الدّاعية الصّغيرة

-لنَكُن جادّين قليلًا..

رأيتم الدُّنيا، لاحظتم الأحداث، أدركتم سرعة الأيام وكثرة الفتن وشديد البلاء! رأيتم كم قناعٍ سقط، كم قلبٍ انطفأ، كمّ همَّةٍ ذَبُلَت، وعايَشتُم أصنافًا من النّاس، بين مؤمنٍ ثابتٍ ومنافق مرتجف، ومن يتلوَّن كحرباء ساكنة، وأدركتم خطر العدوّ سلاحًا وإعلامًا، رأيتم خنوع المسؤول، وخوف المتسلّط، وجُبن من يدّعي القُوّة، مَن لا يقف على أرضٍ صلبةٍ اليوم، كاد يسقط، يتزلزل الإيمان في نفسه عند أوّل ريحٍ عاتيةٍ أو نسمة منها.

لذلك تحمّل مسؤوليّة قلبك، تحمّل مسؤوليّة ثباتك، ثمار الغد مرهونة بغراس اليوم، بقدر جهدك، وصدقك، وإخلاصك، بقدر الإيمان الثابت العميق فيك، بقدر لا إله إلّا الله، تعيش لها وبها ومعها، بقدر حرصك على أُمّتك، وخلوتك، وعبادتك، وثغرك، بقدر حرصك على التّفاصيل التي لا يراها أحد، كُلّ سجدةٍ صادقة، ودمعةٍ دافئة، وتوبةٍ راسخة، وعملٍ لله! بقدر هذا تُبنىٰ نفسك ولا تنهار، بقدر ما تتمسّك بأورادِك، وقرآنك، وصلاتك، بقدر الدّعاء بيدٍ مرتعشةٍ وقلبٍ بكّاء، بقدر اتّزانك، والتزامك، وحَزمك، وعزمك، لن تنالَ نَصرًا دون صبر، ولن تصل الغاية دون تضحية.

لن يشفع لك الفراغ، الرّاحة ستخذلك، والتّسويف سيقتلك، ولن تجد ثمرةً من كثرة التّأجيل، ولن تحصد غرسًا ما لَم تُحرّك ساعدك، ستَمُرّ الأيّام وأنت تتفرّج، ستَعبُر الأحداث وأنت في مكانك، حرام يا فَتىٰ ألّا تتغيّر بعد كلّ هذه الرسائل، بعد كلّ هذه المصائب والآلام، حرام أن تبقىٰ كما كنت قبلها! لا قلب لك! انتبه عليك، الأُمّة قويّة بمجموعها، إن تراخىٰ الأفراد، كيف للمجموع أن يستقرّ، ويستمرّ، ويُحدث في التاريخ فارقًا؟

نجلس اليوم على [كنبة] نتفرّج، وهناك [كنبة] حرّكت العالم بعدها، ليس الأمر بها، إنّما بمن أعطىٰ للجلوس قيمته! فجلوسٌ على عرشٍ مصطنعٍ فارغ!
لا يشبه جلوس محاربٍ مُثخَنٍ ثابت، وجلوسُك اليوم إن لَم يصنع فارقًا، تقوم بعده مختلفًا عمّا كنت فيه، فأنت تلعب! وستُدرك غدًا أنّ الرّاحة التي رَجَوتَها اليوم، لن تنالها غدًا، وأن عُمرًا عظيمًا قد فات، انتبه، أتتنا رسائل وإضاءات ومنبّهات، أبعد كلّ هذا نتفرّج؟ أنت من الآن تختلف عن أمس، وإلّا تتخلّف عن أُمّةٍ كاملة! ..

-أ.قُصيّ العُسَيلي

www.tgoop.com/omalhalaa/20578

312 views𝓛𝓪𝓲𝓵𝓪 𝓪𝓵 𝓐𝓺𝓻𝓫𝓲, Oct 26, 2024 at 14:25

-لنَكُن جادّين قليلًا..

رأيتم الدُّنيا، لاحظتم الأحداث، أدركتم سرعة الأيام وكثرة الفتن وشديد البلاء! رأيتم كم قناعٍ سقط، كم قلبٍ انطفأ، كمّ همَّةٍ ذَبُلَت، وعايَشتُم أصنافًا من النّاس، بين مؤمنٍ ثابتٍ ومنافق مرتجف، ومن يتلوَّن كحرباء ساكنة، وأدركتم خطر العدوّ سلاحًا وإعلامًا، رأيتم خنوع المسؤول، وخوف المتسلّط، وجُبن من يدّعي القُوّة، مَن لا يقف على أرضٍ صلبةٍ اليوم، كاد يسقط، يتزلزل الإيمان في نفسه عند أوّل ريحٍ عاتيةٍ أو نسمة منها.

لذلك تحمّل مسؤوليّة قلبك، تحمّل مسؤوليّة ثباتك، ثمار الغد مرهونة بغراس اليوم، بقدر جهدك، وصدقك، وإخلاصك، بقدر الإيمان الثابت العميق فيك، بقدر لا إله إلّا الله، تعيش لها وبها ومعها، بقدر حرصك على أُمّتك، وخلوتك، وعبادتك، وثغرك، بقدر حرصك على التّفاصيل التي لا يراها أحد، كُلّ سجدةٍ صادقة، ودمعةٍ دافئة، وتوبةٍ راسخة، وعملٍ لله! بقدر هذا تُبنىٰ نفسك ولا تنهار، بقدر ما تتمسّك بأورادِك، وقرآنك، وصلاتك، بقدر الدّعاء بيدٍ مرتعشةٍ وقلبٍ بكّاء، بقدر اتّزانك، والتزامك، وحَزمك، وعزمك، لن تنالَ نَصرًا دون صبر، ولن تصل الغاية دون تضحية.

لن يشفع لك الفراغ، الرّاحة ستخذلك، والتّسويف سيقتلك، ولن تجد ثمرةً من كثرة التّأجيل، ولن تحصد غرسًا ما لَم تُحرّك ساعدك، ستَمُرّ الأيّام وأنت تتفرّج، ستَعبُر الأحداث وأنت في مكانك، حرام يا فَتىٰ ألّا تتغيّر بعد كلّ هذه الرسائل، بعد كلّ هذه المصائب والآلام، حرام أن تبقىٰ كما كنت قبلها! لا قلب لك! انتبه عليك، الأُمّة قويّة بمجموعها، إن تراخىٰ الأفراد، كيف للمجموع أن يستقرّ، ويستمرّ، ويُحدث في التاريخ فارقًا؟

نجلس اليوم على [كنبة] نتفرّج، وهناك [كنبة] حرّكت العالم بعدها، ليس الأمر بها، إنّما بمن أعطىٰ للجلوس قيمته! فجلوسٌ على عرشٍ مصطنعٍ فارغ!
لا يشبه جلوس محاربٍ مُثخَنٍ ثابت، وجلوسُك اليوم إن لَم يصنع فارقًا، تقوم بعده مختلفًا عمّا كنت فيه، فأنت تلعب! وستُدرك غدًا أنّ الرّاحة التي رَجَوتَها اليوم، لن تنالها غدًا، وأن عُمرًا عظيمًا قد فات، انتبه، أتتنا رسائل وإضاءات ومنبّهات، أبعد كلّ هذا نتفرّج؟ أنت من الآن تختلف عن أمس، وإلّا تتخلّف عن أُمّةٍ كاملة! ..

-أ.قُصيّ العُسَيلي

BY الدّاعية الصّغيرة