يا شيبةَ الخضر فينا
ويا أول اللقاءات عند مجمع القلبين
ويا عمرنا الذي كرمى لعينيك اتخذ سبيلهُ في البحر سربا
ويا وجه الغيب الجميل وقد اتّبعناكَ سرّاً
واتّبعناك جهرا
وما عصينا لك في البر والبحر أمرا..
ويا إصبعك الذي خرق ألف سفينةٍ وما ماجَ قلبنا
ويا ألف غلامٍ صالحٍ وُلدوا للأرض عِوضا
ويا جدار المدينة الذي بنيناهُ بيدك ألفاً وما اتّخذنا على جوعنا أجرًا..
أقولُ في سرّي
ماذا ترك لنا في أصلاب الرجال
وفي سرّنا موسى
حتى صرنا أنبياء صغار
وبلغنا معه من أمرنا رُشدا ورَشدا..!
وحتى بايعناه دون (ولقد جئتَ شيئا….)
كيف صدّقنا الموت معه يا موسى
وما سألناهُ يوماً نُكرا!!
ثم بعد التي واللُّتيّا
أهذا فِراقُ بيننا وبينك؟
وقد فقهِنا تأويل فعلك!
واستطعنا معك صبرا!!!
الا عن هذا يا وليّ الله
نعم
لم نستطع عنك صبرا..
مريم.
ويا أول اللقاءات عند مجمع القلبين
ويا عمرنا الذي كرمى لعينيك اتخذ سبيلهُ في البحر سربا
ويا وجه الغيب الجميل وقد اتّبعناكَ سرّاً
واتّبعناك جهرا
وما عصينا لك في البر والبحر أمرا..
ويا إصبعك الذي خرق ألف سفينةٍ وما ماجَ قلبنا
ويا ألف غلامٍ صالحٍ وُلدوا للأرض عِوضا
ويا جدار المدينة الذي بنيناهُ بيدك ألفاً وما اتّخذنا على جوعنا أجرًا..
أقولُ في سرّي
ماذا ترك لنا في أصلاب الرجال
وفي سرّنا موسى
حتى صرنا أنبياء صغار
وبلغنا معه من أمرنا رُشدا ورَشدا..!
وحتى بايعناه دون (ولقد جئتَ شيئا….)
كيف صدّقنا الموت معه يا موسى
وما سألناهُ يوماً نُكرا!!
ثم بعد التي واللُّتيّا
أهذا فِراقُ بيننا وبينك؟
وقد فقهِنا تأويل فعلك!
واستطعنا معك صبرا!!!
الا عن هذا يا وليّ الله
نعم
لم نستطع عنك صبرا..
مريم.
- أودّ إخباركِ قليلًا عن شكلِ قلبي الّذي أشعر به،
أحيانا أشعر أنّه خشبة مهترئة، نخرها السّوس واستوطنَ ثقوبها،
يعني أضحى "قرية للسّوس" بعد أن كان قلبي وطنًا لكِ.
وأحيانًا أشعر أنّه قطعة جبنٍ من فرطِ الحُفر الّتي فيه،
تنهش فئران الذكريات منه.
ليست المشكلة في كونه خشبة أو جبنة،
المشكلة أنّها لا الخشبة صالحة لتكون أثاثا أسند به عناء جهدي،
ولا قطعة الجبن صالحة لأسدّ به جوع غيابك عنّي.
أحيانا أشعر أنّه خشبة مهترئة، نخرها السّوس واستوطنَ ثقوبها،
يعني أضحى "قرية للسّوس" بعد أن كان قلبي وطنًا لكِ.
وأحيانًا أشعر أنّه قطعة جبنٍ من فرطِ الحُفر الّتي فيه،
تنهش فئران الذكريات منه.
ليست المشكلة في كونه خشبة أو جبنة،
المشكلة أنّها لا الخشبة صالحة لتكون أثاثا أسند به عناء جهدي،
ولا قطعة الجبن صالحة لأسدّ به جوع غيابك عنّي.
حكم الولي الفقيه أية الله العظمى الامام الخامنئي حفظه الله "نفاذُ وواجب الطاعة على الجميع"
أية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله .
أية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله .
ـــــــــــــــــــــــــ
أخبروا آويني،
أنّنا هنا في لبنان صار لدينا صنّاع تاريخ، مجهولون..
أخبروا آويني،
أنّ الشاب قصير القامة الّذي كان يحضر في ليلةٍ مع الشـ.ـهداء، في الروضة يقف تحت عبارته الملصقة "نحن مدينون للشـ.ـهداء في كل شيء"
قد ارتحل إلى جوار آويني والشـ.ـهداء، وصرنا مدينين له حقّا..
أخبروا آويني،
أنّنا هنا، لن تُطفئ عدساتنا أيّ حرب
بل ستبقى قافلة النّور مستمرّة.
ومن العام إلى العام يا عليّ،
سيجيء موعِد سَفر راهيان نور من جديد..
لكن هذه المرّة،
سيكون عليّ قد وصل..
أخبروا آويني،
أنّنا هنا في لبنان صار لدينا صنّاع تاريخ، مجهولون..
أخبروا آويني،
أنّ الشاب قصير القامة الّذي كان يحضر في ليلةٍ مع الشـ.ـهداء، في الروضة يقف تحت عبارته الملصقة "نحن مدينون للشـ.ـهداء في كل شيء"
قد ارتحل إلى جوار آويني والشـ.ـهداء، وصرنا مدينين له حقّا..
أخبروا آويني،
أنّنا هنا، لن تُطفئ عدساتنا أيّ حرب
بل ستبقى قافلة النّور مستمرّة.
ومن العام إلى العام يا عليّ،
سيجيء موعِد سَفر راهيان نور من جديد..
لكن هذه المرّة،
سيكون عليّ قد وصل..
وأهلُ اللهِ قد نزحوا إليهِ
وما أحلاهُ حباً مِن نزوحِ
خذوا روحي وخلّوا الجسمَ يفنى
فلا أحتاجُ مني غير روحي
_ المنذري
وما أحلاهُ حباً مِن نزوحِ
خذوا روحي وخلّوا الجسمَ يفنى
فلا أحتاجُ مني غير روحي
_ المنذري
من ديوان حافظ:
هرگز نمیرد آن که دلش زنده شد به عشق
ثبت است بر جَریدهٔ عالم دوامِ ما
ما ترجمته:
لا يموت أبدًا من أحيا قلبه بالعشق
هذا مكتوب في صحيفة عالم الدوام
الحيّ علي أبو خليل -شامخ الهامة وجنديّ الإمام-
هرگز نمیرد آن که دلش زنده شد به عشق
ثبت است بر جَریدهٔ عالم دوامِ ما
ما ترجمته:
لا يموت أبدًا من أحيا قلبه بالعشق
هذا مكتوب في صحيفة عالم الدوام
الحيّ علي أبو خليل -شامخ الهامة وجنديّ الإمام-
Forwarded from - لِقَلْبِکَ سَمَاءٌ "🩵🪽"
الذي قادَ ويَقود هذه المَسيرة ويُسدِّد الرَّميَة ويُدير الجَبهة هو مُحمَّد بن الحَسن العَسكري بقيَّة الله الأعظم (عج)
- السيد حسن نصرالله
- السيد حسن نصرالله
إنّ حكاية كربلاء وغربة سيّد الشُّهداء عليه السّلام، كانت ولا تزال، كامنة في القلوب الحزينة للشِّيعة ومُحبّي الحُسين عليه السّلام، وما زالت أنوار معرفته تُنير أفئدةَ المؤمنين بمُقتضى: «إنّ للحُسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة».
مصباح الهُدى وسفينة النَّجاة..📖
مصباح الهُدى وسفينة النَّجاة..📖
"إنَّ ما يمنُّ اللهُ بهِ عَلىٰ طَالبِ العِلمِ مِنْ توفيقاتٍ ونِعمٍ عظيمةٍ، إنَّما هُوَ بسببِ حليبِ الأُمِّ الطَّاهِر، أو نيَّةِ الأبِ الصَّافيَّة، أو نيَّة أحدِ أجدادهِ الصَّالحين.. فإنَّ عملَ اللهِ تعالىٰ أمرٌ محسوبٌ بدقّة".
- الشَّيخ حُسَين الوَحيد الخراسَانيّ حفظه الله.
- الشَّيخ حُسَين الوَحيد الخراسَانيّ حفظه الله.
«أفٍّ على مُسلمٍ لم يُنفق من أُسبوعه يوم الجمعة في تعلّم دينه ولم يتفرّغ فيه لذلك».
-الإمام الصّادق صلوات الله عليه
-الإمام الصّادق صلوات الله عليه
الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ
وَعَلَىٰ كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ
إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ وَإِثْمُ الرِّضَىٰ بِهِ.
- الإمام عليّ (عليه السّلام).
وَعَلَىٰ كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ
إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ وَإِثْمُ الرِّضَىٰ بِهِ.
- الإمام عليّ (عليه السّلام).
١ أيلول ١٩٦١
إنّ لدي استعدادًا كاملًا للصمود في وجه الشدائد والبلايا، متحملًا كل العذابات، أتقبّل كل المحن، مشتعلًا كالشمعة مضيئًا الطريق للآخرين، أن أنفخ الروح في الأموات، وأروي عطاشى الحق والحقيقة.
أيها الرب الكبير، لقد أخذتُ على عاتقي هذه المسؤولية التاريخية أمامك، وأنت وحدك تبصر أعمالي، وأنت فقط من أرجوه ملجًأ لي وأطلب منه العون.
عليّ أن أكون، علميًا، أفضل من الآخرين حتى لا أكون معرَّضًا لذم الأعداء.
عليّ أن أثبتَ لقساة القلوب أولئك، الذين يتخذون العلم وسيلة ليفاخروا به الآخرين، أنهم لن يساووا حتى تراب قدمي. عليّ أن أُخضع ذوي القلوب السوداء المغرورين والمتكبرين، ثم أكون أكثر الأفراد خضوعًا وتواضعًا على وجه الأرض.
أيها الرب العظيم، هذه الأمور التي أريدها إنما أرغب فيها لأكرّسها في سبيلك. وأنت تعلم جيدًا أنني أملك المقدرة على ذلك. أطلب منك أن تهبنيَ التوفيق حتى تكون أعمالي مثمرة وحتى لا أصبح مطأطَأ الرأس أمام الأعداء.
عليّ أن أعمل أكثر، أن أتجنب الهوى والهوس، أن أركّز قوايَ أكثر.
وأطلب منك أيضًا يا إلهي العظيم أن تعينني أكثر.
أنت يا إلهي، تعلم أنّ لا أمنية لدي سوى سبيلك وكمالك وجمالك.
إنّ ما أريده هو أمر قد أمَرْتَ به أنت، وتعلمُ أن العزة والذلة بيدك. وأعلم أنني بدونك لا شيء، فأرجوك بكل إخلاص أن تساعدني وتأخد بيدي.
غم في عشق📖
الشهيد د. مصطفى شمران
إنّ لدي استعدادًا كاملًا للصمود في وجه الشدائد والبلايا، متحملًا كل العذابات، أتقبّل كل المحن، مشتعلًا كالشمعة مضيئًا الطريق للآخرين، أن أنفخ الروح في الأموات، وأروي عطاشى الحق والحقيقة.
أيها الرب الكبير، لقد أخذتُ على عاتقي هذه المسؤولية التاريخية أمامك، وأنت وحدك تبصر أعمالي، وأنت فقط من أرجوه ملجًأ لي وأطلب منه العون.
عليّ أن أكون، علميًا، أفضل من الآخرين حتى لا أكون معرَّضًا لذم الأعداء.
عليّ أن أثبتَ لقساة القلوب أولئك، الذين يتخذون العلم وسيلة ليفاخروا به الآخرين، أنهم لن يساووا حتى تراب قدمي. عليّ أن أُخضع ذوي القلوب السوداء المغرورين والمتكبرين، ثم أكون أكثر الأفراد خضوعًا وتواضعًا على وجه الأرض.
أيها الرب العظيم، هذه الأمور التي أريدها إنما أرغب فيها لأكرّسها في سبيلك. وأنت تعلم جيدًا أنني أملك المقدرة على ذلك. أطلب منك أن تهبنيَ التوفيق حتى تكون أعمالي مثمرة وحتى لا أصبح مطأطَأ الرأس أمام الأعداء.
عليّ أن أعمل أكثر، أن أتجنب الهوى والهوس، أن أركّز قوايَ أكثر.
وأطلب منك أيضًا يا إلهي العظيم أن تعينني أكثر.
أنت يا إلهي، تعلم أنّ لا أمنية لدي سوى سبيلك وكمالك وجمالك.
إنّ ما أريده هو أمر قد أمَرْتَ به أنت، وتعلمُ أن العزة والذلة بيدك. وأعلم أنني بدونك لا شيء، فأرجوك بكل إخلاص أن تساعدني وتأخد بيدي.
غم في عشق📖
الشهيد د. مصطفى شمران
"وانتظرتك ..
لم يكن هناك داع لانتظاري ..
كم لأجلك طال انتظاري ..
و انتظرتك ..
حتى نست أعيني بريق الوصول ..
و زحفت تلال الرمال نحو الحقول ..
و مازلت محترقا بناري .." 🍂
لم يكن هناك داع لانتظاري ..
كم لأجلك طال انتظاري ..
و انتظرتك ..
حتى نست أعيني بريق الوصول ..
و زحفت تلال الرمال نحو الحقول ..
و مازلت محترقا بناري .." 🍂
«أنتم تلاحظون أن جميع شبابنا الّذين استشهدوا،
كانوا جميعًا من المُقبلين على الشَّهادة».
- روح الله الخُمينيّ قُدِّسَ سِرُّه.🕊️
| ما سِرُّكُم معَ الحُسين..؟! |
كانوا جميعًا من المُقبلين على الشَّهادة».
- روح الله الخُمينيّ قُدِّسَ سِرُّه.🕊️
| ما سِرُّكُم معَ الحُسين..؟! |
بعد ثمانية أيامٍ، على شهادتي...
سُمح لي باستعمال جناحين رائعين، نبتا فجأة بين أكتافي.. ونقلاني بسرعة فرحةِ قلبٍ عاشقٍ لحظةَ انهمار مطر الربيع.. إلى باب منزلي.
فتحتُ الباب، بعد أن طرقتُ عليه بضربتين خفيفتين، كما كنتُ أفعلُ لمدة 9 سنوات من سنوات أهل الأرض.
ثم دخلتُ.
من دون مفتاح.
لم أسمع خطو احدٍ يركضُ كالعادةِ، ليقفز في حضني كأنه شبلٌ صغير جامحٌ بعينين عسليّتين وصوتٍ ممتلئٍ بالحب المحض.
كان البيت هادئاً جداً.
النّور في الصالون، يشي بأن هناك أحداً ما نائمٌ على الأريكة أمام التلفاز الذي يشعُّ بخفوتٍ، وتصدر منه أصوات مبهمة لنشرة الأخبار على قناة الميادين.
المطبخ مظلم.
غرفُ النوم مغلقة الأبواب..
مشيتُ بين الغرف، أضمُّ جوانحي إلى قلبي، أمنعهُ من الطيران.. وأجمع قطعه المتناثرة من الشوق، كي لا ترتطم بالأرض..
آخر مرةٍ انكسرَ فيها فؤادُ ملاكٍ من الملائكةِ، كان في كربلاء.
.
نائمان. وجههما. تحيطُ بهما الملائكة. كان هناك ملاكٌ كالماء، يمسح على وجنتيهما، فيضحكان.
وكان هناك ملاكٌ، يعيدُ ترتيب أحلامهما.. فيهدأ في مجرى دمائهما تدفّق الأدرينالين.. وكان يبعد الكوابيس بعودٍ أخضرَ من الجنّة.
سُمحَ لي، بأنْ أقبّل أقدامهما.
أخرجتُ لعبةً من تحت السريرِ، كان ابني يبحث عنها طوال النهار.
وضعت قنينة العطرِ، إلى جانب وسادةِ ابنتي.. حيثُ تحبّ.
.
في الصالون.
وضعت جانحاي تحت أقدامي.
مشيتُ على ريشٍ من النّور.. حتى لا تراني.
شمَمتُ رائحةَ الآخرةِ تعبقُ في المكان.
كانتْ، نائمةً على الأريكةِ.
وسادتها مبللة بالدموع.
وكانت أغصانٌ من شجرةِ طوبى تتدلى من الفردوس، تمتصُّ من رطوبة الدمعات، فتخضّرُّ منها بساتين الجنات.
وقالت لي كائناتٌ علويةٌ، كالتّفاح، قطفتْ من بين رحمة الله وحنانه..: نحنُ، مذ غادرت أنت هذا العالم، أُنزلنا كيْ نجمعَ ظلال وجود اللهِ، ونخزّنها بين أرواح وأجساد عائلتك.
لم نفعل ذلك إلا مع الأنبياء والأولياء: فما الذي فعلته أنتَ حتى رفعتَ عائلتك إلى هذا مستوى؟
.
وضعتُ ريشةً مثقلةً بالنور والعطر، تحت يدها.. فتحوّلت إلى دعاءٍ ارتفع بين ذرات الهواء، وحلّ نوعٌ نادرٌ من النسيم، هبّ فجأة.. فانتعش قلبها.
.
الملائكةُ، وأصحاب الأجنحة، تحيا على فرح القلوب.. فضحكنا أنا والكائنات العُلويةُ، كأنّها وهي نائمةٌ استطاعتْ أن تُحيي جزءً من عالم الغيب.
.
ثمانية أيام على شهادتي.
.
أرى أنّ كلّ لحظةٍ تركت فيها البيت، تحوّلت إلى جنّة.
زوجتي، طفلاي.. تفاجأت كمْ أنّهم يتقنون فنّ الحياة.
.
هناكَ، ما لا أستطيع شرحه بلغة أهل الأرض.
.
لذلكَ، يصعد الشهداء إلى السماء..
ثم يعودون إلى الأرضِ،
ليحاولوا إكمال: الحكاية.
.
هناكَ، شكرٌ عميقٌ رأيتهُ، يجري في شرايين البيتِ كلّه.
وإن لمْ يرَ أحدٌ ذلك، حتى الآن.
الأسرارُ، تأخذ وقتاً، حتى تُقال..
.
سُمح لي باستعمال جناحين رائعين، نبتا فجأة بين أكتافي.. ونقلاني بسرعة فرحةِ قلبٍ عاشقٍ لحظةَ انهمار مطر الربيع.. إلى باب منزلي.
فتحتُ الباب، بعد أن طرقتُ عليه بضربتين خفيفتين، كما كنتُ أفعلُ لمدة 9 سنوات من سنوات أهل الأرض.
ثم دخلتُ.
من دون مفتاح.
لم أسمع خطو احدٍ يركضُ كالعادةِ، ليقفز في حضني كأنه شبلٌ صغير جامحٌ بعينين عسليّتين وصوتٍ ممتلئٍ بالحب المحض.
كان البيت هادئاً جداً.
النّور في الصالون، يشي بأن هناك أحداً ما نائمٌ على الأريكة أمام التلفاز الذي يشعُّ بخفوتٍ، وتصدر منه أصوات مبهمة لنشرة الأخبار على قناة الميادين.
المطبخ مظلم.
غرفُ النوم مغلقة الأبواب..
مشيتُ بين الغرف، أضمُّ جوانحي إلى قلبي، أمنعهُ من الطيران.. وأجمع قطعه المتناثرة من الشوق، كي لا ترتطم بالأرض..
آخر مرةٍ انكسرَ فيها فؤادُ ملاكٍ من الملائكةِ، كان في كربلاء.
.
نائمان. وجههما. تحيطُ بهما الملائكة. كان هناك ملاكٌ كالماء، يمسح على وجنتيهما، فيضحكان.
وكان هناك ملاكٌ، يعيدُ ترتيب أحلامهما.. فيهدأ في مجرى دمائهما تدفّق الأدرينالين.. وكان يبعد الكوابيس بعودٍ أخضرَ من الجنّة.
سُمحَ لي، بأنْ أقبّل أقدامهما.
أخرجتُ لعبةً من تحت السريرِ، كان ابني يبحث عنها طوال النهار.
وضعت قنينة العطرِ، إلى جانب وسادةِ ابنتي.. حيثُ تحبّ.
.
في الصالون.
وضعت جانحاي تحت أقدامي.
مشيتُ على ريشٍ من النّور.. حتى لا تراني.
شمَمتُ رائحةَ الآخرةِ تعبقُ في المكان.
كانتْ، نائمةً على الأريكةِ.
وسادتها مبللة بالدموع.
وكانت أغصانٌ من شجرةِ طوبى تتدلى من الفردوس، تمتصُّ من رطوبة الدمعات، فتخضّرُّ منها بساتين الجنات.
وقالت لي كائناتٌ علويةٌ، كالتّفاح، قطفتْ من بين رحمة الله وحنانه..: نحنُ، مذ غادرت أنت هذا العالم، أُنزلنا كيْ نجمعَ ظلال وجود اللهِ، ونخزّنها بين أرواح وأجساد عائلتك.
لم نفعل ذلك إلا مع الأنبياء والأولياء: فما الذي فعلته أنتَ حتى رفعتَ عائلتك إلى هذا مستوى؟
.
وضعتُ ريشةً مثقلةً بالنور والعطر، تحت يدها.. فتحوّلت إلى دعاءٍ ارتفع بين ذرات الهواء، وحلّ نوعٌ نادرٌ من النسيم، هبّ فجأة.. فانتعش قلبها.
.
الملائكةُ، وأصحاب الأجنحة، تحيا على فرح القلوب.. فضحكنا أنا والكائنات العُلويةُ، كأنّها وهي نائمةٌ استطاعتْ أن تُحيي جزءً من عالم الغيب.
.
ثمانية أيام على شهادتي.
.
أرى أنّ كلّ لحظةٍ تركت فيها البيت، تحوّلت إلى جنّة.
زوجتي، طفلاي.. تفاجأت كمْ أنّهم يتقنون فنّ الحياة.
.
هناكَ، ما لا أستطيع شرحه بلغة أهل الأرض.
.
لذلكَ، يصعد الشهداء إلى السماء..
ثم يعودون إلى الأرضِ،
ليحاولوا إكمال: الحكاية.
.
هناكَ، شكرٌ عميقٌ رأيتهُ، يجري في شرايين البيتِ كلّه.
وإن لمْ يرَ أحدٌ ذلك، حتى الآن.
الأسرارُ، تأخذ وقتاً، حتى تُقال..
.