tgoop.com/qalaammee/22946
Last Update:
في قلبي يقين..
أنّ كُل ما مَرّ من صعوبات وآلام، هو خير لقادمٍ يُعَدّ، كل ابتلاء صَقَلَ بي شيئًا مختلفًا لم أكن لأصل للغاية لولاه، أحيانًا نحتاج أن نقف قليلًا عند «عافية الألم»! تلك اللحظة التي ظَنَنتَ أنّها لن تَمُرّ، وبعد مرورها عَرَفت رحمة الله فيك! حتى لو أخذت جزءًا من قلبك، تأكد تمامًا أنّ كلّ جرحٍ يؤلمك، كلّ ضربة توجعك، كلّ لحظةٍ تَشُدّ عليك، كلّها تَصنَعُك.
فُتَّ قلبي حين فَقَدت، ضاق صدري حين حُرِمت، سالَ دمعي حين فشلت، حارَ عقلي عند الاختبار، نَسيتُ الاصطبار، حاولتُ فَهم المسألة، بحثت عن الحكمة، لم أجد جوابًا لكلّ سؤال!
لذلك تعلّمت؛ أنّ كلّ شِدّة، أعَدَّت بِي العُدّة، وأنّ شعور الجراح لا يضيع، وأجر التسليم لا يرحل، والإمداد في ميدان الصّبر لِمَن صَدَق، وأن أحلامنا وإن أحاطَ بها اليأس ماتت، وإن ارتدت ثوب الخوف فاتَت، لذلك كان «التسليم» حجر الزّاوية، ثم البدء لنقل ما بالعقل، نقتات على مائدة الرّضا حتى نصل.
لابدُ أن يقاتل الإنسان لأجل ما يؤمن به، لا بد أن ينزف نصفه في الطريق، لا بد أن يفقد شيئًا منه، ويترك هواه على حافّة الأمل، ويأخذ الثغر بقوّة، ويبقي يداه مرتفعةً نحو السماء، يمينه تكرّر ذات الدعاء، ويساره تحفر ألف صخرةٍ وجبل؛
تعلّمت أن انطفاء الرّوح عجزٌ مبكّر، وتلبية الهوى بداية الموت، وطاعة الشهوة فقدٌ للإرادة، واتّباع الشّبهة قَيدٌ لا فكاك منه، لذلك انتبه! على السائر ترتيب قلبه، وأن يراقب تدبير الله فيه، ثم لا ينتظر يدًا تُمَدّ، ولا حَبلًا يُشَدّ، حتى يُخرجه من راحته، يكفيك أنك بين يدي الله تقف يومًا، لذاك اللقاء فاستعد!!
يا كل لحظةٍ نَزَفنا بها صَمتًا، يا كلّ فكرةٍ باتتَ عند حافة الطّريق، يا كلّ احتياجٍ فقدنا به الصَّديق، يا كلّ يومٍ صعبٍ تجاوزناه، وكلّ درسٍ تعلّمناه، وكلّ ارتجافٍ بَدَّدناه، وكلّ تَرَدُّدٍ باليقين قطعناه، لا بأس نحاول مجدّدًا، والموعد عند الله.
لا تترك لحظة دون أن تسأل الله الفَهم عند الحيرة، والحكمة عند الشتات، والقوّة عند الخوف، والثبات عند الارتجاف، وأن يجعل صدرك جَنَّةً مهما ضاقت حولك الحياة، واسأله ألّا تميل الخُطى حيث الأسبق، بل الأصدَق وإن أردت مزيدًا؛
فاسأل الله أن تكون له وحده، خالصًا مُخلِصًا، نَجمًا لا يَضرّه قلّة الوَهَج، ولا تُغريه زينة النّاظرين، ولا ينطفئ إن لم يصفّق له أحد، يأخذ مكانه بقوّة، يُكمل مهمّته، يرفع رايته، يُحرّك السفينة كأنه الناجي الوحيد، يضبط شراع النِّية كل لحظة، إن تَعَثّر قام، وإن مالَ استقام، هو أمّةٌ وحده، كونٌ بما حَوى.
يا صديقي، تمسّك جيّدًا، لا بأس أن تهترئ، لكن لا تُفلِت يدك.
سَل السّائرين هل شَدّ أزرهم مثل الصدق شيء؟ سَل الثابتين هل رَسَّخَ خُطاهم مثل الإخلاص شيء؟ سَل أهل السِّر هل ضَرّ نفوسهم الخفاء؟ سَلّ الصابرين كيف كانوا! أليس يعيشون بيننا والرّوح في الآخرة هناك؟ أليس سلوان المحاول أن الله يرى؟ يا غايةً لم نبلغها بعد، أليس الصُّبح بقريب؟
بلى، قريب جدًا.
#قصي_عاصم_عسيلي
BY my pen ☁️قلمي يكتب
Share with your friend now:
tgoop.com/qalaammee/22946