tgoop.com/qaidghsh/7263
Last Update:
💢بيان العقوبة والحرمان على آكل أموال الناس بالنصب واللف والدوران💢
✍️الذي ما يتحرى أكل الحلال ويتحايل على أموال الناس ويأكل أموالهم بغير حق يلقى الله عز وجل وهو عليه غضبان، ويأتي يوم القيام يحمل ذنوب من ظلمهم أو يأخذون من حسناته، وفي الدنيا ما يجد بركة في رزقه ولا في بيته ولا في أولاده ولا فيمن يحب ويملك، فيجب على المسلم أن يتقي الله وأن لا يأخذ فلسا واحدا بغير حق من أحد لا بالتحايل ولا بالنصب ولا بالسرقة ولا بأي طريقة غير شرعية، ووالله لو لم تكن من عقوبات أكل الحرام إلا حرمان إجابة الدعاء لكفى بها عقوبة وزاجر، ففي حين تكون أحوج ما تكون لربك في الشدائد والمحن فترفع يديك إليه تدعو ربك وخالقك ومولاك فلا يستجيب لك ولا يفرج همك ولا يخارجك من مأزقك ولا يعينك ولا ينصرك بسبب ظلمك لعباده، هذا لوحده شعور شديد على النفس ومؤلم للغاية أن يسُد مولاك جل وعلا بابه أمامك فلا تجد فرجا ولا مخرجا ولا ناصرا ولا معينا ولا بركة ولا رزق ولا عز، بسبب أكلك للحرام الذي نهاك عنه وحذَّرك غاية التحذير وبين لك عقوبة ذلك وأنت ما انزجرتَ ولا أذعنتَ لما نهاك عنه جل وعلا، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فالخذيلة أعظم لأنها في دار البقاء والخُلد وذلك حين يُأخذ من حسناتك وتُعطى لمن ظلمتهم فإذا لم يبق لك حسنة أُخِذ من ذنوبهم ووضعت عليك، فعل هناك قلب حي لا يعقل هذا ولا يتعظ ولا يخاف الله.
وإليك أدلة على ما سبق:
قال الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ¤ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النِّسَاءِ: ٢٩-٣٠].
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ"، [أخرجه أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه].
وقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ"، [صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه].
وقال رَسُولَ الله ﷺ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟" قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ ﷺ:
"إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ؛ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"، [صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه].
وقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ"، [صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه]، قال صاحب حاشية السندي على مسند أحمد: (يطيل السفر): أي: اجتمع فيه أسباب استجابة الدعاء ما عدا مراعاة الحلال فيمنع ذلك قبول الدعاء واستجابته عند الله تعالى.
وقال النووي: قوله ﷺ: (فأنى يستجاب لذلك) أي من أين يستجاب لمن هذه صفته؟ وكيف يستجاب له؟ انتهى.
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء: 10]، وقد عد النبي ﷺ أكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، من السبع الموبقات كما في الصحيحين في حديث: "اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ".
BY قايد بن غانم الشابرة

Share with your friend now:
tgoop.com/qaidghsh/7263