دائما إذا وجدتَ أن عزيزا فقد ولده أو أصابه مكروه فذكره بآيات من كتاب الله تغسل الأحزان من القلب غسلا وتزرع الطمأنينة والسكينة وتقلب الهم والغم والحزن تسليما لرب العالمين وهي قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا۝فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا﴾ [الكهف: ٨٠-٨١].
فكل من مات له ولد أو أُصيب ببلاء ما فليسلِّم لله، فالله أعلم وأحكم وأخبر بعباده وبما يصلح لهم؛ وقد يكون الولد شر على أبيه وقد يكون خير على أبيه ولكنك كونك ما تعلم كيف سيكون حاله مستقبلا فلا تجزم يقينا بشيء لا سلبا ولا إيجابا وإنما سلِّم أمورك لله وادع الله وتوكل عليه سواء مات أو مرض أو سلِم لك وكذلك في سائر الأمور، فتعليق قلبك بالله وحده لا شريك له هو قوة لك لا تضاهيها قوة على وجه الأرض، وانظر إلى قوله: ﴿فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا﴾ [الكهف: ٨١]، بينما هما لم يكونا يعلمان بهذه الحقيقة التي أرادها الله ولكن الظن بهما بما أنهما من الصالحين أنهما سلَّما أمرهما لله وكذلك كن أنتَ؛ لأن الله يعلم وأنت لا تعلم، ولا يحصل لك شيء إلا بتقديره سبحانه وتعالى فإذن الأمر لله تعالى من قبل ومن بعد فلا تحزن على شيء ولا تشيل هم شيء بقدر استطاعتك، وفي الحديث: "لَنْ تبلغ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ".
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢١ ذو الحجة ١٤٤٥)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

#نصيحة

✍️أيها الأب لا تميز بين أولادك ولا تقدِّم أحدا على أحد في المعاملة والعطاء ولا تظهر حبك لأحد أبناءك أكثر من غيره فكلهم أولادك، بل كن قدوة في العدل والإحسان إليهم جميعا، فالله حين قال: ﴿يوصيكُمُ اللَّهُ في أَولادِكُم..} قال بعدها في نفس الآية:{وَأَبناؤُكُم لا تَدرونَ أَيُّهُم أَقرَبُ لَكُم نَفعًا فَريضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَليمًا حَكيمًا﴾ [النساء: ١١]، فأنت لا تدري أيهم سيكون أكثر نفعا لك في آخرتك فاعدل بينهم جميعا واجعل قاعدتك في ذلك أنك لا تعلم الغيب وأنك لا تعلم عواقب الأمور ومن منهم سيكون أكثر برا بك من غيره وأن الله العليم الحكيم أمر بالعدل بينهم جميعا، فكن محسنا إلى الجميع:
فلا تعطي أحدا أكثر من أحد، ولا تشد على أحد وتدلل الآخر، ولا تُظهر حبك لأحد دون إخوانه، وهذا ينطبق على الجميع ذكورا وإناثا فأنت والدهم كلهم ولستَ حكرا على زيد دون عبيد؛ فإننا نرى والله عجبا من سوء معاملة بعض الآباء لبعض أبنائهم دون غيرهم، وتقديم البعض على الآخر، والسخرية من بعض ورفع شأن الآخرين وهكذا، وهذا ظلم وسوء تربية وإعانة للشيطان على ولدك ليعصيك كونه لا يحظى بما يحظى به إخوانه فيتحول حبه إلى حنق وغضب وزعل وربما كُره لأبيه والسبب غباء الأب وجهله وغشامته، نسأل الله التوفيق والسداد للجميع.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٥ ذو الحجة)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

💢كيف يكون سداد الديون التي هه بالعملة القديمة بالعملة الجديدة💢

سُئل شيخنا أبو بكر الحمادي عن رجل أقرض آخر مبلغا من المال بالعملة اليمنية القديمة ففي حال أُلغيت بالعملة الجديدة كيف يعيد المبلغ لصاحبه؟

فقال الشيخ: يُقدَّر المبلغ المقروض بالعملة السعودية مثلا، ثم يرجِّع لصاحبه ما يوازيه بالعملة الجديدة، يعني أنت اقترضتَ مائة ألف ريال بالعملة القديمة ثم أُلغيت وجاءت بعدها العملة الجديدة فإنك تُقدِّر المائة الألف بالعملة القديمة كم تساوي بالريال السعودي فتجدها مثلا (720) ريال سعودي وهذا يعادل بالعملة الجديدة(348000) ريال فتعطي صاحبك الثلاث مائة ألف..إلخ، هذا خلاصة فتوى شيخنا أبو بكر الحمادي حفظه الله ورعاه.
ثم سألته بعد الدرس: وإذا كانت العملة هي نفسها ولكنها انهارت كأن يكون الريال السعودي بخمسين ريال يمني مثلا ثم أصبح بمئتين ريال يمني وأنا أقرضت شخصا حين كان بخمسين ريال فهل يُقدَّر بالريال السعودي؟ فقال الشيخ: لا، فقلت وخسارة أربعة أرباع المبلغ كيف؟ فقال الشيخ: ستكون على جميع المتعاملين بالعملة نفسها سواء كنتَ مُقرِض أو مقترض فإن الحكم هو نفسه لك أو عليك، إلا في حال المماطل المتعمد الذي أخَّرَ السداد متعمدا حتى ينزل سعر العملة فهذا احتيال.
📜ثم وجدتُ كلاما نفيسا مختصرا للإمام العثيمين رحمه الله يقول فيه:
إذا كانت الفلوس قد ألغيت واستبدلت بعملة أخرى: فله أن يطالب بقيمتها في ذلك الوقت أو بقيمتها حين ألغيت، وأما إذا بقيت العملة على ما هي عليه فليس للمُقرض إلا هذه العملة سواء زادت أم نقصت ... [ كما] لو أقرضه صاعاً من البر قبل سنوات وكان الصاع يساوي خمسة ريالات ثم نزل إلى ريالين مثلاً ، فهل يقول أعطه الصاع وأعطه ثلاثة ريالات ، لا ليس له إلا الصاع ، فالأشياء المثلية لا يلزم فيها إلا رد المثل، وكذلك النقود ما لم تلغ المعاملة بها. انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (72/9).
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٨ ذو الحجة ١٤٤٥)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

💢منزلة صاحب حُسن الخُلق العظيمة عند الله ثم عند نبيه ﷺ ثم عند سائر الخلق💢

✍️هنيئا لأصحاب الأخلاق العالية فإن لهم عند الله مكانتهم العظيمة فموازينهم ثقيلة بالحسنات وهم ممن يحبهم الله ويبغض القوم الذين على عكسهم؛ قال ﷺ: "مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وإِنَّ اللَّه يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ"، أخرجه الترمذي عن أَبي الدَّرداءِ رضي الله عنه، وقال ﷺ: "أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُم خُلُقًا" أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وسُئِلَ ﷺ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ؟ فقَالَ: "تَقْوى اللَّهِ، وَحُسْنُ الخُلُق"، وَسُئِلَ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ فَقَالَ: "الفَمُ وَالفَرْجُ" رواه الترمذي، بل قال ﷺ: "إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِه درَجةَ الصَّائمِ القَائمِ"، رواه أَبُو داود عن عائشة رضي الله عنها، فذاك يصوم ولا يفطر ويقوم ولا يفتر يدركه صاحب حسن الخلق بحسن أخلاقه ودماثته وحُسن تعامله مع الله ثم مع خلقه، فلا يجرح ولا يفضح ولا يعيِّر ولا يخون ولا يبخل ولا يخلف وعدا ولا يغدر ولا يمكر ولا يكره الخير للغير بغير حق ولا يحسد..إلخ.

☁️وأما مكانة صاحب الأخلاق الكريمة عند خير خلق الله عليه الصلاة والسلام فهي القُرب منه والمحبة، يحبك رسول الله ﷺ ويقرِّبك منه فهل بعد هذه المنزلة منزلة أعظم منها أن يكون لك هذا الفضل العظيم عند الله ثم عند نبيه وخير خلقه ﷺ؟! قال ﷺ: "إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون"، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبِّرون" رواه الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، والثرثار: هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق: هو المتطاول على الناس بكلامه، يتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق: أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه، ويغرب به تكبُّرًا وارتفاعًا، وإظهارًا للفضيلة على غيره.

🏙وأما مكانته في قلوب الخلق فهي مكانة عالية ومنزلة رفيعة من محبة وذكر حسن ودعاء له بالخير وأثر طيب في غيابه.. إلخ، وهذا باختصار وإلا فالأخلاق الكريمة مع أدلتها من الكتاب والسنة كثيرة ولكن هذه نبذة عنها للدلالة على غيرها وللتذكير، ﴿وَذَكِّر فَإِنَّ الذِّكرى تَنفَعُ المُؤمِنينَ﴾ [الذاريات: ٥٥].

🤲أسأل الله العظيم أن يجعلني وإياك🫵 من ذوي الأخلاق الكريمة التي يحبها الله ويرضاها، ونتواصى بالدعاء فنبينا ﷺ كان يسأل ربه مكارم الأخلاق فكان يدعو ربه فيقول: "اللَّهُمَّ كَمَا أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي"، وفي الحديث الطويل من حديث علي رضي الله عنه في صحيح مسلم وفيه: "وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ"، وكان يقول ﷺ: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء»، رواه الترمذي وصححه الألباني، وفي حديث معاذ رضي الله عنه قال ﷺ : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ"، وهو حديث صحيح، فهذه من أدعية نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الناس وأكرمهم خَلقا وخُلقا، ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ﴾ [القلم: ٤]، ولكنه يستزيد من الخير من ربه ويعلِّم أمته كونه قدوتنا وأسوتنا فاقتد به وادعو الله يكرمك من واسع فضله بالأخلاق الكريمة الطيبة وسائر الخيرات فكلها ليست إلا من الله ولا تُطلب إلا منه سبحانه وتعالى، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٨ ذو الحجة ١٤٤٥)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بتقوى الله وتحقيق التمسك بالتوحيد والسنة فقط لا غير، فعلى قدر التمسك بهذا الدين تكون منزلة المسلم عند الله ثم عند صالحي خلقه.
هذه عقيدة يجب على المسلم أن يعتقدها وأن يعمل بها، ولا يمنع أن تحب قبيلة معينة أو أُناس محددين جملة وتظهر حبك لهم وثناءك عليهم لما تجد فيهم من الخير ولا ينافي هذا حبك لغيرهم من المسلمين ولا ينافي كذلك تقديم الأفضل على المفضول كأفراد في المحبة ولوازمها من أي جنس كانوا ما داموا مسلمين، ولذلك تجد ثناءات لنبينا صلى الله عليه وسلم على قبائل أو أفراد أو بلدان معينة ولا يعني هذا بحال الخروج عن الأصل الذي هو تقديم الأتقى لله على غيره، كما قال الله: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣].
فمثلا:
ثناء رسول الله ﷺ على أهل اليمن جملة لا يعني على الإطلاق دخول كل فرد من أهل اليمن في الثناء وإنما من كانت طريقته على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان عليهم جميعا فهو داخل في ذلكم الثناء العظيم، وعلى هذا فقس، فالأمر موزون بميزان الشرع لا بمجرد الحَسَب والنَسب، ثم اعلم أنها ما ارتفعت قبيلة ولا شخص إلا بأفعاله الطيبة وأخلاقه النبيلة وقيمه المرضية عند الله ومواقفه المشرفه، وما وُضعت قبيلة ولا شخص إلا بسبب سوء أفعاله وأخلاقه المنحطة السافلة وقيمه الرديئة، فالأمر كله راجع إلى ما يرضي فهو المرفوع، وإلى ما يُسخط الله فهو الموضوع، فالأول يرفعه الله والثاني يضعه الله، فهو سبحانه وتعالى الذي يعز ويذل، ويرفع ويخفض، فمن أراد العزة فعليه بمكارم الأخلاق وعلى رأسها تقوى الله وعلى رأس التقوى توحيد الله، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٨ ذو الحجة ١٤٤٥)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

#نصيحة

✍️أحيانا تصلك هدية أو تشتري شيئا تحبه أو تحصل عليه فما تدري إلا وأنت تقبِّله فرحا به ولكن بدلا من تقبيل ذلك الشيء الذي تحبه أحمد الله واشكره عليه، فإن تقبيلك غفلة لأنك غير منتبه أنك تقبل جماد، بينما شكرك لله عبادة عظيمة وزيادة لك من الخير، فالحمد لله أفضل الدعاء ومن أفضل الذكر وأحبه إلى الله، أفتتح الله كتابه بـ ﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ [الفاتحة: ٢]، لعظيم فضلها، قال ﷺ: "وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ"، صحيح مسلم، وقال ﷺ: «مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلهِ، إِلا كَانَ الذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِما أَخَذَ»، رواه ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه، وقال عمران بن حصين رضي الله عنه: "إني لأحدثك بالحديث اليوم لينفعك الله به بعد اليوم، اعلَم أن خير عباد الله يوم القيامة الحمادون»، أخرجه أحمد في مسنده وله حكم الرفع، وقال ابن القيم رحمه الله: «فنعمة الشكر أجل من نعمة المال والجاه والولد والزوجة، ونحوها»، فالحمد والشكر لله، ﴿وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾ [إبراهيم: ٧]، وحمدك لله هو من شكره؛ لأن شكر الله يدخل فيه القول والعمل، فالثناء على الله وحمده هو من شكره، والصلاة والصيام والزكاة والصدقة وسائر العبادات هي من شكر الله، فالحمد يكون بالقلب واللسان، والشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، هذا هو الفرق بين الحمد والشكر.

والشاهد:
تذكر دائما أن الله هو الذي أعطاك ذلك الشيء الذي أحببته وفرحتَ به وما الوسيلة التي وصل من خلالها إليك إلا مجرد سبب يسره الله، والله هو المعطي الذي أعطاك ورزقك فاحمده واشكره يزيدك الله خيرا إلى خيرك وفضلا منه وسعة وكن ممتنا لربك وشاكرا لمن جعله الله سببا في وصوله إليك أو حصولك عليه فـ "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، فلا منافاة بين حمد الله وشكره، ومعرفة الفضل لأهله الذين جعلهم الله سببا في حصول الخير.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٨ ذو الحجة ١٤٤٥)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

📩أورد أحد الإخوة سؤالا قال فيه: ‏ما معنى (متصالح مع نفسه) التي يستعملها كثير من المتحدثين والكُتّاب؟


والجواب:
المتصالح مع نفسه، (مع ذاته) هو:
ذاك الشخص الذي يجيد التعامل مع النفس على سجيتها بدون تكلف ولا تصنع ولا مباهاة، مستصحبا الرضا والقناعة بالحال الذي هو عليه، محققا للإيمان بالقضاء والقدر، فالمتصالح مع ذاته شخص راض بما قسم الله له من مزايا، وعيوب، ويركز المتصالح مع نفسه على مزاياه، مع العمل على تحسين عيوبه من دون ملل ولا كسل، فهو إنسان إيجابي غالبا؛ قليل ما تجد المتصالح مع نفسه يسلِّم لعيوبه التي تضر به ويرضى بها بدون محاولة إصلاحها، فكونك تتصالح مع عيوبك التي لا قدرة لك على تغييرها مثل شكلك مثلا لا يعني أن تتصالح مع عيوبك التي هي من قبيل المعاصي، هذا هو التصالح مع الذات، لأن الراضي بوقوعه في المعاصي غير متصالح مع ذاته كونه يدمر نفسه ويتعسها، فهذا غير متصالح مع نفسه وإنما متصالح مع إبليس وخطواته فيما يضر به ويتعسه، ولكن إنسان ما عنده ذاك الذكاء؛ لم يُرزق ذكاء، ولا مالا، ولا جمالا، فلماذا يحزن على شيء ليس الأمر فيه إليه؟! ركز على أمور أخرى وهبك الله إياها واحمده عليها ونمِّها تعش سعيدا راضيا مقتنعا متصالحا مع نفسك، هذا هو التصالح مع النفس لأن فيه صلاحها وسعادتها، وما سواه فليس تصالحا بل استسهالا واستسلاما للواقع وخضوعا لشهوات النفس مما يتسبب في ضرها وتعاستها وهذا ينافي مفهوم التصالح المحمود مع الذات، والله أعلم.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٣٠ ذو الحجة ١٤٤٥)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

تتعجب من حصول المصافحة أثناء عقد الزواج وربط يد العريس بيد ولي أمر العروس بشال أو غترة!!
هذا أمر عجيب وما عليه دليل ولا حاجة له فلن يطير العريس ولا ولي أمر العروس ولن يحصل بينهما توصيل مودة ونحوها عبر اللمس والمصافحة وربط اليدين، فالكمال والجمال والعقل الرزين والتصرف الصحيح والرقُي ليس إلا في العمل بالسنة وحسب، وفعل ما فعله خير خلق الله وأعقلهم وأكملهم وأحسنهم هديا وطريقة محمد صلى الله عليه وسلم، أما مخالفة السنة فما هو إلا تخلُف وجهل وخفة عقل وانحراف عن صراط الله المستقيم وعن التيسير في الدين وبقدر تلك المخالفة تكون هذه الأمور حاصلة أكثر في المخالف للسنة، فاعملوا بالسنة في كل صغيرة وكبيرة ترشدوا وتفلحوا وتهتدوا، واستعظم أيها المسلم مخالفة السنة مهما كانت في نظرك القاصر يسيرة فإن هذا فرض وهو من الإيمان ومن أخذ الدين بقوة وحزم وإحسان ومن أعظم أسباب معفرة الذنوب، ﴿أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [النور: ٢٢]، ومن اتِّباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن أسباب محبة الله للعبد المسلم المحقق العمل بالسنة، ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١]، ومن أسباب الهداية في سائر أمورك الدنيوية والأخروية، ﴿وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا﴾ [النور: ٥٤]، فهذا من بركة الحرص على العمل بالسنة، إلى آخر تلك المنافع العظيمة على المسلم في الدنيا والآخرة بسبب حرصه على العمل بالسنة وعدم الحيد عنها قيد أنملة، والله المستعان.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٣ محرم ١٤٤٦)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

#نصيحة للمتزوجين

💢لا يجوز للرجل ولا للمرأة التشكيك والتجسس على بعضهما البعض💢


فبحث الزوجين كل منهما عن عيوب الآخر وعثراته وزلاته والتجسس عليه أو عليها ومراقبته أو مراقبتها طريق إلى زعزعة الثقة بين الزوجين وبالتالي الطلاق وتشرذم الأسرة، والثقة إذا انتهت بينهما انتهت معها الحياة الزوجية والأصل هو بقاء الثقة بينهما، فمن الذي يسلم من العيوب فإنكَِ إن بحثتَِ ستجد ولابد، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال:
"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا ؛ يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِم"، [أخرجه مسلم في صحيحه]، والطروق: هو الإتيان بالليل، يعني أنه كان لا يدخل على أهله ليلا إذا قدم من سفر، قال النووي في شرح مسلم: قوله : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية"، وفي رواية: "إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة"، وفي الرواية الأخرى: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقا"، وفي الرواية الأخرى: "نهى أن يطرق أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم". انتهى.
فهذه الروايات للحديث يشرح بعضها بعضا.
فإذا اجتمع مع البحث عن عيوب الآخر الشك فيه والتجسس عليه فهذا جُرم وإثم عظيم بسبب عواقبه السيئة على الأسرة المسلمة ونهي الشرع عن ذلك.

فلا يجوز للرجل ان يتخوَّن أو يبحث عن عثرات لزوجته ولا ان يتجسس على أهله للتنقيب عن خيانة ما، أو بحثا عن العثرات والزلات فهذا نذير شر، وكذلك الزوجة لا يجوز لها التجسس على زوجها بتفتيش جواله أو تفتيش جيوب ملابس زوجها بحثا عن عيب ما أو أن تعمل جواسيس عليه اين ذهب وماذا عمل وهكذا، وإنما الأصل هو الستر والثقة والتغافل وإذا حصل ضرر على المسلم فإن الله حَكَمٌ عدل وسينصفه ويُظهر له حقيقة من يغشه بدون أي تكلف، فأنت توكل على الله واحفظ بصرك وفرجك والله سيحفظك في أهل بيتك.

كتبتُ هذه الكلمات المختصرة ردا على منشور يحث الزوجة على تفتيش جوال زوجها وهذا خطأ فاذح كما تقدم لك من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهيه، ففي اتباع سنته صلى الله عليه وسلم الخير كله والسعادة كلها، وإن ظهر شيء من الزوج أو الزوجة بوضوح وبدون تنقيبات فيعطى كل موضوع حقه من الإصلاح بضوابطه الشرعية، والله الموفق.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(1 ربيع الثاني 1441)
https://www.tgoop.com/qaidghsh

✍️ثنائي على أي شخص هو على حسب ما ظهر لي حتى لو بالغتُ في الثناء من وجهة نظرك فهو على حسب علمي فيه ولا يمكن أن أبالغ في الثناء عليه أو أقول فيه ما لا يستحق لأن ذلك سيكون نوع من الكذب والغش الذي يبلغ الآفاق عبر وسائل النشر الحديثة، هذا أمر.
والأمر الآخر وهو الأهم: إن ثنائي عليه لا يعني أبدا إقرار مني لكل ما يقوله ويفعله من صواب وخطأ بل أنا معه في صوابه وأبرأ إلى الله من خطأه لو حصل منه خطأ، فلا تحمِّل المزكي -أي شخص كان- ذنوب من أثنى عليهم بل ليكون لومك على المخطئ نفسه، إن شاء الله تسلخه سلخا إذا تمادى في الخطأ واستحق ذلك ما في مشكلة، لكن بدون تحميل غيره ذنوبه، قال تعالى: "وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" [الأنعام : 164]، جاءت في خمسة مواضع من القرآن أنه "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".
وإذا وصل به الحال إلى درجة لا تُحتمل حينها يُلام من زكى على تزكيته لأنه ينبغي له على أقل تقدير سحب ثناءه عن ذلك الشخص.
هذا هو الأسلوب العلمي الصحيح في مثل هذه الأمور لا أن يُلام الشخص بمجرد أن يخطئ من أثنى عليه، لا، في حدود للمسألة كما تقدم، ومن منا لا يخطئ، ما في أحد معصوم، ولكن الخطأ درجات منها ما يُحتمل ومنها ما لا يُطاق ولكلٍ تصرف خاص به.
هذا لأنني أثنيتُ على داعية إلى الله يستحق الإرشاد إلى ما عنده من خير فتقع منه أحيانا بعض الأخطاء والمبالغة في بعض الأمور فيدخل لي بعض الإخوة عبر الخاص معاتبين وطالبين مناصحته، طيب إيش أفعل له أنا أقعد ألاحق وراه، ما يصلح فهو حر ومسؤول عن نفسه.
وهذا الكلام ينطبق على من هذا حاله، مثلا بعض طلاب شيخ من مشايخنا يقع في تجاوزات وأخطاء وإذا بالحمل على الشيخ حتى أنه يُطالب في العلن أن يؤدب طلابه وتكثر الشكاوى إليه وهو فرد ومحبيه ربما آلاف، لو كل من أخطأ تكلم فيه ما بقي معه أحد، الأمر يحتاج مسايسة لحديث: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ"، أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النووي رحمه الله: والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه.
وطلاب العلم وكذا سائر الأصحاب والمحبين يحتاجون إلى مسايسة، فحسن الظن والتماس العذر لمن يستحق من الأخلاق الكريمة الطيبة.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(٢٧ شوال 1443)
http://T.ME/qaidghsh

🥀 أجمل شيء في الحياة وأريح شيء أن تعامل الله وحده دون سواه، ما عليك من البشر الصالح والطالح كلهم مساكين وتغيرهم الظروف والمواقف، لكن لو تعامل الله فقط ترتاح ولا يمكن تندم على شيء بعون الله لأنك عملت ما عملت لله ومن أجل الله وطاعة لله.
#ابن_الشابرة
http://T.ME/qaidghsh

عرض الصوفية في مصر الشقيقة على الرئيس السيسي وفقه الله مكحلة وقميص لنبينا محمد وأربع خصلات من شعره عليه الصلاة والسلام ثم قال الشيخ الصوفي حرفيا:
"وشعر النبي صلى الله عليه وسلم لا يبيد ولا يفنى وليس له ظل".
والرئيس طاير من الفرحة لأنه رأى آثار النبي صلى الله عليه وسلم وما درى المسكين أنهم كذابين دجالين نصابين، فقد ثبت إجماع أهل العلم أنه لم يبق شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما قول الصوفية عن شعر نبينا صَلَّى الله عليه وسلم لا يفنى ولا يبيد وليس له ظل فهذا ضلال مبين وغلو في رسول رب العالمين عليه الصلاة والسلام إلى يوم الدين، فهو بشر خلقه الله وعبد لله وليس له من صفات الله التي يختص بها الله جل وعلا شيء على الإطلاق، هو عبد لله، ولكنه أفضل مخلوق خلقه الله عليه الصلاة والسلام أكرمه الله بذلك، كيف شعره ما له ظل؟!
يا رب كثر الجهل واستفحل أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم انصر التوحيد والسنة ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
#ابن_الشابرة
#الصوفية_مخزن_البدع
http://T.ME/qaidghsh

*💢آية قرآنية بليغة من الآيات التي تحذِّر من دعاة البدعة والضلال والشركيات💢*

قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَدعونَ إِلَى النّارِ وَيَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرونَ﴾[القصص: ٤١].
فانظر كيف إن الله سماهم ما هو فقط علماء بل سماهم أئمة ولكن أئمة ضلال من استجاب لهم قذفوه في النار ويوم القيامة يتبرأون منه ولا ينقذون حتى أنفسهم من عذاب الله الأليم المهين لهم، قال أهل التفسير في معنى هذه الآية: وجعلناهم قدوة للطغاة والضُّلاَّل يدعون إلى النار بما يبثونه من كفر وضلال، ويوم القيامة لا ينصرون بإنقاذهم من العذاب، بل يضاعف عليهم العذاب لما سنّوه من سنن سيئة، ودعوا إليه من ضلالة، يكتب عليهم وزر عملهم بها، ووزر عمل من اتبعهم في العمل بها.
ومن الآيات التي ذمت علماء الضلال والبدع قول الله تعالى: ﴿وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخلَدَ إِلَى الأَرضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ﴾[الأعراف: ١٧٦]، فمثله بالكلب أقذر الحيوانات، وكذا مثلهم بالحمير، قال الله: ﴿مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارًا بِئسَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾[الجمعة: ٥]، الشاهد انك ينبغي ان تعرف انه يوجد في المجتمع هذه العاهات فخذ دينك عن الثقات عن أهل السنة والجماعة السلفيين الراسخين في العلم.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(1 رجب 1440)
http://T.ME/qaidghsh

🌴يجب على كل مسلم فرضا عينيا لا يتم إسلامه إلا به ولا يكون مسلما إلا بتحقيقه لهذا الواجب والفرض وهو أن كل من مات على غير الإسلام ليس من أهل الجنة على الإطلاق بنصوص القرآن والسنة، ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد فهو كافر مرتد لأنه رد نصوص الكتاب والسنة.
وصحيح أن الكافر والمشرك يختلف من شخص إلى آخر، فمنهم من يدخل جهنم ويتضاعف عذابه بسبب كفره وجرائمه الأخرى غير الكفر، ومنهم من يدخل جهنم ويُعذب على كفره وذونبه التي دون الأول لأنه لا يسلم أحد من الوقوع في الذنوب وإنما تتفاوت الذنوب من كبير إلى ما دونه والكافر ما عنده ما يكفِّر ذنوبه بعكس المسلم عنده أعمال تكفِّر ذنوبه إلا الشرك وحقوق العباد.
ومن عمل عمل خير من الكفار والمشركين فإنه يُجزى به في الدنيا وليس في الآخرة كما في حديث أنس رضي الله عنه في صحيح مسلم بعكس المسلم فإنه بسبب توحيده وإسلامه يُجزى بعمل الخير الذي يعمله في الدنيا وفي الآخرة.
فما تقدم عقيدة يجب الإيمان بها وإلا لماذا أرسل الله الرُسل وحصلت الحروب إلا من أجل توحيد الله سبحانه وتعالى فعدم الإيمان بما تقدم يلزم من لا يؤمن بذلك تعطيل القرآن والسنة وتعطيل الغاية من إرسال جميع الرسل فالأمر خطير للغاية إلى هذه الدرجة، فالعواطف هنا لا مكان لها البتة لأن المسألة إسلام وكفر.
وننبه هنا أن لا يُستفز الناس بعبارات لا داعي لها عند موت أي كافر أو مشرك لم يُعلم منه عداء للإسلام والمسلمين وقُتل على يد يهود أو مجرمين محتلين لبلاد مسلمة وهو محسوب مع المسلمين ومواقفه معلومة أنها ضد أولئك المجرمين المحتلين لا لأنه مسلم وإنما موجود مع المسلمين بسبب وطن أو غيره فلا نستفز الناس ونتكلم فيه ولا نشهد له بالجنة، ولكن ننصح ونبين بالتي هي أحسن، فإن استفزاز العامة من المسلمين بعبارات قاسية عليهم لا حاجة لها يوقعهم في أخطاء لا طاقة لهم بحملها فهم جهال لا يعلمون خطورة العناد في هذه الأمور وقد جاء النهي عن التسبب في وقوع المسلم في الإثم كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَلاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ"، والشاهد قوله ﷺ: "حَتَّى يُؤْثِمَهُ"، أي حتى يوقعه في الإثم.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٢ شوال ١٤٤٣)
http://T.ME/qaidghsh

وهنا 👇مقال بعنوان: 💢لا يجوز الترحم على من مات كافرا💢:

https://www.tgoop.com/qaidghsh/4626

وآخر بعنوان: 💢نصيحة لمن يترحم على الملحد ستيفن هوكنج💢:

https://www.tgoop.com/qaidghsh/667

وآخر بعنوان: 💢ما حكم الترحم على من مات من المسيحيين مع ذكر الأدلة على ذلك؟💢:

https://www.tgoop.com/qaidghsh/2045

وهنا 👇نصيحة حول خطورة رد النُصح في الدين:

https://www.tgoop.com/qaidghsh/4628

🌱الإتكيت في الأكل عند كثير من الطبقات الإجتماعية خاصة ما تسمى بالعليا صعب جدا ويختلف من منطقة إلى أخرى، ولكن لا أجمل من الإتكيت في شرعنا والذي لا نسميه بالإتكيت لأن هذا مصطلح غربي غير صحيح وإنما نسميه بآداب الطعام، وهي آداب ولا أجمل، مريحة للجميع وغير معقدة؛ وهي كالتالي:🌱

١) نغسل إيدينا جيدا على حسب الحاجة، والماء يكون صبا من إبريق أو كأس تصب لضيوفك أو من حنفية وأما أن تقرب لهم صحن فيه ماء والكل يدخل يده فيه ويغسلها فهذا خطأ.

٢) نجتمع على مائدة الأكل بأدب وبدون مسابقة الآخرين ونجتنب زحامهم؛ يعني تكونون جنب بعض بالتي هي أحسن فلا متفرقين زيادة ولا تزاحم من بجوارك فتؤذيه.

٣) نسمي الله؛ يكفي أن تقول "باسم الله" لا تكمل البسملة وتقول بسم الله الرحمن الرحيم، لأن من السنة الاقتصار على "باسم الله" فقط.

٤) تأكل بالهدوء، وتأكل مما يليك، من تجاهك، من أمامك، لا تدع يديك تطيش في المائدة يمين ويسار.

٥) خلِّص صحنك الذي أكلتَ منه سواء مرق أو شُربة أو محلبية أو أي شيء موجود في صحن مخصص لكل فرد أو الصحن المشترك يستحب أن تكملوه؛ لأن البركة في آخر لقمة تأكلها كما في سنة خير البشر محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

٦) لا تبذر مهما كان غناك لأن هذا سبب في زوال نعمة الله عليك، حدد عدد ضيوفك واعمل على قدرهم، واعمل ما يكفيهم ويشبعهم، فلا تنقص عليهم ولا تبذر.

٧) تنبيه مهم: البعض تكون سفرته فيها كثير من أنواع الأطعمة لكن ما يقرِّب لضيوفه إلا كل طبق على حده فتجد الضيف يظن أنه ما عاد باقي شيء فيأكل حتى يشبع إلا ويصيح صاحب البيت أبق باقي اللحم والسلتة ونحو ذلك وهذا خطأ، فأنت إما أن تقرب كل شيء أمام الضيوف وتقول نبدأ بكذا ثم بكذا إذا نفسك يحصل ترتيب أو تصمت وكل واحد يأكل ما في نفسه أو تقدِّم على طبق طبق لكن تخبرهم في بداية الطعام: باقي معانا كذا وكذا اعملوا احتياطكم ما أحد يقول لي بعدين قد شبعت! ونحو هذه العبارات اللطيفة.

٨) أيضا لا تكثر من عبارات الترحيب أثناء الأكل دعهم ينسجمون كل مع أكله! ولا تصمت فلا ترحيب بالمرة بل رحب بهم بعبارات منتقاة طيبة بدون رفاس كل دقيقة تصيح فيهم أرحبوا! وإذا كانت نفسك طيبة وفرِح بهم صدقني هم سيشعرون بهذا منك.

٩) الأكل مجتمعين وليس متفرقين كل على حدة؛ لأن في الإجتماع البركة.

١٠) لا تصدر أصوات مزعجة أثناء الأكل مثل صوت رشف المرق أو قرططة عظام اللحم، لا تبالغ في إصدار الأصوات وما تصدر الأصوات إلا بسبب الاستعجال ولو أكل المرء بهدوء لن تصدر إلا أصوات يسيرة غير مزعجة.

١١) لا تنظر إلى آيادي الناس أثناء الأكل، ركز على نفسك، ما لك دخل بكيفية أكلهم، بعضهم يعد اللقمات لبعض من يأكل معه ويعرف العدد والكمية وهذا أذى وقلة أدب.

١٢) ومن أهم الأمور لا تعزم أبدا أبناء الناس إلى بيتك وأنت ما ودك وإنما مجاملة فإن أتوا ثقَّلوا عليك وإن لم يأتوا فرحتَ أن مجاملتك لهم تمت على خير وما أحد أتى، بل قد حصل وسمعت من يعزم فإذا جاءه الضيف الذي عزمه تذمر بعد رحيله، طيب ليش عزمته من البداية.

هذا كله لأن نبينا ومعلِّمنا مكارم الأخلاق قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"، متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، فإكرام الضيف بأدبك وحسن معاملتك ورحابة صدرك وجميل أخلاقك معه أعظم وأهم من إكرامه بالطعام؛ لأنه إذا شعر بذلك ارتاح وتصير عنده اسضافتك له حتى ولو متواضعة أجمل من غيرها من الاستضافات الباذخة.
وفي الأخيرة: كلها آداب سهلة لو ركزَّتَ عليها ومرتبطة ببعضها البعض، وهي تخدمك وتخدم غيرك.
كتبه:
قايد بن غانم الشابرة
(١٥ شوال ١٤٤٣)
#ابن_الشابرة
http://T.ME/qaidghsh