tgoop.com/qaidghsh/7098
Last Update:
#نصيحة
✍️الإبتلاءات التي تتعرض لها في حياتك ليس المقصود منها هلاكك فالله أرحم بك من نفسك؛ وإنما المقصود منها التمحيص والتعليم والتأديب ثم الأجور العظيمة لمن صبر، والدرجات العُلى لمن أحسن، ولذلك قال تعالى: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ﴾ [البقرة: ١٥٥]، فلاحظ قوله: [بِشَيءٍ] أي بشيء يسير من الإبتلاء، وإنما لضعفنا نراه عظيما، ولو رُزق العبد بصيرة لرأى نعم الله عليه أكثر مما ابتلاه به بلا مقارنة، ﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ﴾ [إبراهيم: ٣٤]، وحتى الإبتلاء نفسه نعمة من نعم الله؛ فظاهره العذاب وباطنه الخير العميم للعبد، والذي لا يُبتلى إنما هو المنافق عقوبة له وإعراضا عنه وعن خسته وسفهه وظلمه، ولن يقوى على الابتلاء أصلا كما قال الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11]، وعن كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالْأَرْزَةِ، لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً"، متفق عليه.
ولذلك على المؤمن أن يستعين على البلاء بطاعة الله، والصلاة، والصبر، وذكر الله كثيرا، والدعاء، قالَ تَعَالَى: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: 153]، فمن صبر كان الله معه مؤيدا ونصيرا، والصبر من عزم الأمور، قالَ تَعَالَى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [الشورى: 43]، بل المؤمن الصابر المحتسب أجره جار بغير حساب ولا عد وإحصاء، فلا يعلم عظمه إلا الله، قالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} [الزمر: 10]، فكن أخي صابرا محتسبا متقيا لله عالما علما يقينا أن ما يقدِّره الله عليك ليس فيه هلاكك وليس المراد منه فتنتك وزيغك وانحرافك بل ليس فيه إلا كل خير لك من: تكفير للذنوب، ورفع للدرجات، وتعليم، وتربية للعبد، ومصالح وحكم كثيرة لا يعلمها إلا الله من وراء ذلك الابتلاء، فسلِّم لله وأحسِن الظن بربك وارضى به ربا، ولا تعترض على قضاءه وقدره وفعله، بل تب وارجع إلى الله، وأكثر من ذكر الله، ومن الدعاء، وحافظ على صلاتك؛ وصلِّها كما صلاها رسول الله ﷺ حيث قال -كما في صحيح البخاري-: "صَلُّوا كَمَا رَأيْتُمُونِي أُصَلِّي"، بعلم بكيفية الصلاة وبخشوع وتذلل لله تعالى حتى تتحصل على المراد من الصلاة من كونها تعينك على أمور دينك ودنياك وكونها ﴿تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: ٤٥]، والله الموفق.
#ابن_الشابرة
https://www.tgoop.com/qaidghsh
BY قايد بن غانم الشابرة
Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7098