tgoop.com/mohmmadalzaidy/11126
Last Update:
#تنبيه
البعض يقول أنه يرى أهل البيت في المنام وهذا الأمر غاية في الأهمية ويجب الأنتباه إليه، وقد يستند لما يروى أن الشيطان لا يمكنه أن يتشكل بالصورة الحقيقية للنبيّ أو الإمام لا في اليقظة ولا في المنام ، لما رويَ عن النبي (ص) : من رآني في منامه فقد رآني ، لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم . الأمالي للصدوق ص ١٢١ .
نقول: نعم ذلك صحيح ولكن لمن عاصروا الأنبياء أو الأئمة ، فهم إذا رأوا النبي او الإمام الذي عاصروه وشاهدوا صورته في الواقع الخارجي وفي اليقظة ، فإذا رأوه في المنام بنفس تلك الصورة التي رأوه في اليقظة ، فيكون قد رأى النبي او الامام حقيقةً ، إذ الشيطان لا يتمثل بالصورة الحقيقية للانبياء والأئمة ، مثلاً : الصحابي عبد الله بن عباس رأى النبي (ص) وشاهده في اليقظة وصاحبَهُ ، وبعد وفاة النبي (ص) إذا رآه في المنام بنفس تلك الصورة التي رآه في اليقظة سابقاً ، فيكون حقيقة قد رأى النبي (ص) لأنّ الشيطان لا يتمثل بالنبي (ص) ، وكذلك أم المؤمنين أم سلمة عندما رأت النبي (ص) في المنام وهو أغبر يلتقط دم الحسين (ع) في كربلاء ، وأخبرها بقتل الحسين (ع) ، فعلمت أمّ سلمة بأنّ الإمام قد قتل ، ومما زاد من علمها تحول التربة في القارورة الى دم .
ولكن المهم أننا نحن الذين لم نعاصر الأنبياء ولا الأئمة ولا نعرف صورتهم وأشكالهم الحقيقية ، فيمكن للشيطان أن يغويَنا بأنْ يأتيَ في منامنا ويتشكل على صورة إنسانٍ مقدّس ومهيب ، ويدّعيَ أنه نبيّ أو إمام أو نائب خاص ، لكي يضلنا عن الصراط المستقيم ، أو نظنّ - خطأً واشتباهاً ولسنا بمعصومين - بأنه إمام أو نبيّ ، لمجرد أن رأيناه بصورة جميلة مهيبة ! فالحذر الحذر ، فلو كنت تعتقد بحجية المنامات فمن السهل على الشيطان إغوائك بمنام صغير!
والشيطان كما أنه يمكنه في اليقظة أن يدعيَ أنه نبي أو إمام ، كذلك يمكنه في مناماتنا ، وإدّعاؤه هذا ليس بأكبر من إدعاء فرعون للألوهية أو الربوبية .
قال الشيخ المفيد : إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه إله كفرعون ومن جرى مجراه مع قلة حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة ، فما المانع أن يدّعي إبليس عند النائم بوسوسة له أنه نبيّ ؟ مع تمكن إبليس مما لا يتمكن منه البشر ، وكثرة اللبس المعترض في المنام . نقله الكراجكي في كنز الفوائد ص ٢١٣ .
فقد روى الصدوق بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : إن لإبليس شيطانا يقال له هزع ، يملأ ما بين المشرق والمغرب في كل ليلة ، يأتي الناس في المنام . الأمالي للصدوق ص ٢١٠ .
إذن : المنامات لما كانت على أقسام عديدة (رحمانية - شيطانية - نفسانية - مختلطة) والحال أنه لا يوجد عندنا قاعدة وضابطة لتمييز الرحماني الصحيح عن غيره ، وحتى لو ميّزنا الصحيح ، فمن أين نضمن بصحة تفسيرها ، إذ المنامات تحتاج الى تفسير ، نعم لو أخبَرَنا نبيّ أو إمامٌ بصحة المنام ، ثم قام بتفسيرها ، فيكون صادقاً وحقيقة من جميع الجهات.
البعض يدعي أنه يرى النبي او أحد المعصومين عليهم السلام ويدعي أنهم يخبروه بأشياء وينسب اليهم أقوال والحال أننا لو جاء نفس الشخص وأخبرنا بشي حال يقضته لما أخذنا منه فكيف في حال منامه.
محمد الزيدي
السبت ليلة ٢٧ من جمادى الاخرة ١٤٤٦
.
شارك تؤجر
https://www.tgoop.com/mohmmadalzaidy
BY المَعين
Share with your friend now:
tgoop.com/mohmmadalzaidy/11126