tgoop.com/qaidghsh/7193
Last Update:
💢دوافع المثبطين💢
✍️التثبيط يعمل في مريدي النجاح والفلاح ما يعمله السوس في حبوب القمح وأشد، ولذلك يجب الحذر من المثبطين وطُرق التثبيط ودوافعه، فإنك إن عرفتَ دوافع المثبطين سَهُلَ عليك بإذن الله مواجهة التثبيط وتجاوزه وعدم الالتفات إليه وإلى أهله، فإليك ذِكْر دوافع المثبطين والتي لاحظناها بالإستقراء وهي:
1️⃣ الحسد؛ فالمثبط ما يريد أحد أحسن منه، أو يتقدم عليه، أو حتى ينجز بنفس مستواه، أو أن يعمل أي إنجاز أصلا، فالحسد آفة خبيثة وهو أول معصية عُصِيَ الله بها.
2️⃣ الجهل بحقيقة البدايات؛ يظن المثبط أن المبدعين والمُبرِّزِين والمؤلفين بدأوا من حيث انتهوا، فهم كبارا في نظره القاصر كما عرفهم، ما يدري أن كل شخص ينبهر به الناس في مجاله بدأ من الصفر ولقي احتقارا وتثبيطا ومعوقات ومطبات جاهد كثيرا حتى تجاوزها، ما يدري أن كل إمام بدأ رحلته طالبا للعلم كان مُبتدأ فيه، فكما بدأوا سيبدأ غيرهم فكن من أوائل المشجعين للمبتدئين لا من أوائل العقبات في حياتهم.
3️⃣النظرة القاصرة؛ فالمثبط لا يرى إلا بين رجليه وحسب، ما تجد عنده بُعد نظر بحيث ينظر إلى حاجة الأمة ككل لنوابغها وكوادرها في العلم الشرعي وفي غيره من العلوم النافعة المفيدة للأمة وأن ذلك فيه تقوية للأمة جمعاء، فهو يرى أنه يوجد علماء مبرزين كذا واحد في كذا بلد فإذن غيرهم لا يكتب ولا ينشر ولا يتحرك يمنة ولا يسرة؛ لأن عندنا علماء! مع أن هؤلاء العلماء الصادقين الناصحين مقارنة بعدد المسلمين الهائل من حيث العدد والذين يبلغون تقريبا فوق المليار مسلم نقطة في بحر، والمجتمعات تحتاج إلى دعاة الله كُثر، وكُتاب، ونشطين في الدعوة إلى الله ونشرها، وفي بذل النصيحة للناس، بحيث يعلمون الناس دينهم ويفقهونهم فيه ويرشدونهم إلى الهدى ويحذرونهم من الغي وطُرق الردى، والعلماء يُرجع إليهم فيما هو من شأنهم مثل النوزال التي تنزل بالأمة ونحوها مما هو معلوم، فالأمة تحتاج الجميع، أهم شيء أن يكون السير سليما، والطريق مستقيما، والأسلوب قائما على علم وبصيرة وحكمة.
4️⃣الاحتقار؛ فالمثبط يراك حقيرا لا تستحق المكان الذي وهبك الله، ولا تقدِر على فعل شيء يُذكر؛ فإن صمدتَ وأثبتَ نفسك وحققتَ وجودك كان من أوائل المعترفين بفضلك والنادمين بسبب تقصيرهم وتثبيطهم وعدم لحاقهم بك.
5️⃣ عدم الرؤية المستقبلية؛ فالمثبط لا يرى إلا يومه وحاضره، فيظن أن الوضع هو هو ولن يتغير والناس في إعراض عن العلم الشرعي أو عن الشيء الفلاني في زمانه وحينه، ولسان حاله أو مقاله: من سيحتاجك أنتَ؟! بينما الحقيقة هي أن الوضع يتغير باستمرار، فمن لا يحتاجك اليوم ولا يعيرك اهتماما قد يأتي غيره فلا يحتاج إلا أمثالك، ولكل زمان دولة ورجال، فأنت أتقن ما وهبك الله حبه وتعلمه وتخصص فيه وابذل جهدك وسيأتي الوقت الذي يعرف فيه الناس أهمية وجود أمثالك، وسيُحتاج لك، والأمثلة في هذا كثيرة لمن تأملها.
6️⃣ المنافسة الوسخة؛ فهناك من لا يحسدك ولكنه ينافسك في مجالك منافسة غير شريفة، منافسة سيئة؛ يريد أن يرتفع على سقوط الآخرين، مع أنه يمكنه أن ينافس منافسة طيبة يتحقق فيها الخير للجميع.
7️⃣ الجهل؛ قد يكون مجرد جاهلا من الجهال لا يفقه شيئا في الحياة، والتثبيط هوايته، فهو يرى نفسه فاشلا فيظن أن لا سبيل إلى النجاح والفلاح فيسعى في نصيحة غيره بالبقاء على (وضع المصنع) كما يقال؛ يعني كن كما خلقك الله وأتيت إلى الدنيا، لا تتحرك ولا تطور من نفسك، ولا تتعلم، ولا تعمل، ولا ولا.. إلخ، لمجرد الجهل بالشيء.
👈فاحذر أخي من التثبيط بكل أشكاله وألوانه، فلو سمع الناجحون للمثبطين لما رأينا أحدا ممن خُلِّدت أسمائهم ونفع الله بهم الأمة في مجالات شتى، فإنما التثبيط عقبة متعبة من العقبات والعراقيل التي يجب تجاوزها وتخطيها، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٧ جمادى الأولى ١٤٤٦)
#ابن_الشابرة
https://www.tgoop.com/qaidghsh
BY قايد بن غانم الشابرة
Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7193