tgoop.com/mqwlatt/4746
Last Update:
”ولا يوم الطِّين؟“
يتداول بعض النّاس تلك العبارة عند مصادفتهم موقفًا فيه كفرانُ العَشير، وتجري لديهم مجرى الأمثال، وقصّتها أن أحد أمراء الأندلس وهو محمد بن عباد، تزوّج جارية اسمها اعتماد بعدما أعتقها، وسمّى نفسه ”المعتمد“ فيما بعد نسبة إليها، واشتهر به، كما اشتهر كثيرون عبر التاريخ بأسماء محبوباتهم لا بأسمائهم الحقيقية.. وفي يوم نظرت اعتماد من النافذة فرأت فتيات يلعبن بالطّين، فاشتهت أن تنزل قدميها في الطّين مثلهن وتلعب، لكن المعتمد ما هان عليه أن تمسّ قدماها طينًا، ولا هان عليه أن تظل تلك حاجة في نفسها في ذات الوقت؛ فأمر أن يؤتى بأنواع الطِّيب فتُسحق ثمّ يوضع عليها ماء الورد وتعجن به حتّى تصير كالطّين، ونزلت اعتماد مع جواريها تلعب فيه. فيحكى أن المعتمد أغضبها يومًا ما بعد تلك الحادثة، فقالت: ما رأيتُ منكَ خيرًا قط. فأخذ يبكي بحرقة ويقول: ”ولا يوم الطِّين؟ حتّى يوم الطِّين!“
وقد كانت لا تطلب شيئًا مهما كان إلا يلبيه، حتّى أن مظهر الثلج أعجبها ذاتَ الشتاء فتمنت لو أنها تراه دومًا؛ فأمر المعتمد أن تُزرع أشجار اللوز على القمم البعيدة لينبت زهرها الأبيض ثمّ يتساقط فيعطي مظهرًا كالثلج يسرُّها.
BY مقولات عظيمة 🌻
Share with your friend now:
tgoop.com/mqwlatt/4746