Telegram Web
(أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَیُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِینَ مِن دُونِهِۦ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادࣲ)
بقدر عبودية المرء لله تكون الكفاية والحفظ والعناية، وعبر بالاسم الظاهر (عبده) دون الضمير بكاف الخطاب للنبي ﷺ رغم نزول الآية فيه لنكتة التشريف بالعبودية، والتعليل بأن سبب الحفظ هو العبودية، ثم حصل التشريف بالخطاب للنبي ﷺ بالالتفات (ويخوفونك) لأنه يمثل أنموذج الحفظ والكلاءة التام لكمال عبوديته لله، وأكمل الناس عبودية وإخلاصا من باع روحه لله واشترى جنته وثوابه فهم في كنف الله وحفظه، وختم الآيتين بما هو تذييل وتأكيد للمعنى في غلبة الله وانتقامه بكل كائد ماكر متربص بأوليائه (ألَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ).
قال ابن القيم في منزلة التوبة: (فالتوبة المقبولة الصحيحة لها علامات: أن يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبل الخطيئة. ومنها: أنه لا يزال الخوف مصاحبا له، لا يأمن طرفة عين…ومنها: انخلاع قلبه، وتقطعه ندما وخوفا. وهذا تأويل ابن عيينة لقوله تعالى: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم} قال: تقطعها بالتوبة. ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه، وهذا هو تقطعه، وهذا حقيقة التوبة، لأنه يتقطع قلبه حسرة على ما فرط منه، وخوفا من سوء عاقبته. فمن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا، تقطع في الآخرة إذا حقت الحقائق، فلا بد من تقطع القلب إما في الدنيا وإما في الآخرة. ومن موجبات التوبة الصحيحة أيضا: كسرة خاصة تحصل للقلب…..فيجتمع من هذه الأحوال كسرة وذلة وخضوع، ما أنفعها للعبد! وما أجزل عائدها عليه! وما أعظم جبره بها وما أقربه بها من سيده فليس شيء أحب إلى سيده من هذه الكسرة والخضوع والتذلل والإخبات، والانطراح بين يديه، والاستسلام له!). مختصرا من مدارج السالكين: (٢٨٦/١).
تكلم شيخ الإسلام عن المباحات، وأثرها على منازل الصالحين، يقول: (فإن الذي ينبغي أنه لا يفعل من المباحات إلا ما يستعين به على الطاعة ويقصد الاستعانة بها على الطاعة فهذا سبيل المقربين السابقين الذين تقربوا بالنوافل بعد الفرائض ولم يزل أحدهم يتقرب إليه بذلك حتى أحبه فكان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وأما من فعل المباحات مع الغفلة أو فعل فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة مع أداء الفرائض واجتناب المحارم باطنا وظاهرا فهذا من المقتصدين أصحاب اليمين…ففضول المباح التي لا تعين على الطاعة عدمها خير من وجودها إذا كان مع عدمها يشتغل بطاعة الله فإنها تكون شاغلة له عن ذلك وأما إذا قدر أنها تشغله عما دونها فهي خير له وإن شغلته عن معصية الله كانت رحمة في حقه وإن كان اشتغاله بطاعة الله خيرا له من هذا وهذا). الفتاوى: (٤٦٠/١٠).
(وقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِن أبْصارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ولا يُبْدِينَ زَينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَرَ مِنها)
(أمر الله المؤمنات بغض البصر.. ثم نهى الله نساء المؤمنين عن إبداء الزينة، وثمة تلازم بين إطلاق البصر وبين الزينة، وذلك أنه لا تكثر التزين للرجال الأجانب إلا من أطلقت بصرها فيهم، فتشوفت إليهم ببصرها، فزينت بدنها ولبسها، ولو لم تطلق بصرها لم يكن في القلب داع للتزين لهم، ومن حفظت بصرها، حفظت فرجها، ولم يقع في قلبها جذب الرجال إليها في الزينة، لأن القلب خال منهم، ولهذا قدم الله حفظ البصر على حفظ الفرج والنهي عن الزينة، لأن البصر حبل يجذب القلوب ويحركها إلى التزين لإغراء الرجال وإغوائهم والوقوع في الحرام). التفسير والبيان لأحكام القرآن: (١٨٣٥/٤).
محقرات الذنوب:
(وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ)
عن قتادة بن دعامة، قال: (اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء، ولم يشتك أحدٌ ظلمًا، فإيّاكم والمحقراتِ من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه)، وكان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية يقول: (يا ويلتاه! ضجوا إلى الله تعالى من الصغائر قبل الكبائر).
رسالة العبودية لشيخ الإسلام من أشهر وأعظم رسائله في أعمال القلوب، يقول: (وكل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم؛ وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك؛ وإن كان في الظاهر أميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم؛ فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر؛ فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد؛ وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها. وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لا سيما إذا درت بفقره إليها؛ وعشقه لها؛ فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور؛ الذي لا يستطيع الخلاص منه بل أعظم فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن…فأما من استعبد قلبه صورة محرمة: امرأة أو صبيا فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه، وهؤلاء من أعظم الناس عذابا وأقلهم ثوابا فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين.). الفتاوى: (١٨٥/١٠).
صغائر.....ولكنها رذائل.

في مبحث (عصمة الأنبياء) تصنيف لطيف للصغائر والقائلون بتجويز الصغائر على الأنبياء قسموا الصغائر لنوعين:
1- صغائر لا خسة فيها ولا دناءة ولا تكون من الرذائل ولا تشعر بنقص ولا تلحق صاحبها معرة.

2- وصغائر فيها ما تقدم فهم منزهون عنها.

والبحث وإن كان في الأنبياء لكن ينبغي على المؤمن أن يباعد نفسه عن الصغائر التي هي من الرذائل وفيها حقارة وخساسة وتستبشعها الفطر.
ويكون أكثر حرصا على توقيها من غيرها.
والذنوب كلها شر.
لكن هناك صغائر تسقط محبة العبد من قلوب المؤمنين وتورثه قالة السوء والشهادة عليه بالقبح والرذيلة وتزهد الناس في الثناء عليه والدعاء له.
فهي صغيرة في ضابطها لكنها آثارها أقبح من غيرها من الصغائر
ومن ذلك هذا التهتك في مواقع التواصل والاستخفاف ببعض الصغائر في العلن.
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
(المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُّنْيا والباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابًا وخَيْرٌ أمَلًا)
الأصل في نظم الكلام: الأعمال الصالحات الباقيات، فحذف الأعمال لتذهب النفوس كل مذهب في الطاعة الباقية، ولأن العمل الباقي هو الصالح دون غيره، فقيل هي: الصلوات الخمس، وفي حديث النسائي: سبحان والحمدلله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولاحول ولاقوة إلا بالله، وكل ذلك محمول على المثال ومنها الوارد في الحديث، فكل عمل صالح داخل في هذا الوصف والعموم، وفي الآية: تقديم للباقيات على الصالحات لأن سياق الآية ورد في الزائل الفاني من متاع الدنيا من الولد والمال الذي هو مجرد زينة ظاهرة يخدع بها أهل المظاهر دون الناظر في الحقائق، والباقي في الآخرة مما هو خير مآلا وعاقبة وما يؤمل ويرجى خيره، فأمل العبد في ماله وبنيه مقصور على الدنيا، وأمله في الصالحات يمتد إلى الآخرة مع راحة الإيمان في الدنيا.
(إنِّي وجَدْتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ ولَها عَرْشٌ عَظِيمٌ)
(استنكر الهدهد ما رآه من قوم سبأ وملكتهم، فذكر ما لم تجر العادة به، وهو ملك المرأة على القوم والبلدان، وفي هذا أن فطر الحيوان والإنسان جبلت على قيام الرجال بالملك وسيادة البلدان وسياسة الناس. وليس في الآيات إقرار من سليمان لها على ملكها لقومها، بل فيها إقرار من سليمان للهدهد على استنكاره، وقوم سبأ لم يكونوا على الإسلام، والأنبياء يخاطبون الأمم بأعظم أخطائهم، وهو الكفر والشرك، ولا يشتغلون بما دونه حتى يصلحوا ما هو أعلى منه، ولهذا لما دخلت ملكة سبأ في ملك سليمان، لم يولها شيئا).
وبعد ذلك كلام محرر حول ولاية المرأة وأقسامه فارجع إليه.
التفسير والبيان لأحكام القرآن: (١٩١١/٤).
قال ابن القيم: (وجماع الطرق والأبواب التي يصاب منها القلب وجنوده: أربعة، فمن ضبطها، لم يشمت به عدوه، وهي: الحرص، والشهوة، والغضب، والحسد.
فهذه الأربعة هي أصول مجامع طرق الشر والخير،

فـ آدم أبو البشر ﷺ أخرج من الجنة بالحرص وأبو الجن أخرج منها بالحسد.
وأما الغضب فهو غول العقل، وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته.
فإذا كان حرصه على ما ينفعه، وحسده منافسة في الخير، وغضبه لله وعلى أعدائه، وشهوته مستعملة فيما أبيح له كان ذلك عونا له على ما أمر به، ولم تضره هذه الأربعة؛ بل ينتفع بها أعظم الانتفاع).
التبيان في أيمان القرآن مختصرا: ٦٣٠
شرح ابن القيم هذا الدعاء العظيم في عشر صفحات، ومنها قوله: (استوعب أقسام المكروه الواردة على القلب، فالهم يكون على مكروه يتوقع في المستقبل. والحزن على مكروه ماض من فوات محبوب أو حصول مكروه والغم يكون على مكروه حاصل في الحال يوجب لصاحبه الغم.
فهذه المكروهات الثلاث هي من أعظم أمراض القلب وأدوائه…وعلق على: (إني عبدك وابن عبدك..) (فالتوحيد يدخل العبد على الله، والاستغفار والتوبة يرفع المانع، ويزيل الحجاب الذي يحجب القلب عن الوصول إليه، فإذا وصل القلب إليه زال عنه همه وغمه وحزنه، وإذا انقطع عنه حضرته الهموم والغموم، وأتته من كل طريق، ودخلت عليه من كل باب. فلذلك صدر هذا الدعاء المذهب للهم والحزن بالاعتراف له بالعبودية حقا منه ومن آبائه. ثم أتبع ذلك باعترافه بأنه في قبضته وملكه، وتحت تصرفه؛ بكون ناصيته في يده، يصرفه كيف يشاء، كما يقاد من أمسك بناصيته شديد القوى، لا يستطيع إلا الانقياد له). شفاء العليل: (٣٥٧/٢).
من طرق السلف: التماس معاني الأحاديث والكتب السماوية في كتاب الله، عن محمد بن كعب القرظي، قال: عن نَوْفٍ قال: إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل:" قومٌ يجتالون الدنيا بالدين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الصَّبر، يلبسون للناس لباسَ مُسوك الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب، فعليّ يجترءون! وبي يغترُّون! حلفت بنفسي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم فيهم حيران". قال القرظي: تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون، فوجدتها:" ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام"،
وفي الحديث النبوي قال القرظي: كنت أسمع أن المنافق يعرف بثلاث: بالكذب، والإخلاف، والخيانة، فالتمستُها في كتاب الله زمانًا لا أجدُها، ثم وجدتها في اثنتين من كتاب الله، قوله:(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، وقوله: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ..﴾.
قال علي رضي الله عنه: (كان النبي ﷺ دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه راجيه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وترك ما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث، كان لا يذم أحدا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه، ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز، فيقطعه بنهي أو قيام).
رواه الترمذي في الشمائل.
في قصة الخضر في قوله تعالى: (أمّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدْتُ أنْ أعِيبَها وكانَ وراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (وفي الاية: جوازُ ارتكابِ أدنى المَفسدتَيْنِ لدفعِ أعلاهُما، وكلَّما كان الإنسانُ بالمَفاسِدِ أبصَرَ، كان في بابِ السلامةِ أدَقَّ نظرًا.. وقد كان النبيُّ ﷺ أعلَمَ الناسِ بالمَفاسِدِ وتركُهُ لهدمِ الكعبةِ مِن هذا البابِ، وتركُهُ للأعرابيِّ الذي بال في المسجدِ منه كذلك. وكلَّما كان العالِمُ أو الحاكمُ بالمَفاسِدِ أعلَمَ، كان الاعتراضُ عليه ممَّن دونَه أشَدَّ، لأنّه يَرى ما لا يرَوْنَ، ويختارُ ما لا يختارُون، ويَنقُدونَ على ما لا يَعلَمونَ، ويجبُ عليه أن يَصبِرَ على ما يَعلَمُ، مع بيانِ حقيقةِ ما يَعلَمُ إنْ كان له قدرةٌ على البيان…والعِلْمُ بالمَفاسِدِ عظيمٌ، وهو خلافُ العلمِ بالمَصالِحِ، فالنفوسُ تتشوَّفُ إليه وتُقبِلُ عليه). التفسير والبيان لأحكام القرآن: (١٧١٨/٤).
Forwarded from هدى للناس
هدى للناس | د. أحمد عبد المنعم
هو برنامج تبسيط القرآن لهداية الناس
تفسير مبسط باستخدام مصطلحات سهلة يفهمها الجميع بإذن الله
الهدف: تيسير فهم كلام الله لكل الناس
فالقرآن يهدي المتقين ويقيم الحجة على الناس
الحلقات كل يوم جمعة مساءا بإذن الله
الحلقات كاملة هتنزل بشكل اساسي على يوتيوب وفيس بوك وسوند كلاود وتليجرام

منصات البرنامج
https://www.youtube.com/@huda_lennas

https://www.facebook.com/hudalennas/

https://www.instagram.com/huda_lennas/

https://soundcloud.com/huda_lennas

https://www.tiktok.com/@huda_lennas

https://www.tgoop.com/huda_lennas

https://x.com/huda_lennas
قال ابن القيم في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} (فهذا مثل عالم السوء الذي يعمل بخلاف علمه. أحدها: أنه ضل بعد العلم، واختار الكفر على الإيمان عمدا لا جهلا. وثانيها: أنه فارق الإيمان مفارقة من لا يعود إليه أبدا. وثالثها: أن الشيطان أدركه ولحقه بحيث ظفر به وافترسه،ولهذا قال: ﴿فأتبعه الشيطان﴾. رابعها: أنه غوي بعد الرشد، والغي: الضلال في العلم والقصد، وهو أخص بفساد القصد والعمل؛ كما أن الضلال أخص بفساد العلم والاعتقاد.
وخامسها: أنه سبحانه لم يشأ أن يرفعه بالعلم، فكان سبب هلاكه فلو لم يكن عالما كان خيرا له وأخف لعذابه. وسادسها: أنه سبحانه أخبر عن خسة همته وأنه اختار الأسفل الأدنى على الأشرف الأعلى. وسابعها: أن اختياره للأدنى لم يكن عن خاطر وحديث نفس، ولكنه كان عن إخلاد إلى الأرض، وميل بكليته.
وثامنها: أنه رغب عن هداه، واتبع هواه، فجعل هواه إماما له يقتدي به ويتبعه. وتاسعها: أنه شبهه بالكلب الذي هو أخس الحيوانات همة، وأسقطها نفسا، وأبخلها وأشدها كلبا، ولهذا سمي كلبا. وعاشرها: أنه شبه لهثه على الدنيا، وعدم صبره عنها، وجزعه لفقدها، وحرصه على تحصيلها؛ بلهث الكلب في حالتي تركه والحمل عليه بالطرد، وهكذا هذا: إن ترك فهو لهثان على الدنيا، وإن وعظ وزجر فهو كذلك؛ فاللهث لا يفارقه في كل حال كلهث الكلب).
الفوائد مختصرا: (١٤٨)
عقد ابن القيم فصولا طويلة حول الغناء وقال: (وقد تظاهرت الأخبار بوقوع المسخ في هذه الأمة، وهو مقيد في أكثر الأحاديث بأصحاب الغناء، وشراب الخمر، وفي بعضها مطلق.. وقال أيضا: (فالمسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد،وهو واقع في طائفتين: _علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله، الذين قلبوا دين الله تعالى وشرعه، فقلب الله تعالى صورهم، كما قلبوا دينه.
- والمجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم.
ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره، أو يوم القيامة…
قال شيخنا (ابن تيمية): (وإنما ذاك إذا استحلوا هذه المحرمات بالتأويلات الفاسدة).
وانظر: إغاثة اللهفان الجزء الأول: ٤٧٠_٥٩٢
لا ينقضي العجب من ثناءات الله المتتابعة في كتابه على موسى عليه السلام: (وَأَلۡقَیۡتُ عَلَیۡكَ مَحَبَّةࣰ مِّنِّی وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَیۡنِیۤ)
﴿وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِی﴾
(وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِیهࣰا)

يقول ابن القيم مبينا سبب هذه المنزلة: (سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: انظر إلى موسى رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه، وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدنيه؛ لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمة القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر)
من مجالات البحث المتميزة للباحثين: حروف المعاني ومعانيها ودراستها تطبيقيا في القرآن الكريم من خلال تفسير معين أو المقارنة بين التفاسير، وهذا أحد المعاني المتعلقة بحرف العطف (ثم)، ومن أشهر أمثلة التراخي الرتبي قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ). وذلك بعد ذكر عدد من الأعمال الصالحة، وهو حمل على المعنى المجازي دون المعنى الحقيقي المتعلق بالزمان والمهلة بين الفعلين.
منازل الناس بين الإقبال على الطاعة والكف عن المعصية: قال ابن القيم في قوله تعالى: (فأما من أعطىٰ وٱتقىٰ وصدق بٱلحسنىٰ فسنیسرهۥ للیسرىٰ وأما من بخل وٱستغنىٰ وكذب بٱلحسنىٰ فسنیسرهۥ للعسرىٰ)
(وأكمل الناس من كملت له هذه القوى الثلاث، ودخول النقص بحسب نقصانها أو بعضها فمن الناس من تكون قوة إعطائه وبذله أتم من قوة انكفافه وتركه، فقوة الترك فيه أضعف من قوة الإعطاء، ومن الناس من تكون قوة الترك والانكفاف فيه أتم من قوة الإعطاء، ومن الناس من تكون قوة التصديق فيه أتم من قوة الإعطاء والمنع، فقوته العلمية الشعورية أتم من قوته الإرادية، وبالعكس، فيدخل النقص بحسب ما نقص من قوة هذه القوى الثلاث، ويفوته من التيسير لليسرى بحسب ما فاته منها، ومن كملت له هذه القوى يسر لكل يسرى).
2025/02/26 12:54:30
Back to Top
HTML Embed Code: