QAIDGHSH Telegram 7149
💢الحروب في ميزان الشرع.. متى تُقدِم عليها؟ ومتى تُحجِم عنها؟💢


باسم الله، والحمد لله، أما بعد:
فإن الشريعة جاءَت لِحِفظ الكُلِّيات الخَمس:
︎الدين ومنه حفظ عقيدة المسلمين وحرية القيام بسائر العبادات.
︎النفس لحماية أرواح المسلمين من القتل والأذى.
︎ العقل حتى لا يفسد.
︎العرض (النسل) لحماية الأنساب والأعراض.
︎المال لحماية ممتلكات المسلمين.
● فإذا كان جهاد جماعة من الجماعات أو دولة من دول المسلمين ما فيه الحفاظ على هذه الأمور الخمسة وليس فيه أهداف فيها عز للمسلمين وقمع للكافرين، بل قد يكون دمارا وخرابا وقتلا وتشريدا وخسائر في الأرواح والأعراض والممتلكات وذلا ومهانة على المسلمين بدون أي مكاسب حقيقية على الأرض فهو ليس جهادا بل تهورا ومغامرة غير مدروسة ولا يجوز تولية من يقود حربا من هذا النوع أمر المسلمين وقيادة أبناء المسلمين إلى المعارك فإنه إنما يقودهم إلى حتفهم، فلا يجوز القيام بهكذا حرب، فهل يُعقل أن تقام حرب يقتل فيها المسلمين وتسلب أراضيهم وتهدم بيوتهم وتدمر ممتلكاتهم ويسلم فيها الكفرة ويتمكنون أكثر من المسلمين ثم يقال هذا جهاد مشروع!؟
الجهاد أصلا ما شُرع إلا لنُصرة الدين وليس للتسبب في هزيمته وإذلال أهله، وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في غاية الوضوح في هذه المسألة، وتأمل في صلح الحديبية وكيف تعامل النبي ﷺ معه، وتأمل في العهد المكي الذي بقي فيه ﷺ لمدة ثلاث عشرة سنة لم يقم فيه بأي عمل يستثير به المشركين على المسلمين بسبب ضعف المسلمين حينها، حتى أن قتالُ المسلمين لأعداءهم الكافرين في مكة دفاعاً عن أنفسهم كان منهيا عنه على الرغم من شدة الاعتداء عليهم، انظر [تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/525)]، ولكن قام ﷺ بأمور عظيمة فيها إعداد المسلمين علميا وعقديا وأخلاقيا في مكة، وكذا في المدينة فلم يقاتل عليه الصلاة والسلام في المدينة إلا بعد مدة من الإعداد، فلم يكن يقدم على حرب ما فيها تكافئ قوى، بل كان يسعى للحفاظ على أرواح المسلمين وعلى ما فيهم عزهم.
وقد قرر علماء المسلمين من السلف وممن تبعهم أنه لا يُمكَّن لقيادة المسلمين في المعارك خاصة إلا من كان معروفا بدينه وبعقيدته الصافية وبحكمته وحنكته وخبرته فيما سيقدم عليه وبرشده وتخطيطه الاستراتيجي حتى يحصل المقصود من جهاده من:
حماية الأرواح، وتحقيق النصر المنشود، وهزيمة العدو وإبعاد خطره على المسلمين؛ مثل ما كان يصنع نبينا صلى الله عليه وسلم ومثلما صنع أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة، ومثله عمر رضي الله عنه في فتوحاته، ومثل خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي فكل هؤلاء كانوا معروفين بحكمتهم في اختيار الوقت والمكان المناسبين للمعركة، وضمان التفوق العسكري أو على الأقل التكافؤ مع العدو وأن لا يكون في إقدامهم هلاك للجيش الذي سيقودونه إلى المعركة فضلا عن حماية أرواح نساء وأطفال ورجال المسلمين الذين يسمونهم في زماننا بالمدنيين، فمن كان ليس بأهل لقيادة المعركة فإنهم كانوا لا يولونه قيادة المسلمين أبدا حتى لا يحصل عكس المطلوب.
وقد جاء عن الإمام الشافعي كما في كتابه "الأم" وكذا جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير، وغيرهم، أنهم قرروا أن المسلمين يجب ألا يدخلوا في معركة إلا إذا كانت لديهم القدرة والقوة لمواجهة العدو، فابن تيمية، على سبيل المثال قرر في كتبه أنه "من السياسة الشرعية أن لا يُدخل المسلمون في حرب إلا عند القدرة عليها وتجنب التهلكة"؛ بمعنى أن الحرب لا تُشن إلا إذا كانت القوة ترجِّح كفة المسلمين أو على الأقل أن تكون القوة متكافئة بين المسلمين وعدوهم، وإلا فإن الدخول في الحرب يُعتبر تهورًا وإلقاء بالنفس في التهلكة، وهو أمر نهى الله عنه في قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البَقَرَةِ: ١٩٥].
ولو قلتَ لأي عالم يخاف الله ويعمل بعلمه: هل يجوز دخول المسلمين في حرب في حالة ضعفهم مع عدو قوي عسكريا؟ لأجابك: قطعا لا يجوز إذا ما كان في تكافئ ولا قدرة للمسلمين على مواجهة عدوهم، والعلماء كانوا يقيسون القدرة بالعدد حيث قال ابن قدامة رحمه الله : "وإذا كان العدو أكثر من ضعف المسلمين ، فغلب على ظن المسلمين الظفر ، فالأولى لهم الثبات ؛ لما في ذلك من المصلحة ، وإن انصرفوا جاز ؛ لأنهم لا يأمنون العطب ، والحكم عُلق على مظنته ، وهو كونهم أقل من نصف عددهم ، ولذلك لزمهم الثبات إذا كانوا أكثر من النصف وإن غلب على ظنهم الهلاك فيه، ويحتمل أن يلزمهم الثبات إن غلب على ظنهم الظفر؛ لما فيه من المصلحة، وإن غلب على ظنهم الهلاك في الإقامة ، والنجاة في الانصراف، فالأولى لهم الانصراف ، وإن ثبتوا جاز، لأن لهم غرضا في الشهادة" انتهى من ["المغني" (9/254)]، وهذا حول جواز الفرار وليس حول دخول الحرب من أصله، وأما في زماننا فإن الموازين تغيرت، فلو كان عدد جيشك مليون شخص شجاع وما عندك طيران قوي ولا أسلحة



tgoop.com/qaidghsh/7149
Create:
Last Update:

💢الحروب في ميزان الشرع.. متى تُقدِم عليها؟ ومتى تُحجِم عنها؟💢


باسم الله، والحمد لله، أما بعد:
فإن الشريعة جاءَت لِحِفظ الكُلِّيات الخَمس:
︎الدين ومنه حفظ عقيدة المسلمين وحرية القيام بسائر العبادات.
︎النفس لحماية أرواح المسلمين من القتل والأذى.
︎ العقل حتى لا يفسد.
︎العرض (النسل) لحماية الأنساب والأعراض.
︎المال لحماية ممتلكات المسلمين.
● فإذا كان جهاد جماعة من الجماعات أو دولة من دول المسلمين ما فيه الحفاظ على هذه الأمور الخمسة وليس فيه أهداف فيها عز للمسلمين وقمع للكافرين، بل قد يكون دمارا وخرابا وقتلا وتشريدا وخسائر في الأرواح والأعراض والممتلكات وذلا ومهانة على المسلمين بدون أي مكاسب حقيقية على الأرض فهو ليس جهادا بل تهورا ومغامرة غير مدروسة ولا يجوز تولية من يقود حربا من هذا النوع أمر المسلمين وقيادة أبناء المسلمين إلى المعارك فإنه إنما يقودهم إلى حتفهم، فلا يجوز القيام بهكذا حرب، فهل يُعقل أن تقام حرب يقتل فيها المسلمين وتسلب أراضيهم وتهدم بيوتهم وتدمر ممتلكاتهم ويسلم فيها الكفرة ويتمكنون أكثر من المسلمين ثم يقال هذا جهاد مشروع!؟
الجهاد أصلا ما شُرع إلا لنُصرة الدين وليس للتسبب في هزيمته وإذلال أهله، وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في غاية الوضوح في هذه المسألة، وتأمل في صلح الحديبية وكيف تعامل النبي ﷺ معه، وتأمل في العهد المكي الذي بقي فيه ﷺ لمدة ثلاث عشرة سنة لم يقم فيه بأي عمل يستثير به المشركين على المسلمين بسبب ضعف المسلمين حينها، حتى أن قتالُ المسلمين لأعداءهم الكافرين في مكة دفاعاً عن أنفسهم كان منهيا عنه على الرغم من شدة الاعتداء عليهم، انظر [تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/525)]، ولكن قام ﷺ بأمور عظيمة فيها إعداد المسلمين علميا وعقديا وأخلاقيا في مكة، وكذا في المدينة فلم يقاتل عليه الصلاة والسلام في المدينة إلا بعد مدة من الإعداد، فلم يكن يقدم على حرب ما فيها تكافئ قوى، بل كان يسعى للحفاظ على أرواح المسلمين وعلى ما فيهم عزهم.
وقد قرر علماء المسلمين من السلف وممن تبعهم أنه لا يُمكَّن لقيادة المسلمين في المعارك خاصة إلا من كان معروفا بدينه وبعقيدته الصافية وبحكمته وحنكته وخبرته فيما سيقدم عليه وبرشده وتخطيطه الاستراتيجي حتى يحصل المقصود من جهاده من:
حماية الأرواح، وتحقيق النصر المنشود، وهزيمة العدو وإبعاد خطره على المسلمين؛ مثل ما كان يصنع نبينا صلى الله عليه وسلم ومثلما صنع أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة، ومثله عمر رضي الله عنه في فتوحاته، ومثل خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي فكل هؤلاء كانوا معروفين بحكمتهم في اختيار الوقت والمكان المناسبين للمعركة، وضمان التفوق العسكري أو على الأقل التكافؤ مع العدو وأن لا يكون في إقدامهم هلاك للجيش الذي سيقودونه إلى المعركة فضلا عن حماية أرواح نساء وأطفال ورجال المسلمين الذين يسمونهم في زماننا بالمدنيين، فمن كان ليس بأهل لقيادة المعركة فإنهم كانوا لا يولونه قيادة المسلمين أبدا حتى لا يحصل عكس المطلوب.
وقد جاء عن الإمام الشافعي كما في كتابه "الأم" وكذا جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير، وغيرهم، أنهم قرروا أن المسلمين يجب ألا يدخلوا في معركة إلا إذا كانت لديهم القدرة والقوة لمواجهة العدو، فابن تيمية، على سبيل المثال قرر في كتبه أنه "من السياسة الشرعية أن لا يُدخل المسلمون في حرب إلا عند القدرة عليها وتجنب التهلكة"؛ بمعنى أن الحرب لا تُشن إلا إذا كانت القوة ترجِّح كفة المسلمين أو على الأقل أن تكون القوة متكافئة بين المسلمين وعدوهم، وإلا فإن الدخول في الحرب يُعتبر تهورًا وإلقاء بالنفس في التهلكة، وهو أمر نهى الله عنه في قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البَقَرَةِ: ١٩٥].
ولو قلتَ لأي عالم يخاف الله ويعمل بعلمه: هل يجوز دخول المسلمين في حرب في حالة ضعفهم مع عدو قوي عسكريا؟ لأجابك: قطعا لا يجوز إذا ما كان في تكافئ ولا قدرة للمسلمين على مواجهة عدوهم، والعلماء كانوا يقيسون القدرة بالعدد حيث قال ابن قدامة رحمه الله : "وإذا كان العدو أكثر من ضعف المسلمين ، فغلب على ظن المسلمين الظفر ، فالأولى لهم الثبات ؛ لما في ذلك من المصلحة ، وإن انصرفوا جاز ؛ لأنهم لا يأمنون العطب ، والحكم عُلق على مظنته ، وهو كونهم أقل من نصف عددهم ، ولذلك لزمهم الثبات إذا كانوا أكثر من النصف وإن غلب على ظنهم الهلاك فيه، ويحتمل أن يلزمهم الثبات إن غلب على ظنهم الظفر؛ لما فيه من المصلحة، وإن غلب على ظنهم الهلاك في الإقامة ، والنجاة في الانصراف، فالأولى لهم الانصراف ، وإن ثبتوا جاز، لأن لهم غرضا في الشهادة" انتهى من ["المغني" (9/254)]، وهذا حول جواز الفرار وليس حول دخول الحرب من أصله، وأما في زماننا فإن الموازين تغيرت، فلو كان عدد جيشك مليون شخص شجاع وما عندك طيران قوي ولا أسلحة

BY قايد بن غانم الشابرة




Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7149

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Write your hashtags in the language of your target audience. With Bitcoin down 30% in the past week, some crypto traders have taken to Telegram to “voice” their feelings. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. Joined by Telegram's representative in Brazil, Alan Campos, Perekopsky noted the platform was unable to cater to some of the TSE requests due to the company's operational setup. But Perekopsky added that these requests could be studied for future implementation.
from us


Telegram قايد بن غانم الشابرة
FROM American