إبداعات العلماء والمؤلفين، لراشد البداح

الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله، الفتاوى السعدية، ضمن مجموع مؤلفاته ٢٦/ ٨٥

لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ...

غزوة تبوك غزوة العسرة، ومع طول أيامها التي بلغت خمسين يومًا، فقد سماها الله ساعة..
ولعل من الحكم أن العسرة لا تمتد في اتباع الرسول ﷺ؛ بل تكون في الساعة الأولى عند اتخاذ القرار؛ فإذا عزم واتبع الرسول ﷺ فما يلقاه بعد ذلك فهو هين؛ فإن الله يجعل في قلبه من الأنس والانشراح ما ينسيه كل ما أصابه أو يصيبه، وينزل الله على قلبه من برد اليقين وسكينة الروح ما يشعر أنه في نعيم ويسر وإن كان ظاهره مشقة وعسر..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

أمس زرت أحد الأصدقاء وقال لـي: كنتُ أتصدق عن خالتي المتوفاة من زمن كل يوم بريالٍ واحد فقط؛ ثم انشغلت ونسيت أن أتصدق عنها مدة من الزمن؛ فأتتني في النوم فقالت: يا فلان أنا زعلانة عليك كنت تزورني ثم قطعتني؛ فسأل أحد المفسرين فقال: كنت تصلها بهذه الصدقة فقطعت الصدقة عنها، وهي تريد منك الاستمرار في وصلها!

لا تنسوا أمواتكم فهم يفرحون بوصلهم في الدعاء والصدقة والأعمال الصالحة، فقد انقطعوا عن العمل ولم يبق لهم إلا ثلاثة أنهار أنتم أحدها، فلا تقفوا عن الجريـــان..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

لا تبحث عن الذي قيل من ورائك، وفرّ من مجالسة من ينقل لك كلام الناس فيك؛ فالأذى في السماع، وما لم تسمع فكأنه لم يُقل؛ يقول الشاعر:
فإن الذي يؤذيك منه سماعه
وإن الذي قالوا وراءك لم يُقلْ

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

بعض طلبة العلم يتنقل من عبادة إلى عبادة، ومن خير إلى خير؛ ثم في آخر اليوم يأتيه ضيق لأنه لم ينجز شيئًا؛ وهذه من الإشكالات أن يُربط الإنجاز بالأشياء المادية المحسوسة؛ بل بعضهم يربطها في القراءة والدرس العلمي والتأليف فقط، وهذا فهم قاصر للهدف الأسمى..
والإنجاز ليس مقصورًا على الأشياء المحسوسة، فهناك أشياء معنوية ولا ترى هي أكبر إنجازًا من الأشياء المادية المحسوسة..
فذكر الله في الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، وسلامة القلب، وصلة الرحم، والابتسامة، والصبر وتحمل الأذى، والكلمة الطيبة، والقيام على أمر البيت، وإجابة الدعوة، وغيرها، كلها إنجازات..
فمن حصر الإنجازات فقد ضيق واسعا وزاد من تعب النفس وضيق الصدر، وقد يؤدي به ذلك إلى الانقطاع..
تذكر أن الهدف الأسمى هو الجنة فادخلها من أي باب..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ

العصيان سبب الحرمان..


https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

فـي السفر قد تصل إلى أراضٍ لم يُسجد عليها لله منذ زمن طويل؛ فاجعل لك فيها سجدة؛ فالأرض لها مشاعر فهي تحب وتكره بل وتبكي على الفراق ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ)؛ وسياتي يوم تتحدث فيه عن أخبارها : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)، فاجعل لك في كل أرض تحل بها خبرًا يسعدك سماعه يومئذ..

قَدِمَ علَى النَّبيِّ ﷺ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إذَا وجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أخَذَتْهُ، فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأَرْضَعَتْهُ،
فَقَالَ لَنَا النَّبيُّ ﷺ : أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ؟
قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى ألَّا تَطْرَحَهُ،
فَقَالَ: لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا.

قد يكون الحل جزءًا من المشكلة؛ لذا بعض المشكلات حلها هو تركها حتى تتفكك وتنتهي من نفسها..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ)

بعض التيسير ابتلاء؛ ليعلم الله صدق إيمانك..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

خرج من المنزل؛ طفل صغير بالكاد يمشي، اعترض الطريق، فأتت سيارة كبيرة مسرعة جدًا؛ فلما وصلته سقط فمرت من فوقه؛ لا السائق رآه، ولا هو أدرك شيئا، ثم خرجت أمه فأخذته..
كبر، فمرت عليه ظروف فسقط فخيم الإحباط على قلبه.. وصار في فكره وديان من الشك والحيرة..
ستقوم يا أخي ستقوم، والذي أسقطك في طفولتك لتمر السيارة، هو الذي أسقطك الآن لتمر أقدار وأمور أنت لا تعرفها ولا تتحملها.. وستقوم بعدما تمر..
وستقف على شرفة عمرك في آخر الحياة وستنظر إلى الطريق الذي سرت معه وستحمد الله على كل ما رسمه لك، ثم ترفع بصرك إلى السماء وتقول: في الرفيق الأعلى بكل يقين واطمئنان

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

أحد كبار السن يقول لابنه:
ياولدي؛ إذا أذن لصلاة الفجر أتضايق!

كان مستمتعًا بقيام الليل والأنس بالله ومناجاته، وود أن الوقت يطول..
وحُق له..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

قد تكون أبسط النعم عندك، والتـي لا تلقي لها بالًا، هي الدعاء الذي يلح به غيرك على الله إلحاحًا شديدًا ليحققه له؛ ففكر في أدق النعم واشكرها، لتبقى وتؤجر عليها، واحذر الغفلة عن الشكر فهي باب كفران النعم، وطاردة لها..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

أنت تميل إلى النقطة التي تنظر إليها؛ فركز النظر على هدفك..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

من مقاصد الدين تحقيق العبودية لله والاستسلام له؛ وعدم ربط الاستجابة لأمره برغبة النفس، فكم من أمر فرضه الله، وهو يعلم أنه ثقيل على النفس وهي لا تحبه؛ ليختبر استسلامك له، والانقياد لأمره؛ وقد اختبر الله الصحابة رضي الله عنهم فقالوا ( سمعنا وأطعنا)، واختبر آخرين فقالوا (سمعنا وعصينا)..
والاختبار مستمر..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

لا تقف طويلًا أمام باب مغلق؛ فقد أغلقه الله لحكمة، فغيّر مكانك، فستجد أرزاقًا كثيرة، وأبوابًا مفتحة، وستحمد العاقبة..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

صلاح والديك من مصلحتك، فأعنهم على ذلك، فإن أراد أحدهما صيامًا فلا تقف في وجهه، وإن أراد حفظ القرآن فيسر له كل الطرق ووفر كل ما يعينه عليه من أجهزة ووسائل، وأحضر له ما يذكره بذكر الله مثل: السبحة وغيرها، وساعده على صلة الأرحام، وإن كان هو الكبير فيهم، ولا تفتح على قلبه باب الشيطان بأن فلانا قصر وفلانة لا تستحق، وإذا أراد الإكرام وفتح بابه للناس فأعنه وبين له سرورك بذلك وقف معه، ولا تضيّق صدره وتتأفف، وإن أراد الصدقة فبين له أجرها، وأعطه من مالك ليتصدق به..
ساعدهما على كل بر وصلة وخير ونفع، فهذا أعلى درجات البر، وأنت المستفيد من وراء ذلك كله، فالله سيحفظك ويحفظ أولادك بصلاح والديك كما جاء في سورة الكهف (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ)..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar