tgoop.com/psychoanalysis_2021/2593
Last Update:
لكن في الواقع، كره الأجانب والغرباء مبني، مثل كل الظواهر الإجتماعية على الخطاب السائد في المحيط لوسائل التربية والإعلام والسينما وألعاب الفيديو، بتشجيع من خطاب سياسي أو صحفي أو فكري معين، مدعوم بقوانين تمييزية وعنصرية تسنها المؤسسات السياسية ... "الكزينوفوبيا" هي الخوف وكره الأجانب، أي النفور أو الخوف من المجهول أو من أي شيء يختلف عما أعتاد عليه الإنسان، فهو نفور فردي من الأجانب والغرباء بشكل عام. ولكل مجتمع أجانبه وغربائه، وذلك يعتمد على الأجنبي الأكثر حضوراً وظاهراً في مجتمع معين، وفقاً لتاريخ كل مجتمع وعلاقته بالشعوب الأخرى. في الولايات المتحدة مثلا، مظاهر الكزينوفوبيا تتركز ضد السود واللاتينيين، في فرنسا ضد السود والعرب من المستعمرات السابقة، في ألمانيا ضد الأتراك، في إنجلترا ضد الهنود والباكستانيين .. إلخ، وفي الدول العربية والإسلامية تتركز الكزينوفوبيا ضد كل الأوروبيين والمسيحيين بالذات.
من ناحية أخرى، لا علاقة للعنصرية Racism أو التمييز العنصري بعلم نفس السلوك أو أي أعذار أخرى من هذا النمط: العنصرية هي أيديولوجية وسياسة جماعية ومعتقد فردي وجماعي مع برنامج سياسي، ومنظرين، ومفكرين، ووسائل إعلام، وأحزاب سياسية تعمل على نشر هذا الفكر الهدام للعلاقات الإنسانية. العنصرية هي أيديولوجية طورت مبادئ ومفاهيم واضحة المعالم منذ القرن التاسع عشر، العنصرية هي أيديولوجية تهدف إلى القضاء على الأجنبي، لتطهير العرق المعني وحمايته من أي تلوث من قبل الآخرين. لأن العنصرية تفترض وجود اختلافات عرقية، وحتى وراثية، وأن أي عرق يحدد السمات والسلوك وحتى القدرات الجسدية والفكرية للفرد والمجتمع ككل وقدرته على الهيمنة والحق في الاستغلال وإستعباد الآخر واستخدامه، مما يجعلهم متفوقين على أي عرق آخر. في جميع أنحاء العالم، يوجد تمييز عنصري بين الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات مختلفة، يتعرضون للتمييز بسبب اللون أو اللغة أو المعتقدات الثقافية أو العرقية.
على سبيل المثال ، يمكن للأشخاص الذين لديهم ممارسات جنسية مختلفة أو عادات مختلفة تتعلق بالأكل أو الشرب أو الملابس، يمكن أن يصبحوا بسهولة هدفًا لكراهية الأجانب بينما لن يكونوا بالضرورة هدفًا لبعض العنصريين.
وقد حاول بعض العنصريين إثبات أن العرق الأوروبي الأبيض متفوق على الأجناس الأخرى، مما أدى إلى تطور العبودية والاستعمار حيث يتم التعامل مع السود والهنود والعرب على أنهم كائنات قابلة للاستغلال حسب الرغبة، مما أدى إلى الحملات الإستعمارية المتعددة التي أنتهت بمحرقة اليهود من قبل النازيين ثم بإحتلال فلسطين من قبل الصهيونية العالمية.