tgoop.com/qaidghsh/7196
Last Update:
📩#نصيحة وجواب على السؤال الاستنكاري:
📌أين العلماء والدعاة؟! أين الصالحون والمصلحون في هذه الأمة؟!
✍️والجواب:
أن هذا الصنف من الناس تجده يجتنب مخالطة أهل السنة بكل قوته وينفُر منهم وينفِّر عنهم، ويجتنب متابعة قنواتهم وصفحاتهم ومواقعهم على الشبكة العنكبوتية، ويجتنب قراءة كتاباتهم وسماع صوتياتهم العلمية المليئة بالنُصح والعلم والتعليم والوعظ، ثم بعد كل هذا يتشدق وينشر هنا وهناك ويتشكى: أين العلماء؟! أين الدعاة؟! أين أهل السنة؟! أين الناصحون؟! أين الصالحون المصلحون؟! يريد بذلك الحط من شأن أهل العلم وانتقادهم وتحميلهم مسؤولية كل ما جرى ويجري وحصل ويحصل في الأمة! والحق أن يقال: أينك أنتَ منهم؛ فإن الطيور على أشكالها تقع، وأنت صدقني لو فيك خير ستعرفهم وتعرف كيف تتابعهم وتسمع لهم وتستفيد منهم، ولكن لأنك غارق في وحل الجهل والتخلف عن دينك جعل الله محيطك من جنس تفكيرك وأعمالك، فالصالح العاقل لن يكون أصحابه من جنس المجاهرين بالمعاصي الجاهلين بأساسيات ومهمات دينهم، كن تقيا يكون جلسائك أتقياء، كن خبيثا يكون جلساؤك خبثاء، كن عاصيا يكون جلساؤك عصاة، وهكذا، وما أجمل ما جاء عن معاذ رضي الله عنه لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي، فَقَالَ: "إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا" يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ يعني أن العلم والإيمان موجودان من بحث عنهما وجدهما، قال تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأَنْعَامِ: ٢٦]، قال المفسرون: وهم ينهون الناس عن الإيمان بالرسول، ويبتعدون عنه، فلا يتركون من ينتفع به، ولا ينتفعون هم به، وما يُهلكون بصنيعهم هذا إلا أنفسهم، وما علموا أن ما يقومون به إهلاك لها.
ثم هل تظن أنتَ أن الرجل الصالح المتعلم نزل عليه الوحي! ما هو أصلا كان مثلك جاهلا بأمور دينه واقعا في فيما كان فيه من حال لا تسُر، ولكن لصدقه في طلب الهدى والإيمان والعلم بحث وبذل جهدا فوفقه الله لذلك الخير العظيم، فيكفي مغالطة للنفس؛ ومجاراة النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان الرجيم، قال الله عن الإنسان ذاكرا أنه هداه لطريق الحق والباطل بما وهبه من نعمة العقل والسمع والبصر: ﴿وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ﴾ [البلد: ١٠]، فعندك زوجة فرعون استقامت و هي تحت أكبر طاغية، وابن نوح كفر بالله وهو ابن نبي ينزل عليه الوحي مباشرة وهو من أولي العزم من الرُسل! فلا تتعذر بأعذار لن تنفعك بين يدي ربك وتقول أنا عامي معذور بجهلي وعاميتي؛ فلو أردتَ أن تتعلم ستتعلم، ولو أردتَ أن تعرف ستعرف ولا بد، ﴿أَلَم نَجعَل لَهُ عَينَينِوَلِسانًا وَشَفَتَينِوَهَدَيناهُ النَّجدَينِ﴾ [البلد: ٨-١٠]، فلا تخلي الشيطان يلعب عليك: أنا عامي، أنا جاهل، أنا معذور! كيف معذور وقد بلغك القرآن، ﴿وَأوحِيَ إِلَيَّ هذَا القُرآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾ [الأنعام: ١٩]، فلا تبحث عن أعذار لتبقى في جهل بل أبحث عن حلول ليزداد لتستقيم على مراد الله وليزدد رصيدك العلمي فإن علمك سيبقى معك حتى تُبعث.
فإننا نحب أُناس ونتمنى لهم الخير، نتمنى أن يتوبوا وأن نكون معهم ويكونون معنا في نفس الطريق فأحيانا يحقق الله لنا ولهم هذه الهداية وأحيانا أخرى يحصل العكس، وهذا شيء مؤلم، فإنك تحب الخير للناس، خاصة للبعض منهم، مثل شخص قريب أو صديق أو نحوه، تتمنى لو أنه يهتدي فتكونون سواء في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا على وفاق ومحبة واجتماع، وفي الآخرة في جنة الفردوس الأعلى من الجنة، ولكن لو تأملتَ في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [الأنعام: ١١٧]، فإن هذا يخفف عنك الحزن عليهم، وقد أكد سبحانه وتعالى قوله: ﴿وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [الأنعام: ١١٧] في أربعة مواضع من القرآن، فالله أعلم بمن فيه خير وعنده صدق في طلب الخير والحق لنفسه فهذا لن يخذله الله أبدا، فليس الأمر عائد إلى محبتك لهم بل إلى صدق نواياهم في الخير والهُدى، ﴿إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [القصص: ٥٦]، وفي الآيات التالية شرح كافي شافي لهذه المسألة، آيات تخلع القلب من مكانه، حيث يقول المولى عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَوَلَّوا عَنهُ وَأَنتُم تَسمَعونَوَلا تَكونوا كَالَّذينَ قالوا سَمِعنا وَهُم لا يَسمَعونَإِنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكمُ الَّذينَ لا يَعقِلونَوَلَو عَلِمَ اللَّهُ فيهِم خَيرًا لَأَسمَعَهُم وَلَو أَسمَعَهُم لَتَوَلَّوا وَهُم مُعرِضونَيا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ
BY قايد بن غانم الشابرة

Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7196