Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
2460 - Telegram Web
Telegram Web
تَذكيرٌ بصَدَقَةِ الفِطْرِ وآدَابِ الْعِيدِ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
ينتهي رمضانُ بعيدِ الفطر، وهو عيدٌ يستشعرُ فيه المسلمون السرورَ بما أدَّوا لله تعالى من عبادة، والإسلامُ حريصٌ على أن يُشيع هذه الفرحةَ في الناس جميعاً.. من أجل هذا شُرِعت زكاةُ الفِطر، واعتُبرت مُتَمِّمةً للصوم، تَجبرُ ما بدر من الصائم من أخطاءٍ مُنافيةٍ لآداب الصوم.
قال الإمام الخطَّابيُّ رحمه الله تعالى: مما يدلُّ على تأكيد إخراج زكاة الفطر قولُ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُما: (فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ) رواه الإمام أبو داود وابن ماجه رحمهما الله تعالى.
فإنَّه بيَّن فيه أنَّ صدقةَ الفطرِ فرضٌ واجبٌ كافتراض الزكاة الواجبة في الأموال، وفيه بيان أنَّ ما فرضه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مُلحَق بما فرضَ اللهُ؛ لأنَّ اللهَ جلَّ وعلا يقول: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} [النساء: 80]، ويقول سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3ـ4].
ونذكر بعضَ الآداب المتعلِّقة بيوم العيد:
روى الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والنَّسائِيُّ رحِمَهُمُ اللهُ تعالَى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ تعالَى عنهُ قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى).
مِنْ آدابِ العيدِ:
1ـ التَّكْبِيرُ: يُستحبُّ التَّكبيرُ ليلتيِ العيدينِ، ويُستحبُّ في عيدِ الفطرِ منْ غروبِ الشَّمسِ إلى أنْ يُحرِمَ الإِمامُ ‏بصلاةِ العيدِ، ويُستحبُّ ذلكَ خلفَ الصَّلواتِ وغيرِها منَ الأحوالِ. ويُكثرُ منهُ عندَ ازدحامِ النَّاسِ، ‏ويُكَبِّرُ ماشياً وجالساً ومضطجِعاً، وفي طريقهِ، وفي المسجدِ، وعلى فراشهِ.
وأما عيدُ الأضحى فيُكَبِّر فيهِ مِنْ بعدِ صلاةِ الصُّبحِ مِنْ يومِ عَرَفةَ إلى أنْ يصلِّيَ العصرَ مِنْ آخرِ أيَّامِ التَّشريقِ، وَيُكَبِّرُ خلفَ هذهِ العَصْرِ ثمَّ يَقْطَعُ، هذا هو الأصحُّ الَّذِي عليهِ العملُ.
والتَّكبيرُ مشروعٌ بعدَ كلِّ صلاةٍ تُصلَّى في أيَّامِ التَّكبيرِ، سواءٌ كانتْ فريضةً أو نافلةً أو صلاةَ جنازةٍ، وسواءٌ كانت الفريضةُ مؤدَّاةً أو مَقضِيَّة أو منذروةً. ولوْ نَسِيَ التَّكبيرَ تداركَهُ عندَ تذكُّرِهِ وإنْ طالَ الوقتُ.
وعند السادة الحنفية التكبير بعد كلِّ فرضٍ عينيٍّ، فيشمل الجمعة، ويخرج به الواجب كالوتر والعيدين، وكذلك النفلُ.
أمَّا الحاجُّ فلا يُكَبِّرُ ليلةَ عيدِ الأضحى، بلْ شِعَارُهُ التَّلبيةُ، فإنَّهُ يبدأُ التَّكبيرُ لهُ عَقِبَ الصَّلواتِ مِنْ ظُهْرِ يومِ النَّحْرِ، لأنَّها أوَّلُ صلاتهِ بمِنَى، ووقتُ انتهاءِ التَّلبيةِ.
ويستمرُّ في التَّكبيرِ حتَّى الصُّبحِ آخرَ أيَّامِ التَّشريقِ، لأنَّها آخرُ صلاةٍ يصلِّيها بمِنَى.
‏لفظُ التَّكبيرِ أنْ يقولَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ) هكذا ثلاثاً متوالياتٍ، ويُكرِّرُ هذا على حسَبِ ‏إرادتهِ.
قال الإمامُ الشَّافعيُّ والأصحابُ رحمهمُ اللهُ تعالَى: فإن زادَ فقال: (اللهُ أكْبَرُ كَبيراً، والحَمْدُ لِلهِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللهِ ‏بُكْرَةً وأصِيلاً، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ ‏وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ واللهُ أكْبَرُ) كانَ حَسَناً.‏
ولا بأسَ أنْ يقولَ ما اعتادَهُ الناسُ، وهوَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ ‏أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ).‏
وعند السادة الحنفية صيغة التكبير: (اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ ‏أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ) والواجب مرَّة، وما زادَ فمستحبٌّ.
قال الإمام أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى:
أُخِذَ علينا العهدُ العامُّ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أن نرفعَ أصواتَنا بالتكبيرِ في الأوقات التي نُدِبَ إليه فيها، كالعيدينِ وأيامِ التشريق، في المساجدِ والطُّرُقِ والمنازل، ولا نتعلَّلَ بالحياء من ذلك، تقديماً لامتثال أمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ على حيائِنا الطبيعي، وكذلك نذكِّرُ به مَنْ حضر عندنا من الأمراء والأكابر، بل هم أولى من الفقراء بالتكبير، ليخرجوا عن صفة الكبرياء التي تظاهروا بها في ملابسهم ومراكبهم، فكأنَّ أحدهم بقوله: (الله أكبر) قد تبرَّأ من كِبرياءِ نفسِهِ وتعاظُمِها. اهـ.
2ـ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ:‏ يسنُّ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ (الفطرِ والأضحَى) بالعبادةِ، منْ صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وتسبيحٍ ‏ودعاءٍ ‏واستغفارٍ ونحوهِ‏ باتِّفاقِ الفقهاءِ، لما رُوِيَ في ذلك: (مَنْ أَحْيا لَيْلَتيِ العِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ ‏يَوْمَ تَمُوتُ القُلُوبُ) رواهُ ابنُ ماجَه رحمه اللهُ تعالى.
‏ورُوي: (مَنْ قَامَ لَيْلَتيِ الْعِيدَيْنِ لِلهِ مُحْتَسِباً لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حينَ تَمُوتُ القُلُوبُ) رواه ‏الإمامُ الشَّافعيُّ وابْنُ ‏ماجَه رحمهما اللهُ تعالى.‏
واختلفَ العلماءُ في القدْرِ الذي يَحصلُ بهِ الإِحياءُ، فالأظهرُ أنَّهُ لا يحصلُ إلَّا بمعظمِ الليلِ، ‏وقيلَ: ‏يَحصلُ بساعةٍ.‏
قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى: (بلغَنا أنَّهُ كانَ يقالُ: إنَّ الدُّعاءَ يُستجابُ في خمسِ ليالٍ: في ‏ليلةِ ‏الجمعةِ وليلةِ الأضحى وليلةِ الفطرِ وأولِ ليلةٍ منْ رجبَ وليلةِ النِّصفِ منْ شعبانَ).‏
قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى:
أُخِذَ علينا العهدُ العامُّ من رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن نُحيِيَ ليلتيِ العيدينِ بالصلاةِ ذاتِ الركوعِ والسُّجود؛ لأنَّ إحياءَهما بذلك هو المُتَبادِر إلى الأفهامِ، ويدُلُّ عليهِ عملُ السَّلَفِ الصالحِ كلِّهم بذلك، وإنْ كان الإحياءُ يحصُل بفعلِ كلِّ خيرٍ من قراءةٍ وتسبيحٍ وغيرِ ذلك، كالصَّلاة على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ.
قال سيِّدي عليٌّ الخوَّاصُ رضي الله عنه: ويجبُ أن يستعدَّ لقيامِ كلِّ ليلةٍ أرادَ العبدُ قيامَها بالجوعِ، سواءٌ ليلتيِ العيدينِ، أوِ الجمعةِ، أو ليلةِ النصفِ من شعبان، أو غيرِ ذلك، كالثُّلثِ الأخير من الليل إذا كان يقومه، فإنَّ مَنْ شبعَ قلَّ مددُه. انتهى.
وسمعته رضي الله عنه يقول: الحكمةُ في إحياءِ ليلتي العيدين أنَّه يعقُبهما يَوْمَا لهوٍ ولعبٍ، فيكون نورُ العبادة في هاتينِ الليلتين مُنْبَسِطاً على العبد، ويمتدُّ إلى النهار، فيمسك روحَ العبد من أن يرخي عِنانه بالكليَّة في ميدانِ الغفلةِ والسَّهو، بخلاف من بات نائماً إلى الصباح، أو غافلاً عن ربِّه، فإنَّه يُصبِح مُطلَقَ العِنانِ في الغفلات.
فانظر ما أحكمَ أوامرَ الشارعِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وما أشفقَه على دينِ أُمَّته، فإذا علمتَ ذلك فكلِّفْ نفسَك يا أخي في إحياء هاتينِ الليلتينِ ولو لم يكن لك بذلك عادةٌ، ولا تتعلَّل بأنَّ السهرَ يشقُّ عليك، فإننا نراك تسهر في ليالي الأعراس كذا وكذا ليلة، وربما كان ذلك من غير نيَّةٍ صالحةٍ ولا امتثالٍ لأمر الشارع، فامتثالُ ما أمركَ به أولى. انتهى.
3ـ الاغتسالُ والتَّنظُّفُ: يستحبُّ غُسْلُ العيدينِ، ويجوزُ الاغتسالُ قبلَ الفجرِ وبعدهُ، ويستحبُّ الغسلُ لِمَنْ يحضرُ الصَّلاةَ ولمنْ لا يحضرُها.
ويُستحبُّ التَّنظُّفُ بحلقِ الشَّعْرِ، وتقليمِ الأظافرِ، وإزالةِ الرائحةِ الكريهةِ من بدنهِ وثوبهِ.
كما يستحبُّ التَّطيُّبُ للرِّجالِ بأحسنِ ما يجدُ من الطِّيبِ..
أما الطيب بالنسبةِ للنساءِ عند خروجهنَّ من المنزلِ فمنهيٌّ عنهُ أشدَّ النهيِِ.. وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّمَ يرى بعضَ مظاهرِ التبرُّجِ، فيَلْفِتُ نظرَ النساءِ إلى أنَّ هذا فسقٌ عن أمرِ الله، ويَرُدُّهُنَّ إلى الجادَّةِ المستقيمةِ، ويُحَمِّلُ الأولياءَ والأزواجَ تَبِعَةَ هذا الانحرافِ، ويُنذِرُهُمْ بعذابِ الله.
فعن موسى بن يسار رضي الله عنه قال: مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف [يشتدُّ طيبه]، فقال لها أين تريدين يا أمة الجبار؟ قالت: إلى المسجد. قال: وتطيبت؟ قالت: نعم. قال: فارجعي واغتسلي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يقبلُ اللهُ صلاةً منِ امرأةٍ خرجتْ إلى المسجد وريحُها تَعْصِفُ حتَّى ترجعَ فتغتسلَ» [رواه أبو داود وابنُ ماجه وابن خزيمةَ واللفظ له]. وإنِّما أُمِرَتْ بالغُسْلِ لذهاب تلك الرائحة.
وعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ» [رواه مسلم].
ورويَ عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ تَرْفُلُ [تمشي خيلاء] فِي زِينَةٍ لَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ انْهَوْا نِسَاءَكُمْ عَنْ لُبْسِ الزِّينَةِ وَالتَّبَخْتُرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُلْعَنُوا حَتَّى لَبِسَ نِسَاؤُهُمْ الزِّينَةَ وَتَبَخْتَرْنَ فِي الْمَسَاجِدِ» رواه ابن ماجه.
لقد ازدادَ هذا الانحرافُ بشكلٍ عجيبٍ في هذه العصور المتأخِّرة، وسببُ ذلكَ هو الجهلُ وضعفُ الإيمانِ والتقليدُ الأعمى، وجاءت هذه الوسائلُ الحديثةُ فنفخَ أعداءُ الإسلامِ من خلالِها في هذا الانحرافِ حتى أوصلوهُ إلى غايتِهِ ومَداهُ، مما لا يجهلُهُ أحدٌ من الناس، فلا حاجة للحديث عن مظاهرِهِ المُبْتَذَلةِ التي أصبح من المعتادِ أن تُرى في المرأةِ المسلمة، وكذا في الرجلِ المسلمِ، فكان من نتائج هذا الانحرافِ أن كثُرَ الفِسْقُ، وانتشرَ الحرامُ، وانهدمَ كيانُ الأسرةِ أو كادَ، وأُهمِلَتِ الواجباتُ الدينيَّةُ، وتُرِكَتِ العنايةُ بالأطفالِ، واشتدَّتْ أزمةُ الزواج.. وبالجملةِ فقد أدَّى هذا التهتُّكُ إلى انحلالِ الأخلاقِ وتدميرِ الآدابِ التي اصطلحَ الناسُ عليها في جميع المذاهبِ والأديانِ.
وقد بلغَ هذا الانحرافُ حدّاً لم يكنْ يَخطُرُ على بالِ مسلمٍ، وتفنَّنَ دُعاةُ التَّحلُّلِ والتَّفَسُّخِ، واتَّخذوا أساليبَ للفسادِ والإفسادِ، ووضعوا لها منهجاً، وأعدُّوا لها خِططاً تشيب لها الوِلدان.. ولم يقتصرْ هذا الفسادُ على ناحيةٍ دونَ ناحيةٍ، بل تجاوزَها إلى دُورِ العلمِ ومعاهدِ التربيةِ وكُلِّيَّاتِ الجامعةِ.. وكانَ المفروضُ أن تُصانَ هذهِ الدُّورُ منَ الهُبوطِ حتَّى تَبقى لها حُرْمَتُها وكِيانُها المُقَدَّسُ.
ولا مَناص من وضعِ خُطةٍ حازمةٍ للخلاصِ من هذه الموبقات، وذلكَ بنشرِ الوعيِ الدينيِّ، وتبصيرِ الناسِ بخُطورةِ الاندفاعِ في هذا التيارِ الشديد.. وأن يبدأَ كلُّ فردٍ بنفسِهِ، ثم يدعوَ غيره.. والإشادةُ بالفضيلةِ والحِشْمَةِ والصيانةِ والتَّسَتُّرِ، والعملِ على شَغْلِ أوقاتِ الفراغِ حتى لا يبقى مُتَّسَعٌ منَ الوقتِ لمثلِ هذا العَبَثِ.
وثَمَّةَ أمورٌ أخرى هي من واجباتِ المسؤولينَ، وهم مسؤولونَ عنها، فالنبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [متفق عليه]
4ـ لُبْسُ أحسنِ الثيابِ: وأفضلُ ألوانها البياضُ، ويستوِي في تحسينِ الثِّيابِ والتَّنظُّفِ والتَّطيُّبِ وإزالةِ الشَّعرِ والرَّائحةِ الخارجُ إلى الصَّلاةِ والقاعدُ في بيتهِ، لأنَّهُ يومُ زينةٍ فاستَوَوْا فيهِ.
5ـ التَّبْكِيرُ: يستحبُّ التَّبكيرُ إلى صلاةِ العيدِ، ويكونُ التَّبكيرُ بعدَ الفجرِ، وهذا بالنِّسبةِ للمأمومينَ، أمَّا الإمامُ فيستحبُّ لهُ أن يتأخَّرَ في الخروجِ إلى الوقتِ الذي يُصلِّي بهم، للاقتداءِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
6- الأكلُ قبلَ العيدِ وبعدَه: يُسنُّ في عيدِ الفطرِ أنْ يأكلَ شيئاً قبلَ خروجهِ إلى الصَّلاةِ. والأفضلُ أنْ يكونَ المأكولُ تمراً ووِتراً، فإنْ لمْ يأكلْ في بيتهِ ففي الطَّريقِ أو المُصلَّى، ليَتَمَيَّزَ عيدُ الفِطرِ عمَّا قبلهُ منَ الصِّيامِ.
أمَّا في عيدِ الأضحى فيُسنُّ لهُ أنْ يُمسكَ عنِ الطَّعامِ حتَّى يعودَ منَ الصَّلاةِ.
7ـ المشيُ ومخالفةُ الطَّريقِ: يُسنُّ للمصلِّي أنْ يذهبَ ماشياً إلى المصلَّى أو المسجدِ، ولا يركبَ إلَّا لعذرٍ، كمرضٍ وضعفٍ وبُعْدٍ. ويسنُّ أنْ يذهبَ في طريقٍ، وأنْ يعودَ في طريقٍ أخرى.
ويستحبُّ أنْ يذهبَ في الطَّريقِ الأطولِ، لأنَّ الذَّهابَ أفضلُ منَ الرُّجوعِ، ويشهدُ لهُ الطريقان، وتكثيراً للأجرِ، ويسنُّ ذلك في سائرِ العباداتِ كالجمعةِ والحجِّ وعيادةِ المريضِ.
8ـ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها: ليسَ لصلاةِ العيدِ سُنَّةٌ قبلَها ولا بعدَها، لكنْ يجوزُ لغيرِ الإمامِ ‏التَّنفُّلُ يومَ العيدِ نفلاً مطلقاً بعدَ ارتفاعِ الشَّمسِ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها، سواءٌ في بيتهِ أمْ في المسجدِ ‏قبلَ حضورِ الإمامِ، لا بقصدِ التَّنفُّلِ لصلاةِ العيدِ، ولا كراهةَ في شيءٍ منْ ذلكَ، وكذلكَ بعدَها وبعدَ ‏استماعِ الخُطبةِ.‏
أمَّا الإمامُ فيُكرهُ لهُ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها.‏ وهذا عند السادة الشافعية.
أما عند السادة الحنفية: فيكره التنفُّل قبل صلاة العيد في المصلى اتِّفاقاً، وفي البيت عند عامَّتهم، كما يُكرَهُ التَّنَفُّل بعد صلاة العيد في المصلَّى اتِّفاقاً، ولا يكره في البيت، فلقد ورد أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خرجَ فصلَّى بهم العيدَ، ولم يصلِّ قبلَها ولا بعدَها. متَّفق عليه.
9ـ حضورُ النِّساءِ والصِّبيانِ المُمَيِّزينَ: يستحبُّ للصِّبيانِ المُمَيِّزينَ وللنِّساءِ غيرِ ذواتِ الهيئاتِ حضورُ صلاةِ العيدِ، وأمَّا ذواتِ الهيئاتِ فيُكرهُ حضورهُنَّ، ويَخرجْنَ تَفِلاتٍ غيرَ عطراتٍ في ثيابٍ عاديَّةٍ لئلَّا يدعُو ذلك إلى الفسادِ. لما جاءَ عنِ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالتْ: (لَوْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ بَعْدَهُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ أَوَ مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ) رواهُ ابنُ خُزيمةَ في صحيحهِ.
10ـ كمَا يُنْدَبُ أنْ يزورَ الأمواتَ بعدَ الصَّلاةِ، كما يزورُ الأحياءَ منَ الأرحامِ والأصحابِ، إظهاراً للفرحِ والسُّرورِ، وتوثيقاً لِعُرَى المحبَّةِ والأُخُوَّةِ، وأن يُظْهِرَ الفرحَ بطاعةِ اللهِ تعالى وشكرِ نعمتهِ، ويَتَخَتَّمَ، ويُظهِرَ البشاشةَ في وجهِ منْ يلقاهُ منَ المؤمنينَ، ويكثرَ الصَّدقةَ حَسَبَ طاقتهِ.
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو

منْ كتابِ: الأذكارِ للإمامِ النَّوويِّ رحمهُ الله تعالى. ولواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية للإمام الشعراني رحمه الله تعالى. والفقهِ الإسلاميِّ للدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله تعالى. وكتابِ المُعتمدِ في الفقهِ الشَّافعيِّ للدكتورِ محمَّد الزُّحيليِّ حفظهُ اللهُ تعالى. والموسوعةِ الفقهيَّةِ الكويتيَّة. وغيرها.
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
الإخوة الكرام:
سيبدأ إن شاء الله تبارك وتعالى بث صوتي مباشر لمجلس ذكر وعلم..
بعناية الشيخ محمد عبد الله رجو
وذلك في الساعة التاسعة والنصف تقريباً (9:30) بتوقيت مكة المكرمة مساء هذا اليوم السبت 29 / رمضان / 1446 هجرية.
رابط مكسلر:
https://mixlr.com/رياض-الجنة--2
رابط فيس بوك:
https://www.facebook.com/riyaduljenne
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أيها الإخوة المؤمنون في كلِّ مكان:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبَّل الله تعالى منا ومنكم، عيدكم مبارك وأحياكم الله تبارك وتعالى لأمثاله، ونسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظنا وإياكم على الاستقامة حتى نلقاه وهو راض عنا..
ونسأله جل وعلا فرجاً قريباً عاجلاً لهذه الأمة.
اللهم أصلح أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم فرِّج عن أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارحم أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ورُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك ردّاً جميلاً ..
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو الحيُّ الذي لا يموت، وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
نستقبل بالرِّضا والتسليم لقضاء الله وقدره نبأَ وفاة الأخ الصادق الوفيِّ المحبِّ المحبوب الدكتور عيسى حدَّاد رحمه الله تعالى، لقد كان شيخنا سيدي أحمد فتح الله جامي رحمه الله تعالى يحبه حباً جماً ويثق به، ويثني عليه في غيابه، رحمه الله تعالى وألحقه بالصالحين وبمن سبقه من أحبابه المحبين المحبوبين، ونسألُ الله تعالى الكريم أن يتغمَّده بواسع رحمته، وأن يتقبَّله بقبولٍ حسن في عباده الصالحين.
وعزاؤنا لأهله وأقاربه وأرحامه.. أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر الله لنا وله وعفا الله عنا وعنه، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
اللهم اكتبه عندك في المحسنين، واجعل كتابه في علِّيين، واخلُفه في أهله في الغابرين، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنَّا بعده، واغفر لنا وله برحمتك يا أرحم الرَّاحمين.
إنَّ لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمًّى، فلنصبر ولنحتسب..
ألهمنا الله تعالى وإياكم عند المصائب صبراً، وأحرَز لنا ولكم بالصبر أجراً... ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
⁠⁠⁠ محمَّد عبد الله رجو
عن أبي أيوب رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوَّال كان كصيام الدهر). رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
2025/07/13 15:49:57
Back to Top
HTML Embed Code: