QAIDGHSH Telegram 7184
وسُئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: نرى بعض الناس في هذا المسجد يقف مستقبلًا قبر النبي صلى الله عليه وسلم يُسلِّم عليه من أي مكانٍ في المسجد، فهل هذه الصفة مشروعة؟
الجواب:
إذا كان يريد بذلك أن يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم نقول: ادْنُ من القبر؛ فإن زيارة القبر لا بد فيها من الدنوِّ، وإذا كنت تريد أن تدعو فهو على قسمين: الأول: أن تُوجِّه الدعاء للرسول عليه الصلاة والسلام، فهذا شركٌ أكبر يُخرِجك من مِلَّة الرسول عليه الصلاة والسلام.
الثاني: أن تدعو الله مُتوجِّهًا نحو القبر، فهذا بدعة ووسيلة إلى الشرك.
ويا سبحان الله! هل من المعقول أن تنصرف عن بيت الله عز وجل إلى قبر الرسول؟ أيهما أفضل: بيت الله الذي يجب على كل مسلم أن يتجه إليه في صلاته أو قبر الرسول؟ لا شك أن بيت الله أفضل؛ أفضل بقعة على وجه الأرض هو بيت الله عز وجل الكعبة، فكيف يليق بك وأنت تدعي أنك تعبد الله أن تتوجَّه بدعائك إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن تتوجَّه إلى بيت الله، هذا من السفه، وهذا من إضلال الشيطان لبني آدم وإغوائه إياهم، وإلا فبمجرد أن يفكر الإنسان بقطع النظر عن الدين الشرعي يعلم أن هذا ضلالٌ وسَفَهٌ.
حينئذٍ نقول: الواقف على هذا الوجه يريد التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا نقول له؟ نقول: اندفع قف على القبر، الواقف على هذا الوجه يدعو الله عز وجل متوجهًا إلى القبر نقول: هذا بدعة ووسيلة إلى الشرك، وخطأ وضلال في الدين، وسفه في العقل؛ لأن توجُّهك إلى بيت الله أوْلَى من توجُّهك إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام.
ثالثًا: إذا كان يتوجَّه هذا التوجُّه ليدعو الرسول فهو مشركٌ شركًا أكبر يُخرِجه من مِلَّة الرسول عليه الصلاة والسلام.

الأقسام إذًا ثلاثة:
الأول: إن قصد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فهو شركٌ أكبر يخرجه من المِلَّة.

الثاني: إن قصد دعاء الله عز وجل فهو بدعة؛ لأن التوجُّه إلى بيت الله أولى.

الثالث: إن قصد السلام على النبي صلى الله عليه وسلم قلنا له: ادْنُ من القبر. انتهى كلام ابن عثيمين رحمه الله.

فإذن تحري استقبال قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء والوقوف عنده إذا سنحت الفرصة من قبل بعض جهال المسلمين أو من بعض المنحرفين باكين مخبتين يدعون الله زعموا، مقلدين في ذلك لبعض مشايخ الصوفية أو لبعض المشاهير، أو معتمدين على قصص موضوعة مكذوبة بهذا الخصوص وضعها مروجي الخرافات والبدع والشركيات كل هذا لا يجوز كما تقدم، بل هو أمرٌ خطير على دين المسلم من أصله، فاحذروا من الشرك ومن كل وسائله ومن البدع والخرافات والمحدثات في الدين أشد مما هو سوى ذلك فبقاء أصل الدين أمرٌ ضروري للغاية ومن لم يحافظ على إسلامه فقد خسر الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَدِ افتَرى إِثمًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٤٨]، فالشرك بالله هو الذنب الذي لا يغفره الله وصاحبه مخلد في جهنم إذا مات عليه أبد الآباد، وأما المعاصي فهي تحت المشيئة إن شاء الله غفرها للمسلم ابتداءا برحمته وإحسانه، وإن شاء عذبه بها بعدله، ثم إن المسلم العاصي يعلم أنه واقع في معصية مما يسهل عليه وييسر له التوبة والرجوع إلى الله، بينما المشرك والمبتدع يتخذ ما هو عليه من الشرك أو البدع دينا فلا يوفق للتوبة غالبا، مع العلم أن التساهل في المعاصي أمرٌ خطير للغاية فهي بريد الكُفر، وإنما المراد بيان مراتب الإنكار ومراتب الأولويات، فلا يتضجر المسلم من الأغاني ويتساهل في البدع أو الشركيات فإن هذا ضعف شديد في العقيدة والإيمان يجب على المسلم تعلم أمور دينه وتقديم الأهم ثم المهم كما رتب الله ذلك وقدَّمه، فبعضهم يكون في دولته أو حارته شركيات منتشرة وقبور تُعبد من دون الله فيتناساها ويتساهل فيها ثم يذهب يريد هم بلد الحرمين الشريفين من أجل حفلة غنائية سيئة حصلت في الرياض وتجده يكذب ويشوه ويفتري إلى درجة أنه يقول الأغاني تحصل جوار الحرم المكي مع أن المسافة بين الرياض ومكة هائلة تصل إلى قرابة ألف كيلومتر! فيجب على المسلم تحري الحق والعدل، وترك إفساد وتخريب بلاد المسلمين بحجة إنكار المنكر، فيصبح إنكار المنكر منكر لأنه غير منضبط بالضوابط الشرعية، فاحذروا من الشركيات معشر المسلمين ومن البدع والخرافات والمحدثات فإنها إذا زالت وصفيت عقيدة المسلم زال كل شر دون ذلك بإذن الله تعالى، والنبي ﷺ إنما بدأ في دعوته بتصحيح عقيدة المسلمين وتثبيت توحيد رب العالمين في العبادة ثم تدرج فيما دون ذلك بعدُ، والله المستعان.

كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦)
https://www.tgoop.com/qaidghsh



tgoop.com/qaidghsh/7184
Create:
Last Update:

وسُئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: نرى بعض الناس في هذا المسجد يقف مستقبلًا قبر النبي صلى الله عليه وسلم يُسلِّم عليه من أي مكانٍ في المسجد، فهل هذه الصفة مشروعة؟
الجواب:
إذا كان يريد بذلك أن يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم نقول: ادْنُ من القبر؛ فإن زيارة القبر لا بد فيها من الدنوِّ، وإذا كنت تريد أن تدعو فهو على قسمين: الأول: أن تُوجِّه الدعاء للرسول عليه الصلاة والسلام، فهذا شركٌ أكبر يُخرِجك من مِلَّة الرسول عليه الصلاة والسلام.
الثاني: أن تدعو الله مُتوجِّهًا نحو القبر، فهذا بدعة ووسيلة إلى الشرك.
ويا سبحان الله! هل من المعقول أن تنصرف عن بيت الله عز وجل إلى قبر الرسول؟ أيهما أفضل: بيت الله الذي يجب على كل مسلم أن يتجه إليه في صلاته أو قبر الرسول؟ لا شك أن بيت الله أفضل؛ أفضل بقعة على وجه الأرض هو بيت الله عز وجل الكعبة، فكيف يليق بك وأنت تدعي أنك تعبد الله أن تتوجَّه بدعائك إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن تتوجَّه إلى بيت الله، هذا من السفه، وهذا من إضلال الشيطان لبني آدم وإغوائه إياهم، وإلا فبمجرد أن يفكر الإنسان بقطع النظر عن الدين الشرعي يعلم أن هذا ضلالٌ وسَفَهٌ.
حينئذٍ نقول: الواقف على هذا الوجه يريد التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا نقول له؟ نقول: اندفع قف على القبر، الواقف على هذا الوجه يدعو الله عز وجل متوجهًا إلى القبر نقول: هذا بدعة ووسيلة إلى الشرك، وخطأ وضلال في الدين، وسفه في العقل؛ لأن توجُّهك إلى بيت الله أوْلَى من توجُّهك إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام.
ثالثًا: إذا كان يتوجَّه هذا التوجُّه ليدعو الرسول فهو مشركٌ شركًا أكبر يُخرِجه من مِلَّة الرسول عليه الصلاة والسلام.

الأقسام إذًا ثلاثة:
الأول: إن قصد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فهو شركٌ أكبر يخرجه من المِلَّة.

الثاني: إن قصد دعاء الله عز وجل فهو بدعة؛ لأن التوجُّه إلى بيت الله أولى.

الثالث: إن قصد السلام على النبي صلى الله عليه وسلم قلنا له: ادْنُ من القبر. انتهى كلام ابن عثيمين رحمه الله.

فإذن تحري استقبال قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء والوقوف عنده إذا سنحت الفرصة من قبل بعض جهال المسلمين أو من بعض المنحرفين باكين مخبتين يدعون الله زعموا، مقلدين في ذلك لبعض مشايخ الصوفية أو لبعض المشاهير، أو معتمدين على قصص موضوعة مكذوبة بهذا الخصوص وضعها مروجي الخرافات والبدع والشركيات كل هذا لا يجوز كما تقدم، بل هو أمرٌ خطير على دين المسلم من أصله، فاحذروا من الشرك ومن كل وسائله ومن البدع والخرافات والمحدثات في الدين أشد مما هو سوى ذلك فبقاء أصل الدين أمرٌ ضروري للغاية ومن لم يحافظ على إسلامه فقد خسر الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَدِ افتَرى إِثمًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٤٨]، فالشرك بالله هو الذنب الذي لا يغفره الله وصاحبه مخلد في جهنم إذا مات عليه أبد الآباد، وأما المعاصي فهي تحت المشيئة إن شاء الله غفرها للمسلم ابتداءا برحمته وإحسانه، وإن شاء عذبه بها بعدله، ثم إن المسلم العاصي يعلم أنه واقع في معصية مما يسهل عليه وييسر له التوبة والرجوع إلى الله، بينما المشرك والمبتدع يتخذ ما هو عليه من الشرك أو البدع دينا فلا يوفق للتوبة غالبا، مع العلم أن التساهل في المعاصي أمرٌ خطير للغاية فهي بريد الكُفر، وإنما المراد بيان مراتب الإنكار ومراتب الأولويات، فلا يتضجر المسلم من الأغاني ويتساهل في البدع أو الشركيات فإن هذا ضعف شديد في العقيدة والإيمان يجب على المسلم تعلم أمور دينه وتقديم الأهم ثم المهم كما رتب الله ذلك وقدَّمه، فبعضهم يكون في دولته أو حارته شركيات منتشرة وقبور تُعبد من دون الله فيتناساها ويتساهل فيها ثم يذهب يريد هم بلد الحرمين الشريفين من أجل حفلة غنائية سيئة حصلت في الرياض وتجده يكذب ويشوه ويفتري إلى درجة أنه يقول الأغاني تحصل جوار الحرم المكي مع أن المسافة بين الرياض ومكة هائلة تصل إلى قرابة ألف كيلومتر! فيجب على المسلم تحري الحق والعدل، وترك إفساد وتخريب بلاد المسلمين بحجة إنكار المنكر، فيصبح إنكار المنكر منكر لأنه غير منضبط بالضوابط الشرعية، فاحذروا من الشركيات معشر المسلمين ومن البدع والخرافات والمحدثات فإنها إذا زالت وصفيت عقيدة المسلم زال كل شر دون ذلك بإذن الله تعالى، والنبي ﷺ إنما بدأ في دعوته بتصحيح عقيدة المسلمين وتثبيت توحيد رب العالمين في العبادة ثم تدرج فيما دون ذلك بعدُ، والله المستعان.

كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

BY قايد بن غانم الشابرة




Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7184

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. 6How to manage your Telegram channel? fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. Ng Man-ho, a 27-year-old computer technician, was convicted last month of seven counts of incitement charges after he made use of the 100,000-member Chinese-language channel that he runs and manages to post "seditious messages," which had been shut down since August 2020.
from us


Telegram قايد بن غانم الشابرة
FROM American