Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
2461 - Telegram Web
Telegram Web
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرياتُ شهرِ رمضان:
شهر رمضان: هو الشهر الذي افترض الله على المسلمين صيامه، ولقد خصّ الله هذا الشهر بالصيام من بين الشهور؛ وفيه ذكريات خالدة منها:
أ ـ شهر رمضان شهر مبارك وعظيم فيه أُنزل القرآن. قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ } [سورة البقرة:١٨٥].
كذلك أنزلت فيه أكثر الكتب السماوية على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لِسِتٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان). رواه الإمام أحمد في مسنده. والمراد بإنزال القرآن في هذا الشهر: أنه ابتدأ نزوله على نبينا صلى الله عليه وسلم فيه؛ لا أنه نزل عليه جملة واحدة، لأنّ نزوله عليه كان مفرّقاً في ثلاث وعشرين سنة تقريباً، أو أنْ يراد أنّه أُنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثمّ نزل منجّماً إلى الأرض.
ب ـ وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي ليلة مباركة، يتجلى الله فيها على عباده بالرحمة والرضوان والمغفرة، قال عليه الصلاة والسلام: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذَنْبِه). رواه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
وفيها يستجاب الدعاء، وقد سألت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
ج ـ وفي هذا الشهر كانت غزوة بدر الكبرى، التي انتصر الإسلام فيها على الشرك، فكانت فاتحة انتصاراته المتتابعة.
د ـ وفيه كان الفتح الأعظم لمكة المكرمة، الذي دانت بعده العرب جميعاً للإسلام، ودخلوا في دين الله أفواجاً.
تلك هي الأحداث التي تتجدد ذكراها على المسلمين في كل عام، وهذا هو الشهر الذي افترض الله على المسلمين صيامه، وسنّ لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه.
ينظر كتاب الفقه الإسلامي، أحكام العبادات، لفضيلة الدكتور إبراهيم محمّد سلقيني رحمه الله تعالى.
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بدء الاعتكاف وانتهاؤه
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الشافعي والأصحاب رحمهم الله تعالى: ومن أراد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، فينبغي أن يدخل المسجد قبل غروب الشمس ليلة الحادي والعشرين منه؛ لكيلا يفوته شيء منه، ويخرج بعد غروب الشمس ليلة العيد سواء تمّ الشهر أو نقص، والأفضل أن يمكث ليلة العيد في المسجد حتى يصلي فيه صلاة العيد، أو يخرج منه إلى المصلى لصلاة العيد.
المجموع للإمام الرباني النووي رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين.
- عن زياد، عن مالك رحمه الله تعالى، أنه رأى بعض أهل العلم، إذا اعتكفوا العشر الأواخر من رمضان، لا يرجعون إلى أهاليهم حتى يشهدوا الفطر مع الناس.
قال زیاد: قال مالك رحمه الله تعالى: وبلغني ذلك عن أهل الفضل الذین مضوا، وهذا أحب ما سمعت إليّ في ذلك.
الموطأ - رواية يحيى الليثي رحمه الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
خُصُوصِيَّةُ الصَّوْمِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّومُ فَإِنّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ ‏جُنَّةٌ، فإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، ‏لَخُلُوفُ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ ‏فَرِحَ بِصَوْمِهِ).

رَوَاهُ الْإِمَامُ البُخَارِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَمُسْلِمُ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.

غريبه:
جُنَّةٌ : وقاية يُتَّقَى بها.
لَا يَرْفُثْ : لا يتكلم بكلام قبيح مطلقاً.
لا يَصْخَبْ : لا يصيح ولا يرفع صوته بصراخ على وجه يُعَدُّ قلَّة أدب.
خُلُوفُ : بضم الخاء وجوَّز بعضهم فتحها ، ومعناه تغير رائحة فم الصائم.
سؤال: ما هي فوائد الاعتكاف؟
الجواب: قال العلماء: الإنسان جسم وروح، والجسم يتغذَّى بالطعام والشراب، والروح تتغذَّى بالطاعة والعبادة في مختلف أنواعها، ولذلك شُرع الاعتكاف ليتفرَّغ الإنسان مدَّة معيَّنة للعبادة والانصراف إلى شؤون الدين وأمور الآخرة، وينقطع عن مشاغل الدنيا وشهوات النفس ومغريات الحياة، فتصفو روحه ويجدِّد الصِّلة القويَّة بربِّه، ويتخلَّص من شوائب الماضي، ويروِّض نفسه إلى التزام الجادَّة في المستقبل، فيتزوَّد أثناء الاعتكاف بطاقة روحية تجدِّد حياته، وتنير الطريق أمامه، وكأنَّ الاعتكاف محطَّةٌ مؤقَّتةٌ لمحاسبة الذات، ومراجعة الماضي، فإن وجد خيراً شكر الله تعالى وازداد شكراً وثابر عليه، وإن وجد غير ذلك أقلع عنه وعزم على عدم العودة إليه، وعاهد الله على العمل لمرضاته في خيري الدنيا والآخرة؛ فالاعتكاف رياضة روحيَّة، وتزكية نفسيَّة، وتطهير للعقل والقلب من غلبة أغراض الدنيا على نفس المؤمن، ودورةٌ تدريبيّةٌ على الأُنسِ بالله تباركَ وتعالى.
ومن فوائد الاعتكاف: التجرُّد لله تعالى من شواغل الدنيا وأعمالها، والتفرُّغ لطاعته، والأنس به عن الولد والأهل، هذا إلى جانب ما يفيض الصوم على الصائمين من طهارة القلوب وصفاء النفوس.
وفي الاعتكاف التعرُّض لليلة القدر، وهي على الراجح في العشر الأخير، ففي الحديث الصحيح: (الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فِي وَتْرٍ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهَا فَنُسِّيتُهَا) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
أي: قد تكون ليلة إحدى وعشرين، أو ليلة ثلاث وعشرين، أو ليلة خمس وعشرين، أو ليلة سبع وعشرين، أو ليلة تسع وعشرين، وأكثر الأقوال أنها ليلة سبع وعشرين، ولذلك يجدر بكلِّ مسلم أن يحرص على قيام تلك الليلة، لأنها مفضَّلة ولها شأن عظيمٌ، ولا يُهمل باقي الليالي.
قال الإمام المجتهد عطاء بن أبي رباح التابعي تلميذ ابن عباس رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُما، وأحد أساتذة الإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله تعالى: (مَثل المعتكف مَثل رجل يختلف ـ أي يتردَّد ويقف ـ على باب ملك أو إمام عظيم لحاجة يقدر على قضائها عادة، فالمعتكف يقول لسان حاله إن لم ينطق بذلك لسان مقاله: لا أبرح قائماً بباب مولاي سائلاً منه جميع مآربي، وكشفَ ما نزل بي من الكرب وصار مُصاحبي، وتجنَّبني لذلك أعزُّ إخواني بل عين أقربائي، حتى يغفر لي ذنوبي التي هي سبب بُعدي ونزولِ مصائبي، ثم يفيض بمنَّته عليَّ بما يليق بأهليته، فإنَّه أهل التقوى وأهل المغفرة، ويليق بكرمه إكرام من التجأ إلى منيع حِرزه وحماية حرمه).
ومن محاسن الاعتكاف: تفريغ القلب عن أمور الدنيا، وتسليم النفس إلى المولى، والتحصُّن بحصن حصين، وملازمة بيت الربِّ الكريم، فهو كمن احتاج إلى عظيم فلازمه حتى قضى مآربه، فهو يلازم بيت ربِّه ليغفر له.
وأمَّا المقصودُ الأعظم منهُ فهو جَمْعُ القلبِ على اللّٰهِ، بالخلوةِ مع خُلُوِّ القلبِ عمَّا سوى اللّٰه، وخلُوِّ المَعِدَةِ عنِ الطعامِ والشرابِ والمَلَذَّاتِ.. معَ التَّنَعُّمِ بذكرِ اللّٰهِ، والإعراضِ عمَّا عداهُ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
شروطُ صحَّةِ الاعتكاف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. وأفضلُ الصلاةِ وأكملُ التَّسليمِ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
سؤال: ما هي شروط صحَّةِ الاعتكاف؟
الجواب: الاعتكافُ مستحبٌّ على مدارِ العامِ، وهو في رمضانَ أشدُّ استحباباً، وفي العشرِ الأواخرِ سنَّةٌ مؤكَّدةٌ.
وإنما يصحُّ الاعتكافُ بشرطينِ أساسيَّينِ:
الشرطُ الأولُ: النيَّةُ؛ وذلكَ عندَ ابتدائِهِ، بأنْ ينويَ المُكْثَ في المسجدِ مُدَّةً معيَّنةً للتَّعبُّدِ، تحقيقاً للسُّنَّةِ؛ فلو دخلَ المسجدَ لغرضٍ دُنيويٍّ، أو لمْ يخطرْ في بالِهِ أيُّ قَصْدٍ، لم يُعتَبَرْ لَبْثُهُ في المسجدِ اعتكافاً شرعياً.
الشرط الثاني: اللَّبْثُ في المسجدِ؛ وينبغي أن يستمرَّ اللَّبْثُ مُدَّةً تُسمَّى في العُرفِ اعتكافاً.
ويدخلُ في هذا الشرطِ شروطُ جوازِ اللَّبْثِ في المسجدِ؛ وهي: الطهارةُ منَ الجنابةِ، والطهارةُ منَ الحيضِ والنفاسِ، وخلوُّ الثوبِ والبدنِ من نجاسةٍ يُحتمَلُ أن يتلوَّثَ بها المسجدُ.
فإنْ خرجَ منَ المسجدِ لغيرِ عُذْرٍ انقطعَ اعتكافُهُ، أي: بَطَلَ.. أمَّا إذا خرجَ لعُذرٍ وعادَ لم ينقطعْ، وكان في حُكْمِ المُتتابعِ.
قال الإمامُ الشافعيُّ والأصحابُ رحمهم الله تعالى: ومَنْ أرادَ الاقتداءَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلَّمَ في اعتكافِ العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، فينبغي أن يدخلَ المسجدَ قبلَ غروبِ الشمسِ ليلةَ الحادي والعشرينَ منهُ، لكيلا يفوتَهُ شيءٌ منه، ويخرجَ بعدَ غروبِ الشمسِ ليلةَ العيدِ، سواءٌ تمَّ الشهرُ أو نَقَصَ، والأفضلُ أنْ يمكثَ ليلةَ العيدِ في المسجدِ حتى يصلِّيَ فيه صلاةَ العيدِ، أو يخرجَ منهُ إلى المصلَّى لصلاةِ العيدِ.
ويستحبُّ أن يكونَ الاعتكافُ في المسجدِ الجامعِ الذي تُقامُ فيه الجمعةُ ـ وهذا بالنسبةِ للرِّجالِ ـ حتى لا يضطرَّ إلى الخروجِ إليها؛ فإنِ اعتكفَ في غيرِهِ فمِنَ الجمعةِ إلى الجمعةِ.
والغايةُ منَ الاعتكافِ هيَ جمعُ القلبِ على اللهِ تعالى، والمؤمنُ عليهِ أنْ يغتنمَ كلَّ فرصةٍ تُعينُهُ على جمعِ قلبِهِ على حضرةِ مولاهِ سبحانه وتعالى، والله تعالى يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} يعني: ادخلوا في تعاليمِ الإسلامِ كلِّها جُهْدَ استطاعتكم.
وفَّقكم اللهُ تعالى للاعتكافِ وللمعنى المقصودِ من الاعتكافِ، وهو التجرُّدُ للهِ وجمعُ القلبِ على اللهِ سبحانه وتعالى.. والاعتكافُ من أعظمِ الوسائلِ لذلك.
وصلى الله على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
من آداب المعتكِف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. وأفضلُ الصلاةِ وأكملُ التَّسليمِ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
سؤال: ما هي آدابُ المعتكِف؟
الجواب: يستحبُّ للمعتكفِ الغُسلُ قبلَ الاعتكاف؛ فهو مِن الأغسالِ المسنونةِ.
ويستحبُّ البدءُ بالاعتكافِ قبلَ دخولِ العشرِ الأخيرِ من رمضان، والاستمرارُ عليه ليلةَ العيد، وكان ابنُ عمرَ رضي الله عنهما يبيتُ في المسجدِ ليلةَ الفِطر، ثمَّ يغدو منه إذا صلَّى الصُّبحَ [أي: إلى المصلَّى لأداء صلاة العيد] ولا يأتي منزلَهُ.
ويستحبُّ للمعتكفِ الاشتغالُ بالطاعاتِ، وأن لا يُهملَ النوافلَ من الرواتبِ، وصلاةِ الضحى، وسنَّةِ الأوَّابينَ بينَ المغربِ والعشاءِ، وقيامِ الليلِ، والتهجُّدِ.. وأن يلازمَ قراءةَ القرآنِ الكريمِ بالتدبُّر، فقد وردَ أنَّ ابنَ مسعودٍ رضي الله تعالى عنه كانَ يختُمُ القرآنَ في رمضانَ في ثلاثةِ أيَّامٍ، وفي غيرِ رمضانَ مِنَ الجمعةِ إلى الجمعةِ.
ويستحبُّ الإكثارُ من الذكرِ؛ كالاستغفارِ، فالاستغفارُ يُزيلُ ظلمةَ الأوزار، ومَنْ لَزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللهُ لهُ من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيقٍ مَخْرَجاً، ورَزَقَهُ مِنْ حيثُ لا يحتسبُ، وطوبى لمَنْ وَجَدَ في صحيفتِه استغفاراً كثيراً.. وذكرِ (لا إلهَ إلا الله)، والتسبيحِ، والصلاةِ على النبيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والدُّعاءِ، ودراسةِ سيرتِهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، ودراسةِ الحديثِ الشريفِ، والاشتغالِ بالعلمِ تعلُّماً وتعليماً ومذاكرةً ومطالعةً وكتابةً، إلى غيرِ ذلكَ؛ لأنَّ ذلكَ طاعاتٌ تتَّفقُ مع القصدِ منَ الاعتكافِ بالتفرُّغِ للعبادةِ، والانقطاعِ عن شؤونِ الدنيا.. وبعض العلماء قالوا: يخفِّف في هذه الفترة من الاشتغال بالعلم.
ويُندبُ كونُ الاعتكافِ بآخرِ المسجدِ لقلَّةِ الناسِ به، فإنْ كَثُرَ النَّاسُ به وقلُّوا بصَدْرِهِ نُدِبَ بصَدْرِهِ.
وإذا اعتكفَ جماعةٌ في مسجدٍ فعليهمْ مع مراعاةِ حقوقِ المسجدِ مراعاةُ حقوقِ الصُّحبةِ؛ منَ المحبَّةِ، والتَّناصُحِ، والإيثارِ، والتغاضي عن هفواتِ الآخرينَ، والصَّبرِ عليهم.. فيُراعونَ حقَّ الصُّحبةِ ولو كانَ ذلكَ أثناءَ قيامِهِم بالعبادةِ؛ مِن صلاةٍ وقراءةٍ وذكرٍ أو غيرِها؛ فقدِ اعتكفَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ في المسجدِ، فسمعَهُمْ يجهرونَ بالقراءةِ، فكشفَ السِّترَ وقال: (ألا إنَّ كُلَّكُمْ مناجٍ ربَّهُ، فلا يُؤذِينَّ بعضُكم بعضاً، ولا يرفعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءة، أو قالَ في الصَّلاة) رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى.
وينبغي للمعتكفِ وغيرِه أن يغتنمَ الوقتَ في العشرِ الأواخرِ بالدقائقِ والأنفاس، وأن لا يُكثِرَ الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللهِ تباركَ وتعالى؛ لأنَّ كثرَةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللهِ قَسْوَةٌ للقلبِ، وإنَّ أبعدَ الناسِ مِنَ اللهِ تعالى القلبُ القاسي.. فعلى المرءِ أنْ لا يتكلَّمَ إلا بخيرٍ، وبما تَظهرُ فيه المصلحةُ، ويحفظَ لسانَهُ عنِ الغيبةِ، والنَّميمةِ، والكذبِ، والهَذَيانِ، وغيرِ ذلك ممَّا لا مصلحةَ فيه، ويتأكَّدُ ذلكَ في حقِّ الصائمِ والمعتكفِ، فالسلامةُ لا يُعادِلُها شيءٌ.
ويُستحبُّ لكلِّ مسلم قيامُ ليلةِ العيد، والقيامُ يكونُ بالصلاةِ وقراءةِ القرآنِ والذِّكرِ والصلاةِ على النبيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدعاءِ.. روى ابنُ ماجه، عن أبي أُمامة رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ: أنَّ رسول الله صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (من قام ليلتي العيد ـ أي الفطر والأضحى ـ محتسباً لله تعالى، لم يمتْ قلبُهُ يوم تموتُ القلوب). قال بعض أهل العلم: معناه يُثبِّتُهُ اللهُ على الإيمانِ عندَ النزعِ، ويُثبِّتُهُ عندَ سؤالِ الملكينِ في القبرِ، وسؤالِ يومِ القيامة. انتهى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
اعتكاف المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنَّ من أهمِّ الوسائل التي تُعين العبد على جمعيَّةِ قلبه على ربِّه جلَّ وعلا وتوجُّهِه إليه سبحانه.. القيامُ بسنَّة الاعتكاف، ولذا قال الإمام الزُّهريُّ رحمه الله تعالى: عَجباً مِن النَّاس كيفَ ترَكوا الاعتكافَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يفعلُ الشَّيءَ ويترُكُه، وما تركَ الاعتِكافَ حتَّى قُبِض.
والله سبحانه وتعالى يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
والحكمة من الاعتكاف هي تفريغُ القلب مِن أمور الدُّنيا، بشغلِه بالإقبال على العِبادة مُتجرِّداً لها، وفيه تسليمُ النَّفس إلى الموْلَى بتفويضِ أمرِها إليه تبارك وتعالى، والاعتمادِ عليه والوقوفِ ببابه ومُلازمةِ عِبادتِه جلَّ وعلا والتَّقرُّب إلَيْه.
وروحُ الاعتكاف: عُكوفُ القلبِ على الله تعالى وجمعِيَّتُه عليه، والفكرُ في تحصيلِ مرضاتِه وما يُقرِّب إليه سبحانه وتعالى..
والاعتكاف عبادةٌ تصحُّ من الرِّجال والنساء والصبيان، فيصحُّ اعتكافُ المرأةِ باتِّفاق الفقهاء.. ولكن يشترط للمتزوِّجة أن يأذن لها زوجها، لأنَّه لا ينبغي لها الاعتكاف إلا بإذنه.. لكن إن حضرت المرأةُ المسجدَ لحضور مجلس علم أو ذكر، وكان ذلك بإذن زوجها، فنَوَت الاعتكاف فيه، فإنَّه يجوز.
وقد بيَّن الفقهاءُ موضعَ اعتكاف النساء:
فذهب جمهور العلماء إلى أنَّ المرأة كالرجل لا يصحُّ اعتكافها إلا في المسجد، وعلى هذا فلا يصحُّ اعتكافها في مسجد بيتها، ولا اعتكافَ إلا في مسجد تُقام فيه الصلاة، ولأنَّ مسجد البيت ليس بمسجدٍ حقيقةً ولا حكماً، فيجوز تبديلُه ونومُ الجُنُبِ فيهِ.. وكذلك لو جاز لفعلته أمَّهات المؤمنين رَضِيَ الله تعالى عنهنَّ ولو مرَّةً واحدةً تبييناً للجواز.. هذا هو مذهب الجمهور.
وذهب السادة الحنفية إلى جواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وهو الموضعُ المُعَدُّ لصلاتها الذي يُندَب لها ولكلِّ أحدٍ اتِّخاذه؛ لأنَّ موضعَ الاعتكاف في حقِّها هو الموضع الذي تكون صلاتُها فيه أفضلَ، وصلاتُها في مسجد بيتها أفضلُ، فكان موضعُ الاعتكاف مسجدَ بيتها، ولو اعتكفت في مسجد الجماعة جاز مع الكراهة التنزيهيَّة.. والبيت أفضل من مسجد حيِّها، ومسجد الحيِّ أفضلُ لها من المسجد الأعظم.
وليس للمرأة أن تعتكف في غير موضع صلاتها من بيتها، وإن لم يكن لها في البيت مكان مُتَّخذ للصلاة فلا يجوز لها الاعتكاف في بيتها.. وليس لها أن تخرج من بيتها الذي اعتكفت فيه اعتكافاً واجباً عليها كالمنذور، فلا يجوز لها أن تخرج من معتكَفِها في مسجد بيتها إلى منزلها إلا لحاجة الإنسان؛ لأنَّ ذلك في حكم المسجد لها.
وبناء عليه:
فلا حرج على المرأة أن تعتكف في بيتها على ما ذهب إليه السادة الحنفية، وهذا قولٌ معتمدٌ في مذهبٍ من المذاهب الإسلامية المعتمدة، والتي كتب الله تعالى لها القبول والاستمرار، وهي المذاهبُ الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، لا سيَّما وأنَّ المقصود من الاعتكاف هو جمع القلب على الله سبحانه وتعالى، وتدريب النفس على الأُنس به جلَّ وعلا.
ولذا فإنَّ العلماء الربانيين يحذِّرون من المشغلة في الاعتكاف، والحديثِ في شؤون الدنيا من غير ضرورة مُلِحَّة، وأن لا يكون فيه من الطعام والكلام والمنام والاختلاط بالأنام إلا بمقدار الاحتياج والضرورة، وهذا يتوفَّر للإنسان في الاعتكاف أكثر مما يتوفَّر له في باقي الأيام.. وقد كان من وصايا شيخنا رضي الله تعالى عنه للمعتكفين أن قال: اذكروا الله كثيراً، ولا تتكلَّموا إلا بمقدار الحاجة.
وما يقع في هذه الأيام من انشغال المعتكفين ببعضهم في المساجد، وتحلُّقهم على الكلام وأطايب الطعام، وانشغالهم بالجوَّال، مُنافٍ للحكمة التي شُرع من أجلها الاعتكاف.
وفي كثير من الأحيان ـ إن لم يكن في أكثر الأحيان ـ اعتكافُ المرأة في بيتها يكون أيسرَ من اعتكافها في المسجد، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على هذه السَّعَة في هذا الدين العظيم.. ومن هنا يتجلَّى معنى الأثر المشهور وهو: «اختلاف أمتي رحمة»، أي: لما في ذلك من السَّعَة على العباد واليُسر عليهم وفتح المجال أمامهم فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى.
حفظكم الله تعالى والمسلمين وبارك فيكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
زكاة الفطر
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُما قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ) رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى.
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي

عَنْ أُمِّ الُمؤمِنينَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
رَوَاهُ الْإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
2025/07/13 23:11:17
Back to Top
HTML Embed Code: