تذكرة حول النشر على وسائل التواصل الاجتماعي
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد اعتاد بعضُ الناسِ الإكثارَ من النشرِ للرسائل المتنوِّعة على وسائل التواصُل الاجتماعي، وربما كان الكثيرُ منها بدون رويَّةٍ أو تحضير، وإنما هو كما يُقال «نسخ ولصق»، بدون اطِّلاعٍ على المضمون.. مع تكرارِ ذلك النشر في اليومِ عدَّة مراتٍ!
وهذا النشرُ بهذه الكثرة ربَّما كان سبباً من أسبابِ السآمةِ والمَللِ عند مَن يُتابع، وإذا كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو الرحمةُ المُهداةُ والأُسوةُ الحسنةُ يتعهَّدُ أصحابَه الكرامَ رضي الله تعالى عنهم بين الحينِ والآخَرِ فيَعِظُهم ولا يُكثِر عليهم، بل يُراعي الأوقاتَ في تذكيره وموعظته، فلا يفعله كلَّ يوم، بل يذكِّرُ أياماً ويتركُ أياماً، رفقاً منه صلَّى الله عليه وسلَّم بهم، وحُسناً في التوصُّل إلى تعليمهم، ليأخذوا عنه صلَّى الله عليه وسلَّم بنشاط، وخشيةً منه صلى الله عليه وآله وسلم عليهم أن يمَلُّوا ويسأموا، كما جاء ذلك صريحاً في الحديث الصحيح حيث يقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا) رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
فإذا كان حالُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم هكذا مع أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم، فنحن من بابِ أولى وأولى ينبغي أن لا نكون سبباً في ملل الناس وسآمتهم من الإكثار في الوعظ والتذكير.. لا سيما عن طريق هذه الوسائل التي جعلت لكلِّ من يريد منبراً، بل منابر يَبثُّ فيها ما يشاء كما يشاء.
هؤلاء هم أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذين ضربوا المُثُل العليا في الحبِّ للجناب المحمدي، والواعظُ والمذكِّرُ هو سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أُعطيَ جوامع الكَلِم، والذي لا يُملُّ حديثُه.. ويرحمُ اللهُ القائل:
ولا حَسَنٌ إلا سماعُ حديثِكم *** مشافهةً يُملى عليَّ فأنقلُ
مع كلِّ هذا فإنَّه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم كان يتعهَّدُهم ولا يُكثِرُ عليهم، يخشى عليهمُ السآمةَ والملل.. فعلامَ نحن نسلُك هذا المَسْلَك؟! علامَ نكون سبباً في مللِ الناس من الوصايا والحِكَم، بل وزهدِهم فيها؟!
أهي شهوةُ النشر التي تنتجُ عن شهوةِ الكلام؟!
أم هي موضة العصر؟ أم هو التقليد الأعمى؟ أم هي الغيرة من الآخرين؟ أم ماذا..؟!
ربُّنا جلَّ وعلا يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وهذه الآية تُبيِّنُ أنَّه لا أشرف من الخدمةِ لدينِ الله عزَّ وجلَّ، والدعوةِ إلى الله تعالى بالقال والحال، ولكن ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا سعد!
التعليم والنصح والنشر كُلُّه له ضوابطه وآدابه، وروحُه الإخلاصُ لله تعالى، والسَّلامةُ من الحظوظ النَّفسانيَّة..
علينا وعليكم يا معشر الأحبَّة.. يا أيها الإخوة.. أن نأخذ بهذه الآداب المحمَّديَّة المصطفوية عسى أن يجعل الله تعالى النفعَ فيما يُقال وفيما يُنشر، و(إنما الأعمال بالنيات)، وما كان لله فهو المتَّصل.. وبالله التوفيق.
ولا حول ولا قوَّةَ إلا بالله العليِّ العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد اعتاد بعضُ الناسِ الإكثارَ من النشرِ للرسائل المتنوِّعة على وسائل التواصُل الاجتماعي، وربما كان الكثيرُ منها بدون رويَّةٍ أو تحضير، وإنما هو كما يُقال «نسخ ولصق»، بدون اطِّلاعٍ على المضمون.. مع تكرارِ ذلك النشر في اليومِ عدَّة مراتٍ!
وهذا النشرُ بهذه الكثرة ربَّما كان سبباً من أسبابِ السآمةِ والمَللِ عند مَن يُتابع، وإذا كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو الرحمةُ المُهداةُ والأُسوةُ الحسنةُ يتعهَّدُ أصحابَه الكرامَ رضي الله تعالى عنهم بين الحينِ والآخَرِ فيَعِظُهم ولا يُكثِر عليهم، بل يُراعي الأوقاتَ في تذكيره وموعظته، فلا يفعله كلَّ يوم، بل يذكِّرُ أياماً ويتركُ أياماً، رفقاً منه صلَّى الله عليه وسلَّم بهم، وحُسناً في التوصُّل إلى تعليمهم، ليأخذوا عنه صلَّى الله عليه وسلَّم بنشاط، وخشيةً منه صلى الله عليه وآله وسلم عليهم أن يمَلُّوا ويسأموا، كما جاء ذلك صريحاً في الحديث الصحيح حيث يقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا) رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
فإذا كان حالُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم هكذا مع أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم، فنحن من بابِ أولى وأولى ينبغي أن لا نكون سبباً في ملل الناس وسآمتهم من الإكثار في الوعظ والتذكير.. لا سيما عن طريق هذه الوسائل التي جعلت لكلِّ من يريد منبراً، بل منابر يَبثُّ فيها ما يشاء كما يشاء.
هؤلاء هم أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذين ضربوا المُثُل العليا في الحبِّ للجناب المحمدي، والواعظُ والمذكِّرُ هو سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أُعطيَ جوامع الكَلِم، والذي لا يُملُّ حديثُه.. ويرحمُ اللهُ القائل:
ولا حَسَنٌ إلا سماعُ حديثِكم *** مشافهةً يُملى عليَّ فأنقلُ
مع كلِّ هذا فإنَّه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم كان يتعهَّدُهم ولا يُكثِرُ عليهم، يخشى عليهمُ السآمةَ والملل.. فعلامَ نحن نسلُك هذا المَسْلَك؟! علامَ نكون سبباً في مللِ الناس من الوصايا والحِكَم، بل وزهدِهم فيها؟!
أهي شهوةُ النشر التي تنتجُ عن شهوةِ الكلام؟!
أم هي موضة العصر؟ أم هو التقليد الأعمى؟ أم هي الغيرة من الآخرين؟ أم ماذا..؟!
ربُّنا جلَّ وعلا يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وهذه الآية تُبيِّنُ أنَّه لا أشرف من الخدمةِ لدينِ الله عزَّ وجلَّ، والدعوةِ إلى الله تعالى بالقال والحال، ولكن ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا سعد!
التعليم والنصح والنشر كُلُّه له ضوابطه وآدابه، وروحُه الإخلاصُ لله تعالى، والسَّلامةُ من الحظوظ النَّفسانيَّة..
علينا وعليكم يا معشر الأحبَّة.. يا أيها الإخوة.. أن نأخذ بهذه الآداب المحمَّديَّة المصطفوية عسى أن يجعل الله تعالى النفعَ فيما يُقال وفيما يُنشر، و(إنما الأعمال بالنيات)، وما كان لله فهو المتَّصل.. وبالله التوفيق.
ولا حول ولا قوَّةَ إلا بالله العليِّ العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b