قايد بن غانم الشابرة

💢فوضى الردود.. النسوية والحبة الحمراء كمثال💢

كل ما أتى من زمان ظهرت فرقة أجرأ وأوقح وأغرب من ذي قبل؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر فرقة جديدة نشأت للرد على(النسوية) يقال أنها تُسمى بثقافة الحبة الحمراء (red pill) وأنها عكس النسوية.
فالنسوية جعلوا النساء فوق الجميع وكل ما سوى المرأة عبيد لها!! وعند (النسوية) انحرافات تشيب لها الولدان وصلت إلى الردة عن الدين في كثير من أمورها، بينما هذه الحركة الجديدة تسعى إلى شيطنة المرأه وجعلها شقيقة الشيطان الرجيم وأنها مخلوق لا يُطاق ولا يستحق الحياة!!
فقد أشار لي أحد إلى الإخوة إلى عدة صفحات رأيت فيها العجب من الجهل والظلم والبغي على النساء وشيطنة للمرأة بكل ما أوتوا من قوة، كتابةً ورسومات..إلخ، وكل هذا ردا منهم على النسوية كما ذكروا وزعموا؟!
وعملوا النظريات وقزحوها وملحوها بالمصطلحات الإنجليزية مثل (Shit test) وهو اختبار -بزعمهم- أعدته المرأة للرجل تهينه وتذله به وتعامله كسلعة وككائن مشكوك فيه دائما وموضوع تحت المراقبة.. إلخ، والذي لا علم عنده واغتر بهؤلاء المجرمين الذين يشيطنون النساء سيحرِّم الزواج ولو تزوج سيكون زوجا ظالما متسلطا، وهكذا.
وهنا ننصح ونقول أن الردود بكل أنواعها يجب أن يكون عند صاحبها علم وتقوى وورع، فالجميع يحارب البدع والأفكار الهدامة والفساد ولكن الفرق بين نقد وردود أهل السنة وغيرهم في هذه الأمور هو أن أهل السنة نقدهم علمي بحت وما فيه أي تجاوزات ولا ظلم ولا بغي على الخصم، بعكس نقد ومهاجمة الآخرين فإنك ترى العجب، فذاك يريد أن ينتصر لحقوق المرأة فيعتنق فكر النسوية! وآخر رأى بغي وطغيان وانحراف النسوية فيعتنق فكر شيطنة المرأه! وآخر يريد محاربة الإخونجية فيقع في محاربة شعائر من شعائر الدين باعتبار أنه رأى إخونجي يمارسها! وآخر يريد أن يحارب الإرهاب والتطرف فينكر أدلة الولاء والبراء ويميعها للغاية، وآخر يريد أن يرد على المميعة فيقع في التشدد والتنطع، وآخر يبغض التشدد والتنطع فيحاربه بجهل فيقع في التمييع والمنهج الأفيحي، وآخر يريد أن يحارب الروافض فيقع في فكر العباهلة والأقيال الناصبي فيهين آل البيت ويلعنهم ويشتمهم وهذا ظلم وبغي وانحراف شديد، وآخر يريد أن يرد على النواصب فيقع في شيء من التشيع حتى تظنه شيعي أو ربما رافضي! وهكذا، وعلى هذا فقس.
وكله سببه الجهل وعدم ضبط الأصوال وعدم العناية بالعقيدة الصحيحة والتوحيد والسنة، فإن الذي ينضبط على أصول الشريعة ويكون صاحب علم وصاحب عقيدة صحيحة وتوحيد محقق؛ فإنه يثبت على صراط الله المستقيم في هذه الانحرافات كلها، وترى مواقفه كلها على مبدأ واحد لا إفراط فيه ولا تفريط، فالحمد لله الذي هدى أهل السنة إلى الحق والاعتدال في هذه الأمور كلها وسلوك الخط الوسط بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والتمييع، وبين التعطيل والتجسيم، وبين التفويض والتشبيه، وهكذا، وإنما سلك أهل السنة طريق الحق واعطوا ما أعطاه الله جل وعلا من الحقوق لكل ذي حق حقه في جميع الأمور، فاعلم يقينا أن الإسلام ما ظلم أحدا على الإطلاق، وأن كله محاسن وعدل وكمال وجمال وحياة طيبة وسهلة مثل سهولة الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه بحال من الأحوال بعكس طُرق الإعوجاج واللف والدوران، ولكن أنت تعلَّم دينك لتعرف ما لك وما عليك من حقوق وواجبات.

فالذي ما عنده علم ورأى ظلما وانحرافا وأراد الرد على ذلكم الإنحراف فنوصيه بطلب العلم والتمكن من العقيدة الصحيحة والتوحيد والسنة والثبات عليها ثم بعد ذلك يرد حتى تكون ردوده مسددة، فما الفائدة من رد يوقعك في ذنب! ماذا استفدتَ سوى إنك انحرفتَ بعكس الإتجاه المردود عليه؟! أو رد الأمور إلى أهل العلم من أهل السنة تجد بغيتك، فالطيش، وخفة العقل، وسرعة التصرف والرد، والغيرة الزائدة الغير منضبطة، ما جنت على المسلمين إلا الويلات على مر العصور، فإنه ما كل مريد للحق والصواب يصبه فانتبه، فإن البعض إذا رأى العلماء سكتوا على شيء ذهب يتصدى له بنفسه!! يا أخي كلِّف نفسك وتواصل أو أذهب إلى العالم فلان وسله عما في نفسك وستجد ما يشفي صدرك، ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [النحل: ٤٣]، فاحذروا من هذه الأفكار الشيطانية الخطيرة كلها وتنوروا بنور العلم وامضوا على هدى وعلم ونور من الله وكونوا عبادا صالحين رجالا ونساء، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٠ صفر ١٤٤٦)
#ابن_الشابرة
https://www.tgoop.com/qaidghsh

Telegram

قايد بن غانم الشابرة

هدفنا وهمنا هو نشر العلوم الشرعية دعوةً إلى الله، ونشرا للعلوم، ومزاحمة للباطل والجهل، كتاب وسنة على فهم سلف الأمة:
✍️مقالات علمية ووعظية
📩ونصائح متفرقة
📚ونقولات موثقة
🎙وصوتيات متنوعة
⏬️وغيرها الكثير.

وللتواصل ع الواتسآب 👇:
967775861361

www.tgoop.com/qaidghsh/7065

1.8K viewsٲبو عبد الرحمن الشابرة, edited  Aug 14 at 03:48

💢فوضى الردود.. النسوية والحبة الحمراء كمثال💢

كل ما أتى من زمان ظهرت فرقة أجرأ وأوقح وأغرب من ذي قبل؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر فرقة جديدة نشأت للرد على(النسوية) يقال أنها تُسمى بثقافة الحبة الحمراء (red pill) وأنها عكس النسوية.
فالنسوية جعلوا النساء فوق الجميع وكل ما سوى المرأة عبيد لها!! وعند (النسوية) انحرافات تشيب لها الولدان وصلت إلى الردة عن الدين في كثير من أمورها، بينما هذه الحركة الجديدة تسعى إلى شيطنة المرأه وجعلها شقيقة الشيطان الرجيم وأنها مخلوق لا يُطاق ولا يستحق الحياة!!
فقد أشار لي أحد إلى الإخوة إلى عدة صفحات رأيت فيها العجب من الجهل والظلم والبغي على النساء وشيطنة للمرأة بكل ما أوتوا من قوة، كتابةً ورسومات..إلخ، وكل هذا ردا منهم على النسوية كما ذكروا وزعموا؟!
وعملوا النظريات وقزحوها وملحوها بالمصطلحات الإنجليزية مثل (Shit test) وهو اختبار -بزعمهم- أعدته المرأة للرجل تهينه وتذله به وتعامله كسلعة وككائن مشكوك فيه دائما وموضوع تحت المراقبة.. إلخ، والذي لا علم عنده واغتر بهؤلاء المجرمين الذين يشيطنون النساء سيحرِّم الزواج ولو تزوج سيكون زوجا ظالما متسلطا، وهكذا.
وهنا ننصح ونقول أن الردود بكل أنواعها يجب أن يكون عند صاحبها علم وتقوى وورع، فالجميع يحارب البدع والأفكار الهدامة والفساد ولكن الفرق بين نقد وردود أهل السنة وغيرهم في هذه الأمور هو أن أهل السنة نقدهم علمي بحت وما فيه أي تجاوزات ولا ظلم ولا بغي على الخصم، بعكس نقد ومهاجمة الآخرين فإنك ترى العجب، فذاك يريد أن ينتصر لحقوق المرأة فيعتنق فكر النسوية! وآخر رأى بغي وطغيان وانحراف النسوية فيعتنق فكر شيطنة المرأه! وآخر يريد محاربة الإخونجية فيقع في محاربة شعائر من شعائر الدين باعتبار أنه رأى إخونجي يمارسها! وآخر يريد أن يحارب الإرهاب والتطرف فينكر أدلة الولاء والبراء ويميعها للغاية، وآخر يريد أن يرد على المميعة فيقع في التشدد والتنطع، وآخر يبغض التشدد والتنطع فيحاربه بجهل فيقع في التمييع والمنهج الأفيحي، وآخر يريد أن يحارب الروافض فيقع في فكر العباهلة والأقيال الناصبي فيهين آل البيت ويلعنهم ويشتمهم وهذا ظلم وبغي وانحراف شديد، وآخر يريد أن يرد على النواصب فيقع في شيء من التشيع حتى تظنه شيعي أو ربما رافضي! وهكذا، وعلى هذا فقس.
وكله سببه الجهل وعدم ضبط الأصوال وعدم العناية بالعقيدة الصحيحة والتوحيد والسنة، فإن الذي ينضبط على أصول الشريعة ويكون صاحب علم وصاحب عقيدة صحيحة وتوحيد محقق؛ فإنه يثبت على صراط الله المستقيم في هذه الانحرافات كلها، وترى مواقفه كلها على مبدأ واحد لا إفراط فيه ولا تفريط، فالحمد لله الذي هدى أهل السنة إلى الحق والاعتدال في هذه الأمور كلها وسلوك الخط الوسط بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والتمييع، وبين التعطيل والتجسيم، وبين التفويض والتشبيه، وهكذا، وإنما سلك أهل السنة طريق الحق واعطوا ما أعطاه الله جل وعلا من الحقوق لكل ذي حق حقه في جميع الأمور، فاعلم يقينا أن الإسلام ما ظلم أحدا على الإطلاق، وأن كله محاسن وعدل وكمال وجمال وحياة طيبة وسهلة مثل سهولة الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه بحال من الأحوال بعكس طُرق الإعوجاج واللف والدوران، ولكن أنت تعلَّم دينك لتعرف ما لك وما عليك من حقوق وواجبات.

فالذي ما عنده علم ورأى ظلما وانحرافا وأراد الرد على ذلكم الإنحراف فنوصيه بطلب العلم والتمكن من العقيدة الصحيحة والتوحيد والسنة والثبات عليها ثم بعد ذلك يرد حتى تكون ردوده مسددة، فما الفائدة من رد يوقعك في ذنب! ماذا استفدتَ سوى إنك انحرفتَ بعكس الإتجاه المردود عليه؟! أو رد الأمور إلى أهل العلم من أهل السنة تجد بغيتك، فالطيش، وخفة العقل، وسرعة التصرف والرد، والغيرة الزائدة الغير منضبطة، ما جنت على المسلمين إلا الويلات على مر العصور، فإنه ما كل مريد للحق والصواب يصبه فانتبه، فإن البعض إذا رأى العلماء سكتوا على شيء ذهب يتصدى له بنفسه!! يا أخي كلِّف نفسك وتواصل أو أذهب إلى العالم فلان وسله عما في نفسك وستجد ما يشفي صدرك، ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [النحل: ٤٣]، فاحذروا من هذه الأفكار الشيطانية الخطيرة كلها وتنوروا بنور العلم وامضوا على هدى وعلم ونور من الله وكونوا عبادا صالحين رجالا ونساء، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٠ صفر ١٤٤٦)
#ابن_الشابرة
https://www.tgoop.com/qaidghsh

BY قايد بن غانم الشابرة