tgoop.com/qaidghsh/7223
Last Update:
ولم تراع حقوق المسلم على المسلم وتتقي الله في ذلك كما قال ﷺ: "مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، ففي هذا الحديث: تعظيمُ حقوق المسلمين، والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضًا وليس ما تصنعه وهو العكس، وعن أنس رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: "لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِهِ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، فأين محبتك لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك؟! هل تحب لنفسك أن يظلمك أحد؟ أن يمنع أحد من أولادك؟!
فالمعصية تجر أختها والظلم يجر آخر وتتلاحق على الظالم المفاسد في دينه ودنياه حتى تغرقه وتوبقه، وسواء كان الحرمان من قبل أهل المرأة يحرمونها من رؤية أولادها فإنه داخل في هذا ويكون الإثم عليهم، أو كان حرمان الرجل من أولاده سواء من قبل المرأة أو من قبل أهلها فإنه داخل في هذا، واعلم إن الله أقدر عليك منك على الآخرين، وأنه حليم عظيم ولكنه شديد العقاب، كما قالﷺ: "إنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ"، متفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه، واعلم أن الظالم مخذول غير منصور، قالَ تَعَالَى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [الحج: 71]، وأنك إن لم تعجل بالتوبة والتحلل من ظلم الناس فإنك إضافة لما تقدم ستحاسب في يوم قال عنه النبي ﷺ: لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَومَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ للشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ"، رواه مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحساب في يوم القيامة ليس إلا بالحسنات والسيئات؛ تؤخذ من حسناتك فإن لم تكف أُخذت سيئات من ظلمتهم ووضعت عليك، فقرر من الآن كم تريد أن تخسر من حسناتك! وكم تريد أن تتحمل من سيئات الآخرين.
وانظر إلى ألم الأب على فراقه لأولاده فما بالك بالأم سل عن هذا المغتربين، سل عن هذا من سُجنوا، سل عن هذا الشعراء في أشعارهم كما قال ابن الأمير الصنعاني واصفا فراقه لولده بسبب منع بعض الظلمة له من لقاء ولده فقال في ذلك قصيدة طويلة ومنها:
ذقت المرارات في الدنيا وشدتها ◇◇ أمر من فرقة الأحباب لم أجد
قالوا تجلد يا هذا فقلت لهم ◇◇ ما لي إلى البين من صبر ولا جلد
إلى آخر قصيدته وله غيرها في نفس الموضوع، وعلى العموم من لم تحرك روحه ومشاعره وعقله وقلبه أدلة الكتاب والسنة فلن يحركه الشعر ولا القصص ولا الآلام ولا شيء؛ نعوذ بالله من قساوة القلوب ومن الجهل ومن الغفلة، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٤ جمادى الآخرة ١٤٤٦)
#ابن_الشابرة
https://www.tgoop.com/qaidghsh
BY قايد بن غانم الشابرة

Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7223