tgoop.com/muortaja/1721
Last Update:
تعليق #مهم_جدا
بمناسبة ذكر السيد حفظه الله أحب التعرض لأمر لعلي سمعته مرارا وتكرارا، وهو دعوى: أن السبب في رغبة الناس بالشخصيات غير العلمية الذين ارتقوا المنبر بلا دراسة ولا إتقان لعلوم أهل البيت عليهم السلام، وعدم رغبتهم بالشخصيات العلمية الرصينة، هو أن الشخصيات العلمية تتكلم بأسلوب صعب لا يفهمه الناس، ومن هنا يرغب الناس في الخطباء الذين يتكلمون بأسلوب سهل يفهمونه.
وهذا هو سبب شهرة بعض الأشخاص الذين لا علمية لهم؛ فإن أسلوبهم جذب الناس لأنهم يتكلمون بما يستوعبه عامة المجتمع.
وأظنكم قد سمعتم هذا الكلام من هنا أو هناك، بل لعل البعض يقتنع به فعلا.
• لكن من ينظر بصورة دقيقة للمجتمع وأسباب عدم شهرة الشخصيات المحترمة وشهرة الشخصيات الهزيلة التي لا قيمة حقيقية لها، يدرك بوضوح أن السبب ليس صعوبة الطرح، بل هناك أسباب أخرى كثيرة أدت إلى شهرة أولئك وعدم شهرة هؤلاء!
وخير مثال على هذا هو السيد المروج حفظه الله؛ فإن أسلوبه بعيد كل البعد عن التعقيد، ومع كثرة محاضراته وأهميتها وقربها من الشباب والمجتمع، لا ترى له حضورا يذكر في وسائل التواصل بحيث بعض مقاطعه لا تتعدة الـ(50) مشاهدة، في حين تصل مقاطع العمائم الجاهلة إلى الملاييين!
فلابد من النظر الدقيق في أسباب ذلك.
• وبحسب تقديري القاصر أن من الأسباب الرئيسية لانتشار أولئك:
1- أنهم يتكلمون بما يعجب الناس، لا بما يريده الدين؛ فترى البعض يركز كثيرا على جانب العشق مع الله تعالى والهيام فيه والذوبان والوله ونحو ذلك مما لا تجد له تركيزا في القرآن الكريم والنصوص الدينية، ويهمل جدا التعرض لعذاب الله تعالى وشدة نكاله بالعاصين، مع قوة التركيز عليها في القرآن الكريم.
بينما الخطيب الذي يتبع طريق القرآن، يلتزم بتعاليمه ويركز على ما يركز عليه القرآن، ولا يأتي بطرق يحبها الناس تخالف المنهج الديني.
ومن الطبيعي أن الناس ينجذبون إلى من يتكلم بما يريحهم ويخدر ضميرهم ويشعرهم أنهم عشاق لله تعالى وينسيهم كثرة المعاصي! ولا يحبون الاستماع إلى من يذكرهم بمعاصيهم!
ومن هنا نرى كثيرا من الشباب الذين ليس لهم أي اهتمام بتطبيق الأحكام الشرعية (بحيث قد لا يلتزم بصلاته فضلا عن أن يلتزم بغيرها كدفع الخمس وعدم حلق اللحية وترك المرأة للزينة ونحو ذلك) ومع ذلك تجد عندهم انجذابا كبيرا لتلك الشخصيات التي تشعرهم بحب الله تعالى بدون طاعته!
حتى صار البعض ينتقد من لا يتكلم بالحب والعشق، ويركز على العذاب! مع أنه متبع للمنهج القرآني!
2- ومن الأسباب كذلك: أن البعض من الشخصيات المشهورة يسعى بطرق متعددة لربط الشباب به هو لا بالدين؛ فيجعل له أتباعا ومحبين بل وعشاقا أيضا! ومن هنا تجد الشباب -بل والشابات!- يضعون صوره على صفحاتهم، ويعبرون عنه بـ(العشق) و(الحبيب) ونحو ذلك.
بينما الخطيب المحترم بعيد كل البعد عن هذا، ولا تجد بطبيعة الحال من يعشقه بهذه الطريقة المقززة.
وخير مثال على ذلك الشيخ الوائلي رحمه الله؛ فرغم قربه من المجتمع وحب الناس له، إلا أنه لم يجعلهم يحبون شخصه، بل يحبونه بما أنه يعلمهم فكر أهل البيت عليهم السلام، ومن هنا لم نر بل لم نسمع يوما أن فلانا عبر عنه بعبارات العشق ونحوها.
3- ومن الأسباب أيضا: أن بعضهم يسعى للترويج لنفسه وتعريف الشباب بشخصه بأساليب عديدة غير مباشرة، من أشهرها التمويل، والحرص على اللقاءات مع المشهورين، والتعاون مع الأتباع للترويج لشخصه ونحو ذلك.
• وهدفي من هذا الكلام أن أرفع هذا التوهم الذي يتكرر وهو أن الأسلوب الديني لم يعد نافعا للمجتمع، ولابد من تغييره بطرق أخرى معاصرة.
فهذا الكلام غالبا ينبع من عدم الواقعية، وهدفه عرض ما يريده الناس لا ما يريده الدين، ومن ينظر إلى الواقع يجد أن الناس تتأثر كثيرا بالشخصيات الدينية حتى من يكون طرحه صعبا، وليست المشكلة فيه بل غالبا ما ترجع المشكلة إلى ما ذكرنا؛ فإما أن لا يكون كلامه موافقا لهواهم، أو لم يصل شخصه إليهم أصلا كي يستمعوا إليه.
وهذا الطرح شبيه بمن يقول: (القرآن لم يعد نافعا في هذا الزمان)!
مع أن المجتمع الجاهلي نفسه لم ينتفع كثير منه بالقرآن وسبب ذلك هو الهوى وليس الأسلوب.
https://www.tgoop.com/muortaja/1720
BY قناة مرتجى الدجيلي


Share with your friend now:
tgoop.com/muortaja/1721