NR07715 Telegram 32228
الخروج قبل القائم الحلقة 3


ذكرنا في الحلقة الأولى والثانية ثلاث روايات من الروايات التي تنهى عن الخروج قبل القائم وناقشناهما، وسنكمل في هذه الحلقة:

- الرواية الرابعة:
عن سدير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا سدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار ، فاذا بلغك أن السفياني قد خرج ، فارحل إلينا ولو على رجلك.

والاستدلال من خلال هذه الرواية على عدم مشروعية الخروج قبل القائم يتوقف على أمرين:

- الأول: الغاء خصوصية سدير، وذلك بالقول أن الأمر في الرواية وإن كان موجهاً لسدير، لكننا نجزم بعدم وجود خصوصية لسدير، فنعمم الأمر بلزوم البيت والنهي عن القيام لجميع المكلفين.


- الثاني: أن الأمر بلزوم البيت وعدم القيام مع أحد دليل على عدم مشروعية كل الحركات التي تقوم قبل القائم بمختلف أصنافها.


فإذا تم هذين الأمرين معاً تم الاستدلال بالرواية، وإذا لم يتما أو لم يتم أحدهما فالاستدلال بالرواية على عدم مشروعية القيام غير تام.

والظاهر أن كلا الأمرين غير تامين:

- أما الأمر الأول: فلا يمكننا الجزم بعدم خصوصية سدير، بل يمكننا الاطمئنان بوجود الخصوصية له، وذلك حيث كان سدير - رغم تشيعه - كان عجولاً وسريع التأثر بالحركات المشبوهة، حيث روي عن سدير الصيرفي، قال: " دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود. فقال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك و شيعتك وأنصارك. والله لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) مالك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي. فقال: يا سدير، وكم عسى ان تكونوا؟ قلت: مأة ألف، قال: مأة ألف؟ قلت: نعم، ومأتي ألف. قال: مأتي الف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا.
قال: فسكت عني، ثم قال: يخف عليك ان تبلغ معنا إلى ينبع؟ قلت: نعم. فأمر بحمار وبغل ان يسرجا، فبادرت فركبت الحمار، فقال: يا سدير، ترى ان تؤثرني بالحمار؟
قلت: البغل أزين وأنبل، قال: الحمار أرفق بي. فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: يا سدير، انزل بنا نصلي، ثم قال: هذه أرض سبخة لا يجوز الصلاة فيها، فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء، ونظر إلى غلام يرعى جداء فقال:
والله يا سدير، لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود. ونزلنا وصلينا، فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها، فإذا هي سبعة عشر. ".
الكافي 2/242.

وهكذا ما روي عن تأثره بحركة أبي مسلم الخراساني وعرضه على الإمام القيام معهم.

ومن المعلوم أن وجود احتمال الخصوصية يكفي لعدم إمكان الغاء الخصوصية، فكيف ونحن نطمئن بوجود الخصوصية لسدير؟!
لذا، فالأمر الأول غير ثابت.


- الأمر الثاني: حتى لو سلمنا بعدم وجود خصوصية لسدير وأن النهي عن القيام عام، فهل النهي يدل على عدم مشروعية كل قيام؟
وللإجابة عن ذلك يمكن القول أن الأمر بعدم القيام شيء، ومشروعية القيام أو عد مشروعيته شيء آخر، فقد يكون القيام مشروعاً لكن لبعض المصالح لا يأمر الإمام بالقيام معه، أو يأمر بعدم القيام معه، ولا يضر ذلك بمشروعية نفس التحرك.
وهنالك عدة شواهد على ذلك، من ضمنها حركة زيد الشهيد، فرغم مشروعية تحركه إلا أن الأئمة لم يأمروا بالخروج معه.
والنهي الوارد في هذه الرواية لو كان نهياً عاماً كما هو مقتضى لسان الرواية، فهو يشمل راية الخراساني واليماني أيضاً، مع أنهما قطعاً رايات مشروعة، ومن هنا يتبين عدم تمامية الأمر الثاني أيضاً.

وبهذا يتبين عدم تمامية دلالة الرواية عدم عدم مشروعية القيام قبل القائم.


تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot



tgoop.com/nr07715/32228
Create:
Last Update:

الخروج قبل القائم الحلقة 3


ذكرنا في الحلقة الأولى والثانية ثلاث روايات من الروايات التي تنهى عن الخروج قبل القائم وناقشناهما، وسنكمل في هذه الحلقة:

- الرواية الرابعة:
عن سدير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا سدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار ، فاذا بلغك أن السفياني قد خرج ، فارحل إلينا ولو على رجلك.

والاستدلال من خلال هذه الرواية على عدم مشروعية الخروج قبل القائم يتوقف على أمرين:

- الأول: الغاء خصوصية سدير، وذلك بالقول أن الأمر في الرواية وإن كان موجهاً لسدير، لكننا نجزم بعدم وجود خصوصية لسدير، فنعمم الأمر بلزوم البيت والنهي عن القيام لجميع المكلفين.


- الثاني: أن الأمر بلزوم البيت وعدم القيام مع أحد دليل على عدم مشروعية كل الحركات التي تقوم قبل القائم بمختلف أصنافها.


فإذا تم هذين الأمرين معاً تم الاستدلال بالرواية، وإذا لم يتما أو لم يتم أحدهما فالاستدلال بالرواية على عدم مشروعية القيام غير تام.

والظاهر أن كلا الأمرين غير تامين:

- أما الأمر الأول: فلا يمكننا الجزم بعدم خصوصية سدير، بل يمكننا الاطمئنان بوجود الخصوصية له، وذلك حيث كان سدير - رغم تشيعه - كان عجولاً وسريع التأثر بالحركات المشبوهة، حيث روي عن سدير الصيرفي، قال: " دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود. فقال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك و شيعتك وأنصارك. والله لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) مالك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي. فقال: يا سدير، وكم عسى ان تكونوا؟ قلت: مأة ألف، قال: مأة ألف؟ قلت: نعم، ومأتي ألف. قال: مأتي الف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا.
قال: فسكت عني، ثم قال: يخف عليك ان تبلغ معنا إلى ينبع؟ قلت: نعم. فأمر بحمار وبغل ان يسرجا، فبادرت فركبت الحمار، فقال: يا سدير، ترى ان تؤثرني بالحمار؟
قلت: البغل أزين وأنبل، قال: الحمار أرفق بي. فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: يا سدير، انزل بنا نصلي، ثم قال: هذه أرض سبخة لا يجوز الصلاة فيها، فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء، ونظر إلى غلام يرعى جداء فقال:
والله يا سدير، لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود. ونزلنا وصلينا، فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها، فإذا هي سبعة عشر. ".
الكافي 2/242.

وهكذا ما روي عن تأثره بحركة أبي مسلم الخراساني وعرضه على الإمام القيام معهم.

ومن المعلوم أن وجود احتمال الخصوصية يكفي لعدم إمكان الغاء الخصوصية، فكيف ونحن نطمئن بوجود الخصوصية لسدير؟!
لذا، فالأمر الأول غير ثابت.


- الأمر الثاني: حتى لو سلمنا بعدم وجود خصوصية لسدير وأن النهي عن القيام عام، فهل النهي يدل على عدم مشروعية كل قيام؟
وللإجابة عن ذلك يمكن القول أن الأمر بعدم القيام شيء، ومشروعية القيام أو عد مشروعيته شيء آخر، فقد يكون القيام مشروعاً لكن لبعض المصالح لا يأمر الإمام بالقيام معه، أو يأمر بعدم القيام معه، ولا يضر ذلك بمشروعية نفس التحرك.
وهنالك عدة شواهد على ذلك، من ضمنها حركة زيد الشهيد، فرغم مشروعية تحركه إلا أن الأئمة لم يأمروا بالخروج معه.
والنهي الوارد في هذه الرواية لو كان نهياً عاماً كما هو مقتضى لسان الرواية، فهو يشمل راية الخراساني واليماني أيضاً، مع أنهما قطعاً رايات مشروعة، ومن هنا يتبين عدم تمامية الأمر الثاني أيضاً.

وبهذا يتبين عدم تمامية دلالة الرواية عدم عدم مشروعية القيام قبل القائم.


تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot

BY عاشقة الحسين ♥️


Share with your friend now:
tgoop.com/nr07715/32228

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: In handing down the sentence yesterday, deputy judge Peter Hui Shiu-keung of the district court said that even if Ng did not post the messages, he cannot shirk responsibility as the owner and administrator of such a big group for allowing these messages that incite illegal behaviors to exist. Deputy District Judge Peter Hui sentenced computer technician Ng Man-ho on Thursday, a month after the 27-year-old, who ran a Telegram group called SUCK Channel, was found guilty of seven charges of conspiring to incite others to commit illegal acts during the 2019 extradition bill protests and subsequent months. The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said.
from us


Telegram عاشقة الحسين ♥️
FROM American