MOUKHALAFAT Telegram 821
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب هذه السطور كوني أحد ضحايا هذا السم المدمر، نعم لقد دمر حياتي!

كنت فتاة عادية أعيش في قرية بسيطة، ونظرا لأنني كنت مهمشة من أهلي لدرجة كبيرة فكانت قنوات الكرتون خصوصا سبيستون هي متنفسي الوحيد، فلقد منعني والداي من تكوين صداقات بصورة مباشرة وغير مباشرة فأصبحت انطوائية بعد أن كنت أحب الناس والاجتماعيات والمناسبات كثيرا.. وهكذا عشت محرومة من الأهل والأصحاب ومن كل ناصح أمين وصحبة صالحة.

وحتى عامي ال١٦ كنت لا أزال مدمنة على الأنميات والكرتونات المدبلجة، أتابعها بجنون وفي وضع كئيب ومثير للشفقة كنت أجلس طوال اليوم أعيد نفس الحلقات ونفس السلاسل ونفس الأفلام.. حفظتها حفظا، لكني أحمد الله عز وجل لأنني لم أصل قط لترك الصلاة فكنت أجلس طوال اليوم ولم أكن أقوم إلا للصلاة أقوم إليها بكسل وضجر أعوذ بالله.

عشت تلك السنوات في وهم كبير، في عالم الخيال المليء بالضلال! أصبحت أقضي نصف وقتي في متابعتها والنصف الآخر في أحلام اليقظة حيث أحلم بالدخول لعالمهم وكنت أراه جميلا جدا ولأنني كنت محرومة من كل عطف وحنان أصبت بالجفاف العاطفي وكنت أرويه بالأنمي وشخصياته.

أسوأ ما في الأمر هو أن هواي جعلني أحب اللقطات الخادشة للحياء، نعم في الأنمي المدبلج كانت موجودة وهي كالشرارة تحرق الحياء والبراءة، سبيستون ليست قناة للأطفال بأي شكل من الأشكال، إنها ليست إلا للشيطان، حقا لا أعرف لماذا نأمنها على أجيال أمتنا ونحن لا نعرف أصلا حال القائمين عليها! ألأنهم عرب أمناهم؟ وكم طعنت الأمة من بني جلدتها؟!

بالمختصر كنت أحب تلك اللقطات التي كانت تلبس ثوب الرومانسية والكوميديا وأصبحت أفكر ليل نهار في الشخصيات وأتمنى لو كنت معهم وأعيش حياتهم ومما زاد الطين بلة هو أن إخوتي وأخواتي الكبار -نعم تخيلوا- كانوا هم من يزخرفون لي ولاخوتي الأصغر وكانوا يصورون لنا عالم الأنمي كأنه للكبار والواعين والفاهمين على ظنهم.. كنا جميعا جهلاء لا نعلم شيئا نمشي خلف ما كان يروج لنا جميعا في تلك الفترة وسط تغافل وإهمال عجيب من أوليائنا.

فكان المجتمع يروج لي الأنمي بصورة كبيرة حتى أظنه كان على رأس قائمة الترفيه فكانت قمة سعادتي في هذه الدنيا في متابعته والتحدث عنه والتفكير فيه.

بطبيعة الحال ترك إخوتي سبيستون عندما كبروا قليلا واتجهوا للأنمي والمانجا المترجمة.. وكنا جميعا بلا استثناء نستحي من بعض الأشياء التي تروج فيه وننكرها بقلوبنا لكن هيهات أن ننطق بحرف! فهذا الأنمي "للكبار" إن لم تكن كبيرا فانصرف وأترك "الكبار" يتفرجون!

وكنت أقضي الساعات الطوال فيه أسكت به ظمأ روحي وأداوي به قلبي وهو الذي أمرضه أصلا لكن الجهل داء عضال.. وما غرني أنني كنت متفوقة جدا فلم يكن يهمني ولا يهم والدي أن كانت كل جوانب حياتي الأخرى مدمرة فالمهم دراستي وفقط.

ووسط كل هذا الظلام وبعد أن صار عمري ١٦ عاما منّ الله عليّ وهداني أستطيع أن أقول أنني استيقظت، فتبت من أشياء كثيرة محرمة كنت أفعلها وتعلمت أشياء كثيرة في ديني كنت أجهلها وتوجع قلبي كثيرا لماذا لم يعلمني أحد ديني.. والله يا إخوتي إن الجهل موجع جدا ومؤلم حقا.

علمت حرمة الرسوم وبعض المخالفات في الأنمي، لكن صنم الأنمي داخلي كان أرسخ من أن يهدم بهذه البساطة، نعم قلَّت مشاهدتي له بشكل ما وبدأت ألاحظ المخالفات لحد ما
لكنني كنت لا أزال مغيبة.. آهٍ عندما أذكر تلك الأيام، تمنيت لو كان ثمَّ أحد يعلمني يأخذ بيدي يشد عليها ويصرخ بي أن احذري، أن يخبرني ويعلمني حقيقة الأنمي ويخلصني من التطبيع الذي كنت فيه.. لقد كنت في سكرة، لقد غيبت عقلي بنفسي وظللت أتخبط في الظلمات حائرة.

تلك السنوات كانت كالمرحلة الإنتقالية، كان داعي الحق يصيح بي أن إلى الهدى ائتنا، يدعوني أن أحفظ القران وأطلب العلم وأتعلم عن ربي وأصاحب أهل الخير والتقوى..
وهناك في زاوية مظلمة من قلبي داعي الشر يغريني ويزين لي الشهوات.

لقد كنت بدأت أستيقظ وعرفت شيئا من الحق ولكن الأنمي كان من أكثر المعاصي المتجذرة في حياتي!
وأنا هنا لا أبرر لنفسي فلا شيء يبرر معصية الله عز وجل وإنما أحكي عن واقعي في ذلك الوقت وفقط.

إن أشد ألم كان ذلك النزاع والصراع داخلي، أن تفعل شيئا رغم أنك تعلم أنه لا يصح، ذلك التناقض الممزوج بالندم والحسرة على ضياع العمر في المعاصي، هذا كان التحدي الصعب بالنسبة لي في ذلك الوقت.

- يتبع



tgoop.com/moukhalafat/821
Create:
Last Update:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب هذه السطور كوني أحد ضحايا هذا السم المدمر، نعم لقد دمر حياتي!

كنت فتاة عادية أعيش في قرية بسيطة، ونظرا لأنني كنت مهمشة من أهلي لدرجة كبيرة فكانت قنوات الكرتون خصوصا سبيستون هي متنفسي الوحيد، فلقد منعني والداي من تكوين صداقات بصورة مباشرة وغير مباشرة فأصبحت انطوائية بعد أن كنت أحب الناس والاجتماعيات والمناسبات كثيرا.. وهكذا عشت محرومة من الأهل والأصحاب ومن كل ناصح أمين وصحبة صالحة.

وحتى عامي ال١٦ كنت لا أزال مدمنة على الأنميات والكرتونات المدبلجة، أتابعها بجنون وفي وضع كئيب ومثير للشفقة كنت أجلس طوال اليوم أعيد نفس الحلقات ونفس السلاسل ونفس الأفلام.. حفظتها حفظا، لكني أحمد الله عز وجل لأنني لم أصل قط لترك الصلاة فكنت أجلس طوال اليوم ولم أكن أقوم إلا للصلاة أقوم إليها بكسل وضجر أعوذ بالله.

عشت تلك السنوات في وهم كبير، في عالم الخيال المليء بالضلال! أصبحت أقضي نصف وقتي في متابعتها والنصف الآخر في أحلام اليقظة حيث أحلم بالدخول لعالمهم وكنت أراه جميلا جدا ولأنني كنت محرومة من كل عطف وحنان أصبت بالجفاف العاطفي وكنت أرويه بالأنمي وشخصياته.

أسوأ ما في الأمر هو أن هواي جعلني أحب اللقطات الخادشة للحياء، نعم في الأنمي المدبلج كانت موجودة وهي كالشرارة تحرق الحياء والبراءة، سبيستون ليست قناة للأطفال بأي شكل من الأشكال، إنها ليست إلا للشيطان، حقا لا أعرف لماذا نأمنها على أجيال أمتنا ونحن لا نعرف أصلا حال القائمين عليها! ألأنهم عرب أمناهم؟ وكم طعنت الأمة من بني جلدتها؟!

بالمختصر كنت أحب تلك اللقطات التي كانت تلبس ثوب الرومانسية والكوميديا وأصبحت أفكر ليل نهار في الشخصيات وأتمنى لو كنت معهم وأعيش حياتهم ومما زاد الطين بلة هو أن إخوتي وأخواتي الكبار -نعم تخيلوا- كانوا هم من يزخرفون لي ولاخوتي الأصغر وكانوا يصورون لنا عالم الأنمي كأنه للكبار والواعين والفاهمين على ظنهم.. كنا جميعا جهلاء لا نعلم شيئا نمشي خلف ما كان يروج لنا جميعا في تلك الفترة وسط تغافل وإهمال عجيب من أوليائنا.

فكان المجتمع يروج لي الأنمي بصورة كبيرة حتى أظنه كان على رأس قائمة الترفيه فكانت قمة سعادتي في هذه الدنيا في متابعته والتحدث عنه والتفكير فيه.

بطبيعة الحال ترك إخوتي سبيستون عندما كبروا قليلا واتجهوا للأنمي والمانجا المترجمة.. وكنا جميعا بلا استثناء نستحي من بعض الأشياء التي تروج فيه وننكرها بقلوبنا لكن هيهات أن ننطق بحرف! فهذا الأنمي "للكبار" إن لم تكن كبيرا فانصرف وأترك "الكبار" يتفرجون!

وكنت أقضي الساعات الطوال فيه أسكت به ظمأ روحي وأداوي به قلبي وهو الذي أمرضه أصلا لكن الجهل داء عضال.. وما غرني أنني كنت متفوقة جدا فلم يكن يهمني ولا يهم والدي أن كانت كل جوانب حياتي الأخرى مدمرة فالمهم دراستي وفقط.

ووسط كل هذا الظلام وبعد أن صار عمري ١٦ عاما منّ الله عليّ وهداني أستطيع أن أقول أنني استيقظت، فتبت من أشياء كثيرة محرمة كنت أفعلها وتعلمت أشياء كثيرة في ديني كنت أجهلها وتوجع قلبي كثيرا لماذا لم يعلمني أحد ديني.. والله يا إخوتي إن الجهل موجع جدا ومؤلم حقا.

علمت حرمة الرسوم وبعض المخالفات في الأنمي، لكن صنم الأنمي داخلي كان أرسخ من أن يهدم بهذه البساطة، نعم قلَّت مشاهدتي له بشكل ما وبدأت ألاحظ المخالفات لحد ما
لكنني كنت لا أزال مغيبة.. آهٍ عندما أذكر تلك الأيام، تمنيت لو كان ثمَّ أحد يعلمني يأخذ بيدي يشد عليها ويصرخ بي أن احذري، أن يخبرني ويعلمني حقيقة الأنمي ويخلصني من التطبيع الذي كنت فيه.. لقد كنت في سكرة، لقد غيبت عقلي بنفسي وظللت أتخبط في الظلمات حائرة.

تلك السنوات كانت كالمرحلة الإنتقالية، كان داعي الحق يصيح بي أن إلى الهدى ائتنا، يدعوني أن أحفظ القران وأطلب العلم وأتعلم عن ربي وأصاحب أهل الخير والتقوى..
وهناك في زاوية مظلمة من قلبي داعي الشر يغريني ويزين لي الشهوات.

لقد كنت بدأت أستيقظ وعرفت شيئا من الحق ولكن الأنمي كان من أكثر المعاصي المتجذرة في حياتي!
وأنا هنا لا أبرر لنفسي فلا شيء يبرر معصية الله عز وجل وإنما أحكي عن واقعي في ذلك الوقت وفقط.

إن أشد ألم كان ذلك النزاع والصراع داخلي، أن تفعل شيئا رغم أنك تعلم أنه لا يصح، ذلك التناقض الممزوج بالندم والحسرة على ضياع العمر في المعاصي، هذا كان التحدي الصعب بالنسبة لي في ذلك الوقت.

- يتبع

BY ما وراء الأنمي


Share with your friend now:
tgoop.com/moukhalafat/821

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Over 33,000 people sent out over 1,000 doxxing messages in the group. Although the administrators tried to delete all of the messages, the posting speed was far too much for them to keep up. Add up to 50 administrators Hui said the time period and nature of some offences “overlapped” and thus their prison terms could be served concurrently. The judge ordered Ng to be jailed for a total of six years and six months. But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." Step-by-step tutorial on desktop:
from us


Telegram ما وراء الأنمي
FROM American