tgoop.com/psychoanalysis_2021/2717
Last Update:
من الصعب إحصاء ما أسهمت به عبقرية فرويد في معارفنا من نظريات وآراء متعددة النواحي، وذلك بسبب اتساع مجالاته المتعبة الشاقة وطبيعة اكتشافاته المتعددة الاتجاهات. وقد قام الكاتب الإنجليزي روبرت هاملتون Robert Hamilton بمحاولة، فاستنتج ما يأتي:
«وضع فرويد علم النفس في الخريطة. كان عالمًا مكتشفًا عظيمًا، ويُعزى الكثير من نجاحه إلى طرافته وأسلوبه الأدبي. ورغم كون طريقته لا تعتمد على شيء ملموسٍ، فما من طريقة خارج الأدب البحت كانت أكثر إمتاعًا وطرافة وذات أسلوب جذاب. لقد جعل العالم يفكر نفسيًّا — وهذه ضرورةٌ أساسية لعصرنا، وأجبر الناس على أن يسألوا أنفسهم أسئلةً حيوية لصالحهم البشري. فمن قضايا علم النفس الأكاديمي العقيم للقرن التاسع عشر، أنتج النظريات المضادة في التحليل النفسي بسلبياتها المظلمة.»
تناول أحد مشاهير الطب النفسي الأمريكيين، وهو فريدريك ورثام Frederic Wertham، من وجهة نظر أخرى، فكتب يقول:
«يجب على المرء أن يوضح أنه زيادة على الكثير من الحقائق الإكلينيكية الجديدة عن المرضى الذين لاحظهم فرويد، فإنه أحدث ثلاثة تغييرات في التمهيد لدراسة الشخصية والعلاج العقلي. أولها الكلام عن العمليات السيكولوجية جميعًا، والتفكير فيها بمنطق العلوم الطبيعية. لم يكن هذا ممكنًا إلا عندما قدم فرويد الفكرة الواقعية عن العقل الباطن والطرق العملية لفحصه. وثانيها تقديمه لبعد جديد للعلاج السيكولوجي: الطفولة، قبل فرويد مارسوا طب الأمراض العقلية كما لو كان كل مريض هو آدم — الذي لم يكن طفلًا قط. وثالثها هو افتتاح الفهم النوعي للغريزة الجنسية. كان الاكتشاف الجديد هنا، هو أنه ليس للأطفال حياة جنسية وإنما للغريزة الجنسية طفولة.»
أصدر أ. أو. تانسلي A. O. Tansley حكمًا مماثلًا آخر، في تقرير عن موت شخص أُعدَّ للجمعية الملكية بلندن:
«تغدو الطبيعة الثورية لاستنتاجات فرويد عندما نتذكر أنه كان يفحص مجالًا لم يرتده أحدٌ قبله إطلاقًا، وهو منطقه من العقل البشري لم ينفذ إليها أحد من قبل، واعتبرت مظاهرها الواضحة غير قابلةٍ للتفسير، أو أنها انحرافات فاسدة، أو تجاهلها العلماء لأنها تقع تحت أقوى المحرمات البشرية. ولم يدرك مجرد وجود هذا المجال — فاضطر فرويد إلى فرض حقيقة وجود منطقة لا واعية بالعقل، ثم محاولة ارتيادها بالتفكك الواضح في سلسلة الأحداث العقلية الواعية.»
وأخيرًا قررت وينفريد أوفر هولستر Winfred Overholster أنه: «هناك سبب قويٌّ للاعتقاد بأنه بعد مائة عام منذ الآن، سيعتبر فرويد في مصاف كوبرنيكوس ونيوتن، كأحد الرجال الذين فتحوا أفقًا جديدًا من آفاق الفكر. فمن المؤكد أنه في عصرنا هذا، لم يُلقِ أحدٌ ضوءًا على أعماق عقل الإنسان، كما فعل فرويد.»
قضى فرويد آخر شهور حياته في المنفى. فبعد احتلال النازي للنمسا، اضطر إلى مغادرة فيينا في سنة ١٩٣٨م، فمنحته إنجلترا حق اللجوء، ولكن سرطان الفم تسبب في موته في سبتمبر ١٩٣٩م، بعد ذلك بأكثر قليلًا من سنة.
١ Sigmund Frued.
٢ Id لفظ مختصر من كلمة Idioplasm وهي الوحدة الوراثية أو البلازما الوراثية أو أداة الوراثة في النواة.
6
BY علم النفس (مقالات وأبحاث)
Share with your friend now:
tgoop.com/psychoanalysis_2021/2717