Forwarded from تُؤَدَة.
سر التراضي بين اثنين هو أن تطبق صراحتهما معًا، فإذا صدق المرء مع نفسه صار سهلًا أن يصدق مع الاخرين، أن يشاركه سرًا مدفونًا، قصة قديمة، تجربة تخجله في بادئ الامر ثم تتحول لفكاهة يتشاركان طرافتها سويًا، أن يتفوّه كأنما يحدث نفسه، لتستقر الراحة، ويبلغ الامان ذروته في أوسع نطاق.
"إِذا ذَكَرَتكِ النَفسُ شَوقاً تَتابَعَت
لِذِكراكِ أُحدانُ الدُموعِ وَتومُها
قَضى اللَهُ أَنّي مِنكِ ضامِنُ لَوعَةٍ
تَقَضّى اللَيالي وَهيَ باقٍ مَقيمُها
أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ
وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها."
-البحتري.
لِذِكراكِ أُحدانُ الدُموعِ وَتومُها
قَضى اللَهُ أَنّي مِنكِ ضامِنُ لَوعَةٍ
تَقَضّى اللَيالي وَهيَ باقٍ مَقيمُها
أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ
وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها."
-البحتري.
"وتَغَيّرَتْ منكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشعُرُ
أنكَرتَ ما بيني وبينَكَ في الهَوى
أوَمِثلُ ما بيني وبينَكَ يُنكَرُ؟!
وتَرَكتَني لِلرِّيحِ يَجري زَورقي
وفقاً لِما تَهوى وكَيفَ تُدَبِّرُ
كيفَ النجاة لهُ وبَحرُكَ هائج
ويكاد من أمواجه يتكسرُ!"
تَحنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشعُرُ
أنكَرتَ ما بيني وبينَكَ في الهَوى
أوَمِثلُ ما بيني وبينَكَ يُنكَرُ؟!
وتَرَكتَني لِلرِّيحِ يَجري زَورقي
وفقاً لِما تَهوى وكَيفَ تُدَبِّرُ
كيفَ النجاة لهُ وبَحرُكَ هائج
ويكاد من أمواجه يتكسرُ!"
أتظنّ أنّي دون وصلكَ ميّتٌ؟
خابت ظنونكَ والحياةُ حياةُ
فلي نفسٌ إذا كَرهت تولَّتْ
فلا تطمع بوصلٍ بعدَ هجرِ
ولا تعتب، ولا ترسل سلامًا
فلستُ بمن يُدَنَّسُ بعد طُهرِ
خابت ظنونكَ والحياةُ حياةُ
فلي نفسٌ إذا كَرهت تولَّتْ
فلا تطمع بوصلٍ بعدَ هجرِ
ولا تعتب، ولا ترسل سلامًا
فلستُ بمن يُدَنَّسُ بعد طُهرِ
وَصب
أتظنّ أنّي دون وصلكَ ميّتٌ؟ خابت ظنونكَ والحياةُ حياةُ فلي نفسٌ إذا كَرهت تولَّتْ فلا تطمع بوصلٍ بعدَ هجرِ ولا تعتب، ولا ترسل سلامًا فلستُ بمن يُدَنَّسُ بعد طُهرِ
ولقد عفوتُ عنِ المُسيءِ لأنّني
بالرغمِ مِن عُمقِ الأسى، لا أحقدُ
لكنّ أيامَ الودادِ قد انتهتْ
فينا، وبعضُ الودِّ لا يتجدّدُ
بالرغمِ مِن عُمقِ الأسى، لا أحقدُ
لكنّ أيامَ الودادِ قد انتهتْ
فينا، وبعضُ الودِّ لا يتجدّدُ
ومن أعذب ما قيل في الافتداء عن همِ الأحبةِ بالنفس ما سطره الشاعر مكلوم في أبياته:
"ألَا ليتَ جُرحًا قد أصابَكَ صابَني
وتَسلَمَ مِن كَيدِ العِدى والمَصائِبِ
وأحمِلَ عنكَ الهَمّ والسُّقْمَ والأسى
فتحيا قريرَ العينِ يا خيرَ صاحِبِ"
"ألَا ليتَ جُرحًا قد أصابَكَ صابَني
وتَسلَمَ مِن كَيدِ العِدى والمَصائِبِ
وأحمِلَ عنكَ الهَمّ والسُّقْمَ والأسى
فتحيا قريرَ العينِ يا خيرَ صاحِبِ"
لا أنسى، لأن النسيان جدار لا أملك أن أضرب عليه برأسي. أتحسس الغياب كألمٍ خفي، لا يزول، بل يتكدس.
قد تَعترِيكَ مِنَ الحياةِ كآبةٌ
تُذْكِي الأَسَى وتَشُلُّ نَبْضَ الخافِقِ
فتَوَدُّ لو تَبكي وما مِن أدمُعٍ
وتظَلُّ مختنِقاً وما مِن خانِقِ
وتظُنُّ أنكَ هالِكٌ حتى إذا
أعياكَ عُسْرُكَ جاء يُسْرُ الخالقِ
تُذْكِي الأَسَى وتَشُلُّ نَبْضَ الخافِقِ
فتَوَدُّ لو تَبكي وما مِن أدمُعٍ
وتظَلُّ مختنِقاً وما مِن خانِقِ
وتظُنُّ أنكَ هالِكٌ حتى إذا
أعياكَ عُسْرُكَ جاء يُسْرُ الخالقِ
وَصب
بل بُعدُهُ قُربهُ لا فرقَ بَينهُما أزدادُ شوقًا إليهِ غابَ أو شَهِدا أَماتَ نفسي وَأحياها ليقتُلَها مِن بَعدِ إحيائِها لَهوًا بِها وَدَدَا
إلى متى وحنينُ الشَّوق يقتُلني
ومن يداوي جِراح الروح بالتلفِ؟
مازالَ قلبي برغمِ البُعدِ يؤلمنِي
كم من غيابٍ بلا عُذرٍ ولا أَسفِ
ومن يداوي جِراح الروح بالتلفِ؟
مازالَ قلبي برغمِ البُعدِ يؤلمنِي
كم من غيابٍ بلا عُذرٍ ولا أَسفِ