Telegram Web
طالَ الهجرُ وبدأ الأمرُ يتفاقم منّا، اعتقدتُ في بدايته أننا سنُحسن السيطرة عليه ونملك زمامه ككل مرة، لكن أخشى أنه استفحل علينا.. كُنّا نُقابلهُ بما حَصَدنا من الكُتب، بمخزونها الدَفين فينا، وها نحنُ في معزلٍ عنها بلا زادٍ ولا عتاد، فقدنا سلاح المعنى وزاد اللفظ، قُلنا في بداياته أن لا بأس، مجرّدُ انقطاعٍ خفيفٍ لن يؤثّر، لكنّهُ كان عكس ما توقّعناهُ، أدركتُ الآن أن من اتصل معناهُ بقلبه ولفظهُ بفكرِه لا يقطعهُ بيده، من أراد الوَصلَ أدام الاتصال.

#رسالة.
أجلسُ في مُستراحٍ برفقة الليل، يغشانا هواءٌ عليلٌ وأصوات أغصانٍ تتمايل على إثره، لشجرةِ سِدرٍ عَتيقة أتلذّذُ بثمارها شتاءً.. ومؤنسي القمرُ وصاحبه النجم، ومؤنستي "المؤنسة" سماعًا وترديدًا.

صَدرٌ مُنشرِح، وبال مُرتاح، وتنهيدة رضا وابتسامة على الثغر.

كم هذا الإنسان بسيطٌ ومُعقّد!
👍1
كلّما مررتُ بهذه الصورة أتأمّلها وأبتسم ويُزهر قلبي بكل المعاني اللطيفة المُتجسّدة فيها وتَرِدُ بخاطري كل الكلمات اللطيفة واصفةً إياها، لكن أيًّا منها لا يُجسّد جمالها..
لها معنًى تُجسّده العين، وآخرَ يشعر به القلب، وثالث يبعث للابتسام، ورابع يخطر على الفكر، وكلهم عاجزون عن تجسيدها وصفًا ورسمًا وحرفًا.

ولو كنت واصفةً لها -على عجزي- لقلتُ:
"دربي اليتيمُ بلا خُطاك يئنُّ!".
💜
3👍1
السعادة أسهلُ من أن تُكتَم، والحزنُ أصعبُ من أن يُشارَك!
أن أكونَ عاديًّا، هذا ما أردته دائمًا..
أن أكونَ شخصًا يشعر بشكلٍ عاديّ دون استفاضةٍ في المشاعر، أن أقتصر في الشعور، أن يكون حظ قلبي مني لا يُذكر ويتولّى العقل دفُة الأمور دائمًا..
أن أكون شخصًا لا يُعيد التفكير في أمر قُضي، ألا أعيد سرد المشاهد في ذاكرتي وأصيغها بشكل غير ما حدث -فقط- حتى لا أشعر بالسوء تجاه تصرّفي الغير موفّق في نظري!
أن أكون شخصًا عادلاً تجاه نفسي وأكف قليلاً عن جلدها، أن أُعطيها سعةً لتتدارك أخطائها وتتعلم منها..
أن أُجملَ في أملي ولا أُبالغ في ألمي، ألا أبكي على ما سُكِبَ ولا سبيل لجمعه أو أرغب فيما مُنِعَ ولا طريق لبلوغه.. ألا أجعل غايتي ما لا يُدرك.
أن أكون على هامش الحياة كفافًا، لا عليَّ ولا ليَ.
1
الهجرُ لا يقتصر على البُعد أو الترك، قد أهجُركَ وأنا أمامك فأتجرّد منك فكرًا وأتخلّى عنك حسًّا وأجعلُ مِلء يديكَ منّي صِفرًا.. بماذا ينفعكَ جسدي إن كان خاليًا منك خاطري وفكري!
"بين المُحِبِينَ ماذا ينفعُ الجسدُ؟!"
قالها الجواهري راثيًا ومودّعًا في قصيدةٍ أودَع كل مشاعره فيها.
وأنا أقتبسها في موضعٍ يُخالفه غير أنه يُشابهه، وكلاهما يفضي إلى أن الجسدَ وجودٌ عَدَم، إن فاضت المشاعر، أو خَلَت المشاعر، في الأولى أنا لا أحتاج جسدك حتى أذكرك، وفي الثانية أنا لا أذكرك فلا أبالي بجسدك.

في قضية الروح يَفنى وجود الجسد.
التشابه مُريح، مُحفِّزٌ للمُشاركة.. الاختلافُ يُحدِث فجوات، التفاهُم يُرمِّمُها.. السهولة مُغرية، لكن الصعوبة تجني دائمًا ثمارها.. النسيانُ عَزيز.. التذكّر متاهات يقودك بعضها إلى بعض.. الصخبُ مُزعج لكنه يحميك من صمتٍ يُسلمك إلى تساؤلاتك الداخلية والتي كعادتها لا تُكلّل بإجاباتٍ.. والفراغ بئرٌ لا قاع له.
2
ثَمّةَ ليلٌ في صَدري يُريدُ أن ينطلِق!
"(
😢41
من السيّد ألِف إلى السيّدة ياء.

راودني سؤال حول مُسمّاي هذا.. أأكون إِلفك وأليف روحك كما كنت أَلِفك؟
كم هذا الألف حزين ومحزن، تذكرين ذلك البيت الذي كنا نتمثّل به؟ أتمثّل به لحزني وتتمثّلين به لتناديني وتواسيني في حزني.

في آخر السطر أم في بدئه تقفُ
في الحالتين وحيدٌ أيها الألِفُ!

كانت مواساتك مُبهمة كعادتك، لا تحبين إعطاء الشيء بسهولة، يجب على من يحصل على شيء منك أن يعاني ليناله، حتى في حزني كنت تجعلينني أعاني، كم أنتِ صعبة وسهلة؟
كل الأشياء عندك تحمل إشارات، كنتِ دائمًا تحذرينني بشأن علامات الترقيم، ولا أعلم كيف لمجرد علاماتٍ أن تكون سببًا في توترك،
فالنقطة علامة انتهاء حديث والنقطتان لاستئنافه، وكثرة الفواصل في حديثك تعني أنك متوترة ومُنقطعة الأنفاس، لذا تكثرين منها لالتقاط أنفاسك عند كل زاوية منها.

- ألِفُكِ.

#السيّد_ألِف_والسيّدة_ياء.
3
إلى السيّد ألِف..

أعيش حالة من اللاوعي الشعوري، هل حدث أن اختلطت عليك مشاعرك فلا تعرف بماذا تحس؟ هذا الشعور يلازمني منذ فترة، أنا لست حزينة، لا تنتابني تلك الغصّة التي تدل عليه، أنا في حالة من الركودِ الشعوري.. أنا مُنطفئة.

#السيّد_ألِف_والسيّدة_ياء.
2
قد أغضُّ الطرفَ عن عِتابك وأنا مازلتُ أحملهُ بقلبي لك.. بعض الأمور نصمُت عنها خشية أن نخسر أشياء أكثر قيمةً منها.. يتولّى الصمتُ دفّة الأمور، ليس عن عجزٍ ولكن قلّة حيلة وحفظًا لما تبقّى من أنفسنا المُراقة في سبيل أن تبقى أواصر المودّة معقودة..

لكن ماذا لو كان الخذلان من نصيبي؟
ماذا لو أُريق ماء قلبي وذهبت نفسي عليهم حسرات؟!
2
مُنى البَنَفسَج
وجودها -ولو في البُعدِ- هو سندٌ هائلٌ لقلبي، ولو كنّا بتلك المسافة التي تجعلني أُدرِك باب دارِها ما برحته قط، لكنها لعنةُ المسافات! ثم الحمدُ لله الذي منِّ عليِّ بها. 💜
مرَّ عامٌ ومازالت أواصر المحبّة معقودة، والوِدُّ محفوظ، والأنسُ قائمٌ بيننا..
صَفيّتي من الأنامِ هي، وفَرقَدي الذي يشبهني وأشبهه ويتبعني وأتبعه، وصدر البيت الذي أنا عجزه، وديباجة النص الذي أنا خِتامه.. وأنيسة قلبي.
أدامك الله لي عُمرًا فوق العُمر.💜
2
كان أنانيًا وجميلًا.
الجميع كانوا يرونه بطريقةٍ غير التي أراهُ بها، لم يرَ أيٌّ منهم جوهره الداخليّ، يرون فيه التسلّط والعجرفة ويُهملون قلبه الحريريّ الذي لو أمعنوا جيّدًا لرأوه، والذي يتبدّى لي لحظة رؤيته، كأن قلبه في مُحيّاه ووجهه!

كان منطويًا ومنزويًا، لا يُجيد التصنّع أو التجمّل، اعتاد العُزلة حتى يظُن الصُحبة فخًا.. يحذرُ الآخرين مَرتين، مرة لأجله حتى لا يؤذيه قربهم فيكون هو والبُعد سيانٌ، وأخرى لأجلهم حتى لا يطولهم أذىً منه.

يُدمن الصمت في حضرة الآخرين، ويُدندن مع نفسِه إذا خلا بها، كأن هذه الدندنات تُريحه من ضجيج قلبه فيغفل عنهُ قليلًا..

يرى في ذاته شخصًا لا يصلح للعلاقات، فيبتعد قدر استطاعته عنها، لكنه في داخله يتمنى أن يعثر عليه أحدٌ، أن يؤانسهُ في صمته وجودًا وكيانًا، أن يُحسن فهمه بدون إيضاحٍ جَليٍّ منه، أن يخبره أنه هنا دومًا إن أراد الاتكاء عليه..

لكنهُ كان أنانيًّا بصمته هذا وسكوته المُتكرر والمُبهم والذي يستخدمه كردٍّ لكل التساؤلات التي تتطلّب أجوبةً مُستفاضة..

كان كُتلةً من التناقضات المُتجانسة، والتشتُتات المُرتّبة.

#السيّد_ألِف_والسيّدة_ياء.
3
نفسي أُنسي وعدوّي الذي أخشى.. ولا أخوَفُ من عدوٍّ هو الأُنسُ!
"(
2
- المعاني شواردٌ تُقتنص بالألفاظِ.
1
شخصية انطوائية، تصادق الكُتب والزروع، تأسرها التفاصيل ويرهقها تتبّعها ولا تستطيع إلا لحاقًا بها، تملك فكرًا يهوى الترتيب، ولكن يُعجزهُ ترتيب داخله وأفكاره المُشتّتة فقرر أن يُلهي نفسه بترتيب ما حوله عِوضًا عنه..

يأسرني الجمالُ بأنواعه، فأحتفظ به بعدسة هاتفي لأشاطره لاحقًا مع من يستحقه وفي كل مرة لا أجد من يستحقه، يؤلمني أن يرى الناس ما أراه خارقًا؛ عاديًا، وما أراه بديعًا؛ جيّدًا فحسب.. فأُردّد بخيبة أمل: يا ربَّ الجمال، من لا يؤسر بمثل هذا الجمال!

أملك مزاجيّة مُفرطة، تلك التي تجعلني أبكي تأثّرًا ببيت شعرٍ وأبتسم لضحكة طفلٍ في نفسِ الآن..

مُصابة بعدوى الحُزن، فإن قرأتهُ مسطورًا انفطر قلبي على كاتبه وتجسّد حزنًا بداخلي، وإن رأيتهُ ملموسًا في الوجوه وددتُ مُشاطرتهم أحزانهم ومُلازمتهم حتى يتركهم أو ينتقل إليّ كأنني المعنية بأمره! لم أرَ الحزنَ يومًا ثقلًا بل اتخذته رفيقًا حتى إذا غابَ تفقّدته..

أحبُّ الناسَ وأخشى قربهم، يلسعني بَرد الوحدة لكنه أهون من زمهرير الخذلان.. نفسي أُنسي وعدوُي الذي أخشى.. ولا أخوَفُ من عدوٍّ هو الأُنسُ!
5
مُنى البَنَفسَج
تقولين دومًا أنني صاحبُ شهيّةٍ مفتوحة، إذًا لِمَ لمْ تتّسع أبدًا لحُزنكِ!، لماذا لم أتمكّن يومًا من هَضم حزنكِ حتى الانتهاء منه والقضاء عليه؟ لماذا دومًا يفيضُ عليها وينضَحُ عليكِ؟ هل تمتلكين قوّةَ جذبٍ للأحزان حتى تتهافت عليكِ هكذا؟ وأنا؟ هل كنتُ حُزنًا…
نعم، يا فتح الله عليك بكلّ خير، له عندي قوة جذب، وما لي عنه طاقة دفعٍ، غير أنك لست منه في شيء، هو حزن أسود وأنت طائر أبيض، هو ثقب ضيق، وأنت براحٌ واسع، قد لا تتسع له، ولكنك تتسع لي، وفي ذلك الكفاية، فإن أنت أحببتني بحزني، فإني لا أجد الحرج في إظهاره لك، والحديث على لسانه والرقص على أعتابه، فلا بأس، ما دمت لا تقبل المنافسة عليّ وأنا لا أقبل إفلات يديك.

- أميرة شُكر.
3
Forwarded from مُنى البَنَفسَج (مُنى بنفسج)
أكتُب إليك..
وفي حقيقة الأمرِ أنا أكتُبني إليك، وأكتُبك إليّ..
مازالت أحرُفي تغُضُّ مِدادها عنك -خجلًا- وتمدُّ مِدادها إليّ -رجاءً- أن أكتُبك، دونها، بمداد قلبي لا بمداد حِبرها، أن أستوحيكَ نصٍّا كاملًا دون معونةٍ منها، أو مَعيّةٍ منك، أن أقيلَ عِثار قلمي دونها، وأقيلُ عِثار قلبي دونك.
فأراها مازالت تهاب حضورك متجسّدًا بها، تخشى أن تكون بضاعتها مُزجاةً في حضور عزيزها.
وأراك مازلتَ تؤثِر الصمتَ -كعادتك- ويأسِرُك الصمتُ -كعادته-.
وأراني إن تلبَّسَت أفكاري بك سكنتُ، فإن شرعتُ في كتابتك حرفًا خُذِلتُ، وخانني الحرفُ والفكرُ والقلمُ، مازلتُ خالية الوِفاض منكَ، حرفًا، وقلبًا، هذا ليس شأني، ولكن بعض الخطوبِ جَلَلُ.

-مُنى بنفسج
6
مُنى البَنَفسَج
أكتُب إليك.. وفي حقيقة الأمرِ أنا أكتُبني إليك، وأكتُبك إليّ.. مازالت أحرُفي تغُضُّ مِدادها عنك -خجلًا- وتمدُّ مِدادها إليّ -رجاءً- أن أكتُبك، دونها، بمداد قلبي لا بمداد حِبرها، أن أستوحيكَ نصٍّا كاملًا دون معونةٍ منها، أو مَعيّةٍ منك، أن أقيلَ عِثار قلمي…
دومًا اكتبي إليّ، أحب أن أراك مكتوبة، وأراني في عقلك مكتوب..
حروفك التي تأبى الظهور عند شخصي، وتتوارى حياءً مني، كانت في نهاية الأمر تتجمّع عندي، في شجاعةٍ محبَّبة، تحكي حالك وتقول كيف تطربين فرحًا لذكري ساعة، ثم تغضبين بعدها كأنك لم تري مني خيرًا قبل، أنا وحروفك نتساءل: من منّا قتيل الآخر؟
قد تعلمين أن صمتي إجبارٌ وأسر، لكنك لا تعلمين أن عيني فصيحة، وعقلي فنان، ونفسي ترددك في كل تنهيدة، إشكالنا دومًا أنك لم تعرفي ما تريدين، أحسبك في تعذيبي وتعذيبك تستلذين!
لست خالية الوفاض مني، ربما رأيت ذلك لما أخفقت تخليتك منّي، أنا فيك.
ودومًا اكتبي إليّ، أحبّ أن أراك مكتوبة..

- أميرة شُكر.
3👍2
"جُهد الصبابة أن تكون كما أُرى
عينٌ مسهّدةٌ وقلبٌ يخفقُ."

هذا البيت فيه عِتابٌ مُتضمّن على استحياء كمّن يخشى أن يجهر به خوفًا من أن يُثقل مُحبه به، ولم يستطع صبرًا عليه في نفسه فشكّله بيتًا من عِتابٍ مُقفّى!
😢63
2025/07/13 02:34:42
Back to Top
HTML Embed Code: