعليه فإن هلاك هذا الطاغية نصر ناقص، ولا كمال إلا أن يكون لأهل السنة تأثير في الواقع من قبل ومن بعد.
ولم نؤْتَ إلا من قصورنا وتقصيرنا.
والله المستعان.
.
لقد ودّ الرافضة أن تحقن دماؤهم بدماء أهل السنة، وأن ينالوا غنم الحرب ومجدها ونصرها، دون شوكة وتضحية!
بل بتضحية غيرهم ودمه، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها ملؤوا الأرض ضجيجًا وأعلنوا الانتصار!
ولو كان للرافضي عقل لعلم أنه سيكون التالي!
ولكن التردد مقبرة الفرص!
والمنهج خوّان!
والشجاع يموت مرّة، والجبان ألف مرّة!
ومن شأنه خيانة محمد ﷺ في عرضه وأمته، لن ينصره اليوم!
لقد ودّ الرافضة أن تحقن دماؤهم بدماء أهل السنة، وأن ينالوا غنم الحرب ومجدها ونصرها، دون شوكة وتضحية!
بل بتضحية غيرهم ودمه، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها ملؤوا الأرض ضجيجًا وأعلنوا الانتصار!
ولو كان للرافضي عقل لعلم أنه سيكون التالي!
ولكن التردد مقبرة الفرص!
والمنهج خوّان!
والشجاع يموت مرّة، والجبان ألف مرّة!
ومن شأنه خيانة محمد ﷺ في عرضه وأمته، لن ينصره اليوم!
قناة: محمد آل رميح.
. لا تنس أنّ هؤلاء الرافضة الذين قُتِلوا بالأمس في لبنان؛ كانوا للتوّ قد رجعوا من قتل المسلمين في الشام والعراق واليمن! ولكنْ من النّاس من يضيق نظره عن اجتماع الحسن والقبح، والمحبوب والمكروه، في الأشخاص والأحداث والأحكام، في وقت واحد ومحل واحد.…
.
قد يقول بعض الفضلاء: لقد كان في وجود هذا الحزب -على طغيانه- تأثير في إشغال اليهود وإقلاقهم، فانكسارهم تقوية لأزر اليهود، وتضييق لأسار المسلمين.
وسواء صح هذا النظر أو لم يصح، فإن تاريخ الرافضة تاريخ ملطخ بمناصرة أعداء الله على المسلمين، وليست مناصرتهم الدعائية للمسلمين إلا من الشأن الوقتي، وإلا فإنّ شوكتهم وبأسهم على المسلمين.
وقد رصد ابن تيمية خيانة الرافضة للمسلمين تاريخيًا فقال: "ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺑﺤﻠﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯاﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻋﻮاﻧﻬﻢ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫا ﺻﺎﺭ اليهود ﺩﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاﻕ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻋﻮاﻧﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺩاﺋﻤﺎ ﻳﻮاﻟﻮﻥ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ واليهود ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻳﻌﺎﻭﻧﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻌﺎﺩاﺗﻬﻢ".
(منهاج السنة ٣/ ٣٧٨)
ولقد كان للمسلمين فيما شاهدوه في العقد الماضي عبرة!
فقد شهدنا بأس الرافضة وكلَبهم وتحرّقهم على المسلمين، ثم شهدنا استخذاءهم عن اليهود وترددهم، فتحقق واقعًا ما قد علمه الصالحون فكرا ونظرا، من أن هؤلاء الرافضة إنما يحاربون للتسيّد على المنطقة، ولنشر رفضهم وفجورهم، لا لنصرة القدس، ولا لدحر اليهود.
ولست أشك أن لو انتصر المسلمون على اليهود، لقاتل الرافضةُ المسلمين لنشر الرفض، ولأعادوا وقائع العراق وسوريا في فلسطين، ولأعدوا (الديرلات) لثقب رؤوس شبابها كما أعدوها من قبل!
قد يقول بعض الفضلاء: لقد كان في وجود هذا الحزب -على طغيانه- تأثير في إشغال اليهود وإقلاقهم، فانكسارهم تقوية لأزر اليهود، وتضييق لأسار المسلمين.
وسواء صح هذا النظر أو لم يصح، فإن تاريخ الرافضة تاريخ ملطخ بمناصرة أعداء الله على المسلمين، وليست مناصرتهم الدعائية للمسلمين إلا من الشأن الوقتي، وإلا فإنّ شوكتهم وبأسهم على المسلمين.
وقد رصد ابن تيمية خيانة الرافضة للمسلمين تاريخيًا فقال: "ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺑﺤﻠﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯاﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻋﻮاﻧﻬﻢ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫا ﺻﺎﺭ اليهود ﺩﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاﻕ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻋﻮاﻧﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺩاﺋﻤﺎ ﻳﻮاﻟﻮﻥ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ واليهود ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻳﻌﺎﻭﻧﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻌﺎﺩاﺗﻬﻢ".
(منهاج السنة ٣/ ٣٧٨)
ولقد كان للمسلمين فيما شاهدوه في العقد الماضي عبرة!
فقد شهدنا بأس الرافضة وكلَبهم وتحرّقهم على المسلمين، ثم شهدنا استخذاءهم عن اليهود وترددهم، فتحقق واقعًا ما قد علمه الصالحون فكرا ونظرا، من أن هؤلاء الرافضة إنما يحاربون للتسيّد على المنطقة، ولنشر رفضهم وفجورهم، لا لنصرة القدس، ولا لدحر اليهود.
ولست أشك أن لو انتصر المسلمون على اليهود، لقاتل الرافضةُ المسلمين لنشر الرفض، ولأعادوا وقائع العراق وسوريا في فلسطين، ولأعدوا (الديرلات) لثقب رؤوس شبابها كما أعدوها من قبل!
.
من وظيفة المتزكي بالقرآن أن يرعى أولويات الشريعة، بالاجتهاد والبحث عن أولويّات القضايا القرآنية، والتعرّف على المعاني التي يكثر دورانها في القرآن.
وعليه فيجب أن تكون عنايته بترتيب العلوم بحسب اتصالها بالوحي وأثرها في فهمه.
وكثير من الناس يقدّم العلوم -وكذا الأعمال- ويرتّبها بحسب تمكّنه منها، وعمله واختصاصه بها، ويجعل رتبتها في الشريعة بحسب رتبتها منه! وهذا ضرب من حبّ النفس!
وقد غاص عبد القاهر الجرجاني -رحمه الله- في هذا غوصة نفسية بديعة، فقال:
"ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻪ ﻭﺑﻌﺾ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻦ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻦ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﺭاء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺃﻫﻮاء ﻣﺘﻌﺎﺩﻳﺔ؛ ﺗﺮﻯ كلًا ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺤﺒﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻨﻘﺺ ﻋﻨﻬﺎ؛ ﻳﻘﺪّﻡ ﻣﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ! ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ اﻟﺰﺭاﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﻪ، ﻭاﻟﻄﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭاﻟﻐﺾ ﻣﻨﻬﻢ"!
(دلائل الإعجاز ٦٢)
• على ﺃﻥ العلم والعمل ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭﻻ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ، ﺑﻞ المفضول ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ اﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺿﻞ اﻟﻤﻄﻠﻖ.
فيكون المفضول من الأعمال والعلوم فاضلًا بحسب الأوقات والأمكنة والأشخاص.
وقد يُفتح على الشخص في علم ولا يفتح له في غيره، بحيث يكفي غيره في ذلك العلم بما لا يأتي به غيرُه، فهذا تفضيل نسبي إضافي يفهمه أهل العلم بمقاصد الشرائع، وفي جنسه قال ابن تيمية:
"إن ﺟﻨﺲ اﻟﺪﻋﺎء -اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺛﻨﺎء ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺆاﻝ ﻭﻃﻠﺐ-، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ المفضول ﻗﺪ ﻳﻔﻀﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺿﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ اﻟﺨﺎﺹ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺑﺄﺷﻴﺎء ﺃﺧﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ اﻟﺼﻼﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻭاﻟﻘﺮاءﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺛﻨﺎء، ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺆاﻝ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬا فالمفضول ﻟﻪ ﺃﻣﻜﻨﺔ ﻭﺃﺯﻣﻨﺔ ﻭﺃﺣﻮاﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺿﻞ".
مجموع الفتاوى (١٠ / ٢٦٤)
• وقد يكون تقديم المفضول من عبادة أو علم على الفاضل منهما بسبب أن المكلّف إذا أتى بالمفضول أتى به مكمّلًا، وإن أتى بالفاضل نقصه، فيكون التفضيل بسبب ذلك، وقد ذكر ابن تيمية:
أن "اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﻴﺎﻡ ﺑﺸﺮﻭﻃﻪ ﻭﻻ ﺇﺧﻼﺹ ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﺘﻔﻮﻳﺖ ﺷﺮاﺋﻄﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ بالمفضول اﻟﻤﻜﻤّﻞ".
مجموع الفتاوى (١١ / ٤٠٠)
• فيكون تقديم المفضول على الفاضل لقصور الشخص!
قال ابن تيمية:
"ﻫﺪﻱ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ! ﻭﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ اﻷﻓﻀﻞ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻌﻠﻪ للمفضول ﺃﻧﻔﻊ!
ﻛﻤﻦ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﺩﻭﻥ اﻟﺬﻛﺮ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻘﺮاءﺓ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﺮاءﺓ ﺩﻭﻥ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﻄﻮﻉ، ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﻋﺪﻡ اﻟﺮﻏﺒﺔ!
ﻛﺎﻟﻐﺬاء اﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﺋﻊ: ﻫﻮ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﺬاء ﻻ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﻊ. ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﻨﺎ: ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺪاﻭﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮﻉ المفضول ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻓﻬﻤﻪ ﺫﻟﻚ اﻟﺬﻛﺮ".
مجموع الفتاوى (٢٢ / ٣٤٨)
• ومن الفقه أن يعلم المؤمن أن المفضول من الأعمال والعلوم والكتب والفنون قد يحتاج إليها في أوقات بما لا يغني عنها الفاضل، فتفضل بحسب ذلك.
قال ابن تيمية:
"ﻓﻘﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ المفضول ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ اﻟﻔﺎﺿﻞ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ}، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪﻝ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮﺁﻥ؛ ﺃﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺪﻝ ﺛﻮاﺏ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ اﻟﻘﺪﺭ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻭاﻟﻘﺼﺺ ﻭاﻟﻮﻋﺪ ﻭاﻟﻮﻋﻴﺪ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ}، ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺃﺟﺮﻫﺎ.
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺲ ﺃﺟﺮ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ}
ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻘﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ المفضول ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ اﻟﻔﺎﺿﻞ!
ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻴﻨﻪ".
مجموع الفتاوى (٢٢ / ٣٤٧)
والعلم عند الله.
من وظيفة المتزكي بالقرآن أن يرعى أولويات الشريعة، بالاجتهاد والبحث عن أولويّات القضايا القرآنية، والتعرّف على المعاني التي يكثر دورانها في القرآن.
وعليه فيجب أن تكون عنايته بترتيب العلوم بحسب اتصالها بالوحي وأثرها في فهمه.
وكثير من الناس يقدّم العلوم -وكذا الأعمال- ويرتّبها بحسب تمكّنه منها، وعمله واختصاصه بها، ويجعل رتبتها في الشريعة بحسب رتبتها منه! وهذا ضرب من حبّ النفس!
وقد غاص عبد القاهر الجرجاني -رحمه الله- في هذا غوصة نفسية بديعة، فقال:
"ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻪ ﻭﺑﻌﺾ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻦ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻦ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﺭاء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺃﻫﻮاء ﻣﺘﻌﺎﺩﻳﺔ؛ ﺗﺮﻯ كلًا ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺤﺒﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻨﻘﺺ ﻋﻨﻬﺎ؛ ﻳﻘﺪّﻡ ﻣﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ! ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ اﻟﺰﺭاﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﻪ، ﻭاﻟﻄﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭاﻟﻐﺾ ﻣﻨﻬﻢ"!
(دلائل الإعجاز ٦٢)
• على ﺃﻥ العلم والعمل ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭﻻ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ، ﺑﻞ المفضول ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ اﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺿﻞ اﻟﻤﻄﻠﻖ.
فيكون المفضول من الأعمال والعلوم فاضلًا بحسب الأوقات والأمكنة والأشخاص.
وقد يُفتح على الشخص في علم ولا يفتح له في غيره، بحيث يكفي غيره في ذلك العلم بما لا يأتي به غيرُه، فهذا تفضيل نسبي إضافي يفهمه أهل العلم بمقاصد الشرائع، وفي جنسه قال ابن تيمية:
"إن ﺟﻨﺲ اﻟﺪﻋﺎء -اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺛﻨﺎء ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺆاﻝ ﻭﻃﻠﺐ-، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ المفضول ﻗﺪ ﻳﻔﻀﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺿﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ اﻟﺨﺎﺹ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺑﺄﺷﻴﺎء ﺃﺧﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ اﻟﺼﻼﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻭاﻟﻘﺮاءﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺛﻨﺎء، ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺆاﻝ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬا فالمفضول ﻟﻪ ﺃﻣﻜﻨﺔ ﻭﺃﺯﻣﻨﺔ ﻭﺃﺣﻮاﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺿﻞ".
مجموع الفتاوى (١٠ / ٢٦٤)
• وقد يكون تقديم المفضول من عبادة أو علم على الفاضل منهما بسبب أن المكلّف إذا أتى بالمفضول أتى به مكمّلًا، وإن أتى بالفاضل نقصه، فيكون التفضيل بسبب ذلك، وقد ذكر ابن تيمية:
أن "اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﻴﺎﻡ ﺑﺸﺮﻭﻃﻪ ﻭﻻ ﺇﺧﻼﺹ ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﺘﻔﻮﻳﺖ ﺷﺮاﺋﻄﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ بالمفضول اﻟﻤﻜﻤّﻞ".
مجموع الفتاوى (١١ / ٤٠٠)
• فيكون تقديم المفضول على الفاضل لقصور الشخص!
قال ابن تيمية:
"ﻫﺪﻱ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ! ﻭﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ اﻷﻓﻀﻞ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻌﻠﻪ للمفضول ﺃﻧﻔﻊ!
ﻛﻤﻦ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﺩﻭﻥ اﻟﺬﻛﺮ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻘﺮاءﺓ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﺮاءﺓ ﺩﻭﻥ ﺻﻼﺓ اﻟﺘﻄﻮﻉ، ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﻋﺪﻡ اﻟﺮﻏﺒﺔ!
ﻛﺎﻟﻐﺬاء اﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﺋﻊ: ﻫﻮ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﺬاء ﻻ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﻊ. ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﻨﺎ: ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺪاﻭﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮﻉ المفضول ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻓﻬﻤﻪ ﺫﻟﻚ اﻟﺬﻛﺮ".
مجموع الفتاوى (٢٢ / ٣٤٨)
• ومن الفقه أن يعلم المؤمن أن المفضول من الأعمال والعلوم والكتب والفنون قد يحتاج إليها في أوقات بما لا يغني عنها الفاضل، فتفضل بحسب ذلك.
قال ابن تيمية:
"ﻓﻘﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ المفضول ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ اﻟﻔﺎﺿﻞ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ}، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪﻝ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮﺁﻥ؛ ﺃﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺪﻝ ﺛﻮاﺏ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ اﻟﻘﺪﺭ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻭاﻟﻘﺼﺺ ﻭاﻟﻮﻋﺪ ﻭاﻟﻮﻋﻴﺪ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ}، ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺃﺟﺮﻫﺎ.
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺲ ﺃﺟﺮ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ}
ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻘﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ المفضول ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ اﻟﻔﺎﺿﻞ!
ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻴﻨﻪ".
مجموع الفتاوى (٢٢ / ٣٤٧)
والعلم عند الله.
.
في مسلم عن عمار قال: قال ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﺇﻥ ﻃﻮﻝ ﺻﻼﺓ اﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻗﺼﺮ ﺧﻄﺒﺘﻪ، ﻣﺌﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﻪ».
مئنة: علامة، أصلها (ﻣﻔﻌﻠﺔ) ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ «ﺇﻥ» اﻟﺘﻲ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ.
• وهذا الحديث أصل في تقليل الكلام وتكثير العمل!
وفي الموطأ عن ابن مسعود -في ذكر آخر الزمان- قال:
"ﻳﻄﻴﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻄﺒﺔ، ﻭﻳﻘﺼﺮﻭﻥ اﻟﺼﻼﺓ، يُبَدّون فيه أهواءهم قبل عملهم".
في مسلم عن عمار قال: قال ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﺇﻥ ﻃﻮﻝ ﺻﻼﺓ اﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻗﺼﺮ ﺧﻄﺒﺘﻪ، ﻣﺌﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﻪ».
مئنة: علامة، أصلها (ﻣﻔﻌﻠﺔ) ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ «ﺇﻥ» اﻟﺘﻲ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ.
• وهذا الحديث أصل في تقليل الكلام وتكثير العمل!
وفي الموطأ عن ابن مسعود -في ذكر آخر الزمان- قال:
"ﻳﻄﻴﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻄﺒﺔ، ﻭﻳﻘﺼﺮﻭﻥ اﻟﺼﻼﺓ، يُبَدّون فيه أهواءهم قبل عملهم".
.
من تدبر معنى الاستعاذة والبسملة لحظ فيهما معنى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
ففي قول: ﴿أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾
إقرار العبد بأنه لا حول له ولا قوة، واستعاذة بربه ليعيذه من الشيطان، وهذا من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
وهكذا فمن عقل عن الله مراده ربط كل الشريعة، ورجع بكل آية وحديث إلى معنى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
ثم في قوله: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ﴾ اعتراف العبد بأنه لا يكون له أمر إلا باسم الله، فقراءته وأكله وخروجه ودخوله ونومه واستيقاظه كلها لا تتم للعبد إلا باستعانته بالله.
فالاستعاذة استدفاع للضر، والبسملة استجلاب للنفع، وكلها بالله.
وتقدمت الاستعاذة على البسملة لأنها من تقديم دفع المفسدة على جلب المنفعة.
وهي من إزالة المانع قبل إيجاد الفعل.
من تدبر معنى الاستعاذة والبسملة لحظ فيهما معنى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
ففي قول: ﴿أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾
إقرار العبد بأنه لا حول له ولا قوة، واستعاذة بربه ليعيذه من الشيطان، وهذا من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
وهكذا فمن عقل عن الله مراده ربط كل الشريعة، ورجع بكل آية وحديث إلى معنى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
ثم في قوله: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ﴾ اعتراف العبد بأنه لا يكون له أمر إلا باسم الله، فقراءته وأكله وخروجه ودخوله ونومه واستيقاظه كلها لا تتم للعبد إلا باستعانته بالله.
فالاستعاذة استدفاع للضر، والبسملة استجلاب للنفع، وكلها بالله.
وتقدمت الاستعاذة على البسملة لأنها من تقديم دفع المفسدة على جلب المنفعة.
وهي من إزالة المانع قبل إيجاد الفعل.
.
يقترن في القرآن ذكر تنزيل القرآن وصفة كتاب الله، مع ذكر صفات الله سبحانه، في مواضع كثيرة.
كقوله تعالى في أول آل عمران: ﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُ نَزَّلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ﴾.
وقوله في أول يس: ﴿تَنزِیلَ ٱلۡعَزِیزِ ٱلرَّحِیمِ﴾.
وقوله في أول الزمر والجاثية والأحقاف: ﴿تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ﴾.
وقوله سبحانه في الواقعة والحاقّة: ﴿تَنزِیلࣱ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾.
وغيرها كثير.
ليعلم القارئ عظيم صفات المنزِل للكتاب سبحانه، وجليل نعوته، فإذا علم ذلك عظّم صفة الكتاب المُنَزَّل، وأيقن بجلاله.
يقترن في القرآن ذكر تنزيل القرآن وصفة كتاب الله، مع ذكر صفات الله سبحانه، في مواضع كثيرة.
كقوله تعالى في أول آل عمران: ﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُ نَزَّلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ﴾.
وقوله في أول يس: ﴿تَنزِیلَ ٱلۡعَزِیزِ ٱلرَّحِیمِ﴾.
وقوله في أول الزمر والجاثية والأحقاف: ﴿تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ﴾.
وقوله سبحانه في الواقعة والحاقّة: ﴿تَنزِیلࣱ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾.
وغيرها كثير.
ليعلم القارئ عظيم صفات المنزِل للكتاب سبحانه، وجليل نعوته، فإذا علم ذلك عظّم صفة الكتاب المُنَزَّل، وأيقن بجلاله.
قناة: محمد آل رميح.
. من تدبر معنى الاستعاذة والبسملة لحظ فيهما معنى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾. ففي قول: ﴿أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ إقرار العبد بأنه لا حول له ولا قوة، واستعاذة بربه ليعيذه من الشيطان، وهذا من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.…
.
ومن ذلك أن يردّ المتدبرُ سورة الإخلاص إلى آية: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
فـآية: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾، من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وآية: ﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾، من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
فالصمد هو السلطان العالي الذي تصمد إليه الخلائق بحاجاتها.
ومن ذلك أن يردّ المتدبرُ سورة الإخلاص إلى آية: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
فـآية: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾، من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وآية: ﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾، من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
فالصمد هو السلطان العالي الذي تصمد إليه الخلائق بحاجاتها.
قناة: محمد آل رميح.
. ومن ذلك أن يردّ المتدبرُ سورة الإخلاص إلى آية: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾. فـآية: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾، من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾. وآية: ﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾، من مقتضى: ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾. فالصمد هو السلطان العالي الذي تصمد…
.
ثم انظر وتأمل آية الكرسي لترى أنه قد أثني على الله فيها بمجموع من الثناءات بذكر أسمائه سبحانه وصفاته، ومنها:
الله والحي والقيوم والملك والعليم والخالق والعلي والعظيم.
فترى في اسم الله والحي والعلي والعظيم ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وترى في: ﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ﴾: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وترى في: ﴿لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ﴾، ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وفي: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِ﴾، وفي: ﴿وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَا﴾ ترى فيها ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
وترى في اسم القيوم والملك والعليم والخالق ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
وهكذا يؤوب المتدبر بهذا المعنى إلى أكثر الآيات والسور القرآنية.
ثم انظر وتأمل آية الكرسي لترى أنه قد أثني على الله فيها بمجموع من الثناءات بذكر أسمائه سبحانه وصفاته، ومنها:
الله والحي والقيوم والملك والعليم والخالق والعلي والعظيم.
فترى في اسم الله والحي والعلي والعظيم ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وترى في: ﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ﴾: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وترى في: ﴿لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ﴾، ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ﴾.
وفي: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِ﴾، وفي: ﴿وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَا﴾ ترى فيها ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
وترى في اسم القيوم والملك والعليم والخالق ﴿إِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾.
وهكذا يؤوب المتدبر بهذا المعنى إلى أكثر الآيات والسور القرآنية.
.
نقل المسيري عن الكاتب الأمريكي اليهودي توماس فریدمان، قوله:
"أنه لم يحدث أن خاضت دولتان يوجد بهما مطاعم ماكدونالدز حرباً فيما بينهم!ا.هـ.
ثم يقول المسيري:
"وإذا وصلت دولة ما إلى مستوى التنمية الاقتصادية الذي يؤدي إلى وجود طبقة وسطى تكفي لنجاح شبكة من محال ماكدونالدز بها، فإنها تصبح إحدى دول ماكدونالدز!
الماكدونالدز هنا تحول إلى رمز على شيء يؤدي -في تصور فريدمان- إلى حالة من الهدوء!
هذا الشيء ليس شيئًا ماديًا (مسحوق أصفر يوضع في الساندوتش أو المشروب على سبيل المثال)! وإنما هو شيء معنوي!
ولكن لم يبين فريدمان طبيعة هذا الشيء، وإن كان يُلمح له حين يقول: إن الشعوب في دول ماكدونالدز لم تعد تحب خوض الحروب، بل تفضل الانتظار في طوابير البيرجر!
كما يروي قصة أحد دعاة الإصلاح في إندونيسيا وابنه اللذين كانا ينتقمان من عهد سوهارتو مرة كل أسبوع بتناولهما الغذاء في مطاعم ماكدونالدز!
إن دققنا النظر وقمنا بتحليل الصور سنكتشف أن الإنسان الذي يتردد على مطاعم ماكدونالدز، كما يتصور فريدمان، إنسان ضمرت هويته! ولم يعد تهمه مسائل مثل الوطن والكرامة!".
اللغة والمجاز للمسيري، ص ٢٢.
نقل المسيري عن الكاتب الأمريكي اليهودي توماس فریدمان، قوله:
"أنه لم يحدث أن خاضت دولتان يوجد بهما مطاعم ماكدونالدز حرباً فيما بينهم!ا.هـ.
ثم يقول المسيري:
"وإذا وصلت دولة ما إلى مستوى التنمية الاقتصادية الذي يؤدي إلى وجود طبقة وسطى تكفي لنجاح شبكة من محال ماكدونالدز بها، فإنها تصبح إحدى دول ماكدونالدز!
الماكدونالدز هنا تحول إلى رمز على شيء يؤدي -في تصور فريدمان- إلى حالة من الهدوء!
هذا الشيء ليس شيئًا ماديًا (مسحوق أصفر يوضع في الساندوتش أو المشروب على سبيل المثال)! وإنما هو شيء معنوي!
ولكن لم يبين فريدمان طبيعة هذا الشيء، وإن كان يُلمح له حين يقول: إن الشعوب في دول ماكدونالدز لم تعد تحب خوض الحروب، بل تفضل الانتظار في طوابير البيرجر!
كما يروي قصة أحد دعاة الإصلاح في إندونيسيا وابنه اللذين كانا ينتقمان من عهد سوهارتو مرة كل أسبوع بتناولهما الغذاء في مطاعم ماكدونالدز!
إن دققنا النظر وقمنا بتحليل الصور سنكتشف أن الإنسان الذي يتردد على مطاعم ماكدونالدز، كما يتصور فريدمان، إنسان ضمرت هويته! ولم يعد تهمه مسائل مثل الوطن والكرامة!".
اللغة والمجاز للمسيري، ص ٢٢.
Forwarded from قناة طلال الحسّان.
سبحان العظيم القادر
(اللهم اجبرني جبرًا يتعجب منه أهل السموات والأرض) ❤️🩹
هذه الدعوة أطلقتها امرأة مكلومة مصابة بالسرطان بمرحلة متأخرة في جوف الليل فكانت نتيجتها محيّرة للأطباء..
يشفي بسبب وبلا سبب، وبما يُظن أنه ليس بسبب ..
https://x.com/alshamsi2000/status/1842449051842699374?t=25VD-o7NUbONZ3pjPvH5cA&s=08
(اللهم اجبرني جبرًا يتعجب منه أهل السموات والأرض) ❤️🩹
هذه الدعوة أطلقتها امرأة مكلومة مصابة بالسرطان بمرحلة متأخرة في جوف الليل فكانت نتيجتها محيّرة للأطباء..
يشفي بسبب وبلا سبب، وبما يُظن أنه ليس بسبب ..
https://x.com/alshamsi2000/status/1842449051842699374?t=25VD-o7NUbONZ3pjPvH5cA&s=08
.
👆
من ألطف مطالع القصص في القرآن مطلع قصة أصحاب الكهف، وهي القصة الاستثنائية في التاريخ، والحادثة الخارقة للمعتاد من أعمار البشر، والواقعة العجيبة من أحوال الأجساد في تغذيتها ونومها وحراسة أهلها!
لقد استهلت بقول تعالى:
﴿أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِیمِ كَانُوا۟ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا عَجَبًا﴾.
استهلت باستفهام يقرر:
ألّا يُظن ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻜﻬﻒ ﻏﺮﻳﺒﺔ في ﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ!
ولا يُعتقد أنها ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻬﺎ!
ﺑﻞ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻵﻳﺎﺕ في الكون ما هو أعجب، لكن أذهب العجب إلفها ﺑﻜﺜﺮﺓ اﻟﺘﻜﺮاﺭ.
وإلا فمن تفكر في خلق السماء والأرض، وحركة الأفلاك، وموت الأرض، ثم حياتها، اضمحلت عنده آية أهل الكهف، وزال تعجبه في جانب تلك الآيات الكبار!
وعلم أن ليس في آية أهل الكهف من العجب إلا أنها لم تتكرر.
وإنما يصغر الآيات الكبار في نفوس الناس إلفها، والشيء ﺇﺫا ﻛﺜﺮ ﺃﻟﻔﻪ لم ﻳﻌﺪ ﻋﺠﺒﺎ.
وفي الآية موعظة للمؤمن ألا ينشغل بالتعاجيب عن الادكار والموعظة.
فهذا وإن ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ - فليس ﺑﻌﺠﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ الآيات!
وهنا قد يتعجب الناس من شفاء هذه المرأة من المرض!
وأي عجب أعجب من حال صحتها قبل!
فحياة الصحيح عجب!
ودقات قلبه عجب!
ونظره عجب!
وسمعه عجب!
وتنفسه عجب!
ومشيه عجب!
وكل حياته عجب!
👆
من ألطف مطالع القصص في القرآن مطلع قصة أصحاب الكهف، وهي القصة الاستثنائية في التاريخ، والحادثة الخارقة للمعتاد من أعمار البشر، والواقعة العجيبة من أحوال الأجساد في تغذيتها ونومها وحراسة أهلها!
لقد استهلت بقول تعالى:
﴿أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِیمِ كَانُوا۟ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا عَجَبًا﴾.
استهلت باستفهام يقرر:
ألّا يُظن ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻜﻬﻒ ﻏﺮﻳﺒﺔ في ﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ!
ولا يُعتقد أنها ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻬﺎ!
ﺑﻞ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻵﻳﺎﺕ في الكون ما هو أعجب، لكن أذهب العجب إلفها ﺑﻜﺜﺮﺓ اﻟﺘﻜﺮاﺭ.
وإلا فمن تفكر في خلق السماء والأرض، وحركة الأفلاك، وموت الأرض، ثم حياتها، اضمحلت عنده آية أهل الكهف، وزال تعجبه في جانب تلك الآيات الكبار!
وعلم أن ليس في آية أهل الكهف من العجب إلا أنها لم تتكرر.
وإنما يصغر الآيات الكبار في نفوس الناس إلفها، والشيء ﺇﺫا ﻛﺜﺮ ﺃﻟﻔﻪ لم ﻳﻌﺪ ﻋﺠﺒﺎ.
وفي الآية موعظة للمؤمن ألا ينشغل بالتعاجيب عن الادكار والموعظة.
فهذا وإن ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ - فليس ﺑﻌﺠﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ الآيات!
وهنا قد يتعجب الناس من شفاء هذه المرأة من المرض!
وأي عجب أعجب من حال صحتها قبل!
فحياة الصحيح عجب!
ودقات قلبه عجب!
ونظره عجب!
وسمعه عجب!
وتنفسه عجب!
ومشيه عجب!
وكل حياته عجب!
.
من فقه الآثار
-حديث متفرد-
ثبت في صحيح مسلم ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺭ اﻟﻤﺠﺎﺷﻌﻲ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ:
«ﺃﻻ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﻬﻠﺘﻢ، ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬا!..»
• هذا يدل على أن الأمور التي سيذكرها النبي ﷺ في هذه الخطبة أمور استثنائية، ومواعظ متفردة، في أصل معناها أو طريقة عرضها.
ثم قال:
«ﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﻧﺤﻠﺘﻪ ﻋﺒﺪًا ﺣﻼﻝ..».
• وهذا تقرير جليل، ومثله يستدل به على قاعدة: الأصل في الأشياء الحل لا الحرمة.
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻧﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺣﻨﻔﺎء كلهم، ﻭﺇﻧﻬﻢ ﺃﺗﺘﻬﻢ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﺣﺮّﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺣﻠﻠﺖ لهم، ﻭﺃﻣﺮﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻛﻮا ﺑﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ..».
• وهذا أسلوب متفرد، يقرر بأسلوب عال ما ثبت في الصحيحين: «كل مولود يولد على الفطرة».
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ، ﻓﻤﻘﺘﻬﻢ ﻋﺮﺑﻬﻢ ﻭﻋﺠﻤﻬﻢ، ﺇﻻ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺜﺘﻚ ﻷﺑﺘﻠﻴﻚ ﻭﺃﺑﺘﻠﻲ ﺑﻚ..».
• فانظر إلى جمال الوحي، وعلو الكلام! ويدل على بعضه قول الله: ﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضࣲ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَ﴾.
ثم قال:
«ﻭﺃﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻻ يغسله اﻟﻤﺎء، ﺗﻘﺮﺅﻩ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻭﻳﻘﻈﺎﻥ..».
• تأمل هذا اللفظ الاستثنائي، واربطه بمستهل الحديث.
والمقصود أنه كتاب محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه التحريف.
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺮﻕ ﻗﺮﻳﺸﺎ! ﻓﻘﻠﺖ: ﺭﺏ ﺇﺫا ﻳﺜﻠﻐﻮا ﺭﺃﺳﻲ ﻓﻴﺪﻋﻮﻩ ﺧﺒﺰﺓ!
ﻗﺎﻝ: اﺳﺘﺨﺮﺟﻬﻢ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﺮﺟﻮﻙ!
ﻭاﻏﺰﻫﻢ ﻧُﻐﺰِﻙ!
ﻭﺃﻧﻔﻖ ﻓﺴﻨﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻚ!
ﻭاﺑﻌﺚ ﺟﻴﺸًﺎ ﻧﺒﻌﺚ ﺧﻤﺴﺔ مثله.
ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺑﻤﻦ ﺃﻃﺎﻋﻚ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻙ..».
• وهذا أصل في أحاديث جهاد الطلب، والتحريق هنا كناية عن القتل، وإلا فقد نهى النبي ﷺ عن التحريق بالنار.
وجواب النبي ﷺ يدل على أنه قد أوحي إليه ذلك مبكرًا، وربما كان ذلك قبل الهجرة، ولذا ظن أنهم سيقتلونه لانفراده وعدم قوته.
وفيه أن النبي ﷺ علم أن الكفار لن يتركوه إذا نازعهم، وهو موعظة لأهل السلمية، الذين يتوهمون أن الكفر والكافرين سيتركوهم دون أن يقعدوا لهم في كل مكان.
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻮاﺿﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﺨﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻭﻻ ﻳﺒﻐﻲ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ..».
• فالكبر باب الفخر، والفخر باب البغي.
ثم قال ﷺ:
«ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ: ﺛﻼﺛﺔ ﺫﻭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻣﻘﺴﻂ ﻣﺘﺼﺪﻕ ﻣﻮﻓﻖ!
ﻭﺭﺟﻞ ﺭﺣﻴﻢ ﺭﻗﻴﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻜﻞ ﺫﻱ ﻗﺮﺑﻰ ﻭﻣﺴﻠﻢ!
ﻭﻋﻔﻴﻒ ﻣﺘﻌﻔﻒ ﺫﻭ ﻋﻴﺎﻝ».
• تأمل أن صفات أهل الجنة هنا صفات لا يكثر مجيئها على هذا النحو في الأحاديث، ويجمعها وصف جامع:
الرحمة والرفق.
ثم قال ﷺ:
«ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ ﺧﻤﺴﺔ: اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺯﺑﺮ ﻟﻪ! اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﺗﺒﻌﺎ ﻻ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺃﻫﻼ ﻭﻻ ﻣﺎﻻ!
ﻭاﻟﺨﺎﺋﻦ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻟﻪ ﻃﻤﻊ ﻭﺇﻥ ﺩﻕ ﺇﻻ ﺧﺎﻧﻪ!
ﻭﺭﺟﻞ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻻ ﻳﻤﺴﻲ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺎﺩﻋﻚ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻣﺎﻟﻚ!
ﻭﺫﻛﺮ اﻟﺒﺨﻞ ﺃﻭ اﻟﻜﺬﺏ.
ﻭاﻟﺸﻨﻈﻴﺮ اﻟﻔﺤﺎﺵ..».
• وأيضا فالصفات هنا صفات متفردة كما هو شأن الحديث كله:
فأما وصف الضعيف الذي لا زبر له، أي: ليس له رادع يردعه.
وليس الذم منصبًا على الضعف، ولا متوجهًا إلى المسكنة، فقد ثبت في الصحيحين عن ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ اﻟﺨﺰاﻋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ؟! ﻛﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺘﻀﻌﻒ، ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻷﺑﺮﻩ، ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ: ﻛﻞ ﻋﺘﻞ، ﺟﻮاﻅ ﻣﺴﺘﻜﺒﺮ».
ولكن الذم توجه لأثر هذا الضعف، فهو ضعيف دعاه ضعفه لسفاسف الأمور، وخسائس الطباع، من الذين جعلهم ضعف حالهم لا يشاركون في فروض الكفايات، ولا يسارعون في الخيرات، بل كما قال مطرف بن عبد الله -وهو راوي الحديث- وقد سئل عن هذا أيكون؟
فقال: ﻧﻌﻢ، والله!
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺮﻋﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻲ، ﻣﺎ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻭﻟﻴﺪﺗﻬﻢ ﻳﻄﺆﻫﺎ".
فهذا الضعيف صار ضعفه سببًا لكونه من أهل الفجور.
وقوله: لا يخفى له طمع وإن دقّ إلا خانه، أي: الذي لا يجد له أمر فيه مطمع يخفى فيه عن الناس إلا انتهز فيه فرصته.
والشنظير: سيء الخلق.
والله أعلم.
من فقه الآثار
-حديث متفرد-
ثبت في صحيح مسلم ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺭ اﻟﻤﺠﺎﺷﻌﻲ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ:
«ﺃﻻ ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﻬﻠﺘﻢ، ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬا!..»
• هذا يدل على أن الأمور التي سيذكرها النبي ﷺ في هذه الخطبة أمور استثنائية، ومواعظ متفردة، في أصل معناها أو طريقة عرضها.
ثم قال:
«ﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﻧﺤﻠﺘﻪ ﻋﺒﺪًا ﺣﻼﻝ..».
• وهذا تقرير جليل، ومثله يستدل به على قاعدة: الأصل في الأشياء الحل لا الحرمة.
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻧﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺣﻨﻔﺎء كلهم، ﻭﺇﻧﻬﻢ ﺃﺗﺘﻬﻢ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﺣﺮّﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺣﻠﻠﺖ لهم، ﻭﺃﻣﺮﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻛﻮا ﺑﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ..».
• وهذا أسلوب متفرد، يقرر بأسلوب عال ما ثبت في الصحيحين: «كل مولود يولد على الفطرة».
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ، ﻓﻤﻘﺘﻬﻢ ﻋﺮﺑﻬﻢ ﻭﻋﺠﻤﻬﻢ، ﺇﻻ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺜﺘﻚ ﻷﺑﺘﻠﻴﻚ ﻭﺃﺑﺘﻠﻲ ﺑﻚ..».
• فانظر إلى جمال الوحي، وعلو الكلام! ويدل على بعضه قول الله: ﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضࣲ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَ﴾.
ثم قال:
«ﻭﺃﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻻ يغسله اﻟﻤﺎء، ﺗﻘﺮﺅﻩ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻭﻳﻘﻈﺎﻥ..».
• تأمل هذا اللفظ الاستثنائي، واربطه بمستهل الحديث.
والمقصود أنه كتاب محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه التحريف.
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺮﻕ ﻗﺮﻳﺸﺎ! ﻓﻘﻠﺖ: ﺭﺏ ﺇﺫا ﻳﺜﻠﻐﻮا ﺭﺃﺳﻲ ﻓﻴﺪﻋﻮﻩ ﺧﺒﺰﺓ!
ﻗﺎﻝ: اﺳﺘﺨﺮﺟﻬﻢ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﺮﺟﻮﻙ!
ﻭاﻏﺰﻫﻢ ﻧُﻐﺰِﻙ!
ﻭﺃﻧﻔﻖ ﻓﺴﻨﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻚ!
ﻭاﺑﻌﺚ ﺟﻴﺸًﺎ ﻧﺒﻌﺚ ﺧﻤﺴﺔ مثله.
ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺑﻤﻦ ﺃﻃﺎﻋﻚ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻙ..».
• وهذا أصل في أحاديث جهاد الطلب، والتحريق هنا كناية عن القتل، وإلا فقد نهى النبي ﷺ عن التحريق بالنار.
وجواب النبي ﷺ يدل على أنه قد أوحي إليه ذلك مبكرًا، وربما كان ذلك قبل الهجرة، ولذا ظن أنهم سيقتلونه لانفراده وعدم قوته.
وفيه أن النبي ﷺ علم أن الكفار لن يتركوه إذا نازعهم، وهو موعظة لأهل السلمية، الذين يتوهمون أن الكفر والكافرين سيتركوهم دون أن يقعدوا لهم في كل مكان.
ثم قال ﷺ:
«ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻮاﺿﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﺨﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻭﻻ ﻳﺒﻐﻲ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ..».
• فالكبر باب الفخر، والفخر باب البغي.
ثم قال ﷺ:
«ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ: ﺛﻼﺛﺔ ﺫﻭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻣﻘﺴﻂ ﻣﺘﺼﺪﻕ ﻣﻮﻓﻖ!
ﻭﺭﺟﻞ ﺭﺣﻴﻢ ﺭﻗﻴﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻜﻞ ﺫﻱ ﻗﺮﺑﻰ ﻭﻣﺴﻠﻢ!
ﻭﻋﻔﻴﻒ ﻣﺘﻌﻔﻒ ﺫﻭ ﻋﻴﺎﻝ».
• تأمل أن صفات أهل الجنة هنا صفات لا يكثر مجيئها على هذا النحو في الأحاديث، ويجمعها وصف جامع:
الرحمة والرفق.
ثم قال ﷺ:
«ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ ﺧﻤﺴﺔ: اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺯﺑﺮ ﻟﻪ! اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﺗﺒﻌﺎ ﻻ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺃﻫﻼ ﻭﻻ ﻣﺎﻻ!
ﻭاﻟﺨﺎﺋﻦ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻟﻪ ﻃﻤﻊ ﻭﺇﻥ ﺩﻕ ﺇﻻ ﺧﺎﻧﻪ!
ﻭﺭﺟﻞ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻻ ﻳﻤﺴﻲ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺎﺩﻋﻚ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻣﺎﻟﻚ!
ﻭﺫﻛﺮ اﻟﺒﺨﻞ ﺃﻭ اﻟﻜﺬﺏ.
ﻭاﻟﺸﻨﻈﻴﺮ اﻟﻔﺤﺎﺵ..».
• وأيضا فالصفات هنا صفات متفردة كما هو شأن الحديث كله:
فأما وصف الضعيف الذي لا زبر له، أي: ليس له رادع يردعه.
وليس الذم منصبًا على الضعف، ولا متوجهًا إلى المسكنة، فقد ثبت في الصحيحين عن ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ اﻟﺨﺰاﻋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ؟! ﻛﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺘﻀﻌﻒ، ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻷﺑﺮﻩ، ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ: ﻛﻞ ﻋﺘﻞ، ﺟﻮاﻅ ﻣﺴﺘﻜﺒﺮ».
ولكن الذم توجه لأثر هذا الضعف، فهو ضعيف دعاه ضعفه لسفاسف الأمور، وخسائس الطباع، من الذين جعلهم ضعف حالهم لا يشاركون في فروض الكفايات، ولا يسارعون في الخيرات، بل كما قال مطرف بن عبد الله -وهو راوي الحديث- وقد سئل عن هذا أيكون؟
فقال: ﻧﻌﻢ، والله!
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺮﻋﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻲ، ﻣﺎ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻭﻟﻴﺪﺗﻬﻢ ﻳﻄﺆﻫﺎ".
فهذا الضعيف صار ضعفه سببًا لكونه من أهل الفجور.
وقوله: لا يخفى له طمع وإن دقّ إلا خانه، أي: الذي لا يجد له أمر فيه مطمع يخفى فيه عن الناس إلا انتهز فيه فرصته.
والشنظير: سيء الخلق.
والله أعلم.