الأم أعجب مخلوقات الله..

(الله أرحم بعباده من هذه بولدها)

(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )

هناك ارتباط بين التوجه إلى الله والهداية؛ فكلما ذهب المرء إلى الله هداه في كل شؤونه، وتكون الهداية بحسب القرب والبعد؛ فكلما اقترب فتح الله له من هداياته وتوفيقه..

وكلما كنت على مفترق الطرق فاسلك هذا الطريق:
( إني ذاهب إلى ربي)..

واجعل جواب ( إلى أين؟) في كل حياتك..
( إني ذاهب إلى ربي)..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚكَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
قد يكون في القلب تطلع حول التحايل على نصوص الله، فيرسل الله له اختبارا ليبين تحايله وعدم التزامه بالنص، وهذا خلاف العبودية والتزام الأمر وعدم التحايل عليه..وفسق اليهود كان سببا لابتلاء الله لهم بالسبت، وكم من قلب فيه فسق أرسل الله مسائل وأراه أوجها من التحايل على النص؛ ليختبر التزامه أو تحايله..
ولعلك لمست من هذه الآية أن الذي يتحايل على نصوص الله ويخرجها عن مرادها بتأويلات بعيدة فعمله فسق وهو مقتدٍ باليهود في تحايلهم؛ مهما كانت صفته الشرعية أو مرتبته في العلم؛ فالمتحايلون أحبار اليهود، ولم ينفعهم علمهم عندما لم يكن عندهم إيمان يلزمهم الثبات عند حدود الله وعدم تجاوز نصوصه، والتحايل عليها..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة)..

هذه من القواعد في التعامل مع الناس؛ فبعض الناس يخطئ على غيره؛ ثم يقول نيتي طيبة، وقلبي طيب؛ وهذا جهل وخطأ؛ فالناس عليها ما ظهر منك، وأما القلوب فهي عند الله؛ فحافظ على ظاهرك ولا تعتذر بسريرتك الطيبة عندما تسيء.. وفي الطرف الآخر لا تجعل السريرة عذرًا لمن يسيء لك ظاهرًا وبخاصة أمام الناس؛ فعامله بظاهره، ولا تجعل تبريره بحسن السريرة سببا لكثرة التجاوز والحماقة..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

"سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني فِي النوم فقلتُ: ما فعل اللَّه بك يا أبا أيوب؟
قال: غفر لي.
قلت: بماذا؟
قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك"
تاريخ بغداد ٩/ ٤٩

قال ابن تيمية :
" غَايَةُ الْكَرَامَةِ لُزُومُ الِاسْتِقَامَةِ ، فَلَمْ يُكْرِمْ اللَّهُ عَبْدًا بِمِثْلِ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ وَيَزِيدُهُ مِمَّا يُقَرِّبُهُ إلَيْهِ وَيَرْفَعُ بِهِ دَرَجَتَهُ " .

كَانَ حَيْوَةُ بن شريح يتصدق فيعوضه الله تعالى مالًا، وسمع ابن عم له بذلك فتصدق، ولم يجد عوضًا من المال؛ فقال لحيوة: لماذا أنت يعوضك الله وأنا لا؟

فَقَالَ حيوة: "أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِينٍ ، وَأَنْتَ أَعْطَيْتَهُ تَجْرِبَة".
سير أعلام النبلاء ٦/ ٤٠٥

وهذه تقع لبعض الناس فعندما يسمع بشخص تصدق وأتاه عوض من الله، يتصدق من باب التجربة؛ يجرب كرم الله، ومثل هذا يجازى بالحرمان؛ لأن التعامل مع الله يكون بيقين، والله لا يجرب بل نحن البشر الخاضعون للتجربة..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

في العلاقات الأسرية: كل شخص له حق وعليه واجب؛ حقوق وواجبات زوجية، حقوق وواجبات الوالدين، حقوق وواجبات الأولاد، حقوق وواجبات الإخوة؛
فالمطلوب من كل واحد أن يعرف الواجب عليه وحقوقه؛ ثم يقوم بواجبه؛
فإن قام البيت كل منهم بواجبه كان بيتا سعيدًا متآلفًا يعيشون في جنة وهم في الدنيا..
فإن قصر أحد بواجبه فيُذكّر ويُطلب منه القيام به، فإن استجاب فالحمد لله، وإن لم يستجب فلا يكون ذلك سببا لتقصير الطرف المقابل بواجبه؛ لأن الله سيسأل يوم القيامة كل شخص عن واجباته، وليس من الأعذار التفريط لأن الزوج أو الزوج أو الوالد أو الولد أو الأخ فرطوا.
ومن أسباب سعادة المرء أن يؤدي واجبه على أكمل وجه سواء قام غيره بواجبه أم لم يقم!
ومن أسباب شقائه أن يظل ملتفتًا لواجبات الناس هل أدوها أم لا؟ثم يحسن إذا أحسنوا ويفرط إذا فرطوا..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

الله عدل؛ وزع الأرزاق على الخلق، ولم تكمل الحياة لبشر؛ فلا بد من نقص؛ فبعضهم جعل نقصه في الدين، وبعضهم في الأمن، وبعضهم في الصحة، وبعضهم في الولد، وبعضهم في الاستقرار، وبعضهم في البدن، وهكذا..
ومن رحمة الله أن يكون نقص البشر في المال، أو في مرض غير مقعد، أو في هم غير دائم ولا مزعج..
ومن سعادة المرء أن يملأ الله قلبه بالقناعة، والرضا، وأن يجعله يفكر في الموجود، ويشكره عليه..
وكلما حاول الشيطان صرفه إلى موجودات الآخرين رزقه الله التفكر في النقص الذي عندهم؛ كي يحمد الله أن فضله عليهم بأمور كثيرة..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

قال رسول الله ﷺ :" الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما"

من أسباب البركة الصدق والتبيين، ويمحق البركة الكذب والكتمان؛ ومن الكتمان إخفاء عيوب السلعة؛ مثل: من يعلم أن في سيارته عيبًا فيبيعها ( كومة حديد) أو ( سكر وماء) أو ( ملح وماء) ثم يقول للمشتري لك حرية الفحص؛ فإن كان يعلم أن فيها عيبا فهذا غش ولا يجوز ولا ينفعه ( البراءة من العيوب)؛ وإن كان لا يعلم بالعيب فهذا جائز؛ والإنسان يتعامل مع الله قبل أن يتعامل مع الناس، والله يعلم السر وأخفى..
وهذا ليس خاصًا في البيع فقط بل في كل تعاملات المسلمين فلا بد من الصدق والتبيين، وأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

قال ابن تيمية:‏
‏" أمّا طلبُ حفظ القرآن ؛ فهو مُقدَّم على كثيرٍ ممّا يّسمّيه النّاسُ علماً !".
‏
‏الفتاوى الكبرى ٢٣٥/٢.

قال الإمام الشافعيّ رحمه الله:
"من أحبّ أن يفتح الله قلبه ويرزقه الحكمة فعليه بالخلوة وقلّة الأكل وترك مخالطة السفهاء وبعضِ أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب"
"مناقب الشافعي" للبيهقي 2/ 172.

العجيب أنّ الإمام الشافعي قرن أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب بالسفهاء؛ فجعلهم بمرتبة السفهاء في كون مخالطتهم تظلم القلب وتغلق أبواب الحكمة؛ وهذه من حكمة الشافعي؛ فالعلم دون أدب وإنصاف وبال وبلاء على صاحبه وعلى من يخالطه أو يستمع له..

فأول ما تبحث عنه في طالب العلم التقوى وخوف الله والعقل والمروءة، فإذا وجدت طالب علم بهذه الصفات فتمسك به فهذا قد نال الكمال البشري وهو من نعم الله الكبيرة ومن سعادة الدنيا، فالمرء على دين خليله، وكل قرين بالمقارن يقتدي..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

د. عاصم اللحيدان حفظه الله

كثير من الناس يملكون كنزًا ولكنهم حزينون؛ لأنهم ينظرون إلى الفتات الذي بأيدي غيرهم..
وأكبر كنز في الدنيا هو الدين والقرآن وقد قال الله للمسلمين (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)؛
وجاء في تفسير الطبري: "فإن الإسلام الذي دعاهم إليه ، والقرآن الذي أنـزله عليهم، خيرٌ مما يجمعون من حُطَام الدنيا وأموالها وكنوزها"
فهذه الآية تصحح للمسلم نظره وتقويمه للأمور؛ فمن رزق الدين والقرآن فقد رزق أعظم شيء في الدنيا وهو خير مما يجمعه أهل الأرض من مال ومناصب ودنيا، بل هي فتات وحطام أمامه..
فإن وجدت متدينًا ويحفظ القرآن حزينا لأنه ينظر لأهل الدنيا فاعلم أنه إلى الآن لم يعرف قيمة ما يملك، ولم يعش مع القرآن ويتفهمه ويتدبره ولو رزق ذلك لفرح كما قال الله ( فليفرحوا) وأغناه القرآن عن كل شيء..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

في رِحـلةِ العُـمرِ و الأيَّـامُ مُسرعَـةٌ
لا تنسَ مَن أنتَ، أو مَا وجهةُ السَّفَرِ