QAIDGHSH Telegram 7041
#نصيحة

✍️بعض التجار يتشائم إذا افتتح يومه بالديون وهذا من تلبيس إبليس وتلاعب الشيطان وإلا فإن المتقرر في الشريعة أن الجزاء من جنس العمل؛ والديون هي تفريج للهموم وقضاء لحوائج الناس، ومن فرج هم مسلم فرج الله همه ومن قضى حاجة مسلم قضى الله حاجته، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال: قال رسول الله ﷺ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَة أخِيه، كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كرَبِ يَومِ القِيَامَةِ"، وأيضا الديون نفسها عبادة من أعظم العبادات وقُربة من أعظم القُربات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه ومولاه سبحانه وتعالى لما جاء في حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةٌ"، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ"، قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةٌ"، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ"، قَالَ لَهُ: "بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ"، أخرجه أحمد في مسنده وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي، فهذا أفضل استثمار أن يبقى مالك يدر عليك يوميا بمقداره صدقة، وكأنك تتصدق بذلك المبلغ يوميا وإذا أتى وقت قضاء الدين وما استطاع المديون سداده فصبرتَ عليه كان لك بكل يوم مثل مالك مرتين صدقة، ومن يكره مثل هذا الخير العميم والحسنات الجارية، وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه قال رسولَ اللهِ ﷺ: "كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، وَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ"، متفقٌ عَلَيْهِ، والتجاوز أي الإنظار وترك المديون وشأنه حتى تتيسر أموره، ويدخل فيه العفو واسقاط الدين من باب أولى، ويدخل في التجاوز حسن المعاملة وحسن التقاضي، وعن أَبي مسعود البدريِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله ﷺ: "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيْءٌ، إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِرًا، وَكَانَ يَأمُرُ غِلْمَانَهُ أنْ يَتَجَاوَزُوا عَن المُعْسِر، قَالَ اللهُ عز وجل: نَحْنُ أَحَقُّ بذلِكَ مِنْهُ؛ تَجَاوَزُوا عَنْهُ"، رواه مسلم في صحيحه، فجازاه الله من جنس عمله، فهو كان يتجاوز عن الفقراء والمعسرين فتجاوز الله عنه فسبحان الله ما أعظم كرمه وعطائه، وعن أَبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يُنَجِّيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ"، رواه مسلم، إما أن تتفس عنه بتأخير الدين وعدم إحراجه أو تُسقِط الدين وتعفو عنه، كما قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280]، وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أظَلَّهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ"، رواه الترمذي، وهو حديث صحيح، وهذا فضل عظم وثواب عميم لمن أخّر مطالبة المُعسر، أو وضع دَيْنِه.
فإذن كونك تدّيِن الناس وتفتتح يومك بهذه العبادة والقُربة وتتقرب بها إلى ربك فهذا سبب لزيادة الخير وانفتاح الرزق عليك في يومك ذاك وليس العكس، فلا يتلاعب بك الشيطان أيها المسلم ولا تترك له مجالا لحرمانك من هذا الفضل والخير العظيم.
والأمر حثٌ على الخير لما رأيتَ من الفضل العظيم فيه والذي لا يفرِّط فيه عاقل قط ولا يعني أنه متحتمٌ عليك بل كله بقدر استطاعتك، قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها﴾ [البقرة: ٢٨٦]، وقال الله: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا ما آتاها﴾ [الطلاق: ٧]، فإذا ما عندك القدرة على أن تدِّين الناس فلا حرج عليك، فليس المقصود من النصيحة إنك تكلِّف نفسك ما لا تطيق أو أن تقرض كل من هب ودب ونحو ذلك من الأمور التي قد تضر بك وبتجارتك، لا، وإنما المقصود بهذه السطور الحث على ترك التشائم بعبادة من العبادات وقُربة من أعظم القُربات، وبيان عظيم فضلها وما جاء فيها من الأجور، والله المستعان.

كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢١ محرم ١٤٤٦)
https://www.tgoop.com/qaidghsh



tgoop.com/qaidghsh/7041
Create:
Last Update:

#نصيحة

✍️بعض التجار يتشائم إذا افتتح يومه بالديون وهذا من تلبيس إبليس وتلاعب الشيطان وإلا فإن المتقرر في الشريعة أن الجزاء من جنس العمل؛ والديون هي تفريج للهموم وقضاء لحوائج الناس، ومن فرج هم مسلم فرج الله همه ومن قضى حاجة مسلم قضى الله حاجته، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال: قال رسول الله ﷺ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَة أخِيه، كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كرَبِ يَومِ القِيَامَةِ"، وأيضا الديون نفسها عبادة من أعظم العبادات وقُربة من أعظم القُربات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه ومولاه سبحانه وتعالى لما جاء في حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةٌ"، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ"، قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةٌ"، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ"، قَالَ لَهُ: "بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ"، أخرجه أحمد في مسنده وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي، فهذا أفضل استثمار أن يبقى مالك يدر عليك يوميا بمقداره صدقة، وكأنك تتصدق بذلك المبلغ يوميا وإذا أتى وقت قضاء الدين وما استطاع المديون سداده فصبرتَ عليه كان لك بكل يوم مثل مالك مرتين صدقة، ومن يكره مثل هذا الخير العميم والحسنات الجارية، وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه قال رسولَ اللهِ ﷺ: "كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، وَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ"، متفقٌ عَلَيْهِ، والتجاوز أي الإنظار وترك المديون وشأنه حتى تتيسر أموره، ويدخل فيه العفو واسقاط الدين من باب أولى، ويدخل في التجاوز حسن المعاملة وحسن التقاضي، وعن أَبي مسعود البدريِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله ﷺ: "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيْءٌ، إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِرًا، وَكَانَ يَأمُرُ غِلْمَانَهُ أنْ يَتَجَاوَزُوا عَن المُعْسِر، قَالَ اللهُ عز وجل: نَحْنُ أَحَقُّ بذلِكَ مِنْهُ؛ تَجَاوَزُوا عَنْهُ"، رواه مسلم في صحيحه، فجازاه الله من جنس عمله، فهو كان يتجاوز عن الفقراء والمعسرين فتجاوز الله عنه فسبحان الله ما أعظم كرمه وعطائه، وعن أَبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يُنَجِّيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ"، رواه مسلم، إما أن تتفس عنه بتأخير الدين وعدم إحراجه أو تُسقِط الدين وتعفو عنه، كما قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280]، وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أظَلَّهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ"، رواه الترمذي، وهو حديث صحيح، وهذا فضل عظم وثواب عميم لمن أخّر مطالبة المُعسر، أو وضع دَيْنِه.
فإذن كونك تدّيِن الناس وتفتتح يومك بهذه العبادة والقُربة وتتقرب بها إلى ربك فهذا سبب لزيادة الخير وانفتاح الرزق عليك في يومك ذاك وليس العكس، فلا يتلاعب بك الشيطان أيها المسلم ولا تترك له مجالا لحرمانك من هذا الفضل والخير العظيم.
والأمر حثٌ على الخير لما رأيتَ من الفضل العظيم فيه والذي لا يفرِّط فيه عاقل قط ولا يعني أنه متحتمٌ عليك بل كله بقدر استطاعتك، قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها﴾ [البقرة: ٢٨٦]، وقال الله: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا ما آتاها﴾ [الطلاق: ٧]، فإذا ما عندك القدرة على أن تدِّين الناس فلا حرج عليك، فليس المقصود من النصيحة إنك تكلِّف نفسك ما لا تطيق أو أن تقرض كل من هب ودب ونحو ذلك من الأمور التي قد تضر بك وبتجارتك، لا، وإنما المقصود بهذه السطور الحث على ترك التشائم بعبادة من العبادات وقُربة من أعظم القُربات، وبيان عظيم فضلها وما جاء فيها من الأجور، والله المستعان.

كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢١ محرم ١٤٤٦)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

BY قايد بن غانم الشابرة




Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7041

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. Over 33,000 people sent out over 1,000 doxxing messages in the group. Although the administrators tried to delete all of the messages, the posting speed was far too much for them to keep up. The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: “Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. Telegram message that reads: "Bear Market Screaming Therapy Group. You are only allowed to send screaming voice notes. Everything else = BAN. Text pics, videos, stickers, gif = BAN. Anything other than screaming = BAN. You think you are smart = BAN.
from us


Telegram قايد بن غانم الشابرة
FROM American