"تختنق في مجابهة الحياة واقتلاع الفرص، ثم يكون الدعاء طوق نجاة ومنفذ السعة. تخرج من أعمق نقطة في فؤادك كلمات لله بُللت بالدمع؛ حتى تكون برد هذه المناجاة عصاك التي تتوكأ عليها حينما كسرك الوجع".
"اعلم أنها غمراتٌ ثم ينجلين، وكرباتٌ ثم ينفرجن، وأعباءٌ على كاهلك ثم تُحطّ؛ فإن ربك لقادرٌ على أن يشفيك بعد مرض، ويقوّيك بعد ضعف، ويُغنيك بعد احتياج، ويُثريك بعد فقر، ويشرح صدرك بعد همٍّ وغمّ؛ فلا تيأس من روح الله، ولاتقنط من رحمته التي وسعت كل شيء".
"ما مُنِح عبد منحة أعظم ولاأفضل ولاأجلَّ من منحة أن يحفظه الله -عز وجل- ويكلأه ويسدده، ويفوقه ويصلحه، ويثبته على ذلك؛ لأنه متى وكل العبد إلى نفسه فقد وكل إلى ضعف وضَيعة، وفقر وفاقة، وعجز وعَورة، ويكون بذلك قد دنا وقرب من كلّ شر، وتباعد عن كلّ خير".
"ينعمُ الله عليكَ بنعمةٍ ما كنتَ بالغها بالدعاء ولا بصالح خبيئة ولا بطهر سريرة، إنما هبة جميلة جليلة من الوهاب ذي الجمال والجلال. تقشعرُّ حياءً من ربّك حتى يغلب استغفارُك حمدَك. فيغدو الحمد توبة، والشكر إنابة، والندم حبًا".
"ماذا لو كُشفت لك أستار الغيب؛ فرأيتَ أن أوجاعك كانت سببًا لعافيتك في الآخرة، وأن عثراتك كانت سببًا لارتفاعك في الجنة، وأن ابتلاءاتك كانت سببًا لتمكينك، وأن خيباتك كانت سببًا لصلابتك في مواجهة الحياة".