tgoop.com/qaidghsh/7183
Last Update:
💢النصيحة المهمة في الزجر عن التوجه إلى قبر الرسول ﷺ لقصد الدعاء؟ وإنكار الشركيات والبدع المنتشرة في الأمة💢
الحمد لله.. أما بعد:
فإنه انتشر مقطع خطير أشد من خطورة التعري في حفلات الأغاني السيئة وفيه أثر منسوب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع أعرابي يدعو جوار قبر رسول الله ﷺ وعمر خلفه يستمع ثم لما انتهى الأعرابي قال عمر: اللهم إني أدعوك بما دعاك به! ونمقوا المقطع وجعلوه يبدو مؤثرا حتى تأثر به آلاف من أبناء المسلمين؟!
والرد عليه هو:
أن هذا العمل وهو الدعاء جوار قبر الرسول ﷺ بدعة منكرة ووسيلة من الوسائل الموصلة إلى الشرك الأكبر، والذين ينكرون الأغاني ولا ينكرون هذه البدع والخرافات والشركيات واقعون في خطر عقدي عظيم وضعف إيمان شديد، فإن الشرك والبدع تنخر في أصل الدين وتشوه جماله وتُخرج المسلم منه، بينما المعاصي تضر بالإيمان وتضعفه ولكنها مهما بلغت لا تخرج المسلم من الإسلام بل ولا السني من السنة إلا إذا استحل معلوما من الدين ضرورة فهذا يخرج من الإسلام.
فهذا الأثر المذكور لم يثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أصله، أضف إلى أن التوجه في الدعاء لا يجوز أن يكون إلى إلى الكعبة، يتوجه إلى القبلة، أول إلى السماء إذا كان في غير صلاة فإنه مشروع، وأما أن يتوجه المسلم إلى قبر رسول الله ﷺ يدعوه فهذا شرك أكبر، أو يدعو الله جواره فهذا بدعة ووسيلة إلى الشرك الأكبر، فمن أحب رسول الله ﷺ صدقا فيجب عليه أن يتبع سنته ويهتدي بهديه، أما ما يصنعه زوَّار مسجد رسول الله ﷺ من تحرِّي الدعاء عند قبره ﷺ مستقبلي القبر رافعين أيديهم داعين، فهذا خلاف ما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان رضي الله عنهم جميعا، قال رسول الله ﷺ: "عليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكُوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"؛ أخرجه أبو داود، والنسائي، وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ"؛ أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، وفي رواية لمسلم: "مَن عَمِل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ"، وقال ﷺ: "لا تتخذوا قبري عيدا"، وغيرها كثير من الأحاديث التي حذَّر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه باليهود والنصارى في جعل القبور مساجد أو في جعل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وثنا يُعبد من دون الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم:
ولم يكن أحد من السلف يأتي قبر نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده، ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند قبر غيره من الأنبياء، وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه، واتفق الأئمة على أنه إذا دعا بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم لا يستقبل قبره. انتهى.
وقال رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (17/471): "ولم يكن أحدٌ من الصَّحابة يفعل ذلك، ولا كانوا إذا سلَّموا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقفون يدعون لأنفسهم!
ولهذا كره ذلك مالك وغيره من العلماء، وقالوا: إنَّه من البدع التي لم يفعلها السلف، واتفق العلماء الأربعة وغيرهم من السلف على أنَّه إذا أراد أن يدْعُوَ يستقبلُ القبلة، ولا يستقبلُ قبْرَ النّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وأمَّا إذا سلَّم عليه ﷺ فأكثرهم قالوا: يستقبل القبرَ، قاله مالك والشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة: بل يستقبل القبلة أيضًا ويكون القبر عن يساره". انتهى.
وقال القاضي عياض في "المبسوط" عن مالك: "لا أرى أن يقفَ عند قبرِ النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يسلمُّ ويمضِي"؛ [الشفاء 2/ 671 – 678].
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (6/1033 رقم: 2928) عن قصة من هذا النوع: "إسنادها ضعيف مظلم".
ثمَّ قال: "وهي حكاية مستنكرة، بل باطلة، لمخالفتها الكتاب والسنة؛ ولذلك يلهَجُ بها المبتدعة؛ لأنها تجيز الاستغاثة بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وطلب الشَّفاعة منه بعد وفاته، وهذا من أبطل الباطل". انتهى.
وقال الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: وهكذا ما يفعله بعض الزوَّار عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم من وضع يمينه على شماله فوق صدره أو تحته كهيئة المصلي، فهذه الهيئة لا تجوز عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم، ولا عند السلام على غيره من الملوك والزعماء وغيرهم؛ لأنها هيئةُ ذُلٍّ وخضوع وعبادة لا تصلح إلا لله، كما حكى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عن العلماء، والأمر في ذلك جليٌّ واضح لمن تأمَّل المقام وكان هدفه اتِّباع هدي السلف الصالح.
وأما من غلب عليه التعصُّب والهوى والتقليد الأعمى وسوء الظن بالدعاة إلى هدي السلف الصالح فأمره إلى الله، ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق لإيثار الحق على ما سواه، إنه سبحانه خير مسئول"؛ انتهى. "مجموع فتاوى ابن باز" (16 /108- 110).
BY قايد بن غانم الشابرة
Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7183