Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
1041 - Telegram Web
Telegram Web
أصعدُ الدرب الجبليّ مُحدّثًا نفسي: إنْ أنت ركنْت إلى العقل، ستكبر فظَّ الحواسّ، وإن أبحرتَ في مياه العاطفة، سيجرفك تيّارها، أمّا إنْ غلّبتَ إرادتك، فسينتهي بكَ الأمر إلى التضييق على نفسك، وكيفما قلّبتَ الأمر ستجد في النهاية أنّ الحياة في عالم البشر ليست بالأمر الهين.
وحين يتعاظم شعورك بقلق الحياة، ستتملّكك الرغبة في العثور على مكان وادعٍ تستقرّ فيه، لكنّك ستدرك أن الحياة شاقة حيثما حلَلت..

ناتسومي سُوسيكي. وسَادة من عُشب
رحلة العشرين عامًا

قالها درويش: "يا أمي تجاوزت العشرين فدعي الهمّ و نامي"
يا أماه.. ضميني بين ذراعيكِ فقد تعبت من رحلتي و غدًا تبدأ الرحلة الأصعب
اسمعيني عشرين نصيحة، و أتبعيها بنصيحة عند الوداع، قبليني ثم نامي بهدوء..
لم أختر أن أكون هنا في هذه الدنيا
لم أختر بداية الحكاية، و لا المدينة أيضًا
و مابين الشمس الأولى و الأخيرة
سأكون ما أريد أنا
سأختار اقماري و أيامي و ناسي..
Forwarded from مَـعنىٰ
أنام وفي العين ثقبٌ كبيرْ
فأوهم نفسي بأني أنام
وأصحو وفي القلب خوفٌ عميق
فأمضغ في الصمت بعض الكلام
أقول لنفسي كلاماً كثيراً
وأسمع نفسي..
وألمح في الليل شيئًا مخيفً
يطوفُ برأسي
ويخنقُ صوتي
ويسقطُ في الصمت كل الكلام.

فاروق جويدة
ثم هناك ذلك الفراغ الممتد الذي ينتظرني، ذلك الظلام الهادئ الذي يُشعرني بالراحة بقدر ما يُشعرني بالخوف. جزء مني يتمنى لو كان الظلام ملاذً، ملجًأ يتلقفني ويمنحني السلام، بعيدًا عن ضوء السؤال وإلحاح المعنى.
لكنني، في ذات الوقت، أعرف أنني لن أتمكن من الهروب من هذا السؤال، السؤال الذي يحوم حولي: من أنا في هذا الكون؟ هل أنا مجرد ضوء عابر؟ أم أن هناك سببًا لكل هذا الاحتراق؟
لا أملك الإجابة. ربما سأظل أبحث عنها، ربما سأستمر في الصعود والسقوط، في التوهج والانطفاء. ربما أحتاج فقط إلى أن أكون شاهداً على رحلتي، حتى وإن كانت نهايتها ضائعة في عتمة لا تنتهي..
وجهي فسحة للبكاء
تتأمل فيها امرأة،
وتحرق المرافيء الخشنة…
كان المساء…

يصفر، مثل الجرح،
كانت يدي تلهو برمل الوطن، البارد، الذّاوي
ولي ذاكرة دون ماء،
تذبل فيها الريح مهمومة،
والنوم،
والتاريخ،
والأصدقاء…

علي جعفر العلاق
شذرات الأيّام الضائعة

كطيورٍ تعودت المشي
و ما فئتا تزداد ثقلًا كما يثقلُ جسمٌ أثناء سقوطِه: تُمِسك الأرضُ بِمخالب طويلة
بالذكرياتِ الشجاعة
لجميع المآثر
و تشربُها، صانعة منها ما يشبه أوراق شجرٍ
تتزاحمُ وتنطمرُ عند مستوى الأديم
كنباتاتِ
لا تكادُ تعلو حتّى ترتد زاحفة إلى التربة،
وتغوص ندية و رخوة،
في جوفِ تلاعٍ مظلمة، تحيطها أنوارٌ شبح
كأطفالٍ مجانين، كوجهٍ في تابوتِ

هكذا كانت تمضي ساعاتُ أيامٍ كثيرة
كما لو كان أحدهم
ينحتُ صورتي في مكانٍ ما
ويعذبها بطيئًا بِضرباتِ دبابيس
كنتُ أحس بكل لسعةٍ من ألعابه،
وكما لو كان يسحقني
مطرّ مدرارٌ يتحول فيه كل شيء.

راينر ماريا ريلكه. كتاب الصور
كُنا
كنتِ تقولين: عرفت أنّك ستأتي
فأصمتُ و أُكمل في صمتي تتمّة العبارة.
كنتُ أقول: لم أقدر أنْ أنتظر
و أعرف أنّكِ ستكملين في سرّك تتمّة العبارة.
كان يُقال لنا الشيء فلا نستوضح
كنّا نكمل بإحساسنا تتمّة العبارة.
حياتنا قسمان: الأول، ذلك نصف الكلام
و الآخر الدافق كلامًا
أمامنا بعض الأيّام
تعالي نكتفي بما قلناه.

أنسي الحاج
أخيرًا لمستُ الحياه
و أدركتُ ما هي أيُّ فراغٍ ثَقيلْ
أخيرًا تبينتُ سرَّ الفقاقيعِ واخيبتاهْ
و أدركتُ أني أضعتُ زمانًا طويلْ
ألمُّ الظلالَ ولا شيءَ غير الظِلالْ
ومرَّتْ عليَّ الليالْ
و ها أنا أُدركُ أني لمستُ الحياهْ
وإن كنت أصرخُ واخيبتاهْ!

***
سنبقى نسيرْ
و أبقى أنا في ذهولي الغرير
ألمُّ الظلالَ كما كنتُ دونَ اهتمامْ
عيونٌ ولا لونَ، لا شيء إلا الظلامْ
شفاه تُريد و لا شيءَ يقرَبُ مما تريدْ
وأيدٍ تريدُ احتضانَ الفضاءِ المديدْ
وقلبٌ يريدُ النجوم
فيصفعُهُ في الدياجيرِ صوتُ القَدُومْ
يُهيلُ الترابَ على آخر الميّتينْ
وأقصوصةٌ من يَرَاع السنينْ
تضجُّ بسمعي فأصرخُ: آه
أخيرًا عرفتُ الحياه
فواخيبتاه!

نازك الملائكة. جامعة الظلال
من ديوان شظايا و رماد
فاجأتُكَ بالحبِّ، ولم تلحَقْ
أيقظتُ الدهشةَ فيك
وما حرّكتُ القلب.
طارئةً جئتُ
ومسرعةً عدتْ
لم أخطئ فيكَ دمي
لكنّي أخطأتُ حسابَ الوقتْ
ناديتَ أظنُّكَ باسمي؟
صوتُكَ كان يجيءُ إليَّ بلا صوتْ
كصراخٍ حول سرير الموتْ.
في اللاأرض
كالغصن المزروع بماءْ
يبدو حبي لكَ حتى الجذر
بغير عطاءْ
لكني أحببتُكَ حقّاً
أحببتُكَ صدقاً
أحببتُكَ في سنِّ العشرينْ
غلطتُنا
أني أجهلُ حبَّ العصرِ
وتجهلُ وجدَ الصوفيّين.
لم تلحقْ أنتَ
ودارت عندي الدورةُ كاملةً
وأنا أرجعُ للبحر الآنْ
منكسرٌ فرحي فيكَ
ومنكسرٌ حزني منكَ
ومنكسرٌ فيّ الإنسانْ
لا أصلحُ للدنيا هذي
وسيبنون على جسدي صومعةً للقهرْ
"كانت سيّدَةً فاضلةً
لم تعشقْ أحداً غير البحرْ"

لميعة عباس عمارة. صومعة القهر
وأحدق أكثر في تلك اليد
أنفض عني حلم الزمان وحلم المكان
وأحلم بالغرائب مثل غريق يرى كل شيء
ثمة شيء فاتنٌ وحشيٌ ووديع
شيء لا أستطيع الإمساك به في يدك.
وخوفاً من أن تلتهمني فكرة النار
أكتفي بنظرة خاطفة حين تنفرج بوابة يدك
فأرى المطلق بلمحة واحدة
لكن البوابة الصامتة ليدك تُفتح مرة أخرى
وتنفرج بشكل مفاجئ
عن جنة مرعبة.
يدك كالموسيقى
بها أتجاوز مرارة الألم وضراوة الخوف.
كل الأشياء تحدج عقلي بنظرة غامضة
حين أحدق في يدك
لكن يدك السكرى بصمتها الغامض الطويل
يدك التي تتجاوز المحبة والحواس
يدك المكتظة بأفكار تجعل الروح عمياء
تأخذ بيدي إلى النسيان



*كتبت هذه القصيدة باللغة الإنجليزية في يناير 1906 باسم اليكساندر سيرش وهو أحد الأنداد الشعريين الذين اخترعهم الشاعر البرتغالي فيرناندو بيسوا
.
رسالة الشاعرة (فروغ فرخزاد)
إلى صديقها القاص (إبراهيم كلستاني):

أشعرُ تحت جِلدي بانقباضٍ وغَثَيان.. أريدُ تَمزيق كلَّ شيءٍ.. أُريد أن أتقوقعَ في ذَاتي ما أمكنني. أريدُ الانطواء في أعماق الأرض، فهناك حُبّي، هُناك عندما تخضر البذور وتتواشج الجذور يَلتقي التفسّخ والانبعاث، وجود ما قبل الولادة وما بعد الولادة، كأنَّما جَسدي شكلٌ مؤقتٌ سرعان ما سيزول. أريدُ الوصول إلى‏ الأصل، أرغب في تعليق قلبي على الأغصان مثل‏ فاكهةٍ طازجةٍ…‏
سعيتُ دائماً لأكون بوابة موصدة لئلا يَطّلع أحدٌ على حياتي الباطنيَّة الموحشة، لئلا يعرف أحد حياتي… سعيت إلى أن أكون آدمية.. ولكن كان في داخلي على الدوام كائنٌ حيٌ..‏
قد ندحرج إحساسنا بأقدامنا.. لكننا لا نستطيع أن نرفضه أبداً.‏
لا أعرف الوصول.. لكني أعتقد أن هناك هدفاً ولابدّ، هدفٌ ينسابُ من وجودي كلّه إليه، آهٍ.. لو أموت وأُبعث ثانيةً لأرى الدنيا شكلاً آخر.‏
العالم ليس ظلماً بكليّتهِ، والناس، الناس المتعبون ينسون أنفسهم دائماً فلا يسيج أحدٌ منهم بيته.‏
الإدمان على عادات الحياة المُضحكة، والإذعان للمحدوديَّة والعوائق، كلّها أعمال مخالفة للطبيعة.‏
إن حرماناتي، وإن تكنْ قد منحتني الحزن، فهي على العكس من ذلك أيضاً أعطتني هذه الميزة:‏ لقد أنجتني من فخاخ التهتّك المخادع في العلاقات المُحتملة. فالحرمانات تقرّب العلاقة إلى مركز الاضطرابات والتحوُّلات الأصلية.‏
لا أريد أن أشبع، أريد الوصول إلى فضيلة الشبع.‏
بورخيس – إلى قطة

لم تعد المرايا أكثر صمتا
ولا الفجر الزاحف أكثر سرية،
أنت في ضوء القمر ذلك النمر
نرمقه من بعيد.
وبأفعال قانون سماوي مبهمة،
نبحث عنك دون جدوى،
أنت أبعد حتى من الأقاصي أو الشمس ألآفلة،
لك العزلة ولك السر
ليسمح ظهرك لملاطفات يدي المتأنية.
لقد رضيت منذ ذلك الماضي المنسي البعيد،
بحب تلك اليد المريبة.
أنت تنتمين لزمن آخر.
أنت سيدة مكان مكبل كالحلم.
موتي سيجيءُ يوماً
بربيعٍ مضيءٍ من أمواجِ الضوءِ
في شتاءٍ مغبرٍ وبعيدٍ
أو في خريفٍ فائضٍ باللهيبِ والصراخ
موتي سيجيءُ يوماً..
يوماً من هذه الأيام المُرَّةِ أو الحلوةِ
يوماً فارغاً كهذه الأيام..
ظلَّ من الأمسِ أو الغد
عيني ممرَّاتٌ ضيِّقة
وجنتي كالمَرمرِ الباردِ
فجأةً.. حلمٌ ما سيأخذني
وسأفرغُ من الصراخِ المؤلم
تزحفُ يدي ببطءٍ على الدفترِ..
فارغةً من سحر الشعرِ
يوماً ما كان يدبُ بي دمُ الشعرِ
التربةُ كلَّ حينٍ تجرُّني إليها
تُريدُ أن تَضعني فيها
آهٍ.. رُبَّما العُشَّاق في مُنتصفِ الليلِ..
سيضعونَ الوردَ على قبري
مِن بَعدي -فجأةً- ستُزاحُ الستائر المُظلمة
وعيونٌ غريبةٌ تزحفُ على أوراقي ودفاتري
وفي غرفتي الصغيرة سيأتون
مِن بَعدي غريبٌ سيَتذكرُني
وستبقى مني خصلةُ شَعرٍ ومشطٌ
سأرحلُ ومنِّي سيبقى الخرابُ
روحي كشراعِ زورقٍ
في الأفقِ ستغيبُ
وستمرُّ الأيَّامُ والأسابيعُ والشهورُ
عينُكَ بانتظار رسالةٍ
ستُحدِّقُ على الطُرقِ
لكنَّ جسدي الباردَ سيضغطُ عليه التُراب
بعيداً عنكَ وعن دقَّاتِ قلبكَ..
سيتعفَّنُ قلبي تحت التُراب
منِ بعدِ اسمي.. سيغسلهُ المطرُ
بهدوءٍ من فوق صخرةِ القبرِ
قبري سيظلُّ دونَ اسمٍ في الطريق
فارغاً من خرافةِ الاسمِ والعار.

فروغ فرخزاد
2025/02/22 13:53:49
Back to Top
HTML Embed Code: