tgoop.com/qaidghsh/7186
Last Update:
بإيجاز وبيان واضح لا لبس فيه:
🌴من هو الشهيد في سبيل الله؟ ومتى يقال فلان شهيد؟🌴
الحمد لله.. أما بعد:
فإن هذه المسألة من أوضح الواضحات في ديننا ولله الحمد ومع ذلك يكثر الجدال فيها بسبب الهوى لا أكثر ولا أقل، فإن شرعنا كما سيأتي الدليل على ذلك بيَّن غاية البيان وبكل وضوح بأن المقاتل في المعارك إذا قاتل من أجل إعلاء كلمة الله، يعني يقاتل من أجل نُصرة دين الله، والدفاع عن دين الله وعن سنة رسول الله ﷺ فهو الوحيد الذي يقال عنه أنه في سبيل الله، وهو الذي يكون شهيدا عند الله بإذن الله تعالى إن أخلص لله تعالى، وأما الذي يقاتل لِلْمَغْنَمِ من أجل الأموال، أو يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ بعد موته وأنه بطل ومن بيت فلان ويفتخر فيه أهله وذويه، أو قاتل ليُرَى مَكَانُهُ وتُرى بطولاته! أو قاتل لأنه شجاع ما يهاب الموت فقاتل، أو قاتل حَمِيَّةً لقبيلته أو لزعيمه أو لحزبه، أو قاتل غضبا، كل هؤلاء ليسوا في سبيل الله ولا يكونون شهداء؛ لأن كل هذه الأسباب التي دعته إلى القتال خالية من كون القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونُصرة دينه؛ لأنه يجب أن تتوفر هذه النية وهي أن يكون القتال من أجل الدين ولنُصرة التوحيد والسنة والإخلاص في القتال لله تعالى، والدليل على ذلك ما جاء في حديث أَبي موسى رضي الله عنه أنَّ أعرابيًا أتى النبيَّ ﷺ فَقال: يَا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ ليُرَى مَكَانُهُ؟
وفي رواية: يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً؟
وفي رواية: وَيُقَاتِلُ غَضَبًا؟ فَمَنْ في سبيل الله؟ فقالَ رسولُ الله ﷺ: "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ في سَبيلِ الله"، متفقٌ عَلَيْهِ.
فهذا هو ضابط الجهاد في سبيل الله وطريق الشهادة لمن طلبها، فإنه نص حاسم وصريح في المسألة، وحديث متفق عليه، وهناك أدلة أخرى وهذا كاف شاف لكل من كان مسلما حقا وصدقا، وأما ما يحصل من تلاعب شديد بالشهادة في سبيل الله ما هو إلا من تلاعب الشيطان وتزيينه للناس، فالشهادة في سبيل الله هي أعظم منزلة في الجنة بعد درجة الأنبياء والمرسلين والصديقين، وقد ضبطها شرعنا ضبطا دقيقا، وحتى الذي يُقتل في معركة بين إسلام وكفر، في معركة شرعية صافية نقية وليست إلا لنُصرة الإسلام فإنك لا تجزم له بالشهادة وتقول الشهيد فلان على التعيين، وتعينه باسمه، وإنما تقول قُتل فلانا نحسبه شهيدا والله حسيبه، فما بال أقوام تقاتلوا على الكراسي والسُلطة ووزعوا ألقاب الشهادة على مقاتليهم بدون أي علم أو خوف من الله أو ورع، فلا تنتظر من أحد أن يوزع ألقاب الشهادة على من تحب فإنه إن كان شهيدا فإنه كذلك عند الله قال الناس ذلك عنه أو لم يقولوه، وإن كان ليس من الشهداء عند ربه فلا ينفعه إطلاق اللقب عليه لا من قريب ولا من بعيد، فهذه المنزلة ليست بيد أحد من الناس يوزعها كيفما شاء وعلى من يشاء! فهذا تلاعب لا يصنعه عاقل يتقي الله قط، فعلِّق قلبك أيها المسلم بالله وحده، وأمِّل منه وحده، وسله وحده دون سواه، بدون تفاخر ولا رياء ولا سمعه، فإن الأمر دين والمقصود كل المقصود ليس إلا رضا رب العالمين، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦)
#ابن_الشابرة
https://www.tgoop.com/qaidghsh
BY قايد بن غانم الشابرة
Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7186