المَعين

#إلانتظار

من أهم الأمور المطلوبة في زمان غيبة الأمام عجل الله تعالى فرجه الشريف هو البناء الروحي والعقائدي للانسان
إن انتظار فرج المولى صاحب الزمان عج والاستعداد لظهوره الشريف يفرض على الانسانأن يقوم ببناء نفسه بناء روحيا وعقائديا بدرجة كبيرة وقوية؛ لأن الامام عليه السلام يحتاج في نصرته الى من يكون قويا في عقيدته وسلوكه، يحتاجالى من يمتلك أرادة صلبة وذلك لا يتم الا عن طريق البناء الروحي والعقائدي وهذا لاد ان يكون مستندا الى الدين الحنيف المستمدة من القرآن الكريم روايات أهل البيت عليهم السلام
فالروايات الشريفة تصف هذه الثلة من الناس بأوصاف تبين اهميتهم وعظمتهم وتمجد بهم، كما جاء : (إن اهل زمان غيبته القائلين بامامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من اهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، اولئك المخلصون حقاً ... والدعاة الى الله سراً وجهراً).¹
وروى الشيخ في الغيبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم. قالوا: يا رسول الله، نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين وانزل فينا القرآن، فقال: إنكم لو تحملون لما حملوا، لم تصبروا صبرهم).²
فالاستعداد الحقيقي لظهوره عج معناه الشعور بالمسؤولية الكبيرة في زمان غيبته عليه السلام، وهذا يعني المساهمة في بناء المجتمع الذي يسود فيه الصلاح والاصلاح، وتتجسد فيه القيم المحمدية الأصيلة، ويُعمل فيه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ويسعى الناس الى تهذيب وتربية انفسهم، وبنائها بناءً عقائدياً، بحيث يكون الانسان قادراً على إستيعاب ما يكون من تغييراتٍ كبيرةٍ سيحدثها الإمام عج عندما يظهر، وهذا ما جاء في كثير من الروايات حيث سيقوم بإخراج الكثير من الشوائب من الدين والتي أُدخلت عليه، وسيُحدث تغييرات فكرية وإجتماعية واسعة، بحيث لا يستوعبها البعض إلا أن يكون على قدرٍ عالٍ من الإرتباط بالله عز وجل و بالإمام عليه السلام ويكون قوياً في إيمانه، و راسخاً في عقيدته، غير متاثراً بالفتن، لأن الفتن ستكون كقطع الليل المظلم كما تصفها الروايات الشريفة والناس سيُفتنون في ظهوره كما يُفتنون في غيبته.
فمن كان ضعيفاً في عقيدته وإيمانه ولم يكن له الاستعداد الروحي العالي لا يستطيع أن ينسجم مع حجم التغييرات التي يقوم بها الإمام عليه السلام، وقد تصل النوبة الى التشكيك بالإمام عج، فالبناء الروحي والعقائدي يجعل الانسان قوياً في مواجهة الصعاب والاشكالات التي تواجهه في زمن غيبته عليه السلام، أما الانسان الضعيف فسرعان ما يدب اليأس الى نفسه، والشك في وجوده عليه السلام و تأخذ من الشبهات اي مأخذ وتفعل فيه فعلها.


١- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٢٢
2-غيبة الطوسي: ص٤٥٦ ح٤٦٧

محمد الزيدي
الجمعة
٢٥/ جمادى الثانية/ ١٤٤٦


شارك واشترك في الاجر

https://www.tgoop.com/mohmmadalzaidy

www.tgoop.com/mohmmadalzaidy/11114

125 viewsedited  Dec 27 at 14:28

#إلانتظار

من أهم الأمور المطلوبة في زمان غيبة الأمام عجل الله تعالى فرجه الشريف هو البناء الروحي والعقائدي للانسان
إن انتظار فرج المولى صاحب الزمان عج والاستعداد لظهوره الشريف يفرض على الانسانأن يقوم ببناء نفسه بناء روحيا وعقائديا بدرجة كبيرة وقوية؛ لأن الامام عليه السلام يحتاج في نصرته الى من يكون قويا في عقيدته وسلوكه، يحتاجالى من يمتلك أرادة صلبة وذلك لا يتم الا عن طريق البناء الروحي والعقائدي وهذا لاد ان يكون مستندا الى الدين الحنيف المستمدة من القرآن الكريم روايات أهل البيت عليهم السلام
فالروايات الشريفة تصف هذه الثلة من الناس بأوصاف تبين اهميتهم وعظمتهم وتمجد بهم، كما جاء : (إن اهل زمان غيبته القائلين بامامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من اهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، اولئك المخلصون حقاً ... والدعاة الى الله سراً وجهراً).¹
وروى الشيخ في الغيبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم. قالوا: يا رسول الله، نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين وانزل فينا القرآن، فقال: إنكم لو تحملون لما حملوا، لم تصبروا صبرهم).²
فالاستعداد الحقيقي لظهوره عج معناه الشعور بالمسؤولية الكبيرة في زمان غيبته عليه السلام، وهذا يعني المساهمة في بناء المجتمع الذي يسود فيه الصلاح والاصلاح، وتتجسد فيه القيم المحمدية الأصيلة، ويُعمل فيه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ويسعى الناس الى تهذيب وتربية انفسهم، وبنائها بناءً عقائدياً، بحيث يكون الانسان قادراً على إستيعاب ما يكون من تغييراتٍ كبيرةٍ سيحدثها الإمام عج عندما يظهر، وهذا ما جاء في كثير من الروايات حيث سيقوم بإخراج الكثير من الشوائب من الدين والتي أُدخلت عليه، وسيُحدث تغييرات فكرية وإجتماعية واسعة، بحيث لا يستوعبها البعض إلا أن يكون على قدرٍ عالٍ من الإرتباط بالله عز وجل و بالإمام عليه السلام ويكون قوياً في إيمانه، و راسخاً في عقيدته، غير متاثراً بالفتن، لأن الفتن ستكون كقطع الليل المظلم كما تصفها الروايات الشريفة والناس سيُفتنون في ظهوره كما يُفتنون في غيبته.
فمن كان ضعيفاً في عقيدته وإيمانه ولم يكن له الاستعداد الروحي العالي لا يستطيع أن ينسجم مع حجم التغييرات التي يقوم بها الإمام عليه السلام، وقد تصل النوبة الى التشكيك بالإمام عج، فالبناء الروحي والعقائدي يجعل الانسان قوياً في مواجهة الصعاب والاشكالات التي تواجهه في زمن غيبته عليه السلام، أما الانسان الضعيف فسرعان ما يدب اليأس الى نفسه، والشك في وجوده عليه السلام و تأخذ من الشبهات اي مأخذ وتفعل فيه فعلها.


١- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٢٢
2-غيبة الطوسي: ص٤٥٦ ح٤٦٧

محمد الزيدي
الجمعة
٢٥/ جمادى الثانية/ ١٤٤٦


شارك واشترك في الاجر

https://www.tgoop.com/mohmmadalzaidy

BY المَعين