tgoop.com/qhadyyy/3851
Last Update:
أيُّها المؤثر:
لا تحقرن من المعروف شيئْا.
مرَّ رجل بغصن شجرة علی ظهر طريقٍ فقال:
;والله لأنحينها عن المسلمين لا يؤذيهم" ، فأدخل الجنة، إنه الشعور بالمسؤولية، تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، إرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإعانتك للرجل الردئ البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة، وبكل كبدٍ رطبة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، فإن عجزت عن كلِّ ذلك فكن مؤثرًا بكفِّ الأذی عن الناس، فإنها صدقة تتصدق بها علی نفسك.
ماتت تلك الأمة السوداء، ودُفِنَت لا يعلم بها أحد، ولأنها مؤثرة افتقدها المؤثر ۔عليه الصلاة والسلام۔ فسأل عنها فقالوا: ماتت.
فقال: أفلا كنتم آذنتموني، دلُّوني علی قبرها، فدلوه علی قبرها فصلی عليها، صلی عليها خير من وطئ الثری، فأيُّ شرفٍ لها.
أيُّها المؤثر:
التأثير في الناس كالحجر يُرمی في البركة الراكدة، فأقوی دوائره هي أقربها للحجر، وتتسع الدائرة لتحرك البركة كلها، فابدأ بأهل بيتك ومن حولك، ثمَّ وسِّع أثرك حتی تنال الخير من أطرافه، يقول الله ۔عزَّ وجلَّ۔:
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾
فأنت من خير أمةٍ إذا أمرت وأنكرت.
جاء الوحي لأول مرة من السماء فقال نبيك ﷺ : (دثروني، دثروني)
واستمرَّ الوحيُ بالنزول، واستمرَّ البلاغ من الرسول حتی اكتمل المشهد، حتی أطلَّ النبي ﷺ علی الناس في مرض موته وهم يصلون خلف أبي بكرٍ ۔رضی الله عنهم أجمعين۔ فابتسم ابتسامة الإنجاز، ثمَّ أسدلَ الستار عن أجمل قصة نجاح عرفتها البشري، وكان بين قوله: (دثروني، دثروني) وبين تلك الابتسامة أكثر من عشرين سنة، فلا تستعجل، وعلی قدر الهدف تكون التحديات.
هذا رسول الله ﷺ احتاج إلی عشرين سنة ليُحدثَ التأثير المطلوب، فبنی حضارةً راقيةً لم تعرفها البشرية من قبل لأن ناطحات السحاب عنده لم تكن اسمنتيه، بل كانت نفوسًا بشرية، كانت مسيرته مليئة بالصعوبات والبلاءات من يتمٍ وفقرٍ وحصار وفقدٍ ونقد وشتمٍ وطردٍ وجرحٍ وعِداءٍ !
لم تكن طريقًا ممهدة ميسرة مختصرة، ولم تكن المعجزات حاضرة في تحديات الدعوة، فشجَّ رأسه الشريف، وكسرت رباعيتته، وغُلِبَ وسُحِرَ، وطرد، وقُتلَ أحبابه، وهُجِّرَ أصحابه، وهذه رسالة للبشرية أجمع لأنه أسوة، لكل من يحمل همَّ التأثير والدعوة، وأن لكل ثمنًا، ولكل نتيجة سببًا.
أيُّها المؤثر:
أعظم ما كانت في خدمة الدين، فالدعوة إلی الله مهمة العظماء من أتباع الأنبياء، يقول الله ۔تعالی۔:
﴿ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾
وقال حبيبك ﷺۢ :
(فوالله لئن يهدي بك الله رجلًا واحدًا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت(، هداية عبدٍ خيرٌ من قصور المجد، فاللهمَّ اهدنا واهدِ بنا، وانصرنا وانصر بنا، واجعلنا هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، مفاتيح للخير، مغاليق للشر، واستعملنا ولا تستبدلنا.
واعلم ۔يا صديقي۔أن مساحة التأثير تتقلَّص وتتسع بحسب قدراتك وعلمك وصلاحياتك، فلا تكلِّف نفسك ما لا تستطيع، فحاول بيدك، فإذا لم تستطع فبلسانك، فإذا لم تستطع فبقلبك وذلك أضعف الإيمان ألقلب أضعف من حيث التأثير، ولكنه فيصل بين الشعور بالمسؤولية، وبين السلبية واللا مبالاة، بين حياة القلب وموته.
يقول سفيان الثوري ۔رحمه الله۔: (إن كنتُ لأری المنكر لا أستطيع تغييره فأبول دمًا)
وكذلك المؤثرون يستشعرون، يتكلمون، يتحركون، يبادرون، يحاولون، أو علی الأقل يتألمون.
أيُّها لمؤثر:
صاحب المؤثرين، وساند المجتهدين، واقرأ بوعي في سير العظماء والفضلاء والصالحين، وحدد موقعك في خارطة العطاء حتی لا يضلك الغرور ولا يقصر بك الفتور.
BY تفريغ مقاطع الأستاذ ياسر الحزيمي.
Share with your friend now:
tgoop.com/qhadyyy/3851